ماذا يجب أن أفعل ؟
أنا فتاة 21 سنة، لم يسبق لي الدخول في علاقات من قبل، رغم كثرة المحيطين والمعجبين بي بسبب المعايير العقلية والعاطفية التي أراعيها بشدة، بجانب أولوياتي الأخرى في مجال الدراسة والعمل.
منذ 6 أشهر تعرف علي شاب، وكنت أتعامل معه مثل الجميع بجمود نوعاً ما، إلا أنه كان يصر على التقرب مني بشدة، وكان يحادثني طوال اليوم، إلى أن بدأت نوعاً ما أتفاعل معه، والتقينا لأول مرة وكان يوماً ساحراً، إلا أني تصرفت ببرود تجاهه، وقلت محادثتنا، ولكني اشتقت إليه وتقابلنا مرة أخرى،
وكنت ألطف من قبل، وإلى أن اطمئن على عودتي المنزل، وأخبرني كم كان سعيداً بصحبتي، ولكن فجأة ومنذ 3 شهور تحولت العلاقة بيننا إلى إعجاب على صور الانستجرام!! ولم نعد نتحدث، فأنا لا أرغب ببدء الحديث معه، وهو لا يأخذ أي خطوة،
فقد حاولت فترة طويلة تجاهله والتوقف عن متابعته، إلا أني بمجرد أن أرى اسمه في قائمة الإعجاب أشعر باشتياق شديد له، حتى أني أجهل إن كان ظن تجاهلي له في البداية يجبره على الابتعاد عني أم أنه غير مهتم .. فماذا يجب علي أن أفعل!؟
9/5/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بك صديقة على موقعنا، وأوضح لك بادئ ذي بدء أنه يكثر في برنامج انستجرام وغيره استعراض بعض الشباب والتميع في الصور والمقاطع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبعض منهم يدعي الاستقامة.
أقول وبالله التوفيق: ذلك من نقص الرجولة أو عدمها، ودليل على اضطراب في الشخصية وبيان على خلل في التربية: فمن يعرض نفسه في حالات يكون فيها فتنة لكثير من الفتيات والشباب، فالرجولة ليست من نصيبه، ولم أتكلم بهذا الكلام إلا بعد ما رأيت من التحدث بين الشباب والفتيات بلا سبب شرعي بكل أريحية من غزل ومدح، ومطالبة بالأرقام علناً، وتنزيل صور أخرى، ومدح لخلقته ومعلوم أن هذه المقدمات من طرق الوصول إلى الحرام. وإذا كان هذا الأمر علناً والكل يشاهد فكيف يكون الخفاء!
انتشار ظاهرة الإعجاب بين الشباب وقد ظهرت بشكل واضح خلال هذا البرنامج (انستجرام) الذي يتيح تنزيل الصور مع التعليقات من خلال: كلام لا يقال إلا بين الزوجين!
جاءت السنة ببيان كيفية إيضاح المحبة: {إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه}، {إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه}، ولم يقل: تعلق به وتمتع بصوره.
ومن صور التعلق:
الإكثار من الكلام الناعم المنمق المعطر الذي عليه شبهة الذي لا يصح بين طلاب العلم، ولا يفعله أصلا طالب العلم. ومعلوم أن العشق والتعلق إذا صدر ممن يدعي الاستقامة، فإنها رواسب جاهلية لم يتخلص منها ويسمى (الالتزام الأجوف).
غياب النصيحة والتوجيه والعلاقة المحرمة لا تخفى لأنها مغشوشة وهي لا تخفى على المؤمن، والأفعال والأقوال تُظهر ما يخفيه الشخص.
والآن في هذه الوسائل أصبح يعرض نفسه على الجميع، ويقول بكل وقاحة: ما رأيكم بي! وهذا والله من انعدام الحياء.
ومن التساهل عند بعض النساء: تصوير الفتاة بعض من جسدها كاليد وغيرها وتضعها، وهكذا بالتدرج ولهذا الأمر ما بعده، وهذا الفعل محرم وأيضا الكلام مع الرجل الأجنبي بلا سبب شرعي فهو محرم، وحتى إذا كان بسبب شرعي فإنه يكون بضوابط شرعية.
الوسائل التي تساعد على التعلق بين الشباب محرمة لأنها توصل إلى الحرام والعياذ بالله، ويجب قطعها ووسائل التواصل ساعدت في ذلك: أحدهم ينزل صورته ويأتيه أصدقاء اللذة بالمدح وشعر الغزل والكلام غير اللائق فيقول:
ومن أسباب انتشار ظاهرة الإعجاب بين الشباب وبين الشباب والفتيات:
- فراغ أو نقص القلب مِن حُبِّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- عدم الإخلاص في محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- عدم النظر في عواقب الأمور.
- التعلّق بالصور.
- بداية العلاقة لم تكن لله أصلاً.
- الالتزام الأجوف هو استقامة الظاهر، والباطن خلاف ذلك.
- الحرية غير المنضبطة التي تخلو من الرقابة والمتابعة بسبب الثقة المفرطة.
وقد أجمع العلماء على حرمة النظر إلى الأمرد الصبيح أو غيره؛ فالتعلق بالصور والإغراق في التصوير تجعل صاحبها يتخبط.
قال ابن عابدين رحمه الله: "والمراد من كونه صبيحاً: أن يكون بحسب طبع الناظر، ولو كان أسود، لأن الحسن يختلف باختلاف الطبائع".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكذلك مقدمات الفاحشة عند التلذذ بالأمرد ولمسه والنظر إليه، حرام باتفاق المسلمين كما هو كذلك في المرأة الأجنبية".
إذاً الشاب أخبرُ بنفسهِ وأعلم، فإن وجد من نفسه ميلاً وانبطاحاً ومخالفةً للشرع في هذه الوسائل وإنها تكون فتنة له فالواجب عليه أن يحمي نفسه (والسلامة لا يعدلها شيء)، وأن يبتعد عن هذه الوسائل فإنها له وسائل حرام لا تواصل!
لذا فلا طائل ولا منفعة من تعلقك بهذا الشاب لأن هناك ضوابط شرعية يحثنا عليها ديننا الحنيف للعلاقة بين الشاب والفتاة لابد من الالتزام بها، وفقك الله وهداك وتابعينا دوما بأخبارك.