Harry Stack Sullivan هاري ستاك سوليفان (1892-1945) أميركي، ونظريته الشهيرة في العلاقات المتبادلة في العلاج النفسي The Interpersonal theory of Psychiatry التي يقول فيها بأن الشخصية هي عبارة عن سلوك الشخص في علاقاته مع غيره، ولا وجود للشخصية إلا في هذا الإطار، وعند دراسة الشخصية يجب التوجه إلى المواقف الشخصية المتبادل وليس الشخص نفسه، وتنظيم الشخصية قوامه الوقائع المتبادلة بين الأشخاص وليس الوقائع الشخصية الداخلية، مع العلم ليس من الضرورة أن تكون العلاقات المتبادلة بين أشخاص حقيقيين إذ يمكن أن يكونوا خياليين أو متوهَمين كما في الأحلام أو القصص والروايات والأساطير.
والعمليات الفكرية الأساسية من إدراك وتفكير وتذكر وتخيل وغيرها ما هي إلا صدى للعلاقات الشخصية المتبادلة، وترتبط بأشخاص وليست بعيدة عن تأثيرهم، ويعتقد أننا ندرك ونفكر ونتذكر ونتخيل... الخ، نتيجة التفاعل المتبادل. ويميز العلاقات المتبادلة بتوجهاتها التي يعتاد عليها المرء، فهي عدوانية نحو شخص أو مجموعة، وشهوانية عند آخر،.. وكلما كانت علاقات الفرد مختلفة كلما كثرة آلية توجهاتها، ويمكن أن تكون آليتها في المشاعر أو الأحاسيس أو الاتجاهات أو الأفعال، وتخدم معظم الآليات إشباع الحاجات الأساسية وإشباعها يخدم خفض التوتر الذي يهدر أمن الشخص واستقراره.
أما نظام الذات عنده هو بديل نظام الأنا عند فرويد، ونظام الذات يمكن أن يتضخم ويميل إلى الانعزال عن بقية الشخصية، ويطلق على الصورة الحاصلة للشخص عن شخصيته أو ذاته أو عن ذوات الآخرين اسم التشخيص Personification وتتكون التشخيصات نتيجة للعلاقات المتبادلة، ويضيف أن الخبرة المعرفية تحصل نتيجة تراكم ثلاث مراحل هي مرحلة الخبرة الخام Protoaxic experience ومرحلة الخبرات شبه المترابطة Parataxic experience والمرحلة الأخيرة وتعكس التفكير التركيبي Syntaxic وهو التفكير المنطقي والذي يعكس الخبرة الواقعية.
وأبرز ما يميزه ويجعله بعيداً عن فرويد هو تأكيده على الطابع الاجتماعي النفسي لنمو الشخصية. ويذهب في وجهة نظره إلى القول بتغير محتوى العلاقات الشخصية المتبادلة مع تغير مراحل نمو الشخصية، فتمتاز عنده مرحلة الطفولة المبكرة بأن منطقة التفاعل الرئيسة فيها هي المنطقة الفموية بسبب الرابط بين الرضيع وأمه، وفي هذه المرحلة ينتقل الطفل من مرحلة الخبرات الخام إلى مرحلة الخبرات شبه المترابطة، ومن ثم يبدأ عند الطفل تنظيم بناء الذات والانتقال من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة الطفولة ولا يتم ذلك إلا بتعلم اللغة وتنظيم الخبرات بصورة تركيبية، ويعتبر الطفولة ممتدة من بداية النطق والكلام إلى ظهور الحاجة للأقران.
وتتميز مرحلة الصبا عنده والتي تستغرق التعليم الابتدائي بأنها الفترة التي يصبح فيها الطفل اجتماعياً، وفترة ما قبل المراهقة تتميز عنده بحاجة الطفل إلى رفيق من نفس الجنس إضافة إلى شخص كبير يعتمد عليه، وتمتد المراهقة إلى أن يجد المراهق لنفسه نظاماً ثابتاً من الأداءات التي يصرف فيه نشاطه الجنسي، وتمتد المراهقة المتأخرة بدءً من تكوين هذا النظام إلى أن يستطيع المراهق أن يجد لنفسه بناءً من العلاقات الشخصية المتبادلة الناضجة..وترتبط نظريته في العلاقات الشخصية المتبادلة بنظريته في العلاج النفسي لدرجة وكأنه يجعل منهما نظرية واحدة، ويُسمي المعالج بطريقته الملاحظ المشارك Participant Observer لأنه لا يكتفي بالملاحظة، ولا يهتم برصدها بقدر ما يشارك في المقابلة بدور حيوي فعال.
٠ نشرت في الشبكة العربية للعلوم النفسية (المصدر: المركز الرقمي للعلوم النفسية www.DCpsy.com).