كل مجتمع يحوي طاقات لا محدودة وإرادات مطلقة لصناعة الحياة الأفضل, ولا يمكنها أن تصل إلى أهدافها وتطلعاتها, إذا غاب الوعاء الجامع والعقل الرائد القائد. فالمجتمعات لا تختلف عن بعضها إلا بقدرات الاستثمار بطاقاتها وسبك قدراتها, وصبّها في بوتقة صيروراتية وطنية ذات آفاق إنسانية صالحة للحياة في الحاضر والمستقبل. ولهذا فالمجتمعات بحاجة لقوة جامعة, وهذه القوة تتجسد بالقائد القادر على وعي الطاقات, وتأهيلها للانسكاب في بودقة الوجود الوطني الأقوى والأقدر, وبدونه تتبعثر الطاقات وتتآكل, اقرأ المزيد
ما انفك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته ومستشاروه يهددون يومياً منذ ما قبل دخوله إلى البيت الأبيض رئيساً، وخلال حملته الانتخابية التي جاب بها مختلف أنحاء الولايات الأمريكية، مخاطباً مواطنيها ومطمئناً اليهود واللوبي الصهيوني في بلاده، وحكومة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، بأنه سيقوم في حال فوزه بالرئاسة الأمريكية بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، التي يؤمن بها عاصمةً أبديةً موحدةً للكيان الصهيوني، ولهذا يجب أن تكون سفارة بلاده في مدينة القدس، وفيها يجب أن يسكن السفير الأمريكي، ومنها ينبغي أن يزاول أعماله ويستقبل ضيوفه، دون أدنى إحساسٍ بالخوف أو القلق، ودون الحاجة إلى مرعاة مشاعر العرب والمسلمين والفلسطينيين، بل ينبغي مراعاة مشاعر اليهود والوقوف إلى جانبهم، وتأييد حقهم التاريخي في "أورشاليم" عاصمةً لهم ومقراً لحكمهم، وقد كانت عاصمة ممالكهم القديمة، وقلب دولهم البائدة، ومهوى قلوبهم الحائرة، وبهذا يؤمن المسيحيون الجدد ويعتقدون، ولهذا اليوم يتطلعون ويترقبون، ومن أجله سيعملون، وفي سبيله سيضحون. اقرأ المزيد
هذه جدلية صعبة أمضت البشرية مسيرتها في تصارعات وتجاذبات ما بين طرفيها, فالبشر في الدنيا, والبشر في الدين الذي يأخذه إلى ما بعد الدنيا, إلى حيث الغيب والتصورات المدوّنة في المخطوطات والكتب السماوية, والتي تشترك جميعها بأوصاف جنات النعيم. وفي معظمها هناك ثنائية الجنة والنار والخير والشر, والكفر والإيمان, والصدق والكذب, والعدل والظلم, والرحمة والقسوة, وغيرها من الثنائيات التي لا تحصى ولا تُعد. والمعضلة الكبرى أن البشر في الدنيا والدين في الدنيا, والبشر يريد الدنيا ويطمع بها ويحبها حبا جما, اقرأ المزيد
{المخرّبون الفلسطينيون}، مصطلح سياسي، أُطلقه الإسرائيليون بعمومهم، ساسة وعسكريين وإعلاميين، على الفدائيين الفلسطينيين الذين يقومون بتنفيذ عمليات نضالية مسلحة، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومصالحه، وسواء كانت في الداخل أو الخارج، باعتبارها أعمالاً تخريبية بحتة، ولا تمت للسلام بصلة، وتستوجب توقيع أقصى العقوبات بحقّهم، في الوقت الذي يشعر أولئك الفدائيين وقادتهم، بأنهم يشعرون بالفخر بقيامهم بتأديتها، باعتبارها نضالات مشروعة، وهي مستمرة حتى هزيمة الاحتلال وجلائه عن الأرض. المصطلح السابق انتهى تماماً، ولم يعُد موجوداً داخل الأفواه الإسرائيلية الآن، بسبب استبداله وتغطيته بمصطلح أكبر حجماً وأوسع صدىً، وهو {الإرهابيون الفلسطينيون}، كونه مصطلحاً بات محط ألسنة العالم ككل، بسبب استمراره في تلقّي المُقاساة تلو المقاساة، من وجوده كفكر، فضلاً عن الأفعال الدموية والتدميرية الناتجة عنه. على أي حال، ونحن لسنا بصدد الدفاع عن أي حديث أو فعل، تنتج عنه أعمال خارجة عن الدين والأخلاق وأدب المعاملة، اقرأ المزيد
"نارهم تاكل حطبهم"!! هذا مثل شائع ومعروف في مجتمعنا، وخلاصته أن الآخر الذي لا تحبه، تتمنى له أن يستهلك حياته وما عنده في صراعات متنامية مع بعضه البعض، كتقاتل الأخوة فيما بينهم والأقارب وأبناء العائلة الواحدة. أي أنهم بدل أن يكونوا متوحدين متعاضدين، يتحولون إلى أعداء يقاتل بعضهم البعض. وفي مجتمعاتنا أمثلة على هذا السلوك. ويبدو أن نظرية "فرق تسد" قد تم استهلاكها في القرن العشرين، وأدت إلى اتخاذ نظرية قائمة في المجتمع وهي نظرية "نارهم تاكل حطبهم"!، ولتحقيق التعبير الفعلي والعملي عنها، لا بد من صناعة النار، وتبين أن الدين هو النار، ويمكن للدين أن يلتهب بتفاعلات معينة وبسيطة، وذلك بأن يتحول الدين إلى قوة سياسية، وأن يتم إنشاء أحزاب سياسية قادرة على التوصل إلى الحكم، عبر آليات وتفاعلات ذات تداعيات إحراقية، ومديات اشتعالية فائقة. اقرأ المزيد
الدنيا نهر يجري باندفاقية عارمة, والعرب كالبرك الساكنة المستنقعة, والتي تتكاثر فيها العظايا وتأكل موجوداتها بعضها البعض. الدنيا تتحرك والعرب يتجمدون في ذات المكان والزمان, ولا يمكنهم الخطو إلى أمام أو إدراك أن الزمان يتغير وأنه غير ذاك الزمان, وأن هناك البارحة واليوم وغد, قد يقولونها لكنهم لا يدركون أبعاد الزمن الثلاثة, ويحسبون كل شيء في نقطة اندحسوا فيها إلى حد الفناء. اقرأ المزيد
أمامي رسالة تحث على تركيز الطاقات والاستثمار الأمثل لها لتقديم الأفضل والأحسن والأرقى من الخدمات للمواطنين, وعلينا أن ننأى عمّا يبدد طاقاتنا الخدمية والإبداعية والإصلاحية الهادفة لتعزيز المصالح المشتركة, وتدعو إلى التفاعل الإيجابي بروحية الفريق الواحد, وتوفير البيئة الصالحة للعطاء الإنساني الأمثل, ولا مكان لعدم التحمل وعدم قبول الآخر, أو للسلوكيات السلبية المستنزفة للجهود والطاقات, ولا يمكن السماح لأي سلوك يضر بالآخرين, وبالعمل الذي يحتم علينا العناية الإنسانية ببعضنا, لكي نكون أقوى وأقدر. اقرأ المزيد
بات من الواضح أن مرحلة الانقسام الرسمية والفعلية قد انتهت، ولم يعد لمفرداتها وجودٌ ولا لأدواتها مكانٌ، ولا لأطرافها سلطةٌ أو نفوذٌ، فقد نعاها أقطابها، وأعلن وفاتها رعاتها، وتخلى عن رعايتها المتعهدون، وانشغل عنها المتمولون، وخاب المستفيدون والمنتفعون، ولم يعد من السهل انبعاثها من جديد، أو تكرارها مرةً أخرى، فالظروف الدولية والإقليمية قد تغيرت، والأوضاع المحلية والعربية لم تعد تحتمل، ونتائج الانقسام أصبحت للعيان وخيمة، ومظاهره قاسية، وتداعياته خطيرة، وقبول المواطنين له أو به صعبٌ، واعتراف قوى إقليمية أو دولية به من جديدٍ مستحيلٌ، وبذا يكون الإعلان عن انتهاء مرحلة الانقسام رسمياً ونهائياً، وقد صاحب الإعلان العتيد حالة فرحٍ وحبورٍ، وسعادةٍ ورضا، وتفاؤل واستبشار، بأن الغد أجمل والقادم أفضل، والمستقبل أكثر أملاً وإشراقاً، وأن العقوبات سترفع والحصار سينتهي، والاقتصاد سيزدهر والرخاء سينتشر والرفاهية ستعم. اقرأ المزيد
التطرف ليس مجرد فكرة سقطت في عقل شخص على سبيل الصدفة فغيرت سلوكه وربما دفعته للعنف, وعلاجه ليس مجرد حبس المتطرف أو عقابه أو قمعه أو حتى قتله, التطرف منظومة تحتاج لتشريح دقيق لعناصرها وإجراءات حكيمة وعميقة لتفكيكها, ثم استعدادات لاستقبال العائدين من أحضان التطرف. وعلى الرغم من أن التطرف ظاهرة عالمية إلا أن المجتمعات العربية تستأثر بحوالي 67% من أحداث الإرهاب الذي يشكل التطرف قاعدة له, وأصبحت البيئة العربية منتجة وحاضنة ومصدرة للتطرف.والتطرف هو قاعدة الإرهاب لذلك أصبح ضروريا أن نعالجه قبل أن يتحول إلى إرهاب. اقرأ المزيد
تحتاج مواجهة التطرف والإرهاب العمل على مستويات متعددة، وبتعاون مؤسسات كثيرة رسمية ومدنية، لتحيط بالمستويات المتعددة لقضية التطرف نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وفكريا ودينيا وأمنيا وسياسيا، وفيما يلي بعض الأفكار العملية المختصرة جدا والتي قد تفيد في مواجهة العقل المتطرف الذي يعتبر المخزون الاستراتيجي للعمليات الإرهابية : • إنشاء موقع إلكتروني أو صفحة على الفيسبوك تحت عنوان "العائدون من محاضن التطرف"، يذكر فيه العائدون من داعش والقاعدة وغيرهما قصص انضمامهم ثم تجربتهم ولماذا وكيف قرروا العودة ويتبع ذلك تعليقات من المتخصصين في العلوم النفسية والاجتماعية والدينية، اقرأ المزيد






