حيرانة على طول..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أتمنى أن أجد لديكم الراحة وأن يوفقكم الله عز وجل إلى حل يساعدني.
بداية أنا طالبة بالتعليم العالي بالسنة النهائية والدي متوفى من 6 سنين ووالدتي متوفاة من وأنا عندي سنتين كنا نعيش أنا وأخواتي إلى أن تزوجت البنات وسافر أخي الأكبر للعمل بالخارج وأنا الآن أعيش بمفردي. ومشكلتي متعددة الجوانب ولكني سأقولها كما ذكرتم بالترتيب الزمني:
أولا أنا عندي مشكلة الخيال الزائد عن حده بمعنى أني مثلا أتخيل أني أنا موش أنا وإني عايشه حياة عجباني ومبسوطة بيها مثلا كأني أعيش في قصر كبير وليس عندي أي مشاكل وليس عندي إخوة أساسا سواء بعيد أو قريب ودائما في خيالاتي ببقي وحدي يعني ما اتمنيتش مثلا إني أبقى في جمع أو حواليه ناس كتير وأفضل أعيش في حوارات وهمية مع الناس سواء أعرفهم أو ما أعرفهمش وأعيش القصة أوي وانسي مشاكلي الأساسية أو هموم الدراسة أو غيرها أو مثلا أتخيل أني ارتبطت بإنسان وبتكلم معاه عن أحلامي وخيالاتي واتجوزنا وبقالي أسرة وحياة وكل حاجة. دى مشكلة خيال الحاجة إللي مش موجودة.
أما المشكلة الثانية وهي إني ارتبطت كتير بس موش بمعنى علاقات كاملة
لا يعني يقابلني إنسان ويعجب بيا ويكلمني ويقول إنه بيحبني أنا محبيتش أي حد غير بس أول واحد منهم وهوا انفصل عني بعدها بكام شهر لأنه كان إنسان موش كويس وموش محترم وأنا مقبلتش إني أكمل معاه رغم إني كنت بحبه.
ومن بعدها وبدأت سلسلة انهياري وإني أعرف واحد واسيبه لأي سبب وأعرف غيره وهكذا إلى أن أفقت وتاب الله علي واستغفرت ربنا على كل حاجة بس أنا حسيت إني بضيع وإني بفقد كل حاجة معرفش إيه اللي كان بيخليني أستمر في العلاقات دي أو أني أستجيب لمحاولات التعرف يمكن إرضاء غروري ويمكن لأن الإنسان الوحيد اللي حبيته سابني وداه أفقدني الثقة في نفسي فخلاني أي واحد يعجب بيا ويقول إنه بيحبني وعاوز يرتبط بيا أوافق، بس عمري ما رضيت عن نفسي ولا فرحت أبدا وكان دائما في شعور جوايا بالنقص وفقدان الثقة في النفس ووقفت موضوع الشباب داه خالص ودعيت ربنا إنه يسامحني وعشت في حالي ومع نفسي الكلام داه من سنتين وأنا موقفة كل حاجة والحمد لله.
إلى أن منذ 4 شهور في مناسبة عائلية وبيعرفوني على أقارب لنا لم أكن أعرفهما الإبن الأكبر وهو أكبر مني ب5 سنين ولكن فى نفس مجالي يعني أعجبت بيه وكان إنسان متدين جدا ومحترم لغاية وكان كلامه معايا في حدود ضيقة.
وكنت عندما أذهب للكلية أراه بحكم عمله القريب وبدأت علاقتنا على خفيف مجرد يكلمني يعرف أفكاري وأعرف أفكاره وازددت اقتناعا بأنه إنسان ناضج ومحترم جدا، وبعد كدا بقى يرنلي وأروح أقابله موش مقابله يعني قاعدين أو كدا لا واحنا واقفين في مكان العمل داه نتكلم شويا ونمشي إلى أن جاء اليوم وقالي إنه عاوز يرتبط بيا ورسمي وإنه هيقول لوالده يكلم أخويا والحاجات دي وفوجئ إن والده رافض الموضوع خالص ورافض إنه يرتبط بيا وبدون أسباب معروفة ولن يثنيه أحد عن قراره أبدا وحاول معاه بكل الوسائل وإخواته وأمه وكلهم وهوا رافض لمجرد العند لأنه موش عاوز يحققله حاجة عاوزها.
وقالي الكلام داه وقال إنه موش هيقدر يكلمني تاني عشان ميعلقنيش معاه ولا يربطني بيه وهوا موش ضامن إن أبوه يغير رأيه وبطل يتصل أو يتكلم أو حتى أشوفه صدفة، وأنا بعدت ومحاولتش أدور عليه تاني وسكت، المشكلة إني أنا موش مرتاحة وموش مبسوطة وعشان أهرب من المشكلة كلها ومن الموضوع داه أتخيل إنه لسه معايا وأقيم حوار وهمي بيني وبينه وديما الحوار قائم ويمكن داه اللي مصبرني.
أتخيل إني أنا قابلته صدفة وبحكي معاه وممكن أستمر في خيالي داه نصف ساعة أو يزيد إلى أن أنام وكل ما أحاول التخلص من تلك الخيالات لأعيش أو أستطيع التكيف مع أي إنسان يتقدم لي أنهار وأفتكر إنه معادش معايا بجد وأضيع من الدنيا وأتعب أوي، خيالاتي هتجنني وبتسببلي الأرق الدائم أنا ممكن أكون موش نايمه النهار كله وبشتغل وبذاكر ورغم كدا أفضل في أرق دائم لمدة ساعتين أو ثلاثة.
حاولت أغير داه بأني أقرأ القرآن قبل ما أنام أو بعض الأدعية ولكن تعود خيالتي إليه أهرب بخيالاتي إلى أي شخص آخر فأقع في مشكلة الخيالات اللي نفسها هتجنني، أنا إنسانة الحمد لله ملتزمة دينيا وأرتدي زي إسلامي مناسب وأصلي الفروض والنوافل وأحاول البعد عن معصية الله على قدر استطاعتي والله أعلم، أنا تعبت من نفسي نفسي أرتاح وأعيش بس للأسف وحدتي مساعداني على التفكير رغم أني بحاول أشغل نفسي بالمذاكرة وبأي حاجة.
ساعات بحس إني مخنوقة من غير سبب وعاوزه أعيط وممكن أطفي نور البيت كله وأقعد في الضلمة أعيط وأوقات كتير ببقي عاوزه أسكت وما اتكلمش مع أي حد ببقي ماشيه مع صحبتي رايحين الكلية وقاعدة تتكلم ببقي عاوزه أقلها اسكتي نفسي أمشي وحدي نفسي ما اسمعش صوت ولا أتكلم، بطلت أعمل حاجات كتير من اللي كنت بحبها بطلت أروح عند أصحابي ولا أكلمهم في التليفون وكل يوم الموضوع داه بيزيد موش بيقل وبتحجج بالمذاكرة رغم إني ممكن يكون عندي وقت.
خايفه أدخل في اكتئاب وأحتاج علاج بجد، بس أنا بجد بحس إني غريبة بحب أروح عند النيل أقف أبص للميه وأسرح وأعيط من غير سبب واضح بس بحب أروح وحدي بحب أمشي وحدي وحاسة إني عازه أبعد عن الناس، بحس الكلام مات جوايا وإني حتى موش عاوزه أتكلم أبسط الكلمات بقيت بتضايق من أقل حاجه وأزعل وامشي، نفسي أرتاح وأنبسط بجد نفسي ألاقي عندكم حل يمكن مشكلتي تكون تافهة بالنسبة لناس كتير بس صدقوني تاعبني كتير،
أتمنى إني ألآقي ردا سريعا من حضراتكم.
وشكرا مقدما
26/05/2006
رد المستشار
إذن هي دائرة الاكتئاب من جديد....
للأسف ما تعانين منه الآن هي أعراض اكتئاب بالفعل ولكن أسهمت في حدوثه بنصيب الأسد عندما استسلمت للوحدة بل وتمتعت بها معتقدة أن في ذلك راحتك!!!
فنحن تخطئ حين نكرر على أنفسنا من الداخل أننا مستسلمون ومكتئبون فهذا الاستسلام للاستسلام يجعلنا نغوص ونغرق أكثر في دائرة الاكتئاب، والاكتئاب ثقيل الظل يلقي بالهموم والأحزان على النفس ما لا يطيقه الإنسان لذا تكمن قدرتك علي قهره من داخلك أنت!!!
عندما ترغبين وتتأففين من تلك الحالة بحق، وللحق أنا سعيدة برسالتك رغم ما تحمله من آلام لأنها بداية هذا التأفف والرغبة في كسر دائرة الاكتئاب الجاسم فوق صدرك، ورغم ما يحدثه الاكتئاب من عدم رغبة في التواصل مع أي شيء -حتى وإن كنا نحبه- إلا أنه دوما يكون مفتاح الخروج منه بمعنى أن حدة الاكتئاب والقدرة على كسر دائرته تبدأ مما لا ترغبين فيه وأعلم كم هو صعب ومزعج أن تفعلي شيئا وأنت لا ترغبين فيه أو تتواصلي مع آخرين بجسدك دون روحك ولكن من واقع الخبرة التي لا يمكننا إغفالها أقول لك وبقوة تشبثي بالقيام بما كنت تحبين عمله قبل الدخول في الاكتئاب وستبذلين جهدا في البداية ولكن بمرور الوقت ستجدين أن حدة تلك الدائرة قد قلت وهنا عليك أن تستزيدي من القرب والتواصل مع صديقاتك ودراستك ونفسك أيضا.
أعلم أنني لم أتحدث معك عن خطوات علمية وعملية للتعامل مع الاكتئاب لأننا قد غطيناه -حسب رأيي- في موقعنا الذي أعتز وأفخر بالانتماء إليه وكذلك فيما يتعلق بأحلام اليقظة حيث ستجدين روابط كثيرة تحدثنا فيها عنها بل ووضعنا عدة حلول لترشيدها فأرجو قراءتها ولكن يهمني كثيرا الآن أن تخرجي من حالة الاكتئاب حتى نستطيع الانتقال لخطوة أخرى........ وتذكري
1. أن عدوك الأول هي الوحدة وعدم الانشغال -وهذا غير كونك مشغولة- بأمر أو هواية أو عمل تحبينه وهي التي توقعك في براثن أحلام اليقظة تارة والاكتئاب تارة أخرى.
2. لا أعلم هل تعمدت عدم الحديث عن إخوتك أم لا ولكن إذا لم يكن هناك عثرات بينك وبينهن فليس معني زواج إخوتك ألا تتواصلي معهم حتى وإن أخذتهم أعباء الحياة فبادري أنت وانظري لما يضفيه قربك منهم فستجدي الدفء والحنان والانشغال بينهم فلم لا؟؟
3. أحسب عند انتهائك من دراستك أن حياتك ستتغير فالحياة العملية تكون مليئة بالخبرات والاحتكاكات والتعلم والمرح والتواصل وغيره مما لا ترينه الآن.
4. غدا تشرق الشمس وتتبدل الحياة وتلتقي بشريك حياتك من الواقع فلم يخلق الله الليل سرمدا وكذلك النهار فلا تتعجلي.
أنتظر متابعتك بفارغ الصبر لأطمئن عليك ولا تنسي قراءة الروابط التالية لأنها ستفيدك كثيرا:
اكتئاب حقيقي هذا هو
الإحباط والاكتئاب والعلاج المعرفي
زرع الفسيلة للتخلص من الاكتئاب
فقدان الطعم والمعنى جوهر الاكتئاب
أحلام اليقظة بين الصحة والمرض
أحلام اليقظة الاكتئابية ؟؟؟