تكررت حوادث قتل غير مبررة وغير منطقية في الأونة الأخيرة وكأن يأتي ذكر الحشيش أو الستروكس أو الشابو على لسان المقربين من القاتل فماهي علاقة هذه المواد بالعنف أو القتل؟
هذه المواد تحدث خللا نفسيا لدى المتعاطي فيصبح لديه ضلالات أنه مراقب من بعض الناس وأنهم يتآمرون عليه ويريدون إيذاؤه أو أنهم آذوه بالفعل أو صنعوا له سحرا أو اغتصبوا محارمه، وقد يسمع أصوات (هلاوس) تسبه أو تهدده، وهنا يختل توازنه النفسي وتقل ساعات نومه وتتدهور صحته ويلاحظ من حوله أن تصرفاته غريبة وغير منطقية.
ولكن مع هذا لا أحد يتحرك لعلاجه، ويتركونه لشأنه حتى يفاجأون بارتكابه لجريمة قتل بشعة ومروعة ويكون الضحية قد فقد حياته نتيجة وقوعه في ضلالات هذا الشخص المدمن والذي اعتقد أنه آذاه أو تآمر عليه أو اعتدى على محارمه، وقد يقتل هذا الشخص أقرب الناس إليه من أفراد أسرته حين يعتقد أنه جزء من المؤامرة التي تحاك ضده، والضلالات المرضية يدركها المدمن أو المريض النفسي على أنها حقيقة وبالتالي يتصرف انطلاقا منها فيضرب أو يقتل.
ومن أكثر المخدرات التي تسبب الضلالات والهلاوس المرضية (أو ما نسميها الأعراض الذهانية) الحشيش والستروكس والشابو (الكريستال ماث أو الآيس)، والكابتجون، وللأسف هذه المخدرات يستهين المتعاطون بها ويعتبرونها مخدرات بسيطة soft، على الرغم من أنها تكمن وراء أكثر حوادث القتل ترويعا في الفترة الأخيرة .
والحل هو السيطرة على انتشار هذه المواد بكل الطرق والمبادرة إلى علاج المتعاطين والمدمنين في أقرب فرصة، والخروج من ادعاء بعض المتعاطين أنهم يأخذونها بشكل متقطع في المناسبات وأنهم يسيطرون على أنفسهم وأنهم ليسوا مدمنين لها، لأن هذه المواد تسبب الضلالات والهلاوس والشكوك (خاصة شكوك الخيانة) حتى مع التعاطي المتقطع أو المتباعد.
واقرأ أيضاً:
لقاح كورونا والفياجرا.. صدفة خير من ألف علاج / الحج وإعادة برمجة النفس