جزاكم الله خيرا على خدمتكم الرائعة وإجاباتكم الوافية.. أنا من المتابعين لمعظم صفحاتكم واقتنيت مؤخرا بعضا من إصداراتكم ومنذ حملي في ابني إسماعيل، وأنا حريصة على اقتناء كتب التربية وقراءتها ومتابعة برامج التربية مثل التربية الإيجابية للدكتور مصطفى أبو سعد، وخلاصة قراءاتنا أنا ووالده أننا قررنا اتباع أسلوب الرفق وعدم اتخاذ أيا من أساليب الإيذاء البدني في العقوبة ابتداء من الضرب إلى آخره ولا أخفي عليكم مدى صعوبة التطبيق، خصوصا في حالات التعب أو الإرهاق لنا، ولكن الحمد لله لم نضربه أبدا، وبصراحة نعاقبه بمبدأ كرسي العقاب الذي استفدناه من برنامج سوبر ناني، حيث إن جميع ما قرأناه من كتب التربية الإسلامية جميل لكن الكيفية العملية تنقصه.
سؤالي عن الموقف المتخذ والعقوبة عندما يضرب الطفل أحد الأبوين أو يقرصه؛ لأنه مؤخرا بدأ يكثر من ذلك حتى عندما أحمله لأضعه على كرسي العقاب يزيد من الخطأ بالضرب أو القرص ثم لا يلبث إلا أن يعتذر ثم يعاود الكرة بعدها بـ 5 دقائق لدرجة أني شككت أن هذه طريقة للعقاب وفي نفس الوقت لا أريد ضربه.. أريد حلا عمليا..
عمره الآن بالضبط سنتين وشهرين وهو ما شاء الله حركي جدا، ويحب المخاطرة والتسلق والقفز.. سؤالي أيضا متى أبدأ معه حفظ القرآن؛ لأنه بدأ يردد بعض الأناشيد مثل يا طيبة.. أيضا ما زالت ألبسه الحفاظ وأحاول مرة تلو الأخرى أن أعرض عليه أن يدخل الحمام مثل الكبار، ويستجيب ويجلس على الكنيف لمدة معقولة دون أن يعمل شيئا وذلك من بعد أول مرة عمل فيها وذعر من الوضع الذي كان عليه ومن يومها لا يتبرز إلا في الحفاظ.
جزاكم الله خيرا، وآسفة جدا للإطالة،
ولكن نأمل الفائدة من خبرتكم.
30/10/2022
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة "سلا" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد،،،
أهلا وسهلا بك على موقعك، نشكرك على ثقتك الكريمة في شبكتنا، ونحن نرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك.
الأخت الكريمة: يجب أولا أن تعرفي أن العدوان الجسدي أمر شائع بين الأطفال الصغار، بما أن الطفل قاصر، فهو غير قادر على التحكم في نفسه، لذلك يستسلم لدوافع ضرب الناس عندما يغضب حتى لو علم أنه يفعل الشيء الخطأ، فالأطفال الصغار عرضة للهجوم والبدء في الركل والعض والقرص عندما يشعرون بالقلق، نظراً لأنهم ما زالوا يطورون مهاراتهم الاجتماعية، كما أنهم يفتقرون إلى القدرة على التحكم في غضبهم وتوجيهه، لذلك يتصرفون بعنف عندما يشعرون بالإحباط.
الأطفال – أختي الكريمة – ليس لديهم مهارات إدارة الغضب، وبالتالي، فإنهم عادة ما يستخدمون أيديهم لإيذاء والديهم عندما لا يسمح لهم الآباء بالقيام بمهمة معينة يريدون القيام بها، كما أنهم لا يملكون أي وسيلة أخرى للتعبير عن إحباطهم، بينما يمكن للكبار تهدئة أنفسهم بالتعبير عن إحباطهم وغضبهم، أما الأطفال الصغار فلا يستطيعون فعل الشيء نفسه؛ لأنهم يفتقرون إلى المهارات اللفظية، نتيجة لذلك، يستخدمون وسائل أخرى للتعبير عن إحباطهم مثل ضرب والديهم والصراخ بصوت عال، كذلك – يا عزيزتي – فإن الأطفال يتمتعون بقدر ضئيل جداً من ضبط النفس، نظراً لأن النمو يمثل بالفعل مهمة صعبة ومرهقة في حد ذاته، فعادة ما يفقد الأطفال قدرتهم على ضبط النفس عندما يتعرضون لأدنى قدر من الضغط، هذا لأن شيئاً ما لم يسر بالطريقة التي أرادوا، على سبيل المثال، لم يحصلوا على الطعام في الوقت المحدد، ولم يتمكنوا من التخلص من الهاتف الخلوي، وعندما يفقدون ضبط النفس، يضربون الأشخاص الذين يعتمدون عليهم.
ستؤثر طريقة استجابتك للضرب على مدى احتمالية تكرار هذ التصرف من قبل الطفل، فيما يلي بعض استراتيجيات الانضباط التي يمكنك استخدامها لحماية نفسك وحماية طفلك من الأذى من خلال تعليمه طرقاً أفضل للتعامل مع مشاعره وإدارة سلوكه:
1- ضعي القواعد: ضعي قواعد منزلية تتناول الاحترام. وضحي أن الضرب والركل والعض أوالقرص وأي نوع من الاعتداء الجسدي غير مسموح به في منزلك. بدلاً من قول "لا تضرب" قولي "استخدم طريقة محترمة". تحدثي إلى طفلك عن القواعد للتأكد من فهمه لعواقب خرق القواعد
عندما يضربك طفلك، قولي بحزم: "لا للضرب. الضرب يؤلم"، حافظي على التمسك برسائلك لتعليم طفلك أن الضرب غير مسموح به، إذا كان طفلك يعرف القواعد، ولكنه استمر في الضرب، فاستخدمي بعض العواقب التالية لردعه عن الضرب مرة أخرى:
- المهلة والوقت المستغرق لتهدئة الغضب: هذه المهلة تعلم الأطفال كيفية تهدئة أنفسهم وإبعادهم عن هذا التصرف. من المهم تعليمهم كيفية تنظيم أنفسهم خلال وقت الهدوء هذا.
- فقدان الامتياز: يمكن أن يكون سحب الامتيازات استراتيجية انضباط فعالة عن طريق منع وصول طفلك إلى الأجهزة الإلكترونية وألعاب معينة لمدة 24 ساعة، وكلما كان الطفل أصغر سناً قل الوقت الذي يحتاجه لحرمانه من شيء ما
- التعويض: اجعلي طفلك يقدم خدمة لك، واجعليه يرسم لك صورة بالألوان كطريقة للتعويض عما أصابك من ألم بسبب الضرب، كذلك يمكن أن يؤدي تعزيز السلوكيات الجيدة ذات العواقب الإيجابية إلى تشجيع طفلك على التوقف عن الضرب. على سبيل المثال، كافئيه على استخدام "اللمسات اللطيفة"، قسّمي اليوم إلى عدة فترات زمنية حيث يمكنه كسب ملصقات ورموز لسلوكيات جيدة خلال اليوم، وامدحيه وعانقيه.
2- تعليم السلوك المناسب: لا يكفي أن تقول للأطفال ببساطة "لا تضرب"، بل علميه مهارات إدارة الغضب أيضاً. شجعي طفلك على اللعب بالصلصال، ورسم صورة بالألوان، وأخذ نفس عميق والذهاب إلى غرفته عندما يشعر بالغضب. ناقشي معه أهمية التعامل مع مشاعر الحزن والإحباط بالطرق المناسبة، وساعديه على اكتشاف الاستراتيجيات التي تساعده على التأقلم مع مشاعره بأمان.
3- تجنُب العقاب البدني: رائعة – يا عزيزتي – في أنك لا تستخدمين أسلوب الإيذاء البدني والضرب والصفع كعقاب، لأن هذا الأسلوب في العقاب كان سيرتبك طفلك حول سبب السماح لك بالضرب وعدم السماح له بذلك، وبدلًا من تعليمه ضبط النفس، يمكن للصفع أن يزيد من عدوانية طفلك، فالأطفال يتعلمون المزيد عن السلوك من خلال ما يرون أنك تفعلينه، أكثر من ما يسمعونك تقولينه. لذلك احرصي أن تكوني قدوة لطفلك، وأظهري له كيفية التعامل مع الغضب والحزن وخيبة الأمل بطرق مناسبة اجتماعياً.
أختي الكريمة: اعتمدي ما أسديته إليك من نصائح للتعامل مع طفلك و– بإذن الله تعالى – ستصلين إلى نتائج ممتازة طالما أن طفلك غير مصاب بأحد الاضطرابات الأساسية التي تلعب دورا كبيرا في العدوان عند الأطفال، مثل الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب العناد الشارد، حيث تؤدي هذه الاضطرابات إلى تأخر في الإدراك والنمو عند الأطفال لأنهم يفتقرون إلى القدرة على استخدام كلماتهم وإدارة نبضاتهم.
وفيما يتعلق بمحاولاتك تدريب طفلك على استعمال المرحاض فهذا الأمر يعد خطوة كبيرة للأطفال وآبائهم على حد سواء، سر النجاح فيها التوقيت والصبر، اسألي نفسك أولا هل حان الوقت؟
أختي الكريمة: يرتكز النجاح في تدريب الأطفال على استعمال المرحاض على التطورات البدنية والنمائية والسلوكية التي يشهدها الطفل، لا على العُمر، غالبا يُبدي العديد من الأطفال مؤشرات على الاستعداد للتدريب على استعمال المرحاض في أعمار تتراوح بين 18 و24 شهرًا. ولكن قد لا يكون غيرهم على استعداد لذلك حتى يصلوا الثالثة من العمر، لذلك لا داعي للعجلة، إذا بدأتِ مبكرًا جدًا، فقد يستغرق الأمر وقتًا أطول
اسألي نفسك ما يلي لمعرفة ما اذا كان طفلك مستعد أم لا لاستخدام المرحاض وترك الحفاض
هل يستطيع الطفل السير إلى المرحاض والجلوس عليه؟
هل يستطيع الطفل إنزال بنطاله ورفعه مرة أخرى؟
هل يستطيع الطفل الحفاظ على جفافه لمدة تصل إلى ساعتين؟
هل يستطيع الطفل فهم التعليمات الأساسية واتباعها؟
هل يستطيع الطفل إبداء حاجته للذهاب إلى المرحاض؟
هل يبدو طفلك مهتمًا باستعمال المرحاض أم بارتداء حفاض كبير؟
إذا كانت إجابة معظم الأسئلة بنعم، فقد يكون الطفل مستعدًا. إذا كانت معظم الإجابات بلا، فربما ينبغي الانتظار خاصةً إذا كان الطفل على وشك مواجهة تغير كبير مثل الحركة وولادة شقيق جديد له
استعدادك مهم أيضًا، ولكن اتركي زمام القيادة خلال هذه العملية لحماس طفلك، لا لتلهفك. حاولي ألا تربطي بين النجاح في التدريب على استعمال المرحاض والصعوبة في ذلك وبين ذكاء طفلك وعناده. ضعي في حسبانك أيضًا احتمالية وقوع الحوادث وأنه لا دور للعقاب في هذه العملية. خططي للتدريب على استعمال المرحاض عندما تكونين قادرة على تكريس الوقت والطاقة كل يوم على نحو مستمر لمدة بضعة أشهر، عندما يحين الوقت لبدء التدريب على النونية اتبعي الآتي:
- انتقي كلماتك: حدِّدي الكلمات التي ستستخدمينها للتعبير عن سوائل طفلك الجسدية. تجنبي الكلمات السلبية، مثل قذر ونتن
جهزي المعدات: ضعي كرسي حمام بالحمام ومبدئيًّا، حيثما يقضي الطفل معظم وقته. شجعي الطفل على الجلوس على كرسي الحمام مرتديًا ملابسه في أول الأمر، وتأكدي من استقرار قدمَي الطفل على الأرض والمقعد. استخدمي مصطلحات بسيطة وإيجابية للكلام عن المرحاض، يمكنك أن تلقي بمحتويات الحفاض المتَّسخ في كرسي الحمام والمرحاض لتبيني له الغرض من استخدامه، واجعلي الطفل يدفُق بنفسه مياه المرحاض
- ضعي مواعيد لاستخدام كرسي الحمام: اجعلي طفلك يجلس على كرسي الحمام والمرحاض دون حفاض لبضع دقائق وكل ساعتين، وكذلك فور استيقاظه صباحًا وبعد فترات القيلولة مباشرة. بالنسبة للأولاد، غالبًا يكون من الأفضل تعلُّم التبول أثناء الجلوس، ثم الانتقال إلى التبول أثناء الوقوف بعد إكمال تدريب الأمعاء. ابقي مع طفلك واقرئي له كتابًا والعبي معه بدمية أثناء جلوسه. اسمحي لطفلك بالنهوض عندما يرغب في ذلك. حتى وإن كان الطفل يجلس هناك فقط، فامدحيه على المحاولة وذكِّريه بأنه يمكنه المحاولة مرة أخرى لاحقًا. أحضري كرسي الحمام معكِ عندما تكونين خارج المنزل مع طفلك
- اذهبي للمرحاض سريعًا! عندما تلاحظين مؤشرات على حاجة الطفل للذهاب إلى المرحاض مثل التلوي واتخاذ وضع القرفصاء والإمساك بمنطقة العضو التناسلي، فتعاملي مع الأمر بسرعة. ساعدي الطفل على أن يكون على دراية بهذه العلامات، ويتوقف عما يفعله، ويتوجه إلى المرحاض. امدحي الطفل عندما يخبرك بأنه يريد الذهاب للمرحاض. حافظي على ارتداء طفلك لملابس واسعة يسهل خلعها
- اشرحي له أمور النظافة الشخصية،علِّمي الفتيات المباعَدة بين الساقين والمسح بحرص من الأمام إلى الخلف لمنع جلب الجراثيم من المستقيم إلى المهبل والمثانة، وتأكدي من غسيل الطفل ليديه بعد ذلك
- تخلصي من الحفاضات: بعد بضع أسابيع من التعامل الناجح مع كرسي الحمام والحفاظ على جفاف طفلك طيلة اليوم، قد يكون الطفل مستعدًّا لاستبدال سراويل التدريب والملابس الداخلية بالحفاضات. احتفلي بهذا الإنجاز. اسمحي لطفلك بالعودة لاستخدام الحفاضات إن عجز عن الحفاظ على جفافه. فكري في استخدام ملصق وجداول النجوم للتعزيز الإيجابي لطفلك
- إذا كان الطفل يعارض استخدام كرسي المرحاض والمرحاض ولم يتعود عليه في غضون بضعة أسابيع، فيجب أخذ وقت للراحة. فوارد أن الطفل لم يستعد بعدُ. إكراه الطفل بينما هو غير مستعد يمكن أن يؤدي إلى صراع داخلي مُحبِط للطفل. حاولي مرة أخرى خلال بضعة أشهر
وأخيرا، ما يتعلق بسؤالك عن السن المناسب لتبدئي مع طفلك حفظ القرآن الكريم فإنَّ أفضل سنٍّ لتحفيظِ الأطفال القُرآن الكريم هو من سنِّ الثَّالثة من العمر؛ حيثُ يكونُ عقْل الطفل يقظًا، وملَكات الحِفْظ لديْه نقيَّة، ويوجد برنامج لتحفيظ القرآن للأبناء من سن 3 سنوات، والقاعدة التي يقوم عليها البرنامج هي قاعدة عددية، فباستخدام المصحف المطبوع في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف – ذي اللون الأخضر- الذي يحتوي على 604 صفحات دون فيها القرآن الكريم كاملا، في كل صفحة 15 سطراً. ووفقا لهذه الأسس يتكون الجدول كالتالي:
السنوات الثلاث الأولى يتم تحفيظ ابنك البالغ من العمر 3 سنوات يوميا 3 أسطر فقط، وذلك للأيام من السبت إلى الثلاثاء، وأيام الأربعاء والخميس والجمعة تجعل لمراجعة ما أخذ في الأيام الأربعة الأولى من الأسبوع، ثم جعل شهر واحد في السنة تتم فيه مراجعة ما تمت دراسته طيلة السنة. بهذا النظام ستجدين أبنك قد وصل إلى سنة تمهيدي في المدرسة، وقد أكمل الحفظ من سورة الناس إلى سورة فاطر.
السنوات الثلاث التالية تتم فيها زيادة عدد الأسطر وجعلها نصف صفحة يوميا مع المراجعة لصفحة كاملة وذلك للأيام من السبت إلى الثلاثاء، وباقى أيام الأسبوع يخصص لمراجعة ما حفظ في الآسبوع، مع جعل شهر واحد للمراجعة المكثفة وليكن في رمضان. بهذه الطريقة ستجدين أن ابنك مع نهاية سنة خامسة ابتدائي قد انتهى من حفظ القرآن الكريم كاملا.
ما تحتاجينه للتنفيذ: الصبر والمصابرة والمرابطة (تحتاجين إلى النفس الطويل)، مع تخصيص مدة ساعتين يوميا لتنفيذ هذا الجدول، لا يعدل مهما كانت الظروف، مثلا الخروج للنزهه، زيارات الأهل والأقارب، حدوث طوارئ كوفاة أحد الأقارب وزفاف أخت قريبة وبعيدة وأحد الأبناء، ودخول أحد الأقارب المستشفى والتعرض لأحداث مفاجئة، وفي أوقات الاختبارات المدرسية. كل هذه الطوارئ يشترط عليك أن لا تجعلك تهملين يوما واحدا من هذا الجدول حتى يختم.
أخيرا تحتاجين توفير أحد الحفاظ المشهود لهم بالأخلاق والكفاءة كي يراجع لابنك بعد الانتهاء من كل خمسة أجزاء لعمل اختبار شامل للأجزاء التي ختمت.
أسلوب التحفيظ: بما أنك تبدأين من سن صغيرة جدا فأنت محتاجة لعدة أساليب، أعطيك بعضها ويمكنك ابتكار غيرها: عمل مسابقة مع أطفال آخرين يشاركونه الحفظ، مثلا استخدام سلم الخطوات بمعنى أن يقف ثلاثة عند خط واحد ثم يخطو كل واحد بعد أن يقرأ آية من السورة التي يراد تسميعها، فإذا أخطأ يتأخر وإن كانت صحيحة يتقدم، وعند النهاية يكافأ الفائز بعلبة حلوى وآيس كريم وما شابهه، يمكن لطفلك أن يتلو وهوعلى الأرجوحة، وفي حجرك، وأن تطلبي منه أن يذكر آية وهو جالس وأية وهو واقف، وهذه الأساليب تشجعه على الاستمرار والاهتمام بمتابعة الحفظ، وأن تحضري له ميكرفونا صغيرا وتجعلينه يردد الآيات ويتلوها، ومن المهم جدا كلما أنهى جزءا أن تسجليه وتحتفظى به ثم تديريه ليسمعه في الرحلات، وأمام أقرانه ليشعر بالاعتزاز، ولا تفتر همته للمواصلة. وعليك أختي الحرص الكامل على الاستمرار وعلى المحافظة على شدة التزامك الشخصي وثباتك لإكمال الطريق، وتذكري دائما أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا لعل الله أن يجعلها لك من الباقيات الصالحات.
كيفية التلقين: ترديد كل آية عشر مرات ثم الانتقال للتي بعدها عشر مرات ثم ترديد الآيتين مع بعضهما خمس مرات، ثم الآية الثالثة تكرر عشر مرات ثم الآيات الثلاث مع بعضها خمس مرات.. وهكذا . إذا أخطأ الطفل في آية أثناء التسميع، عندها ينبغي إعادة ترديدها عشر مرات، فإن لم تثبت تكرر عشر أخرى .. وهكذا، ويمكن الاستعانة بأخت وجارة ومعلمة تكون صديقة للمساعدة في التسميع.. كما أن الالتزام بالجدول بشكل مستمر حتى أيام الأعياد والمناسبات يضع أسس التزام الأبناء مستقبلا على قراءة ومراجعة ورد ثابت يوميا لا يتخلفون عنه مهما كان السبب، ولا يحتاج هذا البرنامج إلى إقحام الأزواج مع الأم فيه لسببين: أولهما: لأنه غالبا يكون مشغولآً بأمور العمل وغيرها خارج المنزل. الثاني: أنهم لا يجيدون حسن التعامل مع الأطفال في هذه السن المبكرة.
ومن المهم جدا أختى عندما تقومين بترديد الآيات والتسميع أن يكون بصوت مسموع، يسمع ابنك الحرف بأذنه، وأن يكون جلوسك أمامه مباشرة، وأن تحتفظي بالتركيز عليه بجعل عينك في عين طفلك، عندها سيشعر بجدية الموضوع وباحتوائك له، فإن كانوا أكثر من واحد وكلهم يحتاجون التسميع، فيمكنك تقسيم الوقت عليهم مثلا نصف ساعة لكل واحد على حده، مع الحرص على التركيز على كل واحد منهم وحده. في البداية قد تشعرين ببطء في سرعة التحصيل (الحفظ والاسترجاع)، لكن عليك بالصبر فستنموا ملكة الحفظ عندهم تدريجيا وستشعرين بالفرق مع مرور الأيام.
هذا البرنامج لا علاقة له بدرجة ذكاء ابنك لأنه وضع لمن هم في الدرجة المتوسطة من الذكاء. وعادة يذهب ابنك من سن 6 و7 إلى حلقات التحفيظ في المسجد، فإن كان ابنك منهم فلا يجب أن تتوقفي عن البرنامج، وسيكون برنامج المسجد معينا لك في مراجعة ما أتم ابنك حفظه.
أسأل الله لك من وسيع فضله ومنّه أن ينعم عليك بحفظ أبنائك القرآن، وأن يرزقهم العمل به، وأن يرفعهم ويرفعك معهم إلى الدرجات العلى من الجنة. اللهم آمين.
واقرئي أيضًا:
تعديل السلوك قواعد وفنون!
التبول اللا إرادي خطوات للتعامل..
نفسي عائلي تربوي: مشاكل تربية الأبناء Kid Raising