الزوجة الزنّانة Nagging Wife
كان يتحدث في أسى وضيق: أنا فاض بي منها وماعنتش قادر أتحملها، مع أنها طيبة وحنونة وعطوفة عليا وعلى أولادها وجميلة ونشيطة، لكنها عاملة زي ناموسة الصيف اللي بتزن حوالين رأسك طول الليل، أو زي دبانة دخلت العربية ومش عارف تخرجها من أي شباك .
وإيه كمان مضايقك منها؟
لحوحة على أي حاجة، وماتسكتش إلا لو نفذتها، وبعديت تدور على أي حاجة تانية، كثيرة الشكوى مني ومن الناس ومن الحياة، ودايما مظلومة وتنعي حظها السيء، وتشتكي لربنا وتحسبن على الناس اللي ظلموها وقهروها، ودول كتير مالهمش عدد في حياتها، أما الأموات فدول حبايبها وطيبين وتترحم عليهم ودايما تجيب في سيرتهم. هي دي اللي بيقولوا عليها النعاّبة ولا الندّابة ولا الزنّانه ولا إيه؟ على طول عايزه طبطبة واهتمام وحنيّه واحتضان بشكل يزهقك ويكرهك في الحاجات الحلوة دي ويخليها كأنها واجبات تقيلة واجبة الأداء في كل لحظة، وإذا اتأخرت شوية عنها تعيط وتشتكي وتنعي حظها، وتقول الاهتمام ما بينطلبش، وتتقمص وتاخد جنب وتتخاصم بالكام يوم على أمل أصالحها وأعتذر لها ... وكمان كتيرة الشكوى من الأوجاع والأمراض، وكل شوية رايحة لدكتور في أي تخصص، وتجيب العلاج تاخد منه حبايتين وتسيبه، وقلوقه في نومها بالليل، وبالنهار حركتها زي الدبان مابتعدش ولا تهدى، وعايزة حد على طول يكلمها أو تكلمه، وعامله زي القطة اللحوحة اللي عايزة حد يداديها طول الوقت.
أما اتصالات التليفون والرسايل فحدث ولا حرج، في يوم لقيتها متصله عليا 75مرة في خلال ساعتين وباعته حوالي 10 رسايل "اتصل بيا ضروري للأهمية"، وأنا كنت في اجتماع مهم مش عارف أرد وعامل التليفون صامت، ولما خلصت ورديت أعطتني دش من التأنيب والتبكيت واللوم والتقريع على إني مستهتر ومش هاممني ومش عايز أرد عليها ومش مقدر أهمية الاتصالات الكتيرة والرسايل، وفي الآخر اكتشفت إنها كانت عايزة تفكرني أشتري جبنة للعشا وأنا راجع، وأنا اللي اتصورت إن فيه كارثة حصلت، وبالمناسبة ده بيتكرر كتيييير.
على طول أنا متهم أني ماعنتش بحبها ولا باهتم بيها، وأني بهتم بقرايبي وبصحابي وبزمايلي في الشغل وبكل الناس إلا هي، ولو خرجت لمدة ساعة تتصل بيا كذا مرة وتقوللي بس بطمن عليك، ولو سافرت في أي مكان علشان أستريح شويه من ملاحقتها وطلباتها وزنها تصمم على اتصالي بها كل شوية وأني أطمنها وأنا في الطريق وأطمنها أول ما أوصل على طول وأكلمها قبل ما أنام، وفي كل اتصال من دول ماتبقاش عايزة تقفل السكة ولازم أنا أعمل محاولات كتيييرة لإنهاء المكالمة، ودايما تزعل علشان أنا مستعجل وقفلت التليفون، فتبدأ تبعت رسايل عتاب ولوم وشكوى وإني زهقت منها ومش طايق كلامها ومش مقدر قلقها عليا واهتمامها بيا ... وكل يوم تتصل بيا وأنا في الشغل: عايز تاكل إيه ياحبيبي؟ .. أي حاجة ياحبيبتي، أنا كل حاجة بتعمليها حلوة من إيديكي .. ترد هي بعصبية: تاني أي حاجة، أنت عارف إن الكلمة دي بتضايقني، قول أعملك إيه النهاردة ... وبالتالي ندخل في تحقيق طويل حوالين هاناكل إيه النهاردة.
ساعات أنسى في وسط مشاغلي الكتيرة ميعاد مناسبة أو أي حاجة تخصها، ودي تبقى كارثة ممكن يحصل عليها خصام شهرين وبوز شبرين ممتد واتهامات بعدم الاهتمام، وضياع الحب والإهمال ... ولو سافرنا مع بعض لأي مكان نغير جو ونتبسط، ممكن حاجه تافهة تحصل تخليها تضرب بوز وتتقمص طول الرحلة وتبوظ علينا أي متعه في السفرية، وأندم إني أخدتها معايا ... والغيرة عندها قاتلة، تقريبا بتغير عمال على بطال من أي حاجة تحمل تاء التأنيث، حتى لو طفلة صغيرة، وبتغير حتى من أمي وأخواتي البنات ... ونسيت أقول لك إنها متقلبة جدا وكل يوم بحال، وأكتر حالاتها نكد، وكتير تحاول تؤذي نفسها وتفكر في الانتحار وتهدد بيه كتيييير، وعلاقاتها بالناس بتتقطع بسهولة مبتكملش مع حد، ودايما مجروحة من الناس وحاسة بالاضطهاد منهم، وساعات تبقى لطيفة وودودة وطيبة.
قل لي يادكتور هي ليه بتعمل كده وأعمل معاها إيه؟ .. أنا من كتر زهقي طلقتها كذا مرة .. وكنا نسأل حد هو ينفع نرجع لبعض ولا لأ؟ وده علشان بس العيال لسه صغيرين ومش عايزهم يضيعوا.
حالة الزن والإلحاح دي بتكون ناتجة عن إحساس لدى الزوجة بعدم الأمان والخوف من الهجر خصوصا إنها بتكون مرت بتجارب هجر كتيرة من ناس حواليها بسبب هذا الزن والإلحاح والشكوى وطلب الرعاية والاهتمام وبالتالي بتزيد مخاوفها من الهجر وتوقعاتها إن الناس بتبعد عنها، وكمان بتكون حاسة بعدم ثقة وتقدير متدني لذاتها وإنها غير جديرة بالحب أو الاهتمام، ومن هنا بيكون إلحاحها على تأكيد الحب والاهتمام من خلال التواصل المتواصل، وطلبات التأكيد على الإخلاص والوفاء والرعاية، وبيكون عندها إدمان للشكوى علشان تحصل على العطف والتعاطف، ودايما تتسول الحب، وتتوسل للقرب، ولا تشبع أبدا مهما أعطاها الطرف الآخر.
والحل إيه يادكتور؟
حاول تطمنها على نفسها بس من غير مبالغة في الطمأنة، ولا تستجيب لكل طلباتها بسبب الإلحاح لأن ده بيزود صفة الإلحاح والزن عندها، يعني مش عايزينها توصل لنتيجة إنك بتيجي بالزن والإلحاح، وكمان ماتاخدش موقف المتهم طول الوقت وماتدافعش عن نفسك كتير، وخلي بالك طويل، واحتفظ بهدوئك قدر الإمكان.
وإذا عملت كده وماتغيرتش ... أعمل إيه؟
يبقى مفيش غير العلاج النفساني..
العلاج ليا ولا ليها؟
لكم إنتوا الأتنين .
ولا إيه رأيكم؟
واقرأ أيضاً:
ظاهرة الاغتراب ومستقبل الشباب1 / أمخاخ متعددة