الديمقراطية ليست انتخابات وحسب، فالانتخابات ركن مهم منها، لكنها لا تستوفي شروطها وقدرتها على التعبير الأمثل عن الإرادة الشعبية إلا بتوفر أركانها الأساسية الأخرى، وهي البنى التحتية ، والتعليم المعاصر، والقوة الاقتصادية والعسكرية والأمنية. فلا توجد دولة ديمقراطية في العالم بلا قوة عسكرية فائقة وانتعاش اقتصادي واضح، وشعب متعلم معاصر، بعيدا عن الدين وأضاليل المتاجرين به. بينما الواقع العربي يفتقد لجميع الأركان الأساسية للديمقراطية، ويحصر معناها في الانتخابات التي لا يمكنها أن تكون نظيفة ونزيهة مهما توهمنا وتصورنا، اقرأ المزيد
التحدي الأعظم الذي سيواجه أو يواجه العرب هو عدم قدرتهم على إطعام أنفسهم, والذي لا يُطعم نفسه يفقد سيادته وحريته وكرامته ولا يمكنه أن يعيش عزيزا, ولهذا فإن عليهم أن يدركوا جسامة التحدي وينهضوا بوعي وعزم نحو إقامة المشاريع الكفيلة بتوفير الطعام. أطعموا أنفسكم يا عرب, نداء يجب أن يتردد في جميع المنابر, وتدركه العمائم واللحى وتنادي به بدلا من أحاديث وخطابات الضلال والبهتان المتفاقمة, التي تعطل العقول وتكسّر السواعد, أو تحفزها على سفك الدماء وتنمية الجياع وتدمير الزرع والضرع والشجر. اقرأ المزيد
النهر الموازي هو نهر يتم شقه موازيا للنهر الأصلي ويجري بعكس اتجاهه, وقد بدأت بهذه الفكرة الصين التي شقت أنهارا موازية لعدد من أنهارها, لتوفير المياه للمدن التي لا تجري فيها أنهار, وقد قامت بجعل هذه الأنهار تجري بعكس اتجاه النهر الأصلي, فإذا كان يجري من الشمال إلى الجنوب, فالنهر الموازي يجري من الجنوب إلى الشمال, أي أن مياه النهر الأصلي تستدير بعكس اتجاهها في النهر الموازي وبقوة دفع تياره الجاري. وهذه الفكرة جديرة بالعمل بها في مصر والعراق, إذ يمكن شق أنهار موازية لنهري دجلة والفرات, وكذلك نهر موازي لنهر النيل, بدلا من هدر المياه في البحار, ولابد من الدراسة العلمية والاستفادة من الخبرة الصينية للانطلاق بهذه المشاريع الكبرى الكفيلة بتحقيق الإرواء والتنمية الزراعية وتوفير الطعام. اقرأ المزيد
المجتمعات المتحضرة تُخضِع مسؤوليها والقائمين على شؤون الحكم فيها لفحوصات صحية سنوية لتقرير قدراتهم البدنية والنفسية والعقلية اللازمة لتحمل المسؤولية، والقيام بواجبات الحكم بعافية وطنية وسلوكية تحقق مصالح البلاد والعباد. والمجتمعات العربية في معظمها لا تمتلك هذه الآلية، فحالما يجلس الفرد على الكرسي يتم إخراجه من الواقع البشري وتجريده من اقرأ المزيد
عام 1979 هو العام الذي غيّر الواقع العربي وقلبه رأسا على عقب, وأطاح بالأهداف والطموحات العربية, وحول الوجود العربي إلى شذر مذر, وقد يقول قائل أن ما جرى فيه صدفة, لكن القول بذلك يكشف نوعا من السذاجة والجهل المروع, فمنذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور كل ما يحصل في المنطقة يتحقق بحسبان دقيق ويمضي وفقا لخطط تحقيق المشروع المرسوم والموعود. ويبدو أن حصيلة النتائج والدراسات التي تراكمت منذ (16\5\1916) وحتى عام 1979 قد أفضت إلى أن تحصل المتغيرات التي أودت بالوجود العربي وطمست المشاريع الوطنية والعربية, التي كانت تسعى لضم شمل العرب وتوحيد صفوفهم. اقرأ المزيد
الدين من ضرورات الحياة منذ أن بدأت أول الخطوات الآدمية فوق التراب, وقد بحث عنه جلجامش في ملحمته, وأول ما شيده البشر هي المعابد, وأول ما أدركه أن يكون هناك إله, وبعد مسيرة طويلة تعددت الأديان وتطورت واتخذت حالات معروفة ولا تزال فاعلة في الحياة, وكل بما لديه فرحون ويحسبون أن دينهم هو الدين المبين اليقين. ولا فرق بين مجتمعات الدنيا بأسرها بخصوص الدين, فلكل منها دينه وربه ومعابده وطقوسه وآلياته التعبدية وما يتصل بها من سلوكيات وتفاعلات, لكنها تقدمت وتطورت وتواصلت بعقولها ووضعت للدين وقته وحالته, وللحياة قيمتها وضروراتها ومتطلباتها, التي تستدعي منها النشاط والإبداع والتقدم المتوثب للأمام. اقرأ المزيد
العرب يلومون الآخرين ويتوسلونهم, ولا يلومون أنفسهم ويتفاعلون مع بعضهم بإيجابية, والحقيقة الدامغة أن العرب مخطئون والآخرين مصيبون, ذلك أن العرب يوفرون الفرص الذهبية للاستثمار بمشاكلهم وأخطائهم وهم في غفلة يعمهون, ولا يرعوون ويستيقظون ويدركون بأن ما يقومون به هو عين المهين. فالواقع البشري ومنذ الأزل يقضي بأن القِوى تستثمر في أخطاء ومشاكل القوى الأخرى, لتضمن السيطرة عليها والتحكم بمصيرها بل واستعبادها, ولا توجد قوة في الأرض مهما صغرت أو كبرت إلا وتسعى للاستثمار بمشاكل وأخطاء القوى الأخرى من حولها, وهذا هو ديدن الصراعات وموقد الحروب على مر العصور والأزمان. اقرأ المزيد
الذلة كلمة يرددها العرب ويرفعونها بشعارات تشير إلى رفضها وعدم الركون إليها والثورة عليها ومقاومتها, لكنهم يمعنون بالتمرغ بأوحال الإذلال والامتهان. فترى عبارات رفض الذلة مرفوعة فوق الأكواخ والبيوت العشوائية وحول الفقر, وعلى ربوع المسكنة والعوز والقهر والظلم والإجهاز على العزة والكبرياء, والحناجر تهتف بعدم الذلة وهي تمارس أذل من الذلة!! أ ليس الإفقار والاحتقار والإهانة والاستعباد والإمعان بالخنوع ذلة؟!! أ ليس الرضوخ للفساد والنهب والسلب والإذعان للدجل والأكاذيب ذلة؟!! أ ليس القبول بالحكم بالحاجات والصعوبات والممنوعات ذلة؟؟ أ ليس القبول بفقدان البنى التحتية من رعاية صحية ووسائط نقل وشوارع حديثة ومدن جميلة ذلة؟!! اقرأ المزيد
أمة العرب ربما تستحق وصف أمة العطب, ذلك أن معظم بقاعها في احتراق ودمار وخراب واستعار وانسجار وتناحر وتصارع واقتتال. العراقي يقتل العراقي السوري يقتل السوري الليبي يقتل الليبي اليمني يقتل اليمني المصري يقتل المصري الفلسطيني يقتل الفلسطيني اقرأ المزيد
التأريخ العربي المعاصر يمكن اختصاره بمقالة قصيرة واحدة تغنيك عن قراءة الكتب والنظر في الأحداث المتوالدة والويلات المتصاعدة، فالتقييم السلوكي للواقع العربي منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر وحتى اليوم، محكوم بآليات وقوانين ثابتة ومعادلات راسخة متفاعلة بوتيرة متصاعدة. فالموضوع باختصار هو القبض على مصير الأمة واستعبادها ومنع الصيرورة العربية الحضارية المعاصرة التي تواصلت على مدى قرون، وفي ذلك الزمان كانت الدولة العثمانية هي القوة المهيمنة في العالم ولها التأثير الطاغي، لكنها بدأت تصاب بالهزال والضعف، فتحركت نحوها القوى التي تتربص لافتراسها، ولهذا بدأت الدعوات القومية العربية والترويج للحركات والجمعيات والأحزاب، التي تواصلت في صناعة البيئة المناوئة لها، وقد تتوّجت بالثورة العربية الكبرى ذات الوعود الكاذبة من قبل القوى التي تحاربها، وعندما هُزمت الدولة العثمانية وجد العرب أنفسهم أمام سراب الوعود، فتم القضاء على قائد الثورة (علي بن الحسين) ونفيه إلى جزيرة مالطة، وتوزيع أبنائه على الدول المرسومة الحدود وفقا لمعاهدة سايكس بيكو. اقرأ المزيد