الوسواس القهري والاكتئاب
بسم الله الرحمن الرحيم،
اسمحوا لي أيها الأخوة أن أشارك بهذا الموضوع رغم مرور أكثر من عامين على طرحه من قبل الأخ الكريم محمد الذي أسأل الله عز وجل أن يكون قد من عليه بالشفاء التام , وقبل ذلك لا يفوتني أن أبدي إعجابي بكلمة الدكتور وائل، وما أود أن أضيفه هنا ليس بالجديد ولكنه من باب الذكرى التي هي من روائع ديننا الحنيف فأنا وأنت نرى كل يوم إعجابنا يتكرر بنصوص القرآن والسنة رغم مرورها علينا مرارا وتكرارا منذ خلقنا ولكنها الذكرى التي تنعش الذاكرة.
أقول للأخ محمد ولكم أخواني أن الوسواس الذي يشكو منه الأخ محمد الكريم هو علامة صحي على إيمانه العميق بالله عز وجل وان كان الجانب النفسي به ما يدعو للعلاج ولا تعارض فالمؤمن مبتلى. ولكن كيف يكون الوسواس علامة صحية على الأيمان؟؟؟
ورد أن الصحابة اشتكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحدهم يجد في نفسه ما أن يكون حممه أحب أليه من أن يتكلم به ففرح رسول الله وقال: (الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) نقلا عن زاد المعاد في هدي خير العباد فصل فيما يقوله من أبتلى بالوسواس.
فهذه الوساوس دليل قاطع على خوف الشيطان من هذا المؤمن لأنه علم أن الأخ محمد سيكون له شأن كبير في دين الله وما وجد من حيلة يحتال بها عليه ليصرفه عن ذلك سوى الوسواس. وواضح من خلال كلام الأخ محمد أنه قارئ ممتاز ومعلوم أن عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد كما ورد بالحديث الصحيح. فالشيطان يا أخ محمد يخشى منك أن تكون كالبلدوزر في سعة اطلاعك وتوظيفها لخدمة دينك
فاستعن بالله وتوكل عليه فهو حسبك
أسأل الله أن يجمعنا ويظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
6/8/2006
رد المستشار
الأخ العزيز "الناصر لدين الله" بارك الله فيك، أهلا بك على مجانين وشكرا على مشاركتك في واحدة من أولى ردودنا في صفحة استشارات مجانين، ولكم يسعدنا أن نجد من يقلب صفحات أرشيف مجانين ويكتب فيه مشاركته فلهذا السبب تحديدا تبقى المادة منشورة على الموقع ولكم نتمنى أن يحذو الآخرون حذوك خاصة أصحاب المشكلات بدلا من أن يبقى كل واحدٍ منهم على وهمه بأن مشكلته هي الوحيدة من نوعها وأنه وحده الذي يعاني من مثل هذه المشكلة فيكتب لنا قبل أن يقرأ أو يحاول إجهاد نفسه بالبحث.
أتفق معك في كل ما ذهبت إليه من رأي وما استشهدت به من كلمات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرت وغيري من مستشاري مجانين ذلك غير مرةٍ على مجانين، حيث بينا أن الأفكار التسلطية الكفرية أو الأحداث العقلية التسلطية على عكس ما يعتقد المبتلون بها هي دليل على عمق الإيمان وقوته ويمكنك أن تقرأ في ذلك :
الأفكار الكفرية: ذلك صريح الإيمان
تعددت الوساوس والعلاج واحدُ!
الوسواس القهري في الأفكار، علاج معرفي!
خلطة القلق بالوسوسة والرهاب
أفكار تقتلني!
وساوس دينية شديدة جدا
الوسوسة ليست دلعا: ارحموها يرحمكم الله
معاناة 13 سنة : وسواس 13 سنة
أما ما أود تكراره هنا والتأكيد عليه فهما نقطتان الأولى هي أن على المسلم أو المسلمة الذي يجد في وعيه شيئا من السب أو التشكيك في معتقده الديني وهو يقرأ القرآن أو يصلي أو وهو يدعو ربه أو يتلو الأذكار عليه أن يكثف من القراءة أو الصلاة أو قراءة الأذكار مركزا وعيه فيما يفعل دون أدنى اهتمام أو التفات لتلك الأحداث العقلية التسلطية وألا يفعل ما ينصح به بعض المعالجين النفسيين من ترك قراءة القرآن أو الصلاة حتى يعمل الدواء عمله لأن في ذلك –ولا أدري كيف يفوت الأمر على المعالج- استجابة للحدث العقلي التسلطي بأداء الفعل القهري وهو هنا تجنب ما يزيد من شدة الوساوس!، وذلك رغم أن من المعلوم أن الاستجابة للحدث العقلي التسلطي بتنفيذ الفعل القهري إنما تزيد الحالة سوءا مع الأسف.
وأما النقطة الثانية فهي حمدٌ لله عز وجل على أن العلاج العقاري لكل من الوسواس والاكتئاب هو علاج واحد أي أن عقَّارًا واحدا يمكن أن يفيد في علاج كلا الاضطرابين كما بينا في مقالنا حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا، سعدت جدا بمشاركتك وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.
ويتبع>>>>>>> : الوسواس القهري والاكتئاب مشاركة1