تشكيلة وساوس
حضرة الدكتور وائل أبو هندي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه أول مرة أراسل فيها موقعكم على الرغم من رغبتي بذلك منذ سنوات طويلة، أريد أن أعرض عليك مشكلتي مع الوسواس أو القلق وسأحاول ذكر بعض الأمثلة لأنني إن كنت سأكتب لك كل حالات الوسوسة التي مررت بها فسأحتاج إلى صفحات كثيرة جدا. وسامحني لأن الرسالة طوييييلة جدا ولكنكم ذكرتم أنه يفضل سرد تفاصيل أكثر ما يمكن!!!
عمري 36 عاما متزوجة ولدي طفلتان.... وحاصلة على درجة البكالوريوس. بدأت مشاكلي فعليا منذ الثانوية العامة. باختصار... كنت متفوقة.. طموحة... وكان التوجيهي يمثل لي تحديا يجب أن أجتازه بتفوق... وبسبب التربية الخاطئة ربما والجهل أيضا كنت أعطي الأمور أكبر من حجمها وكنت أهتم بصورتي أمام الناس... وأهتم برأي الآخرين زيادة عن اللزوم وأريد أن أثبت للجميع في عائلتي أنني ذكية وأخاف في قرارة نفسي أن لا أكون ذكية.... يعني باختصار أملك مقومات الشخصية الاكتئابية أو القلقة...
عانيت كثيرا في سنة التوجيهي بسبب القلق الذي كان دائما يؤدي إلى صداع وألم في رقبتي.. وكانت عمتي تقول لي عندما أحدثها بأنني سأبذل جهدي في هذه السنة... (تقول.. الله يستر، أنت تقلقين كثيرا) وعندما أشعر بصداع أثناء الدراسة تقول أمي لي (هذا من التوتر)... كنت أجد صعوبة في وضع جدول دراسي عندما كنت قلقة وأحاول أن أستشير شخصا ما ليطمئنني بأن هذا الجدول جيد......... خلاصة الأمر وصلت إلى مرحلة كبيرة من القلق عند قرب الامتحانات وخصوصا مبحث الرياضيات وكان أكبر خوفي هو أنني خائفة من التوتر نفسه..... كان عمي دائما هو الملجأ لي فكنت أقول له أنني خائفة من نفسي عندما أمسك بورقة امتحان الرياضيات أنا أتوتر، كان يحاول معي بالكلام المنطقي ولكني لم أكن لأقتنع وصرت أشعر بصداع وتعب مجرد إمساكي لمادة أدرسها...... وتوجهت بي أمي إلى طبيب عام أظن أنه كان يدعي الطب النفسي وكانت التجربة معه سيئة لم أستفد كثيرا وكان ماديا جدا.
ساعدني بعدها خال لي حيث أخبرني بأنني يجب أن أدرس لأوقات قصيرة في الوقت الحالي لأن رأسي متعب ومنهك من الأفكار وأن أزيد وقت الدراسة بالتدريج حتى أعود لتوازني النفسي وقدرتي الذهنية وفعلا هذا ما حصل.
وعندما قدمت الامتحانات قدمتها بشكل طبيعي ما عدا مبحث الرياضيات الذي كنت خائفة منه، وفعلا توترت وأنا أقدم وتصارعت مع نفسي حتى أكمل الامتحان وأتماسك دون أن أنهار، وكانت النتيجة علامة سيئة.
مرت السنة وحصلت على معدل لم يرضني ولكنني خرجت من هذه التجربة بدروس أفادتني. وصرت إنسانة منطقية أكثر، ولكن تجربة القلق التي مررت بها أثرت في نفسي خصوصا أنني متربية في عائلة ممتدة وكانت قصة قلقي وتعبي على مرآى من الجميع. وأنا أذكر الكلام الآن وأنا مدركة لخطئي فقد نضجت وعرفت أن قيمي وطريقة تفكيري كانت خاطئة.
دخلت الجامعة وقررت أن أكون شخصا أفضل.. أن أتمالك نفسي وأكون هادئة في الدراسة حتى لو ذهبت للامتحان بدون أن أنهي دراسته.. فأنا أتمالك نفسي وأهدأ وأفكر بعقلي.. ستكون النتيجة أفضل.... وهكذا وعلى الرغم من صعوبة السنة الدراسية الأولى حصلت على معدل ممتاز وشعرت بشعور التميز... ولكن خلال الحياة الجامعية في بدايتها بدأت أشعر بالقلق والتوتر وهذا جعلني أذكر حالة الخوف التي مررت بها في الثانوية فصرت أقاوم وأحاول الانخراط في الحياة الجامعية حتى لا يعود لي القلق واجتزت الأمر........
بعد ذلك بدأت أواجه بعض القلق نتيجة أمور كثيرة منها عدم القدرة على تكوين صداقات كما أريد مما جعلني أتذكر طفولتي في المدرسة وعدم قدرتي على مصاحبة النوعية التي أريدها من الفتيات، بالإضافة إلى القلق من الاختلاط مع الجنس الآخر ليس لخوفي منهم وإنما لعدم معرفتي للوجه الشرعي لذلك، بالإضافة إلى صورة خاطئة عن الدين والعلاقة بالله التي تتمثل بالخوف من عقابه وانتقامه منا عند عمل الذنوب قامت مدرسة للشريعة الإسلامية في المدرسة بتشكيلها لدي عندما كنا في الثانوية....
الخلاصة من كل ذلك أنني كنت أمر بأيام فيها قلق يؤدي لشدته إلى عدم القدرة على النوم بالإضافة لشعوري بالقلق لأن التوتر عاد إلي ويذكرني بأنني قلقة كما كنت في الثانوية.... أحدثك بكل هذه التفاصيل مع علمي ووعيي الآن كم كان تفكيري خاطئا وغير ناضج.... كنت ألجأ لخالتي عند مروري بتلك الظروف وكانت في بعض الأحيان تنجح في تهدئتي وإرجاعي لوضع الاستقرار، وكانت تقول لي أنت قلقة وهذا شيء طبيعي فكل إنسان يقلق.
استقرت أموري أكثر وأكملت حياتي الجامعية إلى أن حصل أمر سخيف جدا غير حياتي كثيرا. كان لدينا مدرس لمادة معينة أثار إعجابي بشكل كبير وكنت أتمنى أن ألفت انتباهه وربما وقتها كنت أفكر في الوجه الشرعي لذلك، وكانت الأمور عادية إلى أن قام في يوم ما بعمل حركات معينة فهمت وقتها أنه مهتم بي.. هكذا ظننت.. وربما قام بها ليس لشيء.. ولكنني اضطربت وقتها وشعرت بشيء مختلف.. وربما كنت سعيدة بذلك... وأخذ هذا الأمر مني مأخذا زائدا عن الحد وصرت أفكر ماذا لو كان يحبني، ماذا لو طلب يدي للزواج.... ليس هنا الشيء المهم ولكن الأهم هو أنه في ذلك اليوم كان لدي امتحان في اليوم التالي لنفس المدرس... ولكنني لم أنم لحظة... وبدأ القلق يزعجني.... لماذا لم أنم؟.. لماذا هذا القلق؟... وخفت أن لا أحصل على علامة مميزة بسبب عدم نومي.. وأنا أريد لفت نظره بعلامتي.... ومر الأمر.
ولكنني بعدها عشت حالة قلق كبيرة جدا.. وكانت الفكرة التي تسيطر علي (كيف سأنام في ليلة امتحان الفاينل لهذه المادة) إذا لم أنم لن أحصل على علامة ممتازة... العلامة والمعدل يهمني.. وهو أيضا يهمني.. أريد أن أبدو أمامه مميزة....... ومرت فترة الامتحانات سيئة لدرجة أنها أثرت على امتحان آخر... إلى أن أعطتني خالتي حبوب مهدئة كي أستخدمها لأسبوع الامتحانات فقط.
ولكن القلق عاودني مرة أخرى في فترة العطلة... جاءتني فكرة مفاجئة.. (ماذا لو لم أنم في الامتحانات مستقبلا؟) وهكذا بدأ الوسواس.. أخذت مني هذه الفكرة مأخذها.. صرت أحاول إقناع نفسي أنني طبيعية ولابد أن أعود للنوم فكل شيء انتهى... وبدأ الفصل الدراسي الصيفي.. ونجحت في طرد الفكرة في الامتحانات الأولى.. ولكن ما لبث الخوف أن عاودني... (أخاف أن لا أنام، وإذا لم أنم سوف أنهار وسأرسب.. أو لن أحصل على الامتياز)... ما الحل؟... بدأت أشكو لعمي الذي كان يساندني وكان يزودني بحبة مهدئ لليلة الامتحان... لم يكن والداي مقربان مني فكريا.. ولم تكن فكرة الطبيب النفسي مقبولة لدى أبي.
في السنة الدراسية التي تلتها ذهبت بنفسي لطبيب عام وأخبرته بالأمر وكنت في غاية الانهيار لأن الامتحانات كانت وشيكة وكان التوتر قد أخذ مني مأخذا كبيرا.. وكنت متأكدة أنني لن أنام... وأعطاني حبوب زولام.... أيضا ذهبت لمرشدة نفسية حاصلة على الدكتوراه كانت مدرسة لأختي في الجامعة وتستقبل حالات لديها مجانا.... جلست معها عدة مرات وقالت لي أنني لا أعاني سوى من القلق.. ولم أستفد كثيرا.
تخرجت من الجامعة بتقدير امتياز وبوسواس في الطهارة، حيث كنت أدقق في طهارة الأشياء وانتقال النجاسة وكميتها وغيرها وراجعت فيها فقيها أفهمني بعض الأمور، وصحح لي مفهوم العلاقة مع الله ومبدأ الحلال والحرام حيث كان يأتيني في المال أيضا، من حيث حرمة عدم ترجيع الأمانات لأصحابها وأقصد بذلك الأمانات البسيطة، حيث ظهر لدي هذا الوسواس بعد سماعي لدرس عن الأمانة لأحد الدعاة، فأفهمني أن هذه أمور تعتبر شرعا من اللمم... أما موضوع النجاسة فلم أستفد كثيرا من كلامه معي.
هل انتهى وسواس النوم؟.. لا صار يأتيني عندما أريد فعل شيء مهم في اليوم التالي... زيارة صديقة.. مقابلة خاطب... حتى صرت أرفض النوم في بيت غير بيتنا لأنني أخاف أن لا أنام عندما أذهب للمبيت في بيت أحد من أقاربنا... وكنت إن نمت فإن نومي غير عميق كنت أستيقظ وعيناي مرهقتان.. وأشعر بصداع.. أو أنام ساعات قليلة وأستيقظ.
موضوع الخطبة والارتباط كان أكثر ما يخيفني.. إذا بدأ موضوع كذلك أكون خائفة من عدم النوم وبالتالي سأبدو مرهقة وغير جميلة.. وربما إذا استمر الأمر سأنهار وسيلاحظ خطيبي أنني غير طبيعية. وحتى حياتي بشكل عام في تلك الفترة كان يشوبها وسواس الطهارة وعندما أريد النوم يأتيني خفقان مزعج.. وعندما أستيقظ تكون عيناي معكرة وغير صافية بالإضافة إلى شكواي من آلام الأكتاف والشد العضلي.
في تلك الفترة تعرفت على استشاري نفسي.. هو طبيب عام ومتخصص في العلاج النفسي والعلوم الشرعية.. هذا الإنسان والذي هو مشهور اليوم بهرني جدا بإنسانيته وتقديره لمن يتعامل معهم. ومن غبائي لم أكن لأقتنع أن أحدا غيره سوف يفيدني وذلك لأنه يجمع بين العلم الشرعي والنفسي وخصوصا أنني كنت قد أخذت فكرة سيئة عن الأطباء النفسيين وأن دكتور لي في الجامعة قال ذلك عنهم.
تعلقت به جدا من الناحية النفسية وجاءني يقين بأنه سيفيدني... هذا الإنسان يسافر كثيرا.. يعطي الدورات.. ووقته محدود جدا.. ومع ذلك حصلت منه على موعد.... أخبرته كل شيء... قال لي أن ما لديك ضرب من ضروب الوسوسة ولكنني أتوقف عند اعتباره قهريا أم لا.
تحدث معي عن موضوع النوم.. وقال لي فكري في كلامي مع أنني لم أفهم عليه كثيرا.. وقال لي نجلس جلسة أخرى.. ثم سافر ولم أستطع التواصل معه.
إلى أن تقدم لخطبتي زوجي الحالي... وفعلا دخلت في دوامة من القلق والانهيار.. ليس من موضوع النوم فحسب بل من تفكيري في أمور كثيرة وأقصد بحالة الانهيار أو ما أسميها بالانتكاسة هي حالة من الخوف والقلق الشديدين مع عدم قدرة على النوم ونوبات من البكاء ونزول في الوزن.... وحاولت التواصل مع الطبيب فقد عاد من السفر وقابلته.... ولكنني لم أستفد أي شيء لأن مجرى الحديث تفرع لأمور كثيرة ولم يبقى وقت للتحدث في مشكلة النوم لأن لديه موعدا آخر ولا أظن أنه كان متخيلا أو مقدرا لوضعي جيدا آنذاك..... وخرجت من عنده منهارة حيث تناقشنا أنني أريد عمل فرح إسلامي وخطيبي كذلك ولكن والده يرفض... فقال لي إن كان خطيبك لا يقدر أن يسير شرع الله في حياتكما الآن فقط لأن والده يريد العرس هكذا فتوقعي مستقبلا أن لا يغلب شرع الله في أمر آخر فقط من أجل كذا وكذا ولكن أنا لا أقول لك أنه شخص سيء ويبدو من كلامك أنه شخص جيد...
هذا الشخص أو الطبيب كنت قد أخذت عنده دورة لمدة طويلة تتحدث عن النفس والدين بطريقة وجدتها رائعة وغيرت في الكثير، لذلك لم يكن كلامه سهلا علي وليس سهلا أن أخالف كلامه وخرجت من عنده بصراع جديد وبحالة نفسية أسوأ.
سافر هذا الشخص ولم أستطع التواصل معه مرة أخرى وبفضل من الله بدأت حالتي النفسية بالاستقرار واستعنت على ذلك ببعض الحبوب المهدئة زودني بها مدرسي في الجامعة وهو طبيب أيضا. وتعودت على خطيبي شيئا فشيئا وشعرت أنني كنت مضخمة للأمور بشكل كبير وكنت أفكر بالتفاصيل والشرع بصورة مقلقة أكثر من اللازم.
وراجعت طبيبا نفسيا يعمل في مركز للإدمان عن طريق مدرسي في الجامعة فهو صديق له.. جلس معي مرتين وأخبرني أنني بخير وأن موضوع الأرق سينتهي مع الأيام... ولكنه سألني سؤالا غريبا.. قال لي لو قلت لك أنك تعانين من اضطراب نفسي هل تتقبلين الأمر؟... قلت له لا!!!
تزوجت.. وكانت الحبوب المهدئة تمثل لي الحارس المطمئن.. أنني إذا تأرقت فهي موجودة لإنقاذي... كما كان يحصل لي أيام امتحانات الجامعة حيث كنت أبقيها بجانبي للاحتياط وأحاول النوم بدونها.. وفترة الزواج لم أحتج إليها أو ربما نادرا...
حملت بطفلتي الأولى وكالعادة كنت خائفة من عدم النوم وبالتالي تأثر الجنين،، ولكن والحمد لله سارت الأمور وأنجبت... وطبعا خلال فترة زواجي كنت ما أزال أعاني من وسواس الطهارة ولكنه لم يعطل حياتي.. كان يزعجني ولكن الحياة تسير....
إنجابي لطفلتي جعلني أشعر بالقلق بسبب الاستيقاظ في الليل وأنني يجب أنام عندما تكون نائمة و..... فبدأ القلق من جديد... وظهرت وساوس الطهارة والنجاسة بشكل أكبر وانهرت تماما عند اليوم 25 بعد الولادة حيث بدأت أراقب الطهر، ولا أعرف هل طهرت أم لا، فتارة ينزل دم وتارة ينقطع وقمت بالاتصال بالفقيه ومع ذلك لم أفهم عليه... حتى مسائل النجاسة كنت أرجع لفتاوى مختلفة على الإنترنت فأجد اختلافات كثيرة ومعلومات جديدة لم أكن أعرفها.. وصرت متوسعة في هذا المجال. كان وسواس الطهارة وعودة القلق لي أو شعوري بأنني منتكسة هو همي الأكبر في تلك المرحلة من حياتي وعندما انهرت من القلق والاكتئاب والأرق توجهت أخيرا إلى طبيب نفسي.
وبكل سرعة أخبرني أن لدي وسواس قهري شديد.. وأن وسواسي في الأفكار أكثر وهذا علاجه أصعب... وصف لي زانكس على ما أذكر وحبوب فافرين. لم أتقبل الأمر في البداية وانهرت كثيرا، وكنت قد قرأت في كتاب مرة أن الوسواس ليس له علاج نهائي، ورفضت تناول العلاج وذهبت إليه مرة ثانية بعد يومين حتى أخبره عن تفاصيل مشكلتي أكثر فقد يكون أخطأ في التشخيص لأنني كنت منهارة ومتأرقة ليومين فربما لم أوضح له الأمر جيدا.. خصوصا أن لدي معرفة بالوسواس... كنت أقول له أن الموسوس لا يشعر بمنطقية أفكاره ولكنني أشعر أنها منطقية.. وكثيرا ما كنت أسأل الفقيه أو غيري هل أفكاري في النجاسة منطقية؟ هل أنا مريضة؟ فيقول لي أنت حريصة على دينك.. أما أختي فتقول لي.. نعم منطقية ولكن هل يعقل أن يحاسبك الله على شيء تافه كهذا؟
ومع ذلك قال لي الطبيب بلى.. أي طبيب مبتدئ سيشخصك وسواس.
كرهت ذلك الطبيب، شعرت أنني مجرد رقم ملف لديه.... بدأت بتناول الدواء وفي تلك الفترة ذهبت للفقيه مرتين لأنني كنت متوترة جدا ومكتئبة وأبكي.... جلست معه وكنت قد كتبت جميع الوساوس التي تأتيني في الطهارة بشكل مفصل.. (إذا تبلل كذا وتنجس كذا ثم وضعته في كذا هل تنتقل النجاسة أم أن الكمية معفو عنها؟) حيث أن الأحكام الشرعية العامة في الطهارة التي كان يعطيني إياها لم أكن أعرف كيف أطبقها على الوسواس الذي يحصل معي لأن سؤالي دقيق..... أتذكر أن وسواسي كان يتمركز أيضا في كمية النجاسة المعفو عنها..... أجابني على كل شيء ولم يكن هذا سهلا لأن قراءتي لكثير من الفتاوى الشرعية بخصوص انتقال النجاسة وطهارة الجسم والثوب كانت قد زادت الطين بلة.....
وأخيرا شعرت براحة بعدها.. وبدأ الدواء يعمل من جهة أخرى... ولابد من الاتصال بالفقيه في بعض المناسبات ولكن بشكل عام تحسنت حالي كثيرا بخصوص النجاسة والطهارة، حتى نومي صار أفضل ومشكلة الخوف من عدم النوم خفت كثيرا لأن الزانكس موجود فلو لم أستطع النوم آخذ حبة وينتهي الأمر... وفعليا كنت أنام بدونه وخف قلق الخوف من الأرق كثيرا.
وفي تلك الفترة كان لدي تدقيق على وضعية نوم الطفل كثيرا.. كنت قد قرأت وأنا حامل عن موت المهد... فظهر لدي قلق من ذلك وصرت أسأل أكثر من طبيب حول وضعية النوم المناسبة وأوصي أمي أن تنيمها بطريقة معينة......... والغريب في الأمر أنني كنت أقلق من هذا الأمر عند النوم، و(أخاف أن لا أنام إذا كانت أمي في اليوم التالي ستضعها عند بيت خالتي مثلا. وأشعر أنني يجب أن أضمن أنهم سوف ينيمونها بالوضعية الصحيحة حتى لا تتشردق بما ترجعه من الحليب) أما في النهار أشعر أن خوفي أقل كثيرا.. بل حتى أنني لا أتصل لؤأكد على وضعية نومها.. ولكن لماذا كنت أربط ذلك بعدم النوم فلا أعرف.... حتى أنني في بعض الأحيان كنت عندما أريد أن أرتدي شيئا غدا لمناسبة لدينا وأنا أعرف أنه ليس شرعيا جدا.. فكنت أخاف من هذا الذنب.. ولكنني أخاف من عدم النوم لنيتي فعل هذا اللباس غدا.. أما إذا جاء الغد أو جاءت مناسبة في نفس اليوم صدفة حيث نمت وانتهيت فإنني أرتديه بكل سهولة ولا أكون معتبرة للأمر الشرعي لهذه الدرجة.... طبعا هذا الأمر خف الآن.
بدأت أفكر في حمل آخر وبدأت مع الطبيب بتخفيض جرعة الدواء تدريجيا وبسبب ظروف مرت بي في العمل وكثرة التفكير في عدة أمور انتكست مرة أخرى.... كنت قلقة من أمور كثيرة ولكن ما أذكره جيدا هو ظهور خوفي على طفلتي من الخروج من البيت بدون أن ينتبه إليها أحد وتضيع أو تدهسها سيارة.
هذا الخوف الزائد كان له مبرره أو لا أظن أنه مبرر كافي... ولكن ابنتي كانت تبقى عند أمي في بيت أهلي.. وأهلي يعيشون في بيت فيه بعض الفوضى.. قد تنام أمي ظهرا وابنتي تلعب حولها وقد يأتي أحد من أولاد أعمامي ليسأل عن أخي فيفتح الباب... فأخذ يخطر لي أن طفلتي في تلك اللحظة قد تخرج من الباب بدون أن يلحظها أحد.. فيجب أن أوصي جميع من في البيت واحدا واحدا أن ينتبه لذلك ويغلق الباب دائما...
أمي تقول لي لا تقلقي ابنتك لا تستطيع فتح الباب لوحدها وليست معتادة على الخروج... أقول لها إنها تكبر وقد تفاجئنا أنها تستطيع فتحه في يوم ما. حتى موضوع وضعية نوم الطفل كانت أمي تقول لي لقد أنجبت سبعة.. وأنا أعرف كيف أعتني بطفلتك.. كنت أقول لها (مش يمكن ربنا ستر في السبعة، وإنت كنت بتنيميهم بوضعية غلط).... طبعا الآن أنا أكتب هذا الكلام وأستسخف الطريقة التي كنت أفكر فيها في ذلك الوقت... فكم من نساء على الكرة الأرضية أنجبن وربين بدون علمهن بوضعية النوم المثلى الموصى بها من جمعية الأطفال الأمريكية أو لا أدري ما اسمها. وحتى موضوع خروجها من البيت أدركت فيما بعد أنه ليس من المنطقي وجود شخص حارس دائم عند الباب لينتبه على عدم خروجها.. وأننا مهما أخذنا بالأسباب فلن نأخذها مئة بالمئة وستبقى رحمة ولطف الله.
رجعت للطبيب وبدأ يزيد لي عيار الدواء من جديد بالإضافة للمهدئ لكني لم أتحسن بسهولة ورجعت إليه بعد فترة قصيرة لأخبره أنني متعبة جدا وقلقة ومكتئبة، قال لي أنا أعرف أنك متعبة.. حسنا زيدي جرعة الفافرين أكثر.... عندها غيرت هذا الطبيب لآخر.. وأخبرته عن مشكلتي بالتفصيل... هون الأمر علي وقال لي أنت لديك وسواس ولكنه ليس النوع التيبيكال وقال لي عليك فقط أن تتوقفي عن التفكير.
وجعلني أترك الفافرين وأعطاني كلوميبرامين وألبرانكس..... وبعدها تحسنت وأنا إلى الآن أتابع حالتي لديه... حملت بطفلتي الثانية وتركت الأدوية أول 4 شهور ثم انتكست في بداية الشهر الخامس بسبب ظروف مقلقة مررت بها وأذكر أن وسواس الطهارة قد رجع لي في تلك الفترة.
رجعت للطبيب وتحسنت حالتي..... إلى أن جاء عام 2012 في رمضان. كان هناك وسواس يراودني قبلها بفترة... كنت أسأل نفسي أنا ولدت مسلمة بالوراثة... هل الإيمان منطبع في قلبي؟ ما الذي يثبت لي أن الإسلام هو دين الحق؟ هل إذا مت وسؤلت في القبر عن ديني ورسولي... هل يا ترى سأجيب؟ هل ستكون الإجابة مطبوعة في قلبي خصوصا أنني لا أعرف ما ستكون عليه الحالة الذهنية للإنسان في ذلك الحين؟
وكنت قد بدأت بالقضاء على هذا الوسواس بالعلم.. فبدأت أقرأ عن الإسلام.. ومرت الأمور جيدة إلى أن جاءني القلق مرة أخرى... بصراحة لست متأكدة أن ما سأذكره تاليا هو السبب بالتحديد لأنني نسيت.... ولكن ربما.
كان أخ زوجي قد عرض علي عملا وهو ترجمة مقالات باللغة العربية للمساهمة في موسوعة ويكيبيديا العربية وقال بأن ذلك العمل مدعوم من مؤسسة خيرية كبيرة وأنها ستقاضينا أجرا كبيرا.... شعرت بالخوف لعدة أسباب.. لم أفهم كيف تسير آلية العمل وكيف لأمر سهل كهذا أن يدر مبلغا كبيرا من المال وهل هذا المال حلال؟.. ثانيا كيف سأضيع فرصة مميزة كهذه وفي نفس الوقت أنا خائفة من عدم النوم وبالتالي عدم قدرتي على الالتزام بهذا العمل خصوصا إذا أعطيته كلمة بأنني موافقة.. كنت أريد أن يكون العمل بدون التزام... أترجم لوحدي وأسلم العمل متى أشاء بدون إجبار.... ازداد قلقي لدرجة أنني قررت إلغاء الأمر وعدم الموافقة لأنني خفت من عودة الانتكاسة...
كنت أتابع الأخبار وكانت الأمور في سوريا وغزة في قمة السوء... صرت أرى الأطفال يخرجون من تحت الأنقاض وبدأت أتساءل.. أين رحمة الله.. وأقلب على قناة أخرى فأجد الطبيب المعالج النفسي الذي أعطانا الدورة التدريبية على أحد الفضائيات يتحدث في موضوع ديني ويقول.. (من نظر في حال سوريا وغزة وبما معنى لا يرضى بحكم الله أو يتساءل عن رحمة الله فليراجع إيمانه) فكان ذلك اليوم هو اشتعال شرارة الوسواس لدي؟ هل أنا مؤمنة؟ هل أنا مسلمة؟ وأراجع أركان الإيمان والإسلام وأسأل نفسي هل أنت مؤمنة بوجود إله؟ فأجد نفسي صامتة لا أعرف الجواب.....
وعاد الأمر ككل وسواس في حياتي.. سيل من الأفكار في رأسي وإعادة تلك الأفكار والتأكد أنني راجعتها كلها (وهذه الحالة تصيبني أكثر ما يمكن في وسواس العقيدة هذا)... وطبعا كتابة كل ما يدور في خاطري من أفكار حتى لا أنساها وكتابة الأسئلة بالتفصيل أكثر..والشعور بأن هناك فكرة نسيتها ولكنها خطرة وقد تدل أنني غير مؤمنة وأنني فكرت أو تحدثت بشىء في نفسي نسيت ما هو ولكنه يدل أنني غير مؤمنة بوجود إله...... إلى أن أصبح لدي الكثير من الأوراق...... هل أنا مؤمنة أم لا.. هل أنا شاكة... ماذا لو كنت أقوم بالعبادات من باب الاحتياط حتى أنفذ من العذاب؟... رجعت للفقيه ولكن لم أستطع الارتياح... لم يذكر لي الحديث الذي يقول بأن الإنسان غير محاسب على ما تدور به نفسه ما لم يتحدث أو يعمل..... كان يقول لي لماذا أنت محجبة. لماذا تصلين... عبادتك دليل إيمانك... لم أرتح...... فتوقفت عن التفكير تماما حتى أهدأ فترة.....
وهدأت وظل في أعماقي شعور بأنني لا بد أن أفتح الموضوع يوما ما وأناقشه خصوصا أن المعالج النفسي الذي قابلته أول الأمر الذي كنت مبهورة بعلمه وذكائه رجع للأردن وكان على وشك فتح عيادة.
وأود لفت نظرك إلى أنني في الفترات ما بين الانتكاسات أكون مرتاحة وطبيعية وذلك لأنني مطمئنة إلى أنني سأجلس مع الأخصائي النفسي أو المفتي (ولكن بعد شهرين مثلا بحسب ظروفي وظروفه) وبالتالي سنتحدث ولا بد أن يطمئنني.
وفعلا رجعت على تواصل مع المعالج النفسي بعدما فتح مركزا هنا ولم يكن الوضع سيئا معه... قلت له كيف أعرف أني مؤمنة ولست في شك؟.... تناقشنا وتحثنا وكانت خلاصة كلامه أنني إذن مؤمنة. قال لي أنت تطلبين اليقين... ونحن نعيش بغلبة ظن... فما بالك باليقين بأمر العقيدة حيث هذا لعبة الشيطان فيه... لا تبحثي عن اليقين ولكن فعلي أثره في حياتك بانشغالك بالله، وقال لي مرة.. ليس مهما أن تتأكدي أنك مؤمنة.. ولكن المهم هو عندما تقرأين القرآن أن تستشعري قل هو الله أحد.. الله الصمد.. الخ..... لحظتها قلت له (أنا أراقب نفسي عندما أقرأ القرآن هل أستشعرها أم لا)... فقال لي هذا أيضا وسواس.... ولكنني عندما أجبته بذلك أحسست بخوف وهو أنني لا أشعر بها فعلا وليس لأني أراقب نفسي ولكني لم أجرؤ على قول ذلك له خوفا من أن يطعن في إيماني.... ولا أعرف ربما كنت فعلا لا أحس بكلمات القرآن لأنني أراقب نفسي عند ذكرها... أو أنا فعلا لا أحسها... وأخاف من الاعتراف بذلك..... لا أدري ولم أكمل مع هذا المعالج النفسي لأسباب لا مجال لذكرها الآن.
انتكست بعدها انتكاسة شديدة جدا وثار لدي موضوع العقيدة مع موضوع النوم والأرق... جاءني وسواس أنني أنام بكل سهولة لأنني مطمئنة لوجود الزانكس في الخزانة وبالتالي فإن نومي مزيف.. وأنا أنام يوم بيوم بناء على هذا الاطمئنان... بدأت أحاول إيجاد دلائل من حياتي لإبطال هذه الفكرة وقلت أنا في حملي الأول لم يكن لدي أدوية وكنت أعلم أن الأدوية ممنوعة في الحمل ومع ذلك كنت أنام بشكل طبيعي... فتأتيني فكرة أخرى.. ربما كنت مطمئنة من الدكتور (مدرسي السابق) أنه ربما أخبرني قديما أن هذه الأدوية لا تضر وبالتالي كنت مطمئنة لوجودها وبالتالي أنام بدونها فأرد على نفسي : لا لا أظن أنني كنت مطمئنة لوجود الدواء ولم أكن أعرف أنه يضر الجنين...... ودخلت دوامة من الأفكار الكثيرة جدا والافتراضات والتحليلات حتى أجد دليلا من الماضي على أنني كنت أنام بدون اطمئناني لوجود الزانكس.... وكانت النتيجة أنني أحسست بوجود فكرة، حتى لم أتذكرها في وقتها تفيد بأنني لا أستطيع النوم.........
وكل هذا الوسواس ظهر لي وأنا أهيء نفسي لحمل ثالث حيث ذهبت لطبيبي وأخبرته أن يطمئنني أنني لو احتجت دواء زانكس أول الحمل هل من الممكن أخذه؟ وقلت له أنا لا أريد أخذه لو حملت ولكنني أريد الشعور بالاطمئنان بأن هناك حل.... ولكنه لم يجبني وقال لي احملي وتوكلي على الله، وما زاد الطين بلة هو قراءتي لاستشارة في موقع إسلام ويب يقول فيها الطبيب أن الألبرازولام يؤثر على الذاكرة ويجب أن يؤخذ لمدة محددة... فأصبت بحالة من الرعب والبكاء والكآبة.... وسألت طبيبي فقال لي أولا لا تقرئي استشارات من النت لأنها كلام فارغ في كثير من الأحيان وذلك لأنها قد تؤول كلام الطبيب، ثانيا هل أنت تعتقدين أنني من الممكن أن أعطيك شيئا يؤذيك؟
توقفت عن التفكير في الموضوع تماما وأخذت بالإضافة للتريانيل والزانكس سيرترالين 100
أخذت وقتا طويلا حتى استقر وضعي فقد كانت انتكاسة شديدة جدا لم أشعر بقلق وخوف وكآبة مثلها من قبل.... ورجعت للنوم بدون الزانكس.. واستنتجت أنني كنت مضخمة للأمر بشكل كبير وأقصد موضوع النوم وشعرت بأنني خلقت وسواس وأخفت نفسي من شيء غير حقيقي.... ولكن يبقى موضوع العقيدة!!
وشعرت بعدها أنني لا بد من الرجوع للمفتي فهو على الأقل مصدر شرعي موثوق ومؤهل للإفتاء للتخلص من وساوس العقيدة.. وسألته الأسئلة ذاتها بطريقة أخرى وكانت إجاباته لي مطمئنة.
ولكن الموضوع لا ينتهي... تأتيني أسئلة كثيرة، والأصل أن أستفهم عنها كما يفعل أي مسلم.. مثلا.. لماذا أعطانا الله حرية الاختيار وهو يعلم أن منا من سيختار الخطأ ويدخل النار؟... كيف يتوافق وجود رحمة الله مع وجود درجات لا يمكن تصورها من العذاب لما يحصل للمعتقلين مثلا...... أقرأ وأبحث عن أجوبة لهذه الأسئلة والشبهات.... وقبل شعوري بالاضطراب هذه المرة أحضرت دفترا ولخصت فيه دلائل أن الإسلام دين الحق وإجابات الأسئلة التي تحيرني..... ولكن تهاجمني الوساوس والمخاوف... هل سيعاقبني الله لعدم شعوري واقتناعي برحمته... أستغفر الله... مع استمراري طبعا لتأدية عباداتي؟.... هل ستتأثر عقيدتي إذا لم أقتنع بأجوبة هذه الأسئلة؟...
هل ستكون أجوبة المفتي نفسها لو سأله شخص أسئلتي ولم يكن هذا الشخص مصابا بالوسواس؟.. وذلك لشعوري وخوفي من الكلمة التي قالها لي المعالج النفسي قديما وهي (ما لديك هو ضرب من ضروب الوسوسة ولكنني أتوقف عند اعتباره قهريا أم لا)... ماذا لو كان وسواسي غير قهري؟ هل من المصرح للمفتي إعطائي عذرا خاصا فيما أسأله؟ حسنا لماذا أصمم على أن رأي المعالج النفسي في التشخيص هو الصحيح دائما.. ألم يقل لي الطبيب الأول أنك تعانين من وسواس قهري؟... الجواب لأن المعالج النفسي بهرني بكم العلم الشرعي الذي لديه بالإضافة لعلم النفس وشعرت أن علمه يفوق علم الطبيب النفسي!
ومرة كنت أتحدث مع المفتي وعرفت أن الإفتاء فيه اختصاصات فأصبحت أريد التأكد هل فتوى الفقيه الذي أعرفه صحيحة؟؟؟؟ خصوصا أنني أسأله أسئلة دقيقة وفيها نوع من الوسواس.. فهل لو سألتها لشخصص متخصص في إفتاء العقائد سيجيبني نفس الأجوبة..... لا بل لو توفي هذا المفتي الذي يعرفني منذ تخرجت من الجامعة...وجاءني القلق والخوف.. هل أستطيع سؤال غيره؟ أم سيكفرني أو يدمرني.... ودخلت في دوامة من الخوف والقلق... قلت لزوجي أريد أن أشعر أن هناك حلا دائما حتى لو توفي هذا المفتي.
أقول في نفسي.. الوسواس لا ينتهي... كيف سأعيش مع وسواس مخيف كهذا طوال عمري؟.. هل سأبقى خائفة من الموت؟... خصوصا عندما أتقدم في السن.... وما زاد الطين بلة هو قراءتي لجزء من مقال لك بالصدفة على موقعكم تتحدث فيه عن أعراض الوسواس القهري الدينية وأنها لا تستجيب استجابة كافية لطرق العلاج الناجحة المعتادة.... أيضا أقول أنا ربما لن أستطيع التخلص من وسواس العقيدة لأنه مختلف عن الطهارة.. يمكن أن أهمل كمية نجاسة أو موضوع طهارة.. سيغفره الله... أما موضوع العقيدة فهو مختلف.. هو شيء مصيري.. لا بل هو كل شيء!!
أحيانا ألاحظ أنني أتحكم نوعا ما بموعد الانتكاسة... عندما أحاول إعادة حصر الأسئلة وإجابة الجديد عنها محاولة بذلك إغلاق الموضوع أو إنهاؤه للأبد. ولكن أحيانا أرتاح بفعل ذلك مع صديقي المفتي... حتى أنني أرتاح معه أكثر من طبيبي النفسي.. فكلام الطبيب النفسي لا يريحني ولا يقنعني... فمثلا في أمور شرعية تخص المال والبنوك أرجع للمفتي فيفتيلي في مسألة معينة فأتصرف بناء عليها وأنا مطمئنة.. ولكن دكتوري النفسي يستهجن ذلك ويقول لي.. استفتي قلبك!!
مثلا حديث الأشعث الأغبر الذي يدعو الله فلا يستجيب له لأن ماله حرام يخيفني أحيانا كثيرة فأتحرى الحلال في مالي وأفكر في سؤال المفتي عن هذا الأمر.. فربما يكون الإنسان مصدر رزقه حلال بشكل عام ولكن ربما كان هناك جزء من الحرمة.. فنحن بشر... هل هذا الجزء الحرام قد يقفل باب السماء في وجهي!!!... طبعا سأسأله عن هذا الأمر.
دكتور وائل أعرف أنني أطلت كثيرا سامحني
موضوع الخوف من الأرق لم يعطل حياتي ولكنه حجمني كثيرا.. أخاف من التسجيل في دورة مدتها طويلة وتتطلب امتحان مثلا. لم أستطع إكمال دراسات عليا بسبب هذا الأمر. ولم أجرب المجازفة... قرأت مرة استشارة لطبيب على موقع إسلام ويب قال فيها لفتاة كانت تعاني مثلي... أن النوم عملية غريزية ويأتي لوحده وأن تغير فكرتها عن النوم... كلامه خفف عني ولكن أخاف المجازفة وتجربة شيء جديد... أحاول أن أتعلم ذاتيا لأشعر بأمان أكثر.
هل أغير طبيبي النفسي؟ لا أعرف... هو قال لي يوما (لو رحت لغيري كان عجبوا عليك)
قلت له مازحة يوما (لو مت يا دكتور بعيد الشر عنك أنا لمين أروح؟ قال لي (يا ستي هو اللي خلقني ما خلقش غيري. اللي كان كويس هو.......... وذكر اسم طبيبي النفسي الأول!!!!! وقد توفي) ولم يعطيني اسم طبيب ثقة في محافظتي حيث هو في محافظة أخرى.
حاليا رجعت لتناول سيرترالين 50 و الكلوميبرامين أو التريانيل عيار 50 (حيث لم أقطعه منذ سبع سنوات) و 0.5 زانكس لأنني مضطربة ولا أستطيع النوم. طبعا دكتوري سألني لماذا تركت السيرترالين قبل ذلك.. فأجبته بأنني كنت قد تحسنت وهو أيضا لم يقل لي إلى متى أتناوله ويجعل موعد المراجعة مفتوحا.. وحتى أنه لا يلفت نظري للزانكس... ماذا لو أخذته فترة طويلة بدون علمه؟ هل يفترض أنني سأتركه لوحدي؟!!
لا أجرؤ على الحمل حاليا.. أخاف أن يغلبني وسواس الأرق الذي ربما أكون افتعلته بينما كنت أحمل في السابق بشكل طبيعي وبدون أن يخطر في بالي الأرق.
نحن الآن في رمضان وأحاول جاهدة التقرب من الله برغم الوساوس... ولكنني خائفة.. لا أعرف هل وضعي العقدي بخير؟... مهما أجابني من حولي وطمأنني.. لا أقتنع بالإجابة إلا من مفتي.
أريد اقتلاع الوسواس من جذوره.. هل هناك أمل؟؟؟ أرجوك ساعدني فقد مللت وبدأت أشعر باليأس
لدي معرفة بسيطة بالعلاج المعرفي السلوكي من دراستي لتخصصي حيث تخصصي هو العلاج الوظيفي. ولكن أقول ربما أنا بحاجة لمتخصص..... والمشكلة أن مجال الطب النفسي لدينا هنا أتصور أن فيه نسبة كبيرة من الكذب والادعاء بمعرفة هذه العلاجات...
فإن كنت تعرف طبيبا تثق فيه من الأردن رجاء دلني عليه..............
أنتظر إجابتك
30/5/2019
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أم ريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
مبدئيا أنت لست بحاجة إلى طبيب نفساني بقدر ما أنت بحاجة إلى معالج نفساني، يطبق معك الع.س.م وأعرف بالتأكيد د. يوسف مسلم أحد مستشارينا الأفاضل على مجانين، ومن المهم أن أشير إلى ما أثارته إفادتك لدي من معاني وما تجمع لدي من ردود على تساؤلاتك فقد بينت معاناتك منذ الصغر من الخوف من الخوف أو القلق من القلق بحيث أن تلقيك لأعراض أو علامات الخوف كما يظهر من قولك (وكان أكبر خوفي هو أنني خائفة من التوتر نفسه) أي خائفة من الخوف فهذه الوضعية تضع مريض القلق في قلق دائم تجاه مواقف الحياة العادية كالاختبارات أو غيرها ولا أظن هذا تغير رغم مرور السنوات.
كذلك أود توضيح نقطة تتعلق برأي الموسوس في أفكاره من حيث منطقيتها من عدم منطقيتها فأنت تقولين (الموسوس لا يشعر بمنطقية أفكاره ولكنني أشعر أنها منطقية) الحقيقة هي أنه عندما يتعلق الأمر بالوساوس الدينية فإن قاعدة لا منطقية الأفكار هذه لا تنطبق!
الانطباع الذي تكون عندي من قراءة رسالتك هو أن لديك عددا من سمات مجموعة الشخصيات القلقة أو الخوافة Cluster C Personality Disorders وربما هي السمات التي تنتمي للشخصية القسرية لكن هذا يؤكده أو ينفيه من يعاينك معاينة طبية طبيعية.... وإضافة هذه السمات إلى اضطراب الوسواس القهري ساعدت على إدامة مشكلتك وجعلها مشكلة مزمنة لا شك في ذلك.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .
ويتبع >>>>>: 20 سنة وسواس قهري وسمات قسرية ! م