الذلة كلمة يرددها العرب ويرفعونها بشعارات تشير إلى رفضها وعدم الركون إليها والثورة عليها ومقاومتها, لكنهم يمعنون بالتمرغ بأوحال الإذلال والامتهان. فترى عبارات رفض الذلة مرفوعة فوق الأكواخ والبيوت العشوائية وحول الفقر, وعلى ربوع المسكنة والعوز والقهر والظلم والإجهاز على العزة والكبرياء, والحناجر تهتف بعدم الذلة وهي تمارس أذل من الذلة!! أ ليس الإفقار والاحتقار والإهانة والاستعباد والإمعان بالخنوع ذلة؟!! أ ليس الرضوخ للفساد والنهب والسلب والإذعان للدجل والأكاذيب ذلة؟!! أ ليس القبول بالحكم بالحاجات والصعوبات والممنوعات ذلة؟؟ أ ليس القبول بفقدان البنى التحتية من رعاية صحية ووسائط نقل وشوارع حديثة ومدن جميلة ذلة؟!! اقرأ المزيد
معاً في تظاهرات بيروت نصرةً للقدس كم كنت سعيداً وأنا أخوض في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، متظاهراً مع اللبنانيين بكل فئاتهم الاجتماعية وطوائفهم الدينية ومستوياتهم العلمية، الذين خرجوا معاً رجالاً ونساءً وشباناً وشاباتٍ، ومعهم مواطنون عربٌ تصادف وجودهم في بيروت، وآخرون أجانب أحبوا أن يكونوا مع المتظاهرين من أجل القدس، إلى جانب الفلسطينيين اللاجئين في لبنان والمقيمين في مخيماته المنتشرة في أنحائه، في ثلاثة مظاهراتٍ كبيرةٍ على مدى يومين متتاليين في منطقتين مختلفتين، استنكاراً للقرار الأمريكي الذي اعترف بالقدس عاصمةً أبديةً للكيان الإسرائيلي، وتأييداً للشعب الفلسطيني وحقه في القدس عاصمةً عربيةً أبديةً لدولته، ورفضاً للانتهاكات الإسرائيلية القديمة والجديدة في حق المدينة وسكانها العرب. اقرأ المزيد
مرت منذ أولى هذه السفرات حوالي خمسة أسابيع أو يزيد .. وأنا أنوي الكتابة من اليوم الأول ولا أفعل مشغلا بأعباء العمل وأعباء مجانين، ولما أزال أؤجل وأؤجل حتى دهمني اليوم الذي كنت أخشاه منذ صعود ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية ... كنت أخاف الخزي الذي أعلم أني سأجني من ردود الأفعال التي أتوقعها من السادة أصحاب المعالي من العرب ... اقرأ المزيد
لا تستغرب عزيزي القارئ من العنوان, فالمرسوم أن دول المنطقة النفطية سيكون مصيرها الإفلاس والجلوس على قارعة الطرقات, ملومة محسورة متسولة متوسلة بالآخرين كي يرحموها ببضعة قروش. وليس هذا من ضرب الخيال والتجني, وإنما واقع محتوم ونتيجة حاصلة تتحرك نحوها ما تقوم به الدول النفطية العربية خصوصا, والتي بعضها أعلن إفلاسه الذي أردته الحروب وأنضبه الفساد, والبعض الآخر على حافة الإفلاس, وأغنى دولة نفطية عربية يُقدر لها أن تعلن إفلاسها في اقرأ المزيد
القدسُ تجمعُ وتوحدُ وفلسطينُ تتصدرُ وتتقدمُ أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يسلخ مدينة القدس عن أمتها، وأن يقصيها عن عالمها، وأن يحرم شعبها منها، وأن يغربها عن أهلها ومحيطها، وأن ينسبها إلى غير أصحابها عنوةً، وأن يمنحها لمغتصبيها ظلماً، وأن يشرع لمحتليها أرضها، وأن يدنس بأقدامهم مقدساتها، وأن يعترف بحقهم فيها عدواناً. ولكن الله أراد شيئاً آخر، وحقق للأمة مراداً مخالفاً، رد به كيد أمريكا إلى نحرها، وأغاظ به قادتها وأزعج إدارتها، وخلط أوراقهم وشتت أفكارهم، وبدل أولوياتهم، إذ صدمتهم ردود الفعل الشعبية العربية والإسلامية، إلى جانب الموقف الشعبي الفلسطيني العنيد، الذي انبرى للدفاع عن قدسه والذود عن حياض بلاده، وهو الذي خرج للتو من معركة البوابات الإلكترونية، التي أجبر فيها سلطات الاحتلال على التراجع والانكفاء، وتفكيك البوابات وإزالة الكاميرات، وهو اليوم أشد عزماً وأقوى مضاءً في الدفاع عن شرف مدينة القدس وطهرها، ولن اقرأ المزيد
القانون المعمول به في الواقع العربي عنوانه, كلما أشتد التحدي ازداد التشظي. وهذا سلوك يتنافى مع بديهيات الصراع وضرورات البقاء, فحتى في الغاب عندما يتعرض أي قطيع لهجوم فإنه يتماسك ويتلاحم في المنازلة. أما العرب فإنهم بوجه التحديات يتفرقون, ومنذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين وحتى اليوم يمعنون بالفرقة والتصارع والخياب, حتى صارت بلدانهم على حافات التفتت والانقسام أمام التحديات التي تواجهها, خصوصا عندما تم تسخير الدين للقيام بالفعل المشين. اقرأ المزيد
ترامب يدعو العرب المسلمين إلى الهدوء والتعقل بكل وقاحةٍ وبجاحةٍ وصفاقةٍ وقلة أدبٍ، وانعدام ذوقٍ وبلادة فكرٍ وسوء خلقٍ، وباستخفافٍ بادي واستهبالٍ ظاهرٍ، أو باستعباطٍ مقصودٍ وغباءٍ متعمد، يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشعوب العربية والإسلامية بالتعقل والهدوء، والكف عن التظاهرات والمسيرات، والامتناع عن الشجب والرفض والاستنكار، والتراجع عن الثورة والغضب، ووقف الحملات التحريضية وتعبئة الجماهير الشعبية، والعودة بالمواطنين إلى الحياة العادية، بعد هالته مشاهد التظاهرات والمسيرات، وصور الرفض والاستنكار، التي عمت جميع العواصم العربية والغربية، ولم تستثن منها العاصمة الأمريكية واشنطن، التي شهدت بدورها مظاهراتٍ واعتصاماتٍ منددة بالقرار، ومتضامنة مع الشعب الفلسطيني، ومؤيدةً حقه في القدس مدينةً وعاصمةً لهم. اقرأ المزيد
مَن يُقاتل مَن في الواقع العربي المحتدم الصراعات والتفاعلات الدامية الحامية الشديدة الدمار العاتية الخراب؟ واقع يتشظى فيه العقل والقلب ويتمزق الفكر وتتبضع النفس وتتمترس في خنادق المساوئ والشرور والبغضاء. واقع ما عادت العمامة فيه كالعمامة ولا العقال اقرأ المزيد
سيتظاهرون ويتصارخون ويلقون الخطب الرنانة والعبارات المدوية كالبراميل الفارغة, وسيحتشدون في الشوارع في مسيرات استنكارية احتجاجية, يشجبون فيها ما حصل وسيحصل, وبعدها يهدؤون وكأنهم أدّوا دورهم وقاموا بواجهم العظيم!! والحكام يطبخون الطبخات الشهية, باسم الوطنية والدين والقيم والمبادئ والشعارات الخلبية. فما ينجزونه كلمات رنانة وتصريحات فتانة, وهم لا يقدرون على فعل شيء فيه بعض عزة وكرامة, اقرأ المزيد
القدس مدينةٌ فلسطينيةٌ عربيةُ الوجه إسلاميةُ الحضارة لا نصاب باليأسِ والإحباطِ وبالقنوط والعدمِ، ولا نُسلمُ ونستسلمُ ونخضعُ ونخنعُ، ولا نقبل ونعترف ونقر ونوافق، فما حدث ليس قدراً محتوماً ولا كتاباً مسطوراً، ولا قلماً يكتب التاريخ ويرسم المستقبل، إنما هي إعلانات مأفونٍ وتصريحاتُ مجنون، وأحلام سفيهٍ وتصرفات أهوجٍ، وأقوالُ رجلٍ يظن أنه ملك الدنيا وحكم العالم، وامتلك الكون وسيطر على الأرض، وأنه بجرة قلم أو بتغريدةٍ على التويتر، أو بصفقةٍ في السوق أو بمغامرةٍ في البورصة، يستطيع أن يبدل صفحات التاريخ وأن يغير معالم الجغرافيا، وأن يستبدل واقعاً ويثبت آخر، وأنه بهوسه الغريب يستطيع أن ينسي الفلسطينيين حقهم، وأن يجرد المسلمين من قدسهم، وأن يشطبها من قاموسهم ويلغيها من كتابهم. اقرأ المزيد





