لا توجدُ في التصنيفات الطبنفسية الشائعة فئة تشخيصية خاصة باضطراب شم رائحة الجسد، فهوَ يعتبرُ عرضًا قد يظهر ضمن توليفةِ أعراضِ أيٍّ من الاضطرابات كالاكتئاب أو الفصام أو صَرْع الفص الصدغي (استنادا لتوليفة الأعراض الأخرى) أو الوهام أو الوسواس القهري (استنادا إلى نوعية الفكرة وهامية أم تسلطية)، ومعنى ذلك هو أن متلازمة شم رائحة الجسد ORS، ليس لها مكانٌ قائم بذاته في التصنيفات الطبنفسية الشائعة، و اقرأ المزيد
بينا في المقدمة أن الشكوى من صدور رائحة كريهة أو منفرة من الجسد أو عبر واحدةٍ من فتحاته هي شكوى قد يسمعها الطبيب النفسي من أنواع شتىَّ من المرضى في عيادته، ونحاول في هذا المقال أن نعرض احتمالات التشخيص الفارقي Differential Diagnosis، وكيف يبدو المريض النفسي في كل واحد من الاضطرابات النفسية التي قد يظهر معها ذلك العرض أو الشكوى من رائحة كريهة هو مصدرها، فبعد استبعاد الأسباب العضوية الظاهرة للشكوى، مثلا التهابٌ بالحلق أو الأنف أو الأسنان في حالات البخر Halitosis، يبدأ الطبيب النفسي في استبيان التاري اقرأ المزيد
اضطرابات شم رائحة الجسد Olfactory Reference Syndromes أو اضطرابات البَخَرِ المتوهم، أو وسواس الرائحة الجسدية، هو اضطرابٌ نفسي يتسمُ بانشغال فكري وسلوكي مستمرٍّ شديدٍ برائحة الإنسان "المتخيلة"، أو بشكل مفرط برائحة "حقيقية مقبولة أو عادية"، ويكون مصحوبًا بمعاناة شديدة وخجل وارتباك وسلوك تجنبي للآخرين هربا من المعاناة الاجتماعية، مما قد يؤدي إلى العيش في معاناة مستمرةٍ أو الانعزال عن الناس، ومن الغريب المميز لهؤلاء المرضى أنهم لا يعانون اقرأ المزيد
من المهم عند التخطيط لعلاج حالة اضطراب نتف الشعر Trichollomania أن يضع المعالج والمريض/المريضة في اعتبارهما عددا من المتغيرات التي تختلف من حالة لحالة، فعندنا من ناحية مدى تأثير النتف على حياة المريض/المريضة، فمثلا هل التأثير في الأنثى كالتأثير في الذكر؟ وكذلك المكان الذي يتم منه النتف؟ ومن ناحيةٍ أخرى ما نوع اضطراب النتف هل هو النتف الإرادي (الاندفاعي أو القهري) أو هو النتف اللا إرادي (التلقائي)؟ فمن المفترض أن أسلوب العلاج المعرفي السلوكي -على اقرأ المزيد
كثيرا ما أسمع من مرضى الوسواس القهري أن أعراض الوسوسة بدأت لديهم بعد الالتزام، وبينما يفسر كل الأطباء النفسيين (وأنا أحدهم) ذلك بأنه مصادفة ليس أكثر أو بأنه بسبب الحماس الذي يملأ نفس الملتزمين الجدد رغبة في إحسان أدائهم للفروض والطاعات وهو ما يجعل قيمة إحسان العمل -والرغبة في الوصول به إلى أقصى حدود الكمال- مرتفعة في نفوسهم وبالتالي فهم يوسوسون فيه، إلا أن تكرار سماعي لتلك الشكوى بتفاصيل وملابسات مختلفة يجعل الأمر اقرأ المزيد
كثيرون من مرضى الوسواس القهري أو اضطراب الشخصية القسرية تتمحور حياتهم وسلوكياتهم حول فكرة التشاؤم من موضوع ما أو رقم ما أو حدث ما وتراهم يعانون معاناة كبيرة هم وأسرهم وتجد كثيرين منهم لا يرون في الأمر علامة مرضية على الإطلاق بل هو طبيعي من وجهة نظرهم، حتى أنك تجد الواحد أو الواحدة منهم يشتكي لك من أعراض الوسوسة الأخرى ولا يذكر لك ذلك الأمر إلا عرضا أثناء العلاج، ورغم أن مناقشة فكرة التفاؤل والتشاؤم اقرأ المزيد
قد يبدو أمر تشخيص اضطراب نتف الشعر Trichollomania أمرًا بسيطا للبعض، فالموضوع شارحٌ نفسَه، إنسان ينتف شعره، شعرةً شعرةً أو حتى بالجملة!، إلا أن الأمر في حقل الممارسة الطبية ليس بهذه البساطة في كثير من الأحيان، ففي عيادة طبيب الأمراض الجلدية كثيرا ما يعرض المريض/المريضة نفسه أو يعرضه ذووهُ بفقدٍ واضح في الشعر دون أن يذكرَ شيئا عن سلوك النتف، لأن المريض يميل إلى كتمان سره بينه وبين نفسه، خاصة إن كانت أنثى، وبالتالي يجد طبيب الأمراض الجلدية اقرأ المزيد
بينما اعتبر نتف الشعر لسنوات طوال مجرد عادة عصبية Neurotic habit ، فقد أضفت عليه أدبيات التحليل النفسي Psychoanalysis ، معانٍ جنسية، حيث اعتبرته تعبيرا عن شكل من أشكال صراع جنسي لا واعٍ (Berg, 1936) و(Sperling,1954) و(Masserman ,1955) أو شكلا من أشكال تفريغ الشحن العصبي أو حتى بديلا للعادة السرية (Zaidens,1951)، وفي منتصف الستينات من القرن الماضي اعتبر نتف الشعر ناتجا عن التفاعلات العصابية اقرأ المزيد
ظل اضطراب الوسواس القهري حتى سنة 1983 يعتبرُ اضطرابًـا نادرًا، فكانت التقديرات القديمة تشير إلى نسبة الخمسة من بين كل عشرة آلاف شخص أي بنسبة 0,05% وكانت هذه التقديرات تعتمد على دراساتٍ أجريت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وفي دراسة إنجليزيةٍ نشرت في عام1974 كانت نسبةُ وجود اضطراب الوسواس القهري في مرضى العيادات النفسية 1%وفي نزلاء المستشفيات النفسية اختلفت النسبةُ ما بين0,1% و4,0% وذلك حسبَ الدراسات المختلفة اقرأ المزيد
اضطراب نتف الشعر Trichollomania هو اضطراب نفسي يعاني فيه المريض/المريضة، معاناة كثيرا ما يحاول إخفائها طويلا لكنها غالبا ما تنفضح، فهؤلاء أناس يعتادون نزع الشعر من أماكن نموه في أجسادهم، ويعرفون أن سلوكهم غير طبيعي، لكنهم طويلا ما يخفونه خجلا وخوفا، خاصةً في غفلة من الأهل في الطفولة، ومع تنامي السماح بالخصوصية للمراهقين، وإلى حد ما للمراهقات، وهن الأكثر عذابا لأن من الصعب أن يقبل المجتمع من تنتف شعرها برغبتها حتى الصلع أو حتى القرع، فهو وإن قبل امرأة خلقت ملساء صلعاء فلن اقرأ المزيد