ما عادت الصناعة معضلة في عصرنا المتدفق بالعلوم، وبوسائل التعبير عن الأفكار وتصنيعها، ولا يجوز أن نوهم أنفسنا بأننا لا نستطيع أن نصنع، فهذا هراء وسم مدسوس في العسل والزقوم.
العرب لديهم القدرات الفائقة لإقامة صناعات متطورة ومتنوعة، وعليهم أن يُفعّلوا إرادتهم ويؤمنوا بأنفسهم، ويتحرروا من الأفكار السلبية والمشاعر الدونية التخميدية، التي توهمهم بأنهم يجب أن يخنعوا ويتبعوا ويعيشوا عالة على الآخرين.
فواقع الأمم والشعوب يشير إلى أن أي أمة عندما تقرر أن تكون فإنها ستكون كما تريد، والعديد من المجتمعات بدأت من خط الصفر وتظافرت جهود أبنائها فصنعت ما تريد.
فهناك دول بدأت قبل بضعة عقود، وتسلقت سلم الاقتدار الصناعي، وأصبحت من المنتجين الكبار، والعرب لديهم ما يعينهم على الانطلاق بمسارات التصنيع، ومتى سيبدأون سيحققون ما يريدون، فلا تقل أننا تأخرنا، وقل علينا أن نبدأ.
إن إشاعة ثقافة لا يمكننا أن نصنع، أسلوب يستهدف تدمير الأمة وتحطيمها، فالأمة التي أوجدت العلماء الأفذاذ عبر عصورها، لن تعجز عن التصنيع والإبداع والابتكار. بل أن هناك دولا فيها انطلقت بثورتها الصناعية وتمكنت من الإنتاج والابتكار والتطور المقدام.
فالأمة فيها مهندسون وحرفيون ومتعلمون، وكفاءات في جميع الميادين، وما تحتاجه، هو تنظيمها وتوظيفها لتعبّد دروب رقائها، وتجديد إرادات طاقاتها وما تسعى لإنجازه.
ولا توجد أمة أفضل من أمة، ولا شعب أقدر من شعب، بل توجد أنظمة حكم مختلفة، تحدد كيف يكون عليه حال شعبها.
ومعضلة الأمة في أنظمة حكمها الشمولية الخالية من الرؤية الوطنية الحضارية المعاصرة، ومعظمها تنطمر بالكرسي وتبذل جهدها للحفاظ على مواقعها، ولا يعنيها سوى أنها تحكم أيا كان نوع حكمها.
فلينطلق الشباب العربي بإرادته، ويحقق ثورته الصناعية، فهي أم الثورات وطريق القوة والاقتدار والانتصار على الآفات المنتشرة في مجتمعاتنا!!
فاصنع أيها العربي لتكون!!
فلكي تصبح ديمقراطيا يجب أن تصنع!!
واقرأ أيضاً:
بيارق القوة / السلوك الأرضوي!!