العرب يقتلون أنفسهم بمحض إرادتهم وخيارهم المطلق الحر, الذي يترجمونه بأفعال يومية وسلوكيات دموية.لا أحد في الدنيا يجبر العرب على قتل أنفسهم إلا أنفسهم, وكل ما يأتون به, ويسمونه تحليلات وتقديرات وتصورات ورؤى وتفسيرات, إنما هذيان وأكاذيب وخداع للنفس لكي تمضي في طريق الهلاك والفعل العقيم. العرب يبحثون عن تبريرات وتسويغات, لكل مصيبة وأزمة وهزيمة وإنكسار وخسران, ويتفننون في قتل التفاؤل والأمل والنجاح والخطو للأمام. وهم في كل ما يسعون إليه ويواظبون على فعله, يمعنون في إبداع اللطم والبكاء والعويل والتظلم والتشكي وإتهام الآخر, وإسقاط ما فيهم على ما هو قائم حولهم. اقرأ المزيد
بلاد العرب.... ما أن يتوقف صراع في بقعة، وإذ بصراع جديد يشب في بقعة أخرى، وما أن تهدأ ولو مؤقتاً نيران في بلد، وإذ بحريق كبير يشتعل في بلد آخر، وبدا وكأنه نظام إقليمي جديد، تتشكل ملامحه بمعطيات جديدة مختلفة عن سابق المعطيات، ويتحرك الفاعلين فيه، بشخصيات جديدة وآليات ومفرزات عديدة. كان بروز دور الفاعلين غير الدوليين أهم معطيات هذا التغير، وتدحرج دورها ليُصبح مارق للحدود وعابر للبلاد، غير آبه بأحكام الواقع، الذي حكم المنطقة لعقود طويلة. كان للفاعلين غير الدوليين -وتحديداً الحركات الإسلامية- دوراً محدوداً قُبيل ثورات العرب أو ما سُمي بـ "الربيع العربي". وقبل التطرق لدور الحركات أو الفاعلين غير الدوليين، يجب الإشارة إلى أن تسمية "حركات الإسلام السياسي" أو "حركات الإسلام المعتدل" هي مصطلحات وصفية تُعطي صِبغة معينة بعيداً عن المضمون؛ فالإسلام دين شامل جامع لا يصح إلصاق صفة السياسة أو صفة الإعتدال به، ودون غيرها من الصفات. وما هذه التسميات والمصطلحات إلا إبتكارات "خلاّقة" للتفريق بين مجموعات وأخرى. اقرأ المزيد
مصطلحات متعدّدة (احتجاج، عصيان، تمرّد، انقلاب)، تقع أغلبها تحت مسمى إرهاب، وخاصةً منذ بدايتها، أو إذا ما تم إفشالها، وهي تعبّر عن حالة آنيّة ناتجة عن سياسة ما، أو عن حالة متأصلة ناتجة عن ثقافات وأفكار يرغب أصحابها في بسطها على الواقع، وهي موجودة منذ الأزل، وستظل قائمة على مدار الأمد، وإن كانت بدرجات من العلو والانخفاض، نتيجة قوّة وضعف من جهة الفئة المحتجّة، أو لشِدّة أو تراخِ، من الجهة المقابلة أي الدولة والسلطة الحاكمة. اقرأ المزيد
انتهي العرس الديمقراطي في نسخته السودانية، وكعادة كل الأعراس الديمقراطية في هذه البقعة الرديئة من الكون كان مجرد استربتيز سياسي رخيص من الواضح جدًا أن الغرض الوحيد منه هو إضفاء لون من ألوان شرعية الصناديق علي مجرد استفتاء تشتعل ملامحه كفضيحة تدق أجراسها في كل ألاروقة السياسية علي سطح الكوكب، هذا هو النصف الفارغ من الكوب يا سادة، أما النصف الممتلئ فهو أننا كعرب قد ظفرنا بعُرفٍ أصبح الآن دارجًا، وهو تمديد أعراسنا الديمقراطية يومًا إضافيًا أخذ السودانيون فيه "غسطًا" من الراحة بين "ليلة الحنة" و"ليلة الدخلة"! اقرأ المزيد
بغض النظر عمّا واجهته الدولة اليمنيّة من صراعٍ ومشكلات داخليّة قاسية، فهي الآن تُعاني صراعاً آخر، هو أشد وطأة، وقد أصبحت مسرحاً مواتياً لتواجد قوىً أكبر، تتوق لأن تحافظ على مكانتها في المنطقة، على حساب القوى الأخرى، فالولايات المتحدة لا تألوا جهداً في إثبات سيطرتها بالكامل على المنطقة تبعاً لتكاثر مصالحها الاستراتيجية، في مقابل إيران، التي تحاول اقتطاع أجزاء مهمّة من هذه السيطرة لحسابها على الأقل، باعتبارها جديرة بها، كون المنطقة تقع ضمن مجالاتها الاقتصادية والأمنية والدينية أيضاً، ومن ناحيةٍ أخرى فهي تُنافس المملكة السعودية على تعظيم النفوذ، منذ نجاح الثورة الإسلامية عام 1979. اقرأ المزيد
من النظريات الأكثر قبولا لتفسير إنقراض الديناصورات, أن تلك المخلوقات العظيمة كانت تأكل النباتات وترعى مثل الغزلان والخرفان وغيرها من الحيوانات التي تعيش على النباتات. ومع توالي القرون ودوران الأزمان برز من بينها نوع جديد يأكل اللحوم ويتميز بفكين عظيمين وأنياب حادة, ومخالب يدين كبيرة وشرسة, وهذا النوع من الديناصورات لا يقدر على صيد الحيوانات الأخرى لأنه لا يمتلك قدرات الركض السريع, فلا يستطيع صيد الغزلان أو الأرانب والثيران وغيرها من أهداف الحيوانات المفترسة, فما وجد إلا أن يفترس الديناصورات التي تأكل النباتات, وهي عظيمة الجسم بطيئة الحركة, فتهاجمها مجموعات منها وتفترسها, ومع تواكب القرون, إزداد عددها وراحت تفتك بالديناصورات النباتية, حتى تمكنت من القضاء عليها, فوجدت نفسها بكثرتها الهائلة غير قادرة على توفير الطعام, فراحت تتصارع وتتقاتل وتفترس بعضها, حتى إنقرضت وصارت متحجرات, نقرأ عنها ونكتشف هياكلها. اقرأ المزيد
تعثرات الربيع العربي حصلت وتحصل لأسباب يمكن حصرها، ويمكن التعامل معها، وليست ألغازا، ولا مؤامرات سرية!! الشعوب التي تحركت ضد عصابات التسلط على الثروة والهيمنة على مقاليد الدول العربية - المختطفة لمصلحة نخب ضيقة - لم تكن تدرك أن نسيج المجتمعات العربية جميعها قد تمزق وتهرأ بسبب ضغوط التفتيت والقهر والاستبداد بدرجاته، وبفعل مغادرة التقاليد، والبنيات الموروثة، مثل القبيلة، والعشيرة، والعائلة الممتدة، مع عدم الإمساك بتلابيب الحداثة، وهي في مساحة تواصل الناس تعني: نقابات المهن، والأحزاب السياسية، والجمعيات المدنية الطوعية!! اقرأ المزيد
أمور واجبة وحقائق غائبة لن يمكننا مواجهة خطر هؤلاء الجهاديين التكفيريين الإكراهيين إلا عندما نأخذ في اعتبارنا الحقائق التالية: 1. الإنصاف أنهم في غالبيتهم شباب مؤمن مخلص، لا يريد غير الجنة ورضوان الله، وإن كان من المؤكد أن فيهم عملاء استخبارات متعددة، ابتداءً بالموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات الأمريكية، وانتهاء باستخبارات دول الإقليم، ومن المؤكد أن من هؤلاء المندسين بينهم والمخترقين لهم من وصل إلى مواقع قيادية في هذه التنظيمات، ويبذل الجهد لتوجيهها، لتقوم بما يخدم أعداء الأمة الإسلامية، وذلك سهل عليهم، لأن العلماء والفقهاء نادرون في هذه التنظيمات، وكذلك الخبراء في السياسة، السياسة التي تراعي المصلحة، وتقدمها على الأهداف الإيديولوجية، لتجعلهم يتصرفون بحكمة أكثر وبراغماتية، على النقيض مما يقومون به حالياً من أعمال متهورة تشوه صورة الإسلام والجهاد والشريعة. اقرأ المزيد
في البداية في البداية كانت القاعدة، ثم جاءت الدولة الإسلامية التي أعلنها تنظيم داعش لتضع المنطقة بل وجميع دول العالم أمام تحدٍ خطير على أمنها. كان الظن أن بالإمكان القضاء على هذه التنظيمات الإسلامية الساعية إلى إكراه الناس على الإسلام وعلى تحكيم الشريعة، لكن الأيام أثبتت أن القضاء على هذه الجماعات المسلحة -التي كان ظهورها ونشاطها مرغوباً من بعض القوى الإقليمية والعالمية- لن يكون سهلاً ميسراً، وقد لا يكون ممكناً على الإطلاق. اقرأ المزيد
افتُتحت أعمال القمة العربية ألـ26 في شرم الشيخ، بتأييد قرار تشكيل قوّة عسكرية مشتركة، كقوة رادعة، تعمل باسم الدول العربية, لإناطتها بتنفيذ عمليات التدخل العسكري السريع، للتصدي للتهديدات الأمنية، التي تواجهها تلك الدول الآن أو في المستقبل، ولم تكن الأحداث القتالية اليمنيّة وحدها هي الداعية لتشكيل هذه القوة، بل سبق لمصر المُضيفة للقمّة، المطالبة بتشكيلها، منذ حصولها على مُنغّصات أمنيّة، تقوم بها جماعات بيت المقدس في سيناء، وجماعات إسلامية مناهضة في ليبيا المجاورة. اقرأ المزيد