الجميع على علم بوجود أدوية جديدة معتمدة لعلاج مرض الزهايمر والتي قد تبطئ معدل تقدم المرض بطريقة ذات مغزى. آخر دواء حصلت الموافقة على استعماله هو عقار دونانيماب Donanemab.
هذا العقار هو علاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة monoclonal antibodies ويشبه إلى حدٍ ما عقارين تمت الموافقة عليهما سابقًا وهما أدوكانوماب الذي تم سحبه لاحقًا من الأسواق وليكاناماب الذي تمت الموافقة عليه العام الماضي ولا يزال قيد الاستخدام. تعمل جميع هذه العقاقير عن طريق تقليل لويحة أميلويد في الدماغ بناء على نظرية ان مرض الزهايمر مدفوع بتراكم هذه اللويحة والتراكم اللاحق لبروتين تاو tau protein رغم ان هذه النظرية السببية لا تزال غير مثبتة علمياً.
كانت الدراسة الرئيسية التي تم تحكم فيها باستخدام عقار وهمي مدتها 18 شهرًا وشارك فيها 1700 مريض. كانت النتيجة الرئيسة هي مقياس تصنيف الزهايمر المتكامل Integrated Alzheimer’s Disease Rating Scale الذي يقيس الإدراك والقدرة الوظيفية حيث كشفت مجموعة العلاج انخفاضًا معدله ثلاث نقاط مقارنة بمجموعة العلاج الوهمي خلال الإطار الزمني للدراسة، وهذا يعني بأن أداء عقار دونانيماب أفضل بكثير من ليكاناماب في دراسته الرئيسية. كانت الفائدة أكبر في المرضى دون عمر 75 عامًا ولكن مع كل ذلك فإن معدل التغيير الذي حصل كان صغير نسبيًا بحيث لم يتم اكتشافه من قبل المرضى أو أسرهم.
هناك ملاحظة جديرة للاهتمام حول هذه الدراسة التي اختلفت عن دراسة ليكاناماب وهي أن المشاركين كان لا بد من أن يكون لديهم تراكم بروتين تأو قابل للقياس رغم أن العلاج لا يستهدفه ولكن تم التأكد من أن المشاركين إما في مرحلة أكثر تقدمًا أو أن سرعة تقدم المرض كبيرة نسبيًا. يشير نقص بروتين تاو بشكل عام إلى مرحلة مبكرة من المرض أو تقدم أبطأ ولا شك أن الباحثون كان لديهم أمل كي تظهر التجربة إظهار فرق أكبر بين المجموعات. أظهرت النتائج بأن فائدة الدواء في المرضى الذين لديهم بروتين تأو منخفض إلى متوسط كانت أكثر بكثير من المرضى الذين لديهم بروتين تاو عالي نسبيًا. ربما هذا يساعد الأطباء في اختيار المرضى الذين قد يستفيدون من العلاج ولكن في نفس الوقت مثل هذه التكنولوجيا غير متوفرة في معظم المستشفيات وذات تكلفة عالية.
الآثار الجانبية:
أكبر الآثار الجانبية التي تثير القلق هو تورم المخ وخطر النزيف وهي ظاهرة تعرف بشكل جمعي بتشوهات التصوير المرتبطة بالأميلويد ARIA Amyloid Related Imaging abnormalities حيث عاني ما يقارب الربع من المرضى الذين تناولوا العقار من تورم وأظهر الثلث منهم أدلة على النزيف. رغم أن معظم الحالات كانت بدون اعراض واختفت ا على مدار عدة أسابيع، ولكن توفى ثلاثة مرضى بسبب تورم المخ. بدوا ان المرضى الذين يحملون نسختين من جينات APOE4 والتي تمثل شكلاً وراثيًا من مرض الزهايمر وليس مجرد عامل خطر هم أكثر عرضة لخطر ARIA حيث يعاني ما لا يقل عن 40% منهم من هذا التأثير الجانبي مقارنة ب 23% من الذين يحملون نسخة واحد من جين APOE4 و16% من ألذين لا يحملونه ومشابها الى خطر 15% مع الدواء الوهمي. أحد النظريات تشير أن المرضى الذين يحملون الجينات لديهم نفاذية متزايدة لحاجز الدم الدماغي Blood Brain Barrier في سائل الدماغ الشوكيّ.
هذه العقاقير لديها قيودها وأولها جدوى العلاج. عقار دونانيماب يتمم تقديمه شهريًا عن طريق حقنة في مستشفى وبعدها هناك الحاجة الى المراقبة الطبية في حين أن عقار ليكاناماب يحتاج إلى حقنة كل أسبوعين. ما يميز العقار الأول عن الثاني أن الأول يتم وقف العلاج حال اختفاء اللويحة في حين يتم تقديم العقار الثاني إلى أجل غير مسمى. يعتقد حاليًا بأن بمجرد إزالة اللويحة فإن هناك فترة أربعة سنوات حتى تبدأ في التراكم مرة أخرى وهناك الحاجة إلى مراقبة دقيقة لكشف ظهورها مرة أخرى.
في النهاية هذا العقار قد يكون له فائدة متواضعة ولكن إبطاء عملية تقدم مرض الزهايمر بحد ذاتها قد تكون مفيدة للبعض.
مصدر:
Sims, J. M.D.; Zimmer, J. M.D.; Evans, C. Ph.D.; et al. . Donanemab in Early Symptomatic Alzheimer Disease, The TRAILBLAZER-ALZ 2 Randomized Clinical Trial. JAMA. 2023;330(6):512-527.
واقرأ أيضًا:
الدماغ القلق ? الوقاية من السبه (الخرف)