إقبال المصريين على مشروع القناة لثقتهم فيمن أرسى أساسه**
-ما هو الدافع الذي من شأنه أن يحول حالة أي أمة من الركود والخمول إلى الهمة والعمل للنهوض ببلدهم؟؟
_فكرة دوارت الركود والنهوض واردة تاريخيا لكل الأمم إذا ما استعملنا مقياسا للزمن بالقرون وأحيانا بالعقود، حتى الحضارات لها دورات، حين تنتقل الحضارة من أمة إلى أمة، ومن مكان إلى مكان، فهي تنتقل بفضل الهمة والعمل، وحين تأفل شمس الحضارة في موقع ما، أو حقبة تاريخية بذاتها، فإنها تأفل نتيجة للتقاعس والاسترخاء والكسل، ويكون ذلك مصاحبا لمزيد من رفاهية البعض مع غياب العدل، فعلينا ألا نستعجل هذه النقلة وكأننا نضغط على زر، إن البحث عن دافع محدد فورا قد ينسينا طبيعة التغير وما يحتاجه من حضانة وإبداع، هذه ليست دعوة للانتظار، لأنه ينبغي في نفس الوقت أن نظل على يقين بأنه آن الأوان لنسترجع عجلة القيادة، لأن ما ورثناه من حضارتنا وانتصاراتنا ليس مجرد أنباء تحكي، أو قصائد مدح تنشد، ولكنه علاقة مسئولة بالحياة وبالله وبالحضارة، علينا أن نتحمل مسئولية تاريخنا فنعمل على إحيائه، وهذا ممكن وله علامات في صبر المصريين ومواصلتهم قبول التحدي مهما مرت عليهم فترات القمع من أعلى أو الاستسلام للكسل والاعتمادية فيما بينهم.
-وهل المصريين وجدوا ذلك الدافع أم لازالوا يبحثون عنه؟؟
_الدافع للنهوض ليس كنزا مدفونا علينا أن نبحث عنه، والاستعجال بالإجابة عما إذا كنا وجدناه أم لا هو مغالطة بشكل ما، لا بد من احترام الزمن والعمل معا، الوقت الملئ بالعمل هو الذي يحفز الدافع ويحافظ على استمراره، نحن نصنع الدافع وننميه من خلال تحريك الوعي وحفز المسئولية واستعادة معنى الكرامة الإنسانية وحمل الأمانة، السر في هذا الشعب هو علاقته بالله وإيمانه بالحياة، وأيضا في تراحم ناسه الحقيقيين مع بعضهم البعض، أحيانا برغم أنف الحكومات.
إن محور وجود هذا الشعب يدور حول استيعاب معنى أن الإنسان كما خلقه الله قادر على أن يعمر الأرض بالحياة، ومن ثم إحياء البشر "..ومن أحياها فقد أحيا الناس جميعا" هذا ما يجعلنا كلما وقعنا نقوم من جدبد، لنبدأ بأنفسنا دون انفصال عن بقية البشر.
-الشعب المصري عايش فترتين متباعدتين شهدتا أعمال حفر للقناة الأم والمسار الجديد ولكن المشاعر فيهما مختلفه فما تحليلك لذلك؟؟
_أما عن حفر القناة الأم فهذه ملحمة قائمة بذاتها، تحتاج كتبا للإشارة إلى بعض ما جاء فيها من أحلام وبطولات وشعر واستشهاد وإصرار وتحد واحتفالات، وهي ملحمة لم تبدأ يوم 25 أبريل 1859 حين أقيم حفل بسيط للبدء بحفر قناة السويس حين ضرب مسيو ديليسبس بيده أول معول في الأرض إيذاناً ببدء الحفر وكان معه 100 عامل حضروا من دمياط، وذلك في نقطة البدء التي صارت بعد ذلك "بورسعيد" (أي ميناء الخديوي سعيد)، لم يكن ذلك أول اكتشاف لهذه الفكرة وراء هذا القرار وهذا الإبداع، فكرة حفر القناة، تلك الفكرة التي أعتَـبـرُها رمزا متعدد الأبعاد وافر الإيحاءات، فهو يعلن عدة قيم معا يتميز بها هذا الشعب وحكامه، حتى لو أخطأوا في مجالات أخرى، هذه الفكرة تكشف عن قدرة هذا الشعب على "الابتكار"، و"تطويع الطبيعة لصالح استثمار خيراتها، وتسهيل معايش الخلق"، ثم هو يحمل معنى المثابرة وإعادة المحاولة .. التاريخ طويل ولا مجال لذكره تفصيلا، لكن منذ قناة سيزوستريس 1850 قبل الميلاد حتى قناة عمرو بن العاص (عام 640 م) والمحاولات لم تنقطع من إبداع فكرة ربط القنوات المائية (أنهارا وبحورا) ببعضها تسهيلا للحياة وتدعيما للمسار الحضاري المصري.
-إقبال وتهافت المصريين على شراء شهادات القناه مثير للدهشة فهل هذا يعني أنهم على يقين من العائد الكبير عليهم؟؟
_على الرغم من أن كل القنوات التي حفرت في مصر، أو تم التفكير بحفرها سميت بأسماء ملوك العهد الذي تمت فيه أو ظهرت فيه الفكرة، (مثل قناة سيتي الأول عام 1310 قبل الميلاد قناة نخاو عام 610 ق.م وقناة دارا الأول عام 510 ق.م وقناة بطليموس عام 285 ق. وقناة الإسكندر الأكبر 335 ق.م) فإن الشعب المصري هو الأحق بتسميتها، والاسم الذي أقترحه هو : " قناة الإبداع المصري الحضاري".
وصلني تهافت المصريين على شراء شهادات القناة بمعنى بسيط هو أن الشعب أدرك أنه قد آن الأوان أن يمتلك خير بلده، دون حاجة إلى مذلة البنك الدولي ورضا المال العولمي، وفي نفس الوقت من الناحية العملية والواقعية، بلغني أن كثيرا من الناس، وخاصة الطبقة المتوسطة، وجدت في مصداقية العمل ووعوده وعائده المحترم، ما يضمن لهم بعض الستر والأمن بعد أن شقوا في جمعه من عرقهم في الداخل والخارج (والخارج المؤلم أكثر)
-في رأيك لماذا لم يستقبل الأجداد القناة القديمة بالسعادة التي لدى المصريين حالياً؟؟
_من قال إن الأجداد - برغم كل التضحيات - لم يستقبلوا القناة القديمة بالسعادة؟ صحيح أن حفل الافتتاح الأسطوري الذي أقامه الخديوي إسماعيل بدا عليه أنه حفل السلطة لا الشغيلة، لكن المتأمل في منصة الاحتفال لا بد أن يلحظ معنى الثلاث منصات التي أقيمت وجاء في وصفها أنها "خصصت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية إلى اليمين لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفى العروسي والشيخ إبراهيم السقا، والثالثة إلى اليسار وخصصت لرجال الدين المسيحي، وقد حضر ممثلوا الشعب الاحتفال أيضا حيث: طلب الخديوي من مديري الأقاليم أن يحضروا عدداً من الأهالي بنسائهم وأطفالهم لحضور حفل الافتتاح فانتشروا على خط القناة من فلاحين ونوبيين وعربان بملابسهم التقليدية ..إلخ"
-ولماذا كَره المصريين العمل في القناة الأم حتى قبل بدء نظام السخرة ولم يستجيبوا للدعايا الجارفة التي قام بها ديليسبس لترغيبهم في العمل قبل أن يتمكن من تطبيق لائحه العمل لتسخير العمال المصريين؟؟
_من الطبيعي أن يحذر العامل المصري العادي من مشروع غامض، تم الاتفاق عليه بين أجانب وحكام منفصلين نسبيا عنه، ثم إن الدعاية مهما بلغت حدتها وآلياتها، لا تكفي لضمان المشاركة الحقيقية الداخلية، وإن كانت قد تخدم بعض الأغراض العملية العاجلة، وحين بدأ نظام السخرة للتغلب على هذا الموقف الذي يحمل معنى الحذر والاحتجاج، ليس على المشروع، وإنما على طريقة الاتفاق عليه، وخفايا أغراضه، دفع الشعب الثمن غاليا، لكنني أعتقد أنه حتى الذين استشهدوا أثناء العمل كانوا راضين عن أن عرقهم ودماءهم قد سالوا على أرضهم وأن عائد ذلك لا بد أن يعود لهم ولأحفادهم إن آجلا أو عاجلا، وقد كان.
-وإذا قلنا أن المصريين كرهوا السخره في قناة السويس فما قولك في نزوح عشرات المصريين بموقع الحفر بالمسار الجديد لإبداء رغبتهم في العمل بالمشروع بأيديهم دون أن يعتبروا ذلك سخرة؟؟
_وهل يمكن أن نتصور أصلا أن أحدا يمكن إلا أن يكره السخرة، إن القهر في العمل يجعل العمل ينفصل عن من يؤديه على كل المستويات، وأعتقد أن زيادة عدد الضحايا الشهداء كان نتيجة لهذا الرفض العنيد، ففضلا عن غياب الخدمات الأساسية للعاملين في الحفر وغيره، حتى مياه الشرب بالرغم من محاولات شق ترعة لجلب المياه لهم، كذلك فإن غياب الرعاية الصحية لهم كان واضحا حتى انتشرت الأوبئة مثل: وباء الكوليرا وظهر في 16 يونيو 1865 ووباء الجدري في أواخر عام 1866 أقول إن هذا وذاك بالإضافة إلى الشعور بالقهر والشك في من يستلم جدوى العائد، كل ذلك قد زاد من فداحة جريمة السخرة والظلم، ومع ذلك يظل الفضل يرجع لمن استشهد ومن بقي منهم لهم ولأحفادهم، فقد كانت في النهاية كانت حربا ضروسا ضد الكسل والاستسلام والجمود واليأس والرتابة، ويكفي أن نتذكر .. فقد تم استخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال والتكاليف 369 مليون فرنك فرنسي وعدد العمال مليون. (لاحظ الرقم بالنسبة للتعداد آنذاك) وقد بلغ عدد الذين ماتوا أثناء الحفر 125 ألف عامل وهو رقم أكبر أعداد الذين استشهدوا في كثير من الحروب المصرية، أما الإقبال الآن فهو لا يحتاج إلى تفسير، لأن الذي يجري هو عكس كل ما سبق.
-هناك البعض الذي يشكك في قيمة العمل بالقناة الجديده ولكن تلك الانتقادات لاتؤثر في جموع الشعب فما تفسيرك لذلك؟؟
_هذا متوقع تماما، إنه سعير الحقد ونار الكره وحقارة الأنانية، حتى لو تأكد أغلب هؤلاء من معنى المشروع (وليس فقط عائده أو فائدته) فإنهم سوف يظلون يواصلون حرصهم على الخراب والتخريب، إن التركيز على المصلحة الذاتية الغبية، يعمي صاحبه عن حقيقة الخير الذي يمكن أن يعم عليه أو على أهله، ولا ننسى أن الذي ردم قناة عمرو بن العاص عام 640 هو الخليفة "أبو جعفر المنصور" الذي أمر بردم القناة تماماً، وسدها من ناحية السويس، منعاً لأية إمدادات من مصر إلى أهالي مكة والمدينة الثائرين ضد الحكم العباسي، ومن ثم أغلق الطريق البحري إلى الهند وبلاد الشرق، إن هؤلاء الحاقدين لا يشككون في قيمة العمل فحسب، بل -بيني وبينك- يتمنون فشله، بل دعيني أبالغ أنهم يتمنون ردم القناة الحالية، أو إشلالها، وهذا ما يلوح من أعمال التخريب التي تجري بالقرب منها
-انجلترا وفرنسا تصارعتا من أجل حفر القناة قديما فهل تعتقد أن تلك الدول سيكون لها دور في المرحلة القادمه لتعطيل العمل في المشروع والتنمية في مصر؟؟
_لم تعد الرغبة في الاستعمار والاستغلال والاستعمال لمصر والمصريين (وكل المستضعفين في الدنيا) قاصرة على انجلترا وفرنسا، إن القوى المالية العالمية المفترسة، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، يقومون بتعطيل، أو تدمير، أي عمل مستقل لا يخدم مشاريعهم العولمية المغيرة، وهم يحاربون من لا ينتمي إلى منظومتهم حتى بالسلاح إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا، إنهم لا يسمحون لأي تابع أن يستقل، ولا لأي اقتصاد قومي أن ينافس، ولا لأي حرية حقيقية أن تدوم، فلنحذر.
-تقييمك للحالة المصرية بالوقت الراهن؟؟
_لم أفهم المقصود تحديدا بالحالة المصرية؟ إن كان المقصود هو عموم الحالة وتوجه المسار، فهي بخير برغم كل الجاري من فرقعات، وبرغم ما يدفعه الأبرياء الأبطال الذين يدافعون عن حياتنا ومكاسبنا طول الوقت، ثم إنه ينبغي التوقف عن ترديد مثل هذه الأسئلة العامة، لتحل محلها أسئلة عن: كيف نحافظ على ما ظهر من إيجابيات مؤخرا، سواء على مستوى الحكم، (القرارات القابلة للتنفيذ بجداول زمنية موضوعية) أم على مستوى الشعب، (مثل المبادرة بتغطية مشروع قناة السويس بهذه السرعة المذهلة، برغم وجود غلبة الفاقة وآلام الفقر والحرمان عند أغلب أفراد هذا الشعب الطيب الكريم)، الحالة المصرية بخير مادمنا نعمل بجد وحب طول الوقت، وهي تقاس بما نعمل وبما ننتج، ولا تقاس فقط بأبواق الإعلام ولا صوت المظاهرات وأحقاد المتآمرين.
-هل تعتقد أن مشروع القناة هو بمثابة الحلم، والمشروع القومي بالنسبة للشعب الذي سيلتفون حوله وسيؤثر ذلك إيجابياً على نمط عملهم وسلوكياتهم؟؟
_أنا ضد أحلام اليقظة وأحلام التأجيل، لكنني مع "الحق في الحلم " طول الوقت، الحلم الأحق بالتمسك به ليس بديلا عن الواقع، وإنما هو الوعي بحق الإنسان في التخطيط للأحسن، حتى لو بدا مستحيلا، ثم العمل لتحقيق ذلك بدءا من هذه اللحظة، والمشروع القومي ضرورة تجمع الناس حولها، لكن لا ينبغي كثرة الحديث عنه وكأنه تعويذة ساحر، أو خاتم سليمان يمكن أن يحل لنا مشاكلنا بمجرد إعلانه، المشروع القومي يكون كذلك حين يكون تكرارا للمشروع الفردي لتسعين مليون مواطن، يعمل كل منهم في مشروعه الذاتي متمحورا حول كرامة كل البشر المصريين (فكل البشر) وحقهم في الحلم والحياة.
-الملاحظ في السنوات الأخيرة التغير السلبي للسلوكيات والأخلاق في الشارع المصري وأرجع الكثيرين ذلك بسبب الثورة فهل توافق على ذلك الرأي؟؟
_لا شك أنه قد ظهرت سلبيات كثيرة، وأن كثيرين قد أرجعوها بسطحية وتعجل إلى ما يسمى الثورة، وأنا لا أستطيع أن أنكر هذه السلبيات، لكن لا بد من أن نعزوها إلى إجهاض الثورة وليس إلى الثورة، فالثورة لم تكتمل بعد حتى تفشل، لكن بعض مراحلها أجهض بفعل فاعل، والبعض الآخر أجهض نتيجة لسوء الرعاية، لكنه والحمد لله لم يكن إجهاضا كاملا، لكنه كان بمثابة ما يسمى "إجهاض مُنذر"، وهذا النوع يمكن الإسراع بوقفه وعلاجه كما يجري الآن بفضل كل المجتهدين وفضل الله
-وهل هناك دافع ومؤثر قوي من شأنه أن يعيد الإنسان المصري للسلوك الإيجابي؟؟
-وهل هناك دافع ومؤثر قوي من شأنه أن يعيد الإنسان المصري للسلوك الإيجابي؟؟
_الدوافع موجودة داخلنا عبر تاريخنا طول الوقت، كما جاء في إجاباتي على الأسئلة الأولى، والمطلوب هو الإفراج عنها بكل زخمها، وموضوعيتها، واستمراريتها، وأكرر أنها علاقة الإنسان المصري بالله وبالحياة وبالناس، ومن ثم بالحضارة، أما عن الدافع المؤثر الذي يمكن أن يعيد للإنسان المصري إيجابياته فهو العمل والعمل والعمل، فالعمل معدٍ بشكل أو بآخر، خصوصا إذا توافرت فرص العدل والتقدير، وإذا وصل عائده أولا بأول ولو بالتدريح إلى أصحابه الحقيقيين.
-يتعجب البعض من عدم تذمر الشعب من الأزمات التي يعايشها ومن اختناق الحالة الاقتصادية على الرغم من أنهم لم يتحملوها وقت حكم الإخوان فما تحليلك لذلك؟؟
_من حق الشعب أن يتذمر إذا ضاقت به الحال، وهي ضيقة وتضيق أكثر مع اختلال الخدمات، وسعار الأسعار، فمن أين يأتي العجب؟ لكن التذمر لا ينبغي أن يؤدي إلى مزيد من تضخيم أسبابه، بمعنى أن التذمر الذي يعطل الإنتاج ويبرر التخريب، سوف يزيد من أسباب التذمر حتى يحل الإفلاس أو الخراب أو التبعية بل كل ذلك، أما أنهم لم يتحملوها وقت حكم الإخوان، فهذا واضح وقد تصاعد حتى أطاحوا بهذا الحكم لتصحيح الوضع، وأما الذين تحملوها وقت حكم الإخوان فهم الذين استفادوا شخصيا -دون البلد-بتحقيق مصالحهم، وفرض أيديولوجيتهم من خلال حكم الإخوان.
-جاءت فترة زادت نسبة الاكتئاب داخل الشعب المصري فهل تعتقد أنها مازالت على نفس الوتيره أم تحسنت للأفضل؟؟
_كررت مرارا أنني لا أميل لوصف جموع الشعب بصفات مرضية، كما يردد الإعلام أو يعلن بعض الزملاء، وأفرق بين الاكتئاب وبين الشعور الواقعي بأزمة الناس وآلامهم، ثم الشعور بالمسئولية إزاء ذلك، ومحاولة الإسهام في حلها، فالعجز عن ذلك، كل هذه مشاعر طبيعية مؤلمة دافعة أكثر منها تحتاج إلى لافتة تفسيرية مرضية تسمى الاكتئاب.
** العنوان الأصلي للحوار.
واقرأ أيضا:
العقل العربي والمحظورات السبعة! / عن الثورة والنظرية والأيديولوجيا والدين / إعادة بناء القيم والأخلاق عبر أجيال متعاقبة / التعصـــب ... وفلسفـــة الإنكــــار