السلام عليكم ووفقكم الله
تزوجت منذ تسع سنوات، ورزقت خلال تلك الفترة بطفلين، ولكنني لم أشعر، ولا يومًا واحدًا، بهناء ذلك الزواج؛ لكثرة مطالب زوجتي في كل الأوقات، وشكواها بسبب وبلا سبب، وصراخها المتواصل على الأطفال، وعدم طاعتي عند طلبي منها –ولآلاف المرات- الظهور أمامي متزينة حسنة المظهر، والكف عن الشكوى التي لا داعي لها، فيكفيني التعب خارج المنزل، وخاصة أنني مغترب بعيد عن أهلي، وأراها يتحسن حالها كلما زارها أهلها، ونرجع "سمن على عسل"
وقد تعبت من محاولة معرفة كيفية علاجها،
ولم أجد حلا سوى كثرة الهروب من البيت؟!!
7/9/2022
رد المستشار
أخي العزيز: قلبي معك.. الهروب حيلة العاجز، وهو لا يحل مشكلة، ولا ينتج راحة؛ بل ربما يؤدي إلى تفاقم المشكلات. لن أقول لك: إن شكواك من زوجتك مبالغ فيها؛ ولكن دعني أذكرك بحسناتها التي ربما تكون قد نسيتها؛ ألا تجد فيها نقطة واحدة بيضاء؟! ولا عشتما يومًا واحدًا طيبًا؟!
هل يمكن أن يتزوج الرجل شيطانة، ثم يعود ليشكو من صنيعها؟! هل كانت هكذا من قبل الزواج أم من أول يوم فيه؟!
تأمل في سلوكك معها، ربما تكون أنت السبب في كل ما تشكو منه؛ فإن الإهمال، وغياب الود والعطف والملاطفات البسيطة وكلمات الشكر والحب؛ كل ذلك يورث القلب الكراهية والبغض.
ودعني أسألك: هل تقدم لها العون الكافي وزيادة؛ حتى تقوم بما تطلبه منها في ظل رعاية طفلين، ومطالب بيت.؟! هل مازالت تغازلها لتتزين لك؟! وتلاطفها لتلين معك؟! وتساعدها لتعطيك الوقت المريح؟؟! ... وأسئلة أخرى كثيرة أرجو أن تطرحها على نفسك؛ وأنت تفكر في مشكلتك التي لا تستطيع معها إلا الهروب؟!
وإن كنت أنت ذلك الزوج "المثالي" الخالي من العيوب؛ فإن زوجتك "الخالية من الحسنات" تكون ابتلاء من الله، وعليك أن تستخدم كل ما حصلته من علم وتجارب لترويضها، ولا علاج إلا بالترويض.. وهو ما يستلزم حكمة وحنكة، وهدوء أعصاب، وكرم خلق، وبذل من المال والوقت، وتفاهم بينكما أراه ممكناً، ولا أعتقد أنك تعجز عنه، ولا أعتقد أن زوجتك حالة ميؤوس منها، بدليل أنها تتبدل أمام أهلها كما ذكرت، وهذا يعني بالمناسبة أنها تحبك، وتريد الاستمرار معك، وكأنها تخفي ما بينكما، ولا تريد أن تذيعه، وهذه نقطة بداية لا بأس بها.
عندما يشكو زوج من زوجته نقول له الحق عليك، وعندما تشكو زوجة من زوجها نقول لها: أين كيد النساء، وهكذا فإن الحياة تشبه السفينة وسط الأمواج فهل تعجز عن الوصول بقاربك إلى شاطئ الأمان، والدفة بيدك، وأنت الأكثر حظاً من التعليم، والخبرة في الحياة كما أعتقد؟!
أعلمني بالتطورات.