أفكار انتحارية
تراودني رغبة قوية في الانتحار منذ كنت في سن التاسعة وأنا أكره الحياة وأريد الموت عانيت من مشاكل في التأقلم مع المجتمع وعشت طوال حياتي وحيدة جدا لا أحد معي سواي لدرجة أني في طفولتي كنت أختلق أصدقاء وهميين أتحدث معهم في أوقات فراغي لم يكن لدي أصدقاء لا في المدرسة ولا الإعدادية ولا الثانوية ولا حتى الجامعة كنت أفعل المستحيل لإرضائهم ومع ذلك لم يكن أحد يريدني كنت أشعر أني منبوذة لا شيء صفر على الشمال
في فترة ما استطعت أن أتغلب على كل هذه الأفكار واظبت على قراءة كتب التنمية البشرية، ساعدتني في البداية ولكن مع مرور السنين لم يعد الأمر يجدي نفعا أصبحت أصاب بنوبات من الاكتئاب ورغبات جامحة في إيذاء نفسي ربما أحصل على الاهتمام والحب.
كانت علاقتي بربي جيدة كنت أصلي الفرض في وقته محجبة حجاب شرعي وأقوم بالكثير من الأشياء الدينية حتى أني حفظت الكثير من السور في القرآن فعلت كل هذا وأنا ابنة 19 تخليت عن الكثير من الأشياء التي كنت أحبها وأرتاح لها فقط ليكون الله راضيا كنت أنتظر وعوده حتى هو فعلت كل ما طلبه مني ولكنه لم يفي بوعوده لم يمنحني السلام الذي كنت أبحث عنه حرمني كل أمنية تمنيتها وضع العراقيل في طريق أحلامي فبدأت أرتد إلى الخلف مؤخرا خلعت الحجاب ولم أعد أصلي وانقطعت كل صلة لي به .
أنا حزينة جدا ووحيدة جدا وأشعر أني منبوذة جدا لا أعرف ماذا أفعل كيف يجب أن أتصرف كيف أستطيع أن أسيطر على حياتي من جديد .
أصبحت أخاف أن أحلم بأي هدف مهما كان بسيطا أخاف من أي فرح مرتقب لأنه ينتهي بألم ودموع أخاف من أي ضحكة أو ابتسامة من أي لحظة سعادة أشعر أني سأدفع ثمنها غاليا جدا.
والله العظيم تعبت والشيء الوحيد الذي يبعدني عن الانتحار هو والدتي لا أريد أن أسبب لها الألم خلاف ذلك أنا أدعو كل ليلة أن أغمض عيني فلا أفتحهما أبدا
أرجوك ساعدني فأنا لم أعد أحتمل
23 سنة من الصبر انقضى فيها كل ما أملك من الصبر والقدرة على الاحتمال
31/7/2019
رد المستشار
صديقتي
لا شك أن في قراءاتك مرت عليك فكرة حب النفس (بدون غرور أو كبر أو أنانية).. تريدين القبول والحب من الآخرين وتفعلين ما يرضيهم ولكن يبدو أن ما تريدين في المقابل هو شيء مستحيل.. هذا معناه أن توقعاتك وآمالك وأحلامك بعيدة كل البعد عن ما هو ممكن أو منطقي، مثل أن تريدي الرضا من شخص لا يرضى بشيء.
لن تحصلي على الاهتمام والحب عن طريق المعاناة والشكوى ولعب دور الضحية المسكينة... كل ما تحصلين عليه من هذا هو الشفقة وهي بديل رخيص للحب، وغالبا ما تختفي بعد قليل من الوقت.
من ناحية علاقتك بالله، من قال لك أنه يريد أن نحرم أنفسنا من الاستمتاع بالحياة؟ من قال لك أنه سوف يحقق أمانيكم إن فعلت هذا؟... ملحوظة: أنت في الحقيقة لم أتخيل عن شيء محبة في الله ولكن لرغبتك في عقد صفقة معه.
السلام يتحقق بأن نكون مع الله وأن نطمئن بذكره وليس عن طريق أن نعاني ليحقق هو السلام والراحة.. ما يؤلمك ويتعبك هي طريقة تفكيرك وأفكارك الغير صحيحة والغير منطقية عن الحياة وعن الله.. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... الآية واضحة... علينا بتغيير أفكارنا وأفعالنا لكي يساعدنا الله في تغيير حياتنا بدلا من أحداث التغيير بدون قيامنا بدورنا وبالنية الصحيحة.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لتصحيح أفكارك ورسم خطة لتحقيق أهدافك والتي أتمنى أن تكون أكبر من الحصول على الاهتمام من الآخرين.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب