زوجتك هي الحل م3
زوجتك هي الحل (استكمال للاستشارة)
هذه الاستشارة امتدادٌ للاستشارات تحت اسم "زوجتك هي الحل"، والمستشار هو دكتور سداد جواد التميمي
زوجتك هي الحل
زوجتك هي الحل م
زوجتك هي الحل م1
زوجتك هي الحل م2
سلام عليكم دكتور سداد. أَشْكُر حضرتك على آخر استشارات من كذا سنة، وحابِب أَكَمِّل استشارة حضرتك.
الأمور تدهورت من عامين، توَتُّر وعَصَبِيَّة شديدين، توَتُّر في العلاقات مع زوجتي وبناتي، توَتُّر في العمل وتأَخُّرِي وظيفِيًّا بعد أنْ كنت مُتَقَدِّمًا عِدَّة درجات وظيفية نَتِيجَة التوتر والعَصَبِيَّة وعدم التعامل مع المُوَظَّفِين بطريقة إدارية من وجهة نظرهم، مع بيئة عمل فاسدة. الشات مع المِثْلِيِّين زاد جِدًّا. تدهورت علاقتي ودَخَل فيها عُنْف مع أسرتي. وبعد أوَّل عُنْف حَدَث مع بنتي أَخَذْتُ قرارًا باستشارة طبيب نفسي مُتَخَصِّص علشان مَحَبِّتْش تدَهوُر الأمور أكثر من ذلك.
أولًا: البحث عن طبيب نفسي غير سهل. مَرِّيت بكذا طبيب، وكنت بتضايق من مُعايَرَتِهم لي، أو التعامل من فوق برج عالي. وفي الآخر ذهبت إلى طبيبة كانت مُختَلِفَة إلى حَدٍّ ما. وبعد عِدَّة شهور من الجلسات لم تُعطِي لي تشخيصًا واضحًا، غير احتمال وجود اكتئاب، أو احتمال وجود هَلَع وتَوَتُّر اجتماعي. وكُنَّا بنطَبَّق العلاج المعرفي السلوكي. وقتها كان بداية تَدَهْوُر حادّ في حالتي الصحية، مع عِدَّة إصابات مُؤلِمَة جِدًّا تحتاج إلى عَمَلِيَّات ضخمة، وتَمَّ تأجيل العمليات بسبب الكورونا. بالإضافة إلى تَدَهْوُر حادّ في العمل. كُلُّ ذلك مُتَزَامِن مع بداية الحظر الصحي للكورونا.
الطبيبة مفَضَّلِتش آخُد أدوية. جَرَّبِت كذا مرَّة الأدوية، ولكن كانت بتتَحَوِّل إلى صُداع عالي جِدًّا ودُوخَة، وبالتالي الطبيبة فَضَّلَت جلسات الاسترخاء مع العلاج المعرفي السلوكي. وبعد عِدَّة شهور وَضَّحَت لي الطبيبة تَشْخِيصَها بأنَّ عندي أَحَد درجات طَيْف التَّوَحُّد (بما يُسَمَّي الإِسْبَرْجَر)، وكان تَشخِيصُها مَبْنِيًّا على عَدَم وجود تَواصُل بَصَرِي عندي، مع عدم القُدْرَة على قراءة مشاعر الناس بسهولة، ووجود توَتُّر وهَلَع اجتماعي عالي، وأوقات لَخْبَطَة في خروج الحروف، وعدم القُدْرَة على فَهْم التَّوَاصُل الغير لفظي والمَعَانِي المُستَتِرَة خَلْفَ الكلام أو النُّكَت، وعدم وجود أي أصدقاء، وعدم القُدْرَة على تَكْوِين علاقات أصحاب أو علاقات رُومانسِيَّة، مع وجود تفَوُّق عالي في الهندسة والرياضيات (بطريقة أعلي من أَقْرَانِي بكثير). أعتقد حضرتك في أوِّل استشارة كنت شاكك في وجود ذلك، ولَكِنَّك نَفَيْتَهُ طِبْقًا لطريقة وَصْفِي لمشَاعِرِي ومشاعر الناس.
كان من رأي الطبيبة النفسية أنَّ مع "الإسْبَرجَر" يُوجَد أعراض مُتلازِمَة، وهي اضطراب هَوِيَّة جنسية، وحُبّ لِبْس ملابس نسائية. ونَفَت وجود ميول مثلية جنسية، وكان تَبْرِيرُها أنِّي عُمْرِي ما عملت علاقة جنسية مع رجل، ولكن دائمًا الشات بيكون غَرَضُه نوع من الهروب من الواقع وتكوين علاقات اجتماعية مع حَدّ مُمكِن يكون مُهْتَمّ بالحديث معي، ووقت الجَدّ والمُقابَلَة أنا بَهْرَب كالعادة وبعمل له بلوك. وكان رأيها تَقْوِيَة العلاقات مع الزوجة والأولاد والوَالِد؛ لأنِّي كُلَّما أَنْدَمِج بالواقع وأقوم بِدَوْرِي أكثر كَزَوج أو كأَبّ أو كابن بَبْعِد أكثر عن مشاكل الهَوِيَّة أو المُيُول المِثْلِيَّة. كان رأيها أنِّي بَتْحَمِّل المسئولية في الآخر وبَقْبَل التَّحَدِّي.
أوقات كثيرة بأَلْتَمِس العذر للناس اللِّي بَتَعامِل معهم سواء من العائلة أو العمل؛ لأن عدم وجود تَواصُل بَصَرِي بيكون مُستَفِزّ لناس كثيرة، وكذلك وُجُود اهتمامات مختلفة كثيرة عن الناس، وعدم القُدرَة على قراءة الناس وفَهْم احتياجاتهم ومشاعرهم بيعمل مشاكل خُصوصًا مع الناس قليلة الذكاء وكَثِيرَة اللُّؤْم. كل ده بيكون صعب على اللِّي بتعامل معه أو علَيَّا أنا شَخْصِيًّا. أوقات كثيرة بَحِسّ إنِّي لا أَنْتَمِي إلى هذا العالم، وبحتاج مساعدة قَوِيَّة للتعامل مع الناس.
بعد سنة ونصف من الجلسات الأسبوعية، التَّوَتُّر قَلَّ بكثير، والعلاقة مع الزوجة تحَسَّنَت (وإن كانت مازالت بتنام في سرير مُنفَصِل بجوار الأبناء بدون إِبْدَاء سَبَب واضح). لكن العلاقة الجنسية غير جيدة، وأوقات كثيرة بنَلْجَأ لتَخَيُّل وجود رجل آخر في العلاقة، وده بيكون الحَلّ الوحيد إنِّنا نُقيم العلاقة كاملة. أوقات بَشعُر إنّ الرجل الآخر هو أنا، ولكنه الرجل اللِّي أنا مش قادر أَحَقَّقُه في حياتي الواقعية. وأوقات بتكون رغبة زَوْجَتي في التَّخَيُّل ده إنَّها مَرْغُوبَة جِنْسِيًّا، ونوع من الذُّل لِي وإهانتي (طِبْقًا لكَلَامِها مَعِي بهذا الخصوص). وأوقات بتكون العلاقة إنَّها هي الذَّكَر، وأنا تَحْتَها بيَتِمّ إذلالي، مع عدم وُجُود إِيلَاج.
في العمل تَدَهْوُر كامل، عدم قُدْرَتِي على فَهْمِ المَرْؤُسِين لي أَدَّت إلى وُجُود العديد من الشَّكَاوَى والمَكَايِد ضِدِّي. بَشُوف اللِّي أَقَلِّ مِنِّي فَنِّيًّا وعِلْمِيًّا بيكون أعلى مِنِّي إدارِيًّا. وبَسْمَع كلام كُلُّه نفاق وكذب وجهل. ومش عارف أتَصَرَّف. وتَمَّت تَنْحِيَتِي إدارِيًّا بالكامل، وإعطاء فقط المهام الفَنِّيَّة الصَّعْبَة لي.
أَجْرَيْتُ استشارات مع مُستَشَارِين مِهَنِيِّين، وكان رَدُّهُم أنَّ الأفضل تَرْك العَمَل الحكومي نَظَرًا للفساد العالي والعمل في بيئة عمل مختلفة، أو الرِّضا بهذا الحال مع عدم الدخول في أيِّ مَعارِك لأَنِّي سأَخْسَر بسهولة أيِّ مَعْرَكَة مع هذه النوعية من الناس، خُصوصًا أنِّي بِمَثِّل تهديد لهم. بَحِسّ في العمل وجود اضطرابات نرجِسِيَّة شديدة، وبَشُوف المكائد بتِتْنِصِب حواليا بس مش بعرف أَتْصَرَّف.
فقدت الأمل في السفر أو الهجرة وتحقيق أَحْلَامِي المِهنَيَّة وطُمُوحي. بَقِيت حاسس إنِّي عايِش في بَلَّاعة مَجَارِي، الكلام كله سَطْحِي، الأُمُور كُلَّها مُعَقَّدَة، نَفْسِيِّة الناس صعبة الفَهْم جِدًّا.
حاليًا بَحاوِل أَسْتَمْتِع بأَقَلِّ التفاصيل، ممكن شكل زَرْع، صوت جميل، كوبَّايِة شاي، وقت لِعْب مع بِنْتِي. بحمد رَبِّنا على أَقَلِّ النِّعَم. أعتقد مع فقدان جزء كبير من صِحِّتِي، ومع إصاباتي المُتَعَدِّدَة، ومع وجود أَمْرَاض مُزْمِنَة بَقِيت في حالة صعبة صِحِّيًّا. لكن كُلَّما أقول أنَّه لا يُوجَد أَسْوَأ من هذا، أَجِدُ الأَسْوَأ بعدها بيِتْحَقَّق؛ فأَخَدْت قَرَارًا أنِّي أَحْمِد رَبِّنا على أيِّ شيء، وأستمتع به مهما كان قلي. بحاول بِقَدْر الإمكان الصُّمُود، بغَضِّ النَّظر عن حالتي الصحية أو النفسية. أوقات باخد قرار أنِّي لَنْ أَكْتَئِب، وأنِّي لن أَتَوَتَّر، أوقات بنجح وأوقات لا أنجح، لكِنَّي في رحلة لِفَهْم نَفْسِي أكثر.
علاقتي بِرَبِّنا مُتَوَتِّرَة جِدًّا. أوقات كثيرة عَدِّت علَيَّا وأنا عندي شَكّ كبير في الأديان (وكان رأي الطَّبِيبة المُعالِجَة إن دَه نوع من الرَّفض). وأوقات تانية بَحِسّ بِحَنِين قَوِي إنِّي أَصَلِّي وأدعو الله. وأوقات كثيرة بالرغم من ذلك أُدْرِكُ حجم التَّناقُضَات في رجال الدين وآرائِهِم المُثيرَة للجَدَّل.
مش عارف الطريق إيه. أوقات كثيرة بتَمَنَّى وجود الله، يمكن بيكون هو ده الحَلّ الوحيد لي والأمل، بَحِسّ إن مَهْمَا حَسَبْتَها بالمَنْطِق ومَهْمَا حَلَّلْتُ الأمور بيكون في مجاهِيل كثيرة ومَفاهِيم أَكْبَر من قُدْرَتِي، وحَلُّها وجود الله.
أتمَنَّى أعرف رأي حضرتك ونصيحتك لي.
وشكرا من القلب
19/7/2021
ومن نفس الحساب جاءتنا:
جسد زوجتي والتشات مع الشواذ
19/7/2021
رد المستشار
موضوع الاستشارة: مُيُول مِثْلِيَّة في عِشِّ الزوجية
التعليق: كانت أول إجابة لاستشارة لكَ في عام ٢٠١٥، وهي تتعَلَّق بمُيُولك المِثْلِيَّة وتأثيرها على حياتك الزوجية. في نفس الوقت يجب القبول بأنَّ الإنسان (وخاصةً الرَّجُل) يُحاول قَدْرَ إِمْكَانِه استعمال دفاعات نفسية لاوَاعِيَة لِكَبْتِ هذه الميول بسبب عَوَاقِبِها الجَسِيمَة اجتماعياً ونفسياً. الإنسان يُدْرِكُ هذه الميول، ولكنه لا يَنْفُر منها كما هو الحال مع حضرتك، لَكِنَّهُ يَنْفُر من الهَوِيَّة المِثْلِيَّة وتَعَارُضِها مع هَوِيَّتِه الاجتماعية والدينية. بعد ذلك يبدأ الإنسان باستعمال دفاعات لاواعية للتَّخَلُّص من هذا التَّنَافُر، والنتيجة هي:
1- الحصول على هوية طبنفسانية.
2- تَوْجيه اللَّوْم صَوْبَ الآخرين من خلال عملية الإسقاط.
3- إزاحة التَّأَزُّم النفسي نَحْوَ العَمَل والفعاليات الاجتماعية الأخرى.
هذه الدفاعات النفسية قد تنجح، ولكن مُؤقَّتاً، أو لا تنجح بتاتاً ويَسْتَسْلِم الإنسان للواقع. وما بَيْنَ الاثنين هو تَدَهْوُر الأداء العَمَلِي والمِهَنِي، وبالتالي تَدَهْوُر جَوْدَة الحياة، وهذا ما حدث معك.
لا أُحِبُّ التعليق على موضوع تشخيص التَّوَحُّد أو الأسبرجر، ولَكِنِّي لا أَضَعُه إلَّا في إِطَار عملية دفاعية نفسانية الغَرَض مِنها تَبْرِير سلوكياتك الخاصة. ودِفَاع الإِسْقَاط والإِزَاحَة في غاية الوضوح، ولكن نتائجه لم تَكُن وَقْتِيَّة فحسب، ولكن ساهَمَت في تَدَهْوُر أدائك الاجتماعي والمِهَنِي.
كان موضوع استشارتك هو "زوجتك هي الحل"، وهذا ما يجب أن تعمل به. تَقَبَّل بأنَّكَ مِثْلِي التَّوَجُّه (ولكن ممارسة الحياة المثلية كارِثَة لكَ ولعائلتك)، وتعمل على تَقْوِيَة علاقتك بزوجك. كذلك يجب أنْ تحرص على فَكِّ قُيُود استعبادك من قبل المواقع المُبْتَذَلَة.
ويتبع>>>>>: زوجتك هي الحل م5
التعليق: كيف يتم تقبل المثلية بدون ممارسة الجنس المثلي ؟