مَدينةُ أمّةٍ!!
بها الأيامُ تكبو أو تَخيبُ
وشعبٌ في مَواطنها غريبُ
مَدينةُ عاشقٍ لجمالِ إلاّ
وقد وُجدَتْ لتبقى لا تغيبُ
أحبُّ مَدينَتي فالروحُ فيها
وكوْنُ وجودِها دوماً يَطيبُ
بأشواقٍ مُعتقةٍ بنَبضٍ
فقلبي لا يفارقهُ الوجيبُ
إذا دارَ الزمانُ بها علينا
يُداهمنا المُعَضّلُ والرَهيبُ
تُسائلني لماذا لا تَراها
بأعْماقي تعيشُ فلا أجيبُ
ويَحْملها فؤادٌ مُستهامٌ
يردّدُ اسْمها فهيَ الحَبيبُ
مَلاذُ مصيرِنا فيها مُقيمٌ
وإنّا في مَرابعها نَشيبُ
لماذا دارُنا عنا تناءَتْ
وقد ذهبَ الخليفةُ والعَقيبُ
مدينةُ أمّةٍ ثارتْ لصوتٍ
فأنْجدها المجاهدُ والرَقيبُ
تواعِدُني بوَصْلٍ مُستطابٍ
وما عِندي بلُقياها نَصيبُ
أزورُ خيالها وأنا بعيدٌ
فيؤلمُني التوجعُ والعَصيبُ
كأنّي في شواطئها مُذابٌ
وإنْ بَعُدَتْ أنا منها القريبُ
بذاكرتي ألا تحيا كنورٍ
يُدنّفني فيأسوني الطبيبُ
عشقتُ ربوعَها وأنا صَبيٌّ
وأوْلعَني التشوّقُ والشَبيبُ
أعانقها وقلبي احْتواها
وروحي لا يُفارقها العَذيبُ
جَوامِعُها بإيمانٍ سَقتنا
وجالَسَنا المُؤدِّبُ والخَطيبُ
إليها كيفَ لا تَسعى نفوسٌ
يُباركها المُسامِحُ والنَجيبُ
صَبابةُ تائقٍ لرُبى حَياةٍ
تَساقى مِنْ مَحافِلها الأديبُ
تُهامِسُني إذا هَجَعتْ بقربي
وتسْألني متى دامَ الخضيبُ
أناجيها ودمعُ العينِ هتنٌ
ويُؤلمني بها النأيُ الصَقيبُ
بوَجْهٍ ضاحكٍ أبداً سَتحيا
وغيرُ ديارِها وجْهٌ قطيبُ
د-صادق السامرائي
واقرأ أيضًا:
كيف نرقى؟!! / الجمال!! / مغنية الحي!!