د. أحمد عبد الله، قرأت مقالكم عن : حوار الأديان، وكان لي بعض التعليقات والاستفسارات.
وفي البداية احترت كيف يمكن أن أعرض تساؤلاتي، ولكني وجدت أنه قد يكون من المناسب أن أعرضها في هذا الباب "استشارات مجانين"؛ لأن هذه القضية وإن كانت لا تمثل مشكلة فردية، ولكنها على ما أتصور تمثل مشكلة لأجيال متلاحقة من المسلمين الذين شوهت مفاهيمهم بدرجة أو بأخرى حول طبيعة نظرة الإسلام لأهل الأديان الأخرى، وكيفية التعامل معهم، اخترت هذا الباب لأنه من أكثر الأبواب التي يقبل عليها ويرتادها الشباب.
الثابت أن حوار الأديان وحتى التعايش بين الأديان يعاني من مشاكل كثيرة وينظر إليه وإلى من يدعون له بكثير من الشك؛ لأننا للأسف الشديد نشأنا على مفهوم التواطؤ والمؤامرة، وعلى أن كل من يخالفنا عدو لنا، فكيف لنا أن نتغلب على هذا؟ وكيف لنا أن نتغلب على مفهوم الغرب الصليبي رغم أن ما يحدث الآن من أمريكا وحلفائها يكرس هذا المفهوم، وكيف يمكن أن نقنع من حولنا بأن الأفراد قد يكون لهم تصور مخالف أو أنهم يتصرفون هكذا لأن مفاهيمهم عن الإسلام والمسلمين مشوهة كنتاج لممارسات بعض المسلمين والمفاهيم التي تروجها وسائل الإعلام.
حدود التعامل قد لا تكون واضحة عند البعض أو الكثير منا، فكيف يمكن رسم الحدود الفاصلة بين الموالاة المنهي عنها شرعا وبين البر والقسط، حيث يتصور البعض أن مد يد العون في أمور الدنيا من الموالاة، كما يتصور البعض ويروج لمفهوم أن الله نهانا عن مودتهم .
وتساؤلي هو كيف يمكن أن تقام علاقة زوجية بين مسلم وكتابية والعلاقة الزوجية أساسها المودة والسكن إذا كانت مودتهم منهيا عنها شرعا كما يزعم البعض؟!!. والدائرة المفرغة للفعل ورد الفعل بين أفراد الأديان المختلفة ممن يتصرفون برعونة ويتصورون أنهم بذلك ينصرون دينهم. وعلى سبيل المثال الوضع بين مسلمي ومسيحيي هذه الأمة، وحالة التوجس والترقب التي يعاني منها أبناء الديانتين، الكل ينتظر مترقبا أي خطأ أو أي تجاوز، والممارسات والتصورات تدل على قصور فهم شديد وتعصب أعمى في كثير من الأحيان، فكيف لنا أن نكسر هذه الدائرة؟ هل منتديات النخبة وأروقتهم تفي بالغرض؟
لقد ذكرت حضرتك أهمية انتقال دائرة الحوار من النخبة إلى القاعدة، ولكن كيف يتم هذا في إطار الشك المتبادل والتصور الشائع بأن الأقباط إذا سنحت لهم الفرصة سيكونون أول من ينقلب على المسلمين كما حدث في البوسنة، ومثل هذا الشك موجود عند الأقباط، المسؤولية عن هذه التصورات الخاطئة مسؤولية مشتركة ولكن كيف نقضي عيها؟ هل رجل الدين التقليدي (المسلم والمسيحي) يفي بالغرض؟ والكثير منهم تربوا على جمود الفكر والتمسك بشكل - دون جوهر وروح - النص.
وهل الكتاب المرجعي الذي يتناول الأديان كثقافة -على أهميته - يصلح أن يكون بداية لتصحيح المفاهيم، أم أن الأفضل أن تكون البداية كتابا موسوعيا يتناول الصحيح من أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم على غرار موسوعة "تحرير المرأة في عصر الصحابة"، فهذا الكتاب كان له عظيم الأثر في تغيير فهم وتناول المعتدلين من الإسلاميين لقضايا المرأة.
وهل لنا أن نستخدم وسائل مساعدة - غير الكتاب – لأن الكثير منا لا يقرءون؟ هل تعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى تضافر الجهد من جهات عدة؟ فما هي هذه الجهات؟ ومن يكلفها بهذا العمل؟ ومن يضع الخطط المرحلية؟ هل هم الباحثون الناشون في هذا المجال؟ ومن يضمن أنهم سينزلون من أبراجهم العاجية لقاع المجتمع؟
ومعذرة فأنا أشعر أن النخبة والمثقفين يدورون في دائرة، والمتحمسين والمتعصبين يدورون في دائرة أخرى، والدائرتان لا تتقاطعان، وأطراف كل دائرة ينظرون بتوجس لأفراد الدائرة الأخرى، وما هو الدور الذي يمكن أن تؤديه الحركات الدينية ذات القبول الشعبي في هذا المجال؟
21/2/2023
رد المستشار
أختي السائلة، فور استلامي لرسالتك كتبت لك بريدا إلكترونيا على العنوان الذي أثبته أنت في بياناتك، ولكنها عادت كأن هذا العنوان المثبت غير صحيح أو غير موجود أصلا... أردت أن أخبرك في حينه أنني متأخر في الرد على البعض، وأنت منهم، وأردت أن أعرف هل أنت مهتمة بنشاط حوار الأديان أو يمكن أن تكوني مهتمة به مستقبلا أم أنها مجرد تساؤلات برزت في ذهنك عندما قرأت المقال؟! وما تزال أسئلتي هذه مطروحة، فهل من مجيب؟
وعلي كل حال أشكرك على اهتمامك بالمقال، ولعل من يكتب وينشر يعرف أن الصدى الذي يتلقاه على ما يكتب يكون بمثابة الحافز الأهم في أن يكتب أكثر ، وفي تقديره أن هناك من يقرأ ويهتم، وكنت قد سمعت أثرا قيل بأنه حديث شريف يذكر ثلاثة من أنواع العجز، وذكر فيها الرجل يلقى الرجل، فيحبه ثم يفارقه دون أن يسأله عن اسمه ونسبه وقومه، وأعفيك من ذكر بقية النص، ولكنني ربما أضيف نوعا شائعا لدينا من ضروب العجز؛ فالقارئ عندنا يقرأ وينفعل، ثم هو يطوي الصفحة إلى غيرها، ولا يخطر بباله أن يرسل للكاتب مشجعا أو مستفسرا أو منتقدا وهذا لعمري من أهم أسباب تآكل الإبداع ، ومحدودية دائرته عندنا.
أعود لأسئلتك:
تسألين كيف نتغلب على نظرية المؤامرة؟
وأجيبك أن الفهم السليم للإسلام وتاريخه، والإدراك الصحيح للواقع المعاصر، والتعامل العملي مع العالم الواسع كفيل بتحطيم هذه الأسطورة ، أو بالأحرى وضعها في حجمها... فالعداوات موجودة إلى يوم الدين، ووراء هذه العداوات أفكار ومصالح، وخطط ومذاهب... إلخ.. ولكن هذا ليس عاما، وليس طلسما، وليس قضاء نهائيا مبرما:
ليس عاما بمعنى أن في العالم من هو صديق، ومن هو عدو، وبينهما أطياف وأصناف، بل إن الأعداء درجات والأصدقاء أنواع.. وهكذا وهو ليس طلسما فكشف العدو، ومعرفة الصديق ليست عملا سحريا، ولا هي معضلة مستحيلة ، بل تخضع للقدرة على التحليل، والوصول إلى المعلومة الصحيحة من مصادرها، وغير ذلك من أساليب الوصول إلى رؤية واضحة.
وهو ليس قضاء مبرما بمعنى أن أصدقاء اليوم يمكن أن يكونوا أعداء الغد لو لم نحسن كسبهم أو تقريبهم. وأعداء اليوم أو بعضهم على الأقل يمكن أن نخفف من عداوتهم أو ننقلهم إلى مساحة الحياد، وبخاصة من يبني عداوته على جهل،،، وقصة الغرب الصليبي هذه تطول الأحاديث فيها؛ فالغرب مثل أي ظاهرة إنسانية وثقافية حضارية ، هو مركب متنوع من عناصر متعددة، ولا يمكن مساواة عموم الناس هناك مثلا بالأجهزة والمؤسسات ذات المصالح والخطط المعادية ، وحتي هذه الأجهزة والمؤسسات فإن بداخلها بشرا يحبون ويكرهون ، ولهم تجاربهم التي قد تجعل البعض لديه استعداد مبدئي يمكن استثماره لتحسين موقفه... إلخ.
ولا أدري ماذا تقصدين بقولك: ما يحدث في أمريكا وحلفائها؟!!
فإذا كنت تقصدين المواقف الرسمية للحكومات والأنظمة، ألفت نظرك إلى الرأي العام، والتجمعات الأهلية التي ليست أبدًّا أو دائما تكون متوافقة مع المواقف الرسمية الحكومية، والمظاهرات المناهضة للعولمة، والمضادة للعنصرية في ديربان أو التي خرجت في قلب أمريكا ضد الانحياز الصارخ للإدارة الأمريكية في صف إسرائيل، وضمت تلك المظاهرات جنسيات مختلفة ، ومللا ونِحَلا متعددة، ومنها بعض اليهود المعادين لإسرائيل وسياساتها.. هذه نماذج ، وهناك ما هو أكثر لمن يبحث ويتابع.
التراكيب الحضارية والثقافية لا تقاس بالمتر ولا توزن بالكيلو، ولا ينبغي أن نتعامل معها مثل تجار الجملة في سوق الفاكهة والخضراوات حين تختلط الكوسة بالبندورة، والبطاطس بالبازلاء ، والجزر بالباذنجان، ولا يرى التاجر بأسا من هذا لأن كله خضار.. هناك فارق بين علاقات الأمم، وتفاعلات الثقافات، وتدافعات الحضارات ، وتراكيب القوى ، وموازين المصالح، وبين أقفاص الفاكهة وموازين الخضراوات، وبهذا المعنى فإن كلمة الغرب= كلمة الخضراوات.. هكذا بالجملة!!!.
وإذا كان هناك شيء واحد بالجملة هكذا اسمه الغرب فإن هناك شيئا بالتالي اسمه "المسلمون في الغرب" .. وتلك أسطورة أخرى من أساطير سوق الخضار؛ لأن الظاهرة الإسلامية، أو الوجود الإسلامي في الغرب شديد التباين في مكوناته، والتسطيح والتعميم في فهمه، والتعامل معه هو الذي ساهم في إنعاش التوجهات العنصرية، واليمينية مؤخرا في أوربا.. بنفس العقلية.. عقلية الجملة في سوق الفواكه والخضراوات، ولأن بعض المسلمين متخلفون فعلا، يصبح الإسلام دين التخلف والإرهاب، وينبغي تطهير أوربا المتحضرة منه، كما نطهر الأرض الخصبة من الحشائش السامة!!
ألفت نظرك إذن أن من يرى الإسلام في أوربا شيئا واحدا بغيضا ومرفوضا يشبه من يرى الغرب كذلك ، وكلاهما عنصري متعصب، ولقد خرجت فرنسا محتشدة حين استشعرت أن لوبان الفاشي العنصري المتعصب قد أخذ أكبر من حجمه، ولا بد من إسقاطه في معركة الرئاسة الأخيرة، فخرجت فرنسا ضد الفاشية والعنصرية وأسقطت لوبان، وحين نفهم نحن الأمور على حقيقتها فنخرج ضد التعصب والفاشية ، وعقلية سوق الخضار.. يومها قد يكون هناك أمل في مستقبل مختلف، وباختصار فإننا متقاعسون عن فهم عالمنا، ونصرة حقنا بأكثر مما نحن ضحايا، اللهم إلا لسوء تدبيرنا وقلة فعلنا.
أعود إلى أسئلتك... يا رب ألهمني الصبر وطول البال.. تسألين عن حدود التعامل وعن الموالاة وعن المودة، ولا أريد أن أدخل معك في غواية اللعب بالكلمات.
الناس إما كافر محارب ظاهر العداوة يقاتلنا عن بينة، أو ذمي مواطن يعيش معنا، أو نعيش معه، ويحكمنا القانون والدستور، والبر والقسط اللذين أمر الله بهما، والتشويش الذي أصاب عقولنا إنما جاء من تلاعب البعض بأحكام فقهية قديمة، ومحاولة تطبيقها خارج سياقها التاريخي أو تلاعب بالألفاظ والمفاهيم في محيط عام لا يعرف من الفقه أو اللغة والتاريخ إلا مثل معلومات رجل الشارع العادي عن الفمتو ثانية، ولو سكت من لا يعلم لسقط الاختلاف كما قال الأقدمون ولكن كيف يحدث هذا.. ونحن في زمان ينطق فيه من لا يعلم، ويسكت العالمون.
مفهوم أهل الذمة – الذي لا يعجب الكثيرين الآن – يحمل ببساطة المعنى التالي:
المسيحي واليهودي وغيرهما في ذمة المسلم، ولو كان المسلم أقلية عددا، وفي ذمته يعني "في عرضه" بالعامية المصرية، يعني المسلم مسؤول عن حماية حريته إذا هددها أحد، ومسؤول عن كفالته إذا احتاج، وبداهة معصومة أمواله وأعراضه ودماؤه ، ولا يتحول الذمي إلى محارب بتصرف فردي فيعمم ، أو شائعة يطلقها مجنون وينشرها حمقى فتشتعل فتنة لا تنطفئ.. وأوضاع العلاقات بين المسلمين والأقباط في مصر وغيرها من بلدان العالم النامي مردها إلى نعيم التخلف الذي يستمتع به الجميع ، وتعض عليه الأغلبية من هؤلاء وأولئك بالنواجذ، والتخلف هنا لفظ جامع أقصد به ضعف الفهم واضطراب السلوك ، والجهل بالدين والدنيا، وغلبة العاطفة على العقل... إلخ ، وكلها موجودة بامتياز عند المسلمين والأقباط وهذا أكبر دليل على أننا شعب واحد، ونسيج واحد، وأعجب لمن نجا كيف نجا من التخلف وأعراضه.
وكما لدى المسلمين من يتلاعب بالنصوص والأحكام، فإن لدى الأقباط من يتلاعب أيضا بالشعائر والمشاعر، ويرى أن الجموع الخائفة المرعوبة هي أسهل انقيادا من النفوس المطمئنة، والعقول الهادئة التي يمكن أن تفكر وتتأمل وتحاسب. ولا يخفى عليك أن من مصلحة أطراف متعددة في الداخل والخارج أن يستمر هذا الوضع الملغوم المأزوم، فهل رأيت خصما يقبل أن ترى عيون خصمه الحقائق بعد أن كانت عمياء، ما أسهل هزيمة الخصم الأعمى؟
- ولا أحسبك تظنين أن لدي إجابة سريعة وجاهزة ومختصرة على سؤالك: كيف نكسر الدائرة المفرغة للفعل ورد الفعل؟
أو: كيف يتم الحوار في إطار الشك المتبادل؟
أو: كيف نقضي على التصورات الخاطئة؟
ولكن أحسب أن نقطة البداية أن يعترف البعض أن لدينا مشكلة أو كارثة في رؤيتنا للعالم، وتعاملنا معه ، وتصورنا له.
وأن يقر مع هذا الروائي الإيراني المهاجر الذي سأله صحفي عن رأيه في الحوار بين الجنوب والشمال، أو الشرق والغرب أو الإسلام والعالم فقال: "كثيرا ما أشعر أنه لا بد من هذا الحوار، رغم أنه حوار بين شخص لا يسمع وآخر لا يرى، أظن أحيانا أن الغرب لا يريد أن يسمع، والشرق لا يريد أن يرى" انتهى.
وربما يبدأ الحل أن يعترف البعض بالعمى، ويبدأ في تحسس العالم ليعرفه وإعادة اكتشاف الإسلام ليفهمه.. وهكذا وربما عندما يبدأ المسلمون - في البلاد التي هم فيها أغلبية على الأقل- يتشجع غيرهم ويمد يده، ويبسط كفيه، ويرخي قبضته المتمسكة بالتخلف، فنتحرر منه معا... وربما يبادر إلى هذا من يستشعر المسؤولية ويملك الشجاعة رجل دين كان أو امرأة فليس الدين حكرا على أحد، كما تعرفين، وأحسب أن المسلمين والأقباط يحتاجون اليوم إلى من يعلمهم شئون دنياهم بعد عقود من الاستماع لمن قالوا بأنهم سيعلمونهم شئون دينهم... لأن الدين ليس روحا سابحة في فراغ ، ولا قيما سائحة في الهواء ، أو عائمة في الماء ، إنما هو تفاعل مع واقع وتدافع مع عالم.
لقد أصغى المسلمون كثيرا لمن حشا رؤوسهم بكلام كثير في الفروع المختلف فيها، ويحتاجون اليوم إلى معرفة الأصول والمقاصد المتفق عليها.. وأصغى الأقباط إلى من أوصلهم إلى ما هم عليه مما لا يرضي الكثير من العقلاء فيهم، ولكن لا صوت يعلو فوق صوت التخلف الذي هو مشروعنا القومي، مسلمين وأقباطا!!!.
وربما يحتاج هؤلاء وأولئك مثلما أصغوا لمن صور لهم أن عمق التدين يكون في كثافة سواد غطاء وجه الأنثى المسلمة، وحجم الصليب الذهبي الذي ترتديه الفتاة النصرانية ، أو توشمه على باطن ساعدها!!! ربما يحتاجون اليوم إلى من يعلمهم كيف يفكرون؛ فالتفكير علم، وتعليم التفكير اليوم له مدارس ومذاهب.. ويحتاجون إلى من يعلمهم كيف يتحاورون ويعملون معا، فالحوار فن وما يسمى بالتفاوض اليوم له دورات ومعاهد، والعمل الأهلي عالم ذاخر هو الآخر.
-يحتاجون إلى تعلم فقه الدنيا والعالم بجغرافيته وتاريخه، وعلومه وفنونه؛ لأن الدين يعمل في هذا العالم، ومن يجهل عالمه فسيتخبط فيه بدينه حتما، فيفسد أكثر مما يصلح رغم نيته الحسنة ، وأهدافه الطيبة.
أما حديثك عن الدائرتين المتباعدتين: النخبة والناشطين فربما يكون الحل أن يتثقف الناشطون أو يتفاعل مع الناس المثقفون.. فهذا هو دور النخبة الذي فيه تستمد شرعيتها بالأساس، إن كان ما يزال لها شرعية.
وأنا معك في أهمية وجود عمل مرجعي موسوعي على غرار موسوعة الأستاذ "أبو شقة" -رحمه الله- عن المرأة، وإن كنت لا أدري هل كان لها عظيم الأثر في تغيير أفهام أحد؟ لأن هذا يعطي بعض التفاؤل... أن هناك بعض الأمل وسط هذا المحيط الواسع من الإدراك المشوه والفهم المختل.
أما الدور الذي يمكن أن تؤديه الحركات الدينية ذات القبول الشعبي فهو متداخل مع كل ما سبق قـولـه، وإن كانت مسؤوليتهم تكون أكبر بقدر ما يتاح أمامهم من فرصة، وما لديهم حاليا من إمكانيات، وما لهم من بقية مصداقية عند الناس.. فهل لدى البعض في تلك الحركات الشجاعة والقدرة على الاعتراف بالعمى.. وصدم الناس بما يضاد المألوف لديهم، بل ما سبق وروجته بعض هذه الحركات من أساطير وأكاذيب، وما خاضته من معارك خاطئة، وما صدر عنها من تصريحات غير مسؤولة؟!.
مرة أخرى أشكرك على اهتمامك، وليبق بيننا الحديث موصولا، لعل هناك أملا.
أختي السائلة، فور استلامي لرسالتك كتبت لك بريدا إلكترونيا على العنوان الذي أثبته أنت في بياناتك، ولكنها عادت كأن هذا العنوان المثبت غير صحيح أو غير موجود أصلا.