أوراقي متبعثرة
أنا سيدة في الثلاثين من العمر, متناقضة لدرجة كبيرة, هل أعاني لا أدري؟ هل لدي مشكلة ما لربما أنا أسأل وأنت تجيب لعلك تفيد.
تزوجت كبقية الفتيات تقليدي, أحببت نعم طليقي, وهو قريبي وعصفت بنا المشاكل ولكني كتمت كافة عيوبه لأني أنا نفسي لست خالية من العيوب إنما نحن نكمل بعضنا ومرت سنة على الزواج كنا متفقين جداً جداً هو وجد ضالته بي وأنا وجدت تماماً ما أريد, هو من النوع الرياضي القوي جداً القاسي, علاقتنا الخاصة قائمة على التعذيب أنا أتلقى منه الألم وهو يستلذ بألمي لم نستطع إيقاف أنفسنا ولا أعتقد أننا نفعل ما هو خطأ لكننا انجرفنا للأسوأ لم يتعدى الأمر مجرد كدمات وجروح هنا وهناك وصل الأمر لتكسير الأصابع وخلع الكتف واستخدام السكاكين لنقر الجسد, رغم الألم الفظيع كنت سعيدة لكن لاحظ الجميع دخولي وخروجي المتكرر للطوارىء, وسط تساؤل الأطباء كيف حدث هذا ولماذا؟؟؟
بدأت المشاكل بوشاية أحد أصدقاء أبي بي, كان الطبيب المناوب تلك الليلة وهاله حجم الكدمات التي تملأ جسدي وأعلم أبي, وطبعاً فسرها الجميع بأنه يعتدي علي ويضربني, كان من الصعب توضيح الأمر وإخراج المستور.
دافعت عنه بأني وزوجي السابق أحرار بأنفسنا, أنا أتحمله, أخذني أبي لبيتنا وحسم أمره, قال أبي لي كلمة واحدة إنسيه، أخذت مني هواتفي وأي وسيلة اتصال بطليقي, ومجرد محاولته إجراء صلح هدده أبي بقتله, فكان علي حقن دماء عائلتي وعائلته وضحيت بزواجي لكي لا يعلق أبي وطليقي وأشقائي وأشقائه, كان يحاول الاتصال بي بأي طريقة, لكن كنت في حبس انفرادي لا أخرج إلا مع أحد من الأشقاء.
أبي يعتني بنا وبطفلي نعم يهتم بكافة أموره, أعيش حياة عادية عملت فترة ثم دفعني أبي لإكمال دراستي ويساعدني في دراستي وهو خير صديق لي ولطفلي.
في النهار أعيش كشخص طبيعي, أعمل وأقوم بواجباتي اليومية وطبيعتي مرحة لدي الكثير من الأصدقاء ولكن عندما يحين الليل, تنقلب حالي قد أبكي لساعات دون أن يعرف أحد, أدخن بشراهة ولا أحد يعلم, أحس بأني سأنفجر ولا أدري لماذا أعيش استقراراً بين عائلتي إنما بدأت أحوالي تتدهور؟ لم أعد قادرة على الاستيقاظ باكراً لأجهز طفلي لمدرسته إنما أترك هذا لأمي, لدي عمل في مختبر _لأغراض رسالتي العلمية _ لكني لم أصل هناك منذ وقت ليس لدي تلك الدافعية دافعيتي صفر, سأحدثك حديث صريح.
أحياناً تستيقظ المرأة في داخلي المتعطشة لما يرويها فلا أجد ما يطفئ نارها سوى تعذيب نفسي بمشرط ما بضرب نفسي فيمتلئ جسدي بالكدمات والجروح ولا أحد يمكن أن يلاحظ أو ينتبه, أحياناً أشاهد مقاطع لتعذيب المرأة بالسياط كم تسعدني صرخات الألم أو كم تريحني الدماء التي تسيل فوق الجسد المتلوي ألماً, كم يعجبني سحقها وضربها وإيلامها دائي القديم الذي كلفني زواجي, لم يفارقني يوماً هو شيء معي أتجرأ وأقول من أيام طفولتي حيث كنت أضرب نفسي, أخشى أن تنتبه عائلتي لهوسي هذا وحتماً سترسلني لطبيب ما أو مصحة؟ وهذا ما لا أريده؟؟؟؟؟ ما المشكلة إن كنت أعشق الألم؟ أنا لا أرتكب المحظور أو ما هو محرم إنما أصون نفسي وأشبعها بطريقتي, تلك هواية تسعدني.
أحب طفلي جداً, لكن في كل يوم ليلاً يموت طفلي ليلاً بكوابيس يقظتي, أراه ملتف بكفنه أو هناك جاثم فوق طاولة التشريح, أرى المعزين وبل أكاد أجزم أني أسمع ما يقولون وطبعاً أبكي كأنه لا سمح الله مات, وأتعب جداً جدً, أقسم لك لا يمكن أن أعد كم, مرة جاءتي الهواجس, كم أخذت مني فقد أهرب منها بتعذيب نفسي, فالألم بالنسبة لي راحة أو متنفس عن همومي
لا أعلم هل تصدق هذا؟ لكن هذا ما يحصل؟
هل أنا مريضة؟؟
25/10/2013
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
السؤال المطروح في نهاية الاستشارة هو: هل أنا مريضة؟.
يمكن حصر الاستشارات النفسية عند مراجعة أي أخصائي في الصحة النفسية كما يلي:
1- استشارات تقع ضمن صندوق الاستشارات.
2- استشارات تقع خارج صندوق الاستشارات.
صندوق الاستشارات هو الحالات المرضية التي تتطلب تشخيصا وعلاجا مثل الاكتئاب والفصام والقلق وغيرها. يعتمد الطبيب النفسي الممارس على إرشادات ووسائل علاج يتفق عليها جميع العاملين في الصحة النفسية. على ضوء ذلك ولو استعملنا هذا النموذج في تحليل استشارتك سيكون الجواب هو أن حالتك تقع خارج محتويات صندوق الممارسة الطبية النفسية وعندها سيكون الجواب على استشارتك كما يلي:
1- لا يوجد دليل على إصابتك باضطراب عقلي بعد مراجعتك الطبيب النفسي لأول مرة.
2- لا فائدة من علاجك ولا أظن بأنك مصابة باضطراب عقلي بعد عدة مراجعات وتناول عقار أو أكثر بدون فائدة وعدم قناعتك أنت بالعلاج.
لكن مهمة الرد على استشارتك من خلال رسالة تمت كتابتها خلال يوم أو يومين ربما أسهل بكثير.
في استشارة سابقة استعملت عبارة هي: "لا يصل الانسان الى مكان ما من لا مكان". بمعنى آخر لا يصل الإنسان إلى مرحلة ما في حياته إلا حاملاً معه حقائب مليئة بعقد نفسية من المرحلة السابقة. من كان ناجحا وسعيداً في حياته يتخلص من هذه العقد ومن كان مكتئباً وفاشلاً في حياته يتمسك بشدة بعقده النفسية. هذه العقد النفسية لا شك في وجودها في الاستشارة ولا بأس من دراستها عبر استعمال نماذج الصحة العقلية.
في بداية الأمر يجب التمعن في سلوك إلحاق الأذى بالنفس Self-Harm Behaviour هذا السلوك بحد ذاته سلوك مرضي ولكنك أيضاً تشيرين إلى الشعور بالارتياح بعد إلحاق الأذى بالنفس والشعور بالألم. لا يقتصر إلحاق الأذى بالنفس على القطع والضرب وإنما يشمل التدخين بشراهة وربما غير ذلك. يقابل هذا السلوك المرضي غياب الاندفاع في العناية بالطفل إلى درجة عدم الاكتراث بتلبية واجبك كأم وترك الأمر لوالدتك.
من دراسة هذا السلوك يتوجه الطبيب النفسي إلى محاولة صياغة أدائك النفسي الحركي Psychodynamic Functioning هذا الأداء يمكن دراسته من خلال الاطلاع على المخطط المقابل.
يتفاعل الإنسان مع محيطه بين الحين والآخر عند مواجهة أزمة ما كما يلي:
1- التحول ضد الآخرين Turning Against Others (TAO).
2- إسقاط اللوم على الآخرين Projection (PRO) .
3- تعليل الأزمات عقلياً Princplization (PRIN) .
4- التحول ضد النفس Turning Against Self (TAS) .
5- عكس الواقع عبر إنكاره وتحويره أو ما نسميه الانعكاس Reversal .الواضح من رسالتك هو طغيان الانعكاس والتحول ضد النفس. التحول ضد النفس يفسر السلوك المرضي وأعلاه والانعكاس في عدم تطرقك إلى مسيرة الحياة التي انتهت بك في عزلة اجتماعية وعدم قابليتك على التواصل مع طفلك.
الانعكاس واضح من عبارتك "أحب طفلي جداً" ووالدك هو خير صديق لك ولابنك ولكنك في نفس الوقت لا تبذلين الجهد المطلوب لتحسين دورك في الحياة كامرأة وأم. هذا الانعكاس هو الذي منعك إلى اليوم من طلب المساعدة الطبية والنفسية وهو أيضاً يفسر عدم الدخول في تفاصيل عن مسيرة الحياة التي انتهت بوصولك إلى هذا الحال.
ليس هناك في رسالتك إشارة واضحة إلى مراحل الطفولة والمراهقة والتعليم سوى الإشارة إلى ضرب النفس عند الطفولة: "من أيام طفولتي حيث كنت أضرب نفسي". لا يحدث هذا الأمر إلا في بيئة عائلية مرضية فشل فيها الأب والأم في زرع التعلق الصحي في أعماق الطفل بمن حوله من جراء ذلك انتهى بك الأمر إلى الدخول في حياة زوجية فاشلة للغاية ومرضية مع زوج مريض.
عادت بك الأيام إلى بيت الوالد وهو يعمل الآن على إعادة ما فشل في عمله معك في الماضي. ربما سينجح في زرع التعلق الآمن في أعماق حفيده ولكن مسيرة حياتك أنت لا يستطيع أحد التحكم بها سواك.
أما النموذج الاجتماعي فهو لا يقل أهمية عن النماذج أعلاه وهو نتاج حالتك النفسية أيضاً. لو شاءت الصدف أن يكون زواجك برجل أكثر إنسانية وتحضراً من طليفك لما انتهى بك الحال إلى ما أنت عليه الآن. الدخول في علاقة ثقة وأمان وحب يغير مسار الإنسان أحياناً ويحميه من الاضطرابات العقلية. هذا لم يحدث معك وحسناً فعل الطبيب الذي أفشى سرك للأهل لأن التعذيب أمر لا يمكن السكوت والتستر عليه.
هناك أعراض اكتئاب وقلق مصاحبة للسلوك المرضي الموصوف أعلاه ويتمثل في أفكار سلبية واكتئابيه المحتوى تتعلق بطفلك. رغم وضوح الشعور بالذنب بين السطور المكتوبة في الاستشارة ولكنها ليست كافية لتشخيص اضطراب الاكتئاب الكبير.
رغم التطرق إلى النماذج أعلاه فالتشخيص الذي قد تحصلين عليه هو:
1- اكتئاب غير معرف.
2- اضطراب الشخصية الغير معرف.
لكن التشخيص بحد ذاته ليس كافياً لوصف علاج يخرجك من المستنقع الاجتماعي النفسي الذي غرقت فيه.
التوصيات:
٠ سلوك إلحاق الأذى بالنفس والاكتئاب والقلق المصحوب بالشعور بالذنب يستعدي استعمال عقار مضاد للاكتئاب. فعالية عقاقير الاكتئاب في هذه الحالة جزئية ولكن قد تساعد على خفض معدل سلوك إلحاق الأذى بالنفس. لا أوصي بعقار معين ويجب مراجعة طبيب.
٠ يجب الانتباه إلى دورك كأم ومحاولة تصحيح علاقتك بطفلك والقيام بواجباتك كأم. جب الطفل ليس كافياً لوحده والأهم من ذلك الانتباه لحقوقه من جانب الأم والأب على حد سواء.
٠ حاولي توسيع شبكتك الاجتماعية قدر الإمكان والعثور على شخصيتك الحقيقية وعلى تطوير نفسك اجتماعياً وفكرياً ومهنياً.
٠ الدخول في جلسات علاج كلامي يستحق التفكير به على أقل تقدير ولكنه يستدعي منك التخلص من سلوك إلحاق الأذى بالنفس والتعاون جدياً مع من سيتولى علاجك.
وفقك الله
واقرئي أيضًا على مجانين:
الاضطراب المازوخي الجنسي: حقيقة أم وهم ؟
استمناء إليكتروني: مازوخية وزوجها سعيد!
حب تعذيب الذات المازوخية أو الماسوشية
هل أنا سادية؟ بالعكس أنا المازوخي!
لغة من المريخ: سادومازوشي مازوسادوشي
سادومازوخية واحنا مالنا
ويتبع>>>>>>>: أنا وزوجي سادي ومازوخية م !