وسواس الوقوع في الردة الرعب من الكفر!
وسواس الأفكار والتخيُّلات المُزعِجة
أرسلت لكم استشارة من شهر وأجبتم عليها في 26 من ديسمبر 2020 بعنوان "وسواس الردة والرعب من الكفر"، وكان مستشارها د.رفيف الصباغ، وأشكره على إجابته طبعًا... للأسف أنتم تتأخرون في الإجابة، وحصل الكثير في هذا الشهر، فقبل ما تجيبوني أنا قدرت بطريقة ما أعرف إجابات أسئلتي في يوم واحد بس، فسألت عن أكثر من مائة سؤال (فعلًا عددهم مائة وشوية دا مش تعبير، من جد هما أكثر من مائة سؤال)، المهم قالوا لي "ليس كفرًا" على كله، بمعنى كله تخيل، كل الأفكار والتعب والتوتر ما هي كفر، وخلاص انتهى هذا الوساوس حق الشك في فعل وقول هل هو استهزاء أم لا، أو كفر أم لا ونحوه، لكن ما اختفى، لسه موجود لكن ضعيف، ولكن الشيطان ما استسلم.
دحين يجيني كلمات بذيئة لسب الله والدين والرسول وزوجات الرسول، أي فعل أحس بصوت يوصفه بالغباء (سواء الفعل من الدين كالصلاة ونحوه أو فعل عادي)، طبعًا مع الشك هل هذا الفعل من الدين أم لا يكون الموضوع صعب... أي أحد يمر قدامي أحس بصوت يسبه بالدين... يجيني أيضًا التخيُّلات عن الرسول وزوجاته والله والصحابة، وكذا تخيلات جنسية بذيئة (منها جنسية، ومنها مهينة)، لكن أحسك يا دكتور أيًّا كنت من تجيب أحسك بتقول "طنِّش، أنت تدري أنها من الوسواس"، أحب أقول جربت لكن أنا فاشل مرررررررة في التجاهل.
وما أقدر أروح عند طبيب كما ذكرت في استشارتي السابقة، ولما يجيني التخيل أحاول ما أعطيه اهتمام، لكن بعض الأحيان بدون قصد أرد عليه وأقول "هل التخيل هذا كفر؟" وأكمل تخيل عشان أسأل نفسي هل هو كفر أم لا، وأنا أدري أنه التخيلات بذيئة، وأقول لنفسي بدون قصد "أنت لا تُحاسَب لأنك لم تأخذ بالك لو كملت تخيل"... أوك هنا تمام، بعدِّيها... بعض الأحيان أقول "أنا ما أتخيلها، أنا أحكيها أو أتخيل اللي تخيلته من قبل، ذا مب كفر" كأني أحكي التخيُّل وحكاية الكفر مش كفر، فهل هذا صحيح؟... وبعدها أكمِّل تخيُّل اللي تخيلته من قبل.
المهم هذا مش المشكلة، ساعات أقول لنفسي "هل تخيل" وأبدأ أتخيل أشياء قذرة عن الرسول، لكن أقول قبلها "هل تخيل ذا كفر؟" وأبدأ أتخيَّل من نفسي أشياء ما تخيلتها قبل كذا، فهل ذا كفر؟
لما يجيني تخيل مش قاصده بدون إرادة مني كذا تلقائيًّا أرد عليه وأقول "مش مني، مش مني، هذا مو أنا"، بعدها أسأل "هل التخيل اللي جاه في بالي كفر؟" وأنا أدري أنه كفر لكن أسأل وأتخيل اللي تخيلته على سبيل التذكر لو زودت عليه أشياء "هل هذا كفر؟".
تبت مائة مرة، أتوب أكثر من خمسين مرة باليوم (الأرقام حقيقية مش مبالغة) لأني كلَّما أتوب أقع في إحدى الأشياء اللي ذكرتها فوق، لكن مؤخرًا منشان الاختبارات أنا أخلي كل الأشياء تعدي، ولو سويت شيء من اللي ذكرته فوق في الاستشارة ما أتوب، أطنش أطنش أطنش كثيييير منشان أركز بالمذاكرة وكذا، وأتوب آخر اليوم، لكن لاحظت شيء في الحركة ذي إني لما أتجاهل وما أتوب أخلي كل الأشياء اللي شاك فيها على جنب منشان أنا لو تبت على كل فعل أقعد ساعات، أما لمَّا أطنش وأتوب آخر اليوم أشك في فقط 4 أو خمس أفعال في أسوأ الحالات (10 مش خمسين)، وأول ما أتوب آخر اليوم يجيني وساوس شديدة، والتخيلات تيجي بشدة مرة ثانية إلى أن يحصل موقف من اللي فوق وأقول لنفسي "راح أتوب بالليل" فأي شيء يحصل في النص أتجاهله لأني كذا كذا راح أتوب بالليل، فتقل الوساوس مرة لأني عارف إني لو سوِّيت أي شيء راح أتوب بالليل، بس هذا اللي صار.
أرجو الرد بسرعة لأن شهر كثير مرَّة يعني، وأنا إجازتي قرَّبت وما أبغى الوسواس ذا يخرب عليَّ الإجازة.
ونسيت أذكر إني لما أتجاهل وأتوب بالليل أقعد أفكر "ياخي توب لأنك يمكن تموت دحين، ولو اللي سويته كفر راح تموت كافر" وفي هذي اللحظة أي شيء يحصل أحس إني بموت منه، وأتخيل إنه في ريحة غاز أو إن البيت بيقع، وأحس بهزات في البيت، وأسأل أهلي "حسيتوا بهزَّة؟" يقولون "لا" فأحس بضيق في التنفس وأخاف أكون بموت.
ولما آكل شيء أحس إني راح أشرق أو إنه يعلق في حلقي، أحس إن شيء بيطيح عليَّ وأموت،
لكن أتجاهل وأُركِّز في مذاكرتي وأتوب بالليل.
27/12/2020
وأضاف في رسالة أخرى يقول:
الوسواس والأفكار التسلُّطيِّة
أرسلت لكم استشارة قبل شوي ونسيت أذكر شيء وهو أني كذا بعض الأحيان أشوف فعل ما أو حركة وأفكر "هل سوَّاها الرسول؟"، وأحيانًا أتخيل إنه الرسول يسوِّيها مع إني أدري أنها معصية، لكن أقول "هل كان الرسول يسوِّي كذا؟"، وفي نفس الوقت اللي أسأل نفسي فيه أتخيل الرسول وهو يسوِّيها، فهل الفعل هذا كفر؟، مع أني أكون داري الإجابة لكن مع ذلك أسأل، لكن لا أفعل ذلك مُتعمِّدًا، بمعنى أني قبل فعل ذلك أكون في حيرة، أحاول أسال نفسي بدون ما أتخيل، وأتلخبط وأقول لنفسي "مش كفر" فأسوِّيه (لو هو كفر أصلًا يعني)، بس أتلخبط في حكمه، فهل كذا كفر؟ يعني باختصار هل الفعل ذا كفر لو متعمد؟ ولو لم يكن متعمد بالمعنى اللي ذكرته سابقًا، هل يكون كفراً؟
طيب لو كفر يمكن تقولي يا دكتور "يا ابني تجاهل وخلاص، وما تفكر هل سواها الرسول أو لا"... أحاول بس تلقائيًا أسأل نفسي، وبعض الأحيان لما ألاحظ إني سألت نفسي بدون وعي، ما أوِّقف بل أكمل سؤال نفسي لكن غير متعمد بالشكل اللي ذكرته سابقًا، ويحصل كثييير، وكل مرة أتوب أتوب، وأنا أدري أني لو سألت نفسي وأنا غافل ما أكفر لكن أنا أسأل عن لما أكمل وأنا واعي، لكن بس أتلخبط في الحكم، ولا أصلًا كل ذي وساوس وما هي كفر في الأساس؟
أعيش في عذاب والله، مستواي الدراسي يتدنَّى، وليس لدي من أشكو له بعد الله سواكم... شكرًا لمن سيجيب، أرجوك رد عليَّ بالتفصيل الممل في كلتا الاستشارتين، ووضح لي كل شيء، اجعلني كذا أكون واعي وش الوسواس ووش اللي حقيقة.
وفي الأخير أريد أن أضيف أني ما أستطيع أقنع أهلي أن يعرضوني على طبيب، أو أن أجعل أحدًا يُقنِعُهم
فأنا وأبي وأمي وإخوتي نعيش بعيدًا عن العائلة لأن عائلتي متعددة الجنسيات.
27/12/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك مرة أخرى يا "محمد"
فعلًا تأخر شهر، أو ربما أكثر هذه المرة كثير جدًا، أعلم قلق الموسوس، وانتظاره للإجابة الشافية بفارغ الصبر، وضميري يتألم من هذا التأخير، وأتذكر أيام كنت أجيب في اليوم التالي مباشرة....، لماذا أصبحت أتأخر إلى هذه الدرجة، لا أدري؟!!
جميع ما تذكره يا "محمد" من استرجاع المعلومات لمعرفة حكمها، ومن الظن أنك أنت السبب في الوسواس، كل هذه أعراض تابعة للوسواس. قد يظن الموسوس أن الوسواس مجرد فكرة تلتصق في الذهن، وأما ما عدا ذلك فهو المتسبب به بإرادته، والأمر ليس كذلك؛ وأكبر دليل على أن هذا تابع للوسواس ذلك التشابه، بل التطابق بين شكوى الموسوسين، أي كما تتطابق الأعراض التي يصفها المصابون بمرض جسدي ما.
لفت نظري وأفرحني ملاحظتك للنتيجة الطيبة وللتحسن عند تأجيلك للتوبة، ومن محبة الله سبحانه لك وفقك لهذه الطريقة. أحد علاجات الوسواس، عندما لا يستطيع الموسوس إيقاف الفعل القهري نهائيًا، أن يقوم بتأخير الفعل شيئًا فشيئًا حتى يتركه نهائيًا. استغفارك وتوبتك فعل قهري ناتج عن الظن بأنك كفرت، بينما هذا الظن من أساسه لا صحة له، هو وسواس، لا تكفر بسببه ولا تحتاج إلى توبة.
ثم إن تخيلك لرائحة الغاز ونحوها من أسباب الموت، نوع من الأهلاس التي تحصل عند بعض الموسوسين أيضًا! وقطع العلة من الجذور هو الدواء.
يعجبني هذا الوعي الذي لديك رغم صغر سنك، ورغم عدم تقدير الوالدين لمعاناتك، وأرجو أن يكون هذا سببًا لذهاب الوسواس، أو على الأقل لعدم تأثيره على حياتك مستقبلًا....
ينبغي أن تعرف يا ولدي الأمور التالية:
-الوسواس مرض يلاحظ فيه خلل في الناقل العصبي المسمى (السيروتونين)
-للوراثة دور كبير في الإصابة بالوسواس، وكذلك لطريقة التربية
-ورغم أنه مرض، فللشيطان فيه دور كما ورد في النصوص النبوية، ولكننا لا نعرف ما دور الشيطان مع هذا المرض، إنما لدينا محاولات فهم وتوفيق بين الأمرين، وستجد مقالات متعددة عن ذلك في الموقع
-للوسواس علاجان: الأول دوائي، وهو متعذر حاليًا بالنسبة لك، والثاني وهو الأهم: (معرفي سلوكي)، فالموسوس لديه خلل في فهم ومعرفة موضوع وسواسه، وفي تصرفاته وسلوكه نحوها. فيتم تعريف الموسوس على الأفكار والمعارف الصحيحة المتعلقة بوسواسه، ثم يتم تدريبه على عدم الاستجابة للوسواس عندما يواجه موقفًا يحرك وسواسه، فملخص هذا العلاج (التعرض للمثير مع عدم الاستجابة) كتعرضك لوساوس الكفر مع عدم استجابتك لها من خلال الكف عن التوبة والاستغفار.
ومن الملاحظ أن 50% من الحالات التي تكتفي بالعلاج الدوائي، تعود للانتكاس مرة أخرى عند إيقاف الدواء، حيث لم يقترن تناول الدواء مع العلاج المعرفي السلوكي
- مهمتنا هنا إرشادية، ولابد من متابعة مع شخص يعينك على العلاج السلوكي، ولكن يفيدك جدًا قراءة مقالات العلاج الذاتي للوسواس على هذا الموقع والعمل على تطبيق ما فيها، وبعد أن تحاول التطبيق قدر المستطاع، يمكنك مراسلة الموقع إذا عسر عليك بعض الأمور.
أرجو أن أكون أفدتك بهذا، وتابع محاولاتك للعلاج والفهم، وأسأل الله لك التوفيق
ويتبع>>>>>>: وسواس الوقوع في الردة الرعب من الكفر ! م1