أنا شاب ملتزم، خريج الجامعة، وحافظ للقرآن، مارست الاستمناء منذ بلوغي، وبدأت تحدث لي أشياء ومشاكل لم تكن تحدث من قبل فأرجعتها لفعلي الاستمناء، أفعل ذنوبا كثيرة، لكني كثيرا ما أفعل هذا الذنب وتأتيني أشياء تعطلني عنه كأن يأتيني هاتف من صديق لي أو يناديني أبي أو غير ذلك، وأنا أعتبر هذه إشارات إلهية لكي لا أفعل هذا الذنب.
أنا لا أفعله كثيرا ولا يعطلني عن الصلاة، ولكني أسأل عن الإشارات الإلهية في الإسلام، وهل تجعل الصغيرة كبيرة؟ وهل من الجائز شرعا أن تكون معصية واحدة هي الحجاب بينه وبين الله مهما فعل من فضائل الأعمال؟
أي مصيبة تحدث لي صغيرة أم كبيرة أرجعها لفعلي الاستمناء، فهل هذا صحيح؟
رغم أني كأي شخص أفعل ذنوبا أخرى قد تكون أكبر منه، ولكن لم تأتني إشارات كثيرة لعدم فعلها كالاستمناء، معظم الأشياء التي تحدث لي تكون فيها إهانة لي فهل هي ابتلاءات بحب من الله أم أنها حتما ذل المعصية؟ أمي تقول لي إن حفظك للقرآن وتوفيقك في الدراسة لهو خير دليل على حب الله لك ولكني أتذكر حفظة القرآن الذين ارتدوا في عهد أبي بكر الصديق فأخاف.
فكيف أعرف أن الله يحبني لقد قرأت عن علامات حب الله للعبد فرأيت بعضها عندي وبعضها ليست عندي! فكيف أعرف حقا أن الله يحبني؟
أرجوكم حدثوني باستفاضة عن الإشارات أو الرسائل الإلهية..
وجزاكم الله خيرا..
12/11/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للسائل الكريم نقول إن الله عز وجل قد تعبد عباده بالأوامر والنواهي الصريحة الصحيحة، وحدد من خلال شرعه الحنيف كبائر الذنوب وصغائرها، ومن المعلوم من كلام العلماء أنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع الإصرار، فعليك بتدارك الذنب بالتوبة وفعل الحسنات مهما تكرر، وأما مسألة الإشارات فهي وإن وردت في كلام بعض العلماء والعباد فليست من صميم الشرع، ولا يمكن البناء عليها فيما يخص الأحكام، فليس من المقبول مثلا أن تعتبر ذنبا معينا سببا في عدم توفيقك مع وجود ذنوب أكبر منه كما تقول.
وبعبارة أخرى لا يجوز معارضة الأولويات التي وضعها الشرع بناء على إحساس أو إلهام متوهم، فما تسميه إشارات قد يكون حقا إلهاما من الله وقد يكون وسواسا من الشيطان أو من النفس، وقد يكون الهدف منه إشغالك بذنب معين ودفعك إلى اليأس من رحمة الله.
فالأفضل اتباع ما تنصح به النصوص الشرعية بمعاودة التوبة عن كل ذنب والاستبشار بمغفرة الله ورحمته ومحاولة إتباع السيئة بالحسنة دائما مهما تكرر الأمر وعدم الاهتمام بموضوع الإشارات والإلهامات وعدم التشوف لمعرفة الغيب كمدى حب الله لك من عدمه فهذا من الغيب الذي لا يعلمه الإنسان إلا بعد وفاته ووقوفه بين يدي الله تعالى والله المستعان
واقرأ أيضًا:
العادة السرية بين الطب والدين(1-2)
نفسجنسي: العادة السرية ذكور، استمناء Masturbation
العادة السرية وموقع مجانين