لم يعد الفلسطينيون عامةً يثقون أن المصالحة الوطنية ستتم، وأن المسامحة المجتمعية ستقع، وأن الاتفاق السياسي سينجز، وأن الشروط المشتركة لمختلف الأطراف ستحفظ، وأنهم سيعودون لممارسة حياتهم الطبيعية، وسيستعيدون علاقاتهم البينية الطيبة، وستعود الألفة إلى البيوت الفلسطينية، والدفء إلى العلاقات الفصائلية، وسينتهي الانقسام البغيض المزمن وستطوى صفحاته السوداء إلى الأبد، وسيلتزم طرفا الانقسام بتعهداتهما، ولن ينكصا على أعقابهما أو ينقلبا على اتفاقهما، إذ سيحفظان كلمتهما، اقرأ المزيد
منذ الأيام الماضية يُعتقد لدينا، أن اتفاقاً قريباً بشأن تحقيق تهدئة (تفاهمات محدودة) بعيدة المدى، سيحدث لا محالة، وهو الخاص بتحديد مستقبل الفترة الآتية بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية المتماهية معها من ناحية، وإسرائيل من ناحيةٍ أخرى، وفي ضوء أن الجانبين يميلان إلى تبني تفاهمات مناسبة له، خاصة وأن حصولها سيكون بفضل وساطة مصرية خالصة، والتي تهدف الوصول إلى أجواء مستقرة بين الطرفين، وإلى تسهيل الطريق نحو المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام. لكن وكما يبدو، فإن تفاهمات كهذه، لن يكون مرورها سهلاً، برغم توارد أنباء مختلفة بثبوتها، اقرأ المزيد
أصبحت المستوطنات الإسرائيلية التي تقع في محيط قطاع غزة، المتاخمةُ له أو القريبةُ منه، أو حتى تلك التي تقع بعيداً عنه ولا تطل عليه، ولا ترى أهله ولا تحتك بسكانه، إلا أن صواريخ المقاومة تطالها كالقريبة، والقصف ينال منها كالمجاورة، ودخان المظاهرات يخنقها، وهتاف المتظاهرين يرهب سكانها، وبالونات المحتجين تصلهم، وطائراتهم الورقية تحرق مزارعهم، وتشعل النار في مرافقهم، وصوت الزاحفين تحت مساكنهم يرعبهم، اقرأ المزيد
التأكيدات التي كان يكرّرها رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو"، والتي حصلنا عليها طوال المدّة الفائتة، وهي الخاصة بتطور العلاقات الإسرائيلية - العربية، كان مسؤولون فلسطينيون يُكذبونها، أو يقللون منها في الآن معاً، وعادةً ما كان كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور "صائب عريقات" يتصدى لتلك التأكيدات، بأن لا أساس لها من الصحة، أو هي زائدة عن الحدّ على الأقل، وعلى ما يبدو فإن "نتانياهو" كان صادقاً في جميعها، بسبب أنها أصبحت كحقيقة دامغة أمام أعيننا. اقرأ المزيد
مما لا شك فيه أن الفلسطينيين غاضبون جداً مما يجري في منطقتنا العربية، وغير راضين عما آلت إليه قضيتهم ووصلت إليه مسألتهم، ويؤسفهم كثيراً الدرك السحيق الذي انحدرت إليه، والواقع المرير الذي يعيشه شعبهم، وتعانيه فصائلهم، وتشكو منه قيادتهم، وتئن تحته منظمتهم، ويقلقهم الأفق المغلق والحلول العدمية، وتعذر التحرير وصعوبة المرحلة، وقسوة الظروف وارتفاع الكلفة وجسامة التضحية. ويؤلمهم استفراد اقرأ المزيد
بعد مرور خمسة وعشرين عاماً على اتفاق أوسلو، لم تنجح العملية السلمية ومقاربة حل الدولتين التي جاءت في إطارها في تحقيق الاستقلال المنشود الذي سعى من أجله الفلسطينيون. فقد اتضح جلياً أن معطيات تلك العملية والمفاوضات التي قامت على أساسها والاتفاقات التي وقعت بموجبها جاءت جميعها في ظل تناقض بين المقاربات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الأمر الذي يفسر فشلها في تحقيق الاستقلال وعدم إمكانية الاعتماد عليها لتحقيق ذلك الهدف في المستقبل. اقرأ المزيد
إنها أيامٌ بئيسةٌ حزينةٌ، غريبةٌ عجيبةٌ، مؤلمةٌ مقلقة، صادمةٌ موجعةٌ، تثير الأسى وتبعث على الغثيان والغضب، وتنغص القلب وتنكد على النفس، أيامٌ لم نعتد عليها ولم نكن نتمنى ما يحدث فيها، أيامٌ كنا نخشاها ونخاف منها، ونتحسب من آثارها، وإن كنا نتوقعها ونشعر بها، ونعرف أنها تنسج بليلٍ وتجري في الخفاء، وتدور أحداثها في كواليس الظلام بعيداً عن عيون المراقبين ووسائل الإعلام، ولكنها كانت أيامٌ مستبعدة، وأحداثها محرمة، إذ ما كانت الشعوب العربية تتخيل أن يأتي يومٌ فيه يتجول الإسرائيليون وهم أعداؤنا في شوارعنا، اقرأ المزيد
ليس كل صاروخٍ ينطلق من قطاع غزة تجاه العدو الإسرائيلي هو بقصد المقاومة، وضمن استراتيجية المقاومة والتحرير، ويصب في خدمة الشعب ويعود بالنفع على القضية، وإن أصاب هدفاً أو ألحق ضرراً، وإن تألم منه العدو وتوجع، وشكا منه ورد عليه، وارتفع صوته بالصراخ غاضباً وبالثأر والانتقام متوعداً، فسقوط الصواريخ على مناطق العدو أياً كانت نتائجها وآثارها، لا يعني بالضرورة طهرها، ولا يمنح مطلقيها شهادةً في الوطنية ووساماً في المقاومة، ولا يطلق أيديهم في غيرها منفردين دون دراسةٍ أو تنسيق. اقرأ المزيد
يشكك بعض المراقبين من الذين يسكنهم الغيظ ويملأ قلوبهم الحقد، في صحة ودقة تصريحات ومواقف الأب الفلسطيني ابن قطاع غزة مانويل مسلم، ويقولون بأن مواقفه الشجاعة وتصريحاته النارية، وكلماته الرائعة، وصموده العجيب، ودفاعه المستميت عن المقاومة، وحمايته لرجالها، وإيوائه لأبطالها، وفتحه لأبواب الكنائس أمام الفارين من نار الحرب وجحيم القصف الإسرائيلي، كانت فقط بسبب وجوده في قطاع غزة، وإحساسه بالضعف والوحدة في ظل قطاعٍ تسيطر عليه قوى المقاومة المسلحة، الإسلامية الفكر والتوجه. اقرأ المزيد
مخطئٌ من يظن أن الفلسطينيين في قطاع غزة يسعون للحرب أو يستعجلونها، وأنهم يتمنونها ويريدونها، وأنهم يستفزون جيش الاحتلال لجره إليها ووقوعه فيها، ويتعمدون إحراجه وتضييق خياراته، وإكراهه على خوضِ حربٍ يتجنبها، والدخول في معركةٍ عسكريةٍ مفتوحةٍ لا يريدها، وأنهم يعززون بتصريحاتهم رأي الإسرائيليين المؤيدين لها والداعين إليها، ويضعفون رأي الرافضين لها والمطالبين بمنعها أو تأخيرها، اقرأ المزيد