منذ لحظة الإعلان عن تأسيس التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة (داعش) كان لتركيا موقف فارق ومختلف عن باقي الدول، فامتنعت عن توقيع "اتفاق جدة" رغم إعلانها اللفظي عن المشاركة في التحالف، وقد فسر الأمر حينها على أنه تدبير وقائي منها لحماية طاقم قنصليتها في الموصل المحتجز لدى التنظيم. لكن تحرير الرهائن أو الإفراج عنهم لم يغير كثيراً من الموقف التركي، الذي اكتفى بالتعهد بتقديم الدعم في المجالات اللوجستية والإنسانية والاستخباراتية. بينما وضعت تركيا ثلاثة شروط لمشاركتها الفاعلة في معركة عين العرب/كوباني وسوريا بشكل عام، هي المناطق الآمنة وحظر الطيران وتدريب المعارضة السورية، وفق رؤيتها التي تدعو إلى عدم الاكتفاء بمحاربة التنظيم، بل إنهاء أسباب وجوده، أي إسقاط نظام الأسد. اقرأ المزيد
شهدت الأزمة السورية تحولات عميقة في الأشهر الثلاثة الماضية؛ حيث بدأت تتعزز ملامح تعاون إيراني-أمريكي في المجالات السياسية والعسكرية على حد سواء. وكان المسؤول السابق عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأميركية، فردريك هوف، قد سرب تفاصيل سلسلة اجتماعات سرية أمريكية-إيرانية عُقدت في الأشهر الماضية للتداول حول مستقبل نظام بشار الأسد والدور الإيراني المقترح في مواجهة المخاطر الأمنية المشتركة. اقرأ المزيد
السذاجة تتصل بقلة الخبرة والمعرفة والتجربة, ولهذا يكون الساذجون أهدافا سهلة, وأوساطا لتمرير إرادة الآخرين ذوي الخبرات والمعارف العملية. والديمقراطية في مجتمعاتنا توحّلت في أطيان السذاجة, وتأطّرت بالبهتان والضلال, وبمفردات السوء الفاعلة في نفوسٍ إستنقعت بأوعية البغضاء والعدوان. وبسبب ذلك تشوّهت وتحولت إلى حالة مغايرة لطبيعتها وجوهرها, وما تهدف إليه وتسعى لتحقيقه في حياة المجتمعات. فالسذاجة جعلت الديمقراطية أفظع وسائل تدمير الدول وتمزيق المجتمعات, وتفعيل آليات الشرور والعدوان ما بين الإنسان والإنسان. اقرأ المزيد
لا شك بأن حادثة مقتل المصريين ألـ21، على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) داخل الأراضي الليبية، تثير الحزن والغضب معاً، برغم أنها ليست جديدة، فقد واجهت بعض الدول منذ الماضي، أحداثاً دموية مشابهة وخاصة ًدول أفغانستان وسوريا والعراق، حيث ذهب نتيجتها آلافاً من الضحايا الذين وجدوا أنفسهم في واقعٍ ألزمهم دفع الثمن بغير ذنب، وبلا أيّة أخطار منسوبة إليهم، ودونما أيّة صلة بأعمال سياسية وأمنية بطبيعة الأمر، فقط باعتبارهم يتبعون لدولة غريمةً، لدواعٍ سياسية وأمنية ودينية، وكأنّ ذلك هو جزء من قدرهم المحتوم. اقرأ المزيد
ماذا يجري في بلدان العرب؟ فالناس فيها وكأنهم أرقام قيمتها صفر, أو أنهم ركام أصفار على يسار رقم يستبيحهم, ويمحوهم بممحاةٍ ذات ألوانٍ وألوان!! فما تتداوله وسائل الإعلام هو أرقام, لا تعني أحدا لا من قريب ولا من بعيد!! أرقام تتوارد كل يوم وساعة من سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر وغيرها من البلدان. اقرأ المزيد
حوار عائشة المراغي مع الدكتور رضوان السيد الدكتور رضوان السيد، ولد في ترشيش بلبنان عام 1949، جمع في تكوينه العلمي والثقافي بين عمق التراث العربي الإسلامي وأصالته، ومنهج المعرفة الغربية ونظرياتها الحديثة، عمل بالتدريس في الجامعة اللبنانية وأستاذا زائرا في أكثر من جامعة أوربية من بينها هارفارد وشيكاغو، كما رأس تحرير عدد من الدوريات العلمية والثقافية، وله أكثر من 160 مؤلفا ما بين نص محقق، وكتاب وترجمة، ودراسة في قضايا التراث السياسي الإسلامي والفكر الإسلامي المعاصر، من أشهر كتبه "التراث العربي في الحاضر" و"أزمنة التغيير، الدين والدولة والإسلام السياسي"، ومن ترجماته "صورة الإسلام في أوربا في العصور الوسطي، لسوذرن". اقرأ المزيد
ترافق انطلاق الحراكات الشعبية، التي عمّت دولاً عربية عدة، مع خطابٍ طَموحٍ يبشر بتغييرٍ إيجابي، مع نفحةٍ عموميةٍ من "الأنسنة" (ضمن النطاق الوطني على الأقل). لكن ما يجب التوقف عنده هو سرعة تدهور واختفاء هذا الخطاب الجامع والإيجابي، وتحوله إلى خطابٍ متفسخٍ ورجعيٍّ يدعو إلى الإبادة والتقوقع والكراهية. نلحظ هذا في سورية مثلاً، على المستوى الإعلامي، وعلى مستوى الحوارات اليومية والمزاج العام لشرائح واسعة من السوريين. اقرأ المزيد
أمم الدنيا تعيش في دولة، إلا أمة العرب فهي أمة بلا دولة!! فالعرب أمة عاجزة على أن تكون في وعاء دولة، وعلى مدى القرن العشرين وحتى اليوم، فشل العرب في إقامة كيان الدولة بمعانيه السيادية والاقتدارية، وإنما ارتضوا صيرورة الكينونات التي تسمى أقطارا أو أوطانا، وهي منقوصة السيادة ولا وجود فيها لكيان الدولة ومؤسساتها، بل مضت تتدحرج في دروب التشظي والتناثر، وفقا لإرادات فردية وحزبية وعائلية، حتى وصل بها الأمر إلى أن تمعن في التفتت، فتجعل من أسباب قوتها مؤهلات ضعف وضياع. اقرأ المزيد
في بداية الربيع العربي، اقترب مني شخص أتعرف عليه لأول مرة، وكنت جالسا على مائدة الغداء في المطعم، واستأذن بالجلوس بعد أن قدم نفسه على أنه من (بنما)، وبوده أن يتكلم معي لأنه عَلِم بأني عربي!! جلس الرجل وهو في عقده السادس على ما يبدو، وذكر عمله وبأنه متقاعد، ومطلع على التاريخ وثقافات الشعوب، ومهتم بحضارات المنطقة العربية، وبعد برهة من الكلام رأيت دموعه تترقرق في عينيه، وهو يريد الإفصاح عن الموضوع الذي سيحدثني عنه!! اقرأ المزيد
كان عام 2014 حاسماً لحكومة العراق وشعبه وكشف هشاشة المؤسسات التي تدير الدولة. مارس العراق العملية الديمقراطية في بداية العام ولكن سقوط الموصل على يد قوات يمكن تسميتها بقوات سنية كشف عدم كفاءة القوات العسكرية التقليدية أولاً وهشاشة وفساد الحكومة المركزية في بغداد وألاعيب الحركة السياسية بين بغداد وأربيل مع وجود مرض مزمن استوطن العراق منذ عقود من الزمن ولم يتم القضاء عليه ألا وهو الفساد المالي والإداري الذي يفتك اقرأ المزيد