معلومة أن الكلام عن المشاعر يساعد في تلطيف حدتها هي معلومة لا يحتاج الإنسان لعلم النفس ليعرفها، فكلنا يخبر ذلك بنفسه ويسمعه من غيره، وهناك أساليب علاج نفسية تستثمر تلك القدرة الفطرية لتفريغ المشاعر بالكلام عنها، ولكن الجديد هو محاولات فهم الآلية الدماغية العصبية التي يحدث بها ذلك وكذا محاولات الاستفادة من ذلك في إطار الت.م.ا (التعرض ومنع الاستجابة)، فقد بدأت أبحاث التصوير العصبي الحديثة في تقديم نظرة ثاقبة لآلية عصبية معرفية محتملة يمكن من خلالها أن يؤدي وضع المشاعر في الكلمات إلى تخفيف الاستجابات العاطفية السلبية، وتشير نتائج عديد من الأبحاث إلى اقرأ المزيد
وفقًا لنموذج الت.م.ا القائم على الانطفاء (Bouton, 2004) ونظرية التعلم المثبط تتضمن اضطرابات القلق (Craske et al., 2008) ارتباطًا بين المحفزات المخيفة والعواقب أو التهديدات المكروهة، ويؤدي التعرض الناجح إلى تطوير ارتباطات أمان ثانوية من خلال إقران محفزات الخوف مع عدم وجود نتائج مكروهة، بحيث تتنافس هذه الارتباطات الجديدة مع ارتباطات التهديد الموجودة مسبقًا بدلاً من استبدالها بالكامل، ويعتمد نجاح التعرض على كل من تطوير ارتباطات الأمان (أي التعلم المثبط)، والتثبيط المستمر لارتباطات التهديد القديمة من قبل ارتباطات الأمان الجديدة. وتحدث عودة الخوف (أي الانتكاس) بعد نجاح التعرض إذا أصبحت. اقرأ المزيد
6) التنوع والتباين Variability : يبدو بوضوح لمن يراجع نتائج دراسات التعلم الحديثة أن تصعيب العملية التعليمية أكثر فائدة من تيسيرها، أو أن إثقال عملية التعليم بما يضمن تعميما أكثر للمادة المتعلمة أفضل من تحديدها بهدف التيسير على المتعلم حتى وإن أدى ذلك إلى إبطاء التعلم، فقد أثبتت الدراسات على البشر أن تنوع المهمة التي يجب تعلمها يؤدي إلى تعزيز الاحتفاظ بالمواد غير العاطفية المكتسبة أثناء التعلم (Shea & Morgan, 1979). فمثلا وجد أن الممارسة العشوائية للمهمات (أي منع التجارب المتتالية لنفس المهمة أو ذات نفس الصعوبة من التكرار) أو عملية التنقل العشوائي بين المهام، تعزز اقرأ المزيد
5) منع وسائل أو سلوكات التأمين Removing Safety Signals : وسائل التأمين Safety Aids أو سلوكات التأمين Safety Behaviors هي مثبطات مشروطة (محفزات مثبطة مشروطة) تنبئ بغياب المحفز غير المشروط (الم.غ.م). وسلوكيات التأمين شائعة جدا في مرضى اضطرابات القلق، وتشمل الإجراءات الظاهرة أو المستترة التي يتم اتخاذها لمنع أو الهروب من أو تقليل من أثر الكوارث المخيفة و/أو الضيق المرتبط بها (Telch & Lancaster, 2012) وهي -كما عرفناها سابقا-استراتيجيات يستخدمها مرضى اضطرابات القلق اقرأ المزيد
3) الانطفاء المعزز أحيانا Occasional reinforced extinction: من المتواتر أثناء التطبيق العملي للعلاج بالت.م.ا حدوث "أشياء سيئة" في سياق تنفيذ الت.م.ا وهذا يعني أن خرق التوقعات يحدث في الاتجاه المعاكس (أي تقوية ارتباط الم.م- الم.غ.م بدلا من إضعافه). فمثلا، قد يصاب مريض و.ت.غ.ق بالفعل بمرض جسدي مثل فيروس معدي (الم.غ.م) بعد فترة وجيزة من الانخراط في الت.م.ا التي تركز على التلوث، أو قد تفاجئه نوبة هلع تلقائية أثناء التعرض سواء أثناء الجلسات أو ما بين الجلسات، أو قد يتعرض مريض رهاب اجتماعي لموقف رفض أو ارتباك شديد وفي مثل هذه الحالات، يقال اقرأ المزيد
الانطفاء المركب Compound Extinction أو الانطفاء الفائق Super-Extinction كما أسمته ريسكورلا (Rescorla, 2000) أحيانا أو ما يعرف بتعميق الانطفاء Deepening Extinction هو الطريقة الثانية لتحسين فعالية الإجراءات المتبعة في الت.م.ا. ضمن نموذج التعلم المثبط للانقراض (Craske et al., 2008) و(Craske, et al., 2014) لتكوين ارتباطات جديدة غير مهددة، وتستند إلى فكرة التأثير التيسيري للمحفزات المشروطة المتعددة أثناء التدريب (ضمن الت.م.ا) على الانقراض، باعتبار أن وجود أكثر من محفز مشروط "م.م" أثناء تعلم الانقراض يؤدي إلى زيادة توقعات الأذى اقرأ المزيد
1) خرق التوقعات Expectancy violation : نظرية خرق التوقعات Expectancy violations theory هي نظرية تواصل تحلل كيفية استجابة الأفراد للانتهاكات غير المتوقعة للأعراف والتوقعات الاجتماعية. تم اقتراح هذه النظرية من قبل جودي كيه بورغون Judee K. Burgoon في أواخر السبعينيات واستمرت خلال الثمانينيات، ولها استخداماتها في كثير من المجالات الإنسانية، وبالنظر إلى موضوعنا وهو دور خرق التوقعات في تحسين نتائج الـت.م.ا أو تعلم الانقراض بالتحديد، فإن تعلم المعلومات الجديدة يكون أفضل ما يكون عندما يكون هناك تناقض بين ما هو متوقع وما يحدث بالفعل، اقرأ المزيد
فهم جديد للعلاج بالت.م.ا ERP : بمراجعة الأدبيات العلمية في موضوع العلاج بالت.م.ا لاحظ كراسك وآخرون (Craske, et al., 2008) أنه على الرغم من أن التعود يحدث أثناء التعرض، فإن انخفاض القلق لا ينبئ بنتيجة العلاج، وهي فكرة تدعمها نتائج الأبحاث الحديثة، والتي تشير إلى عدم وجود علاقة بين التعود أو الاعتياد داخل الجلسة ونتائج العلاج النهائية وأن الاستجابة الناجحة للتعرض ومنع الاستجابة يمكن أن تحدث في غياب التعود (Tsao & Craske, 2000) أي بما يخالف التوقعات والدراسات الأولية التي ربطت التحسن اقرأ المزيد
قمنا في المقال السابق بعرض لمفهوم التردد المرضي وعلاقته بالأمراض النفسانية مع التركيز على علاقته باضطرابات الطيف الوسواسي التي تتميز بوجود خلل وظيفي في دوائر عصبية مخية واضحة التداخل مع الدوائر العصبية المخية المكتنفة في صنع القرار في الإنسان الطبيعي بما دفع بعض الباحثين إلى اعتبار السلوك الوسواسي القهري بشكل عام ناتجا عن اضطراب صنع القرار (Sachdev & Malhi, 2005)، ثم عرضنا لعلاقة التردد الوسواسي بالاجترار الوسواسي، وكذا بالاضطرابات القهرية، ومنها علاقته باضطراب الاكتناز اقرأ المزيد
اشتهرت طريقة العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة Exposure and Response Prevention (ت.م.ا ERP) بنجاحها الفائق في علاج اضطرابات القلق بما فيها الرهاب والوسواس القهري واضطراب الكرب التالي للرضح، وهي علاج الخيار الأول لهذه الاضطرابات، والت.م.ا هي شكل من أشكال العلاج السلوكي المعرفي (ع.س.م CBT) الذي يتضمن توفير التثقيف النفسي للمريض، ومساعدته –مثلا في حالة الوسواس القهري- على مواجهة المخاوف أو الانزعاج المتعلق بأفكاره الوسواسية (التعرض)، مع تعليمه كيف يمتنع عن أداء القهور اقرأ المزيد