ترانيمٌ من الأعماقِ فاضتْ
تُخاطبنا بألحانٍ تبارتْ
*
كأنَّ سماعَها دعوى لآهٍ
وإنّ نبيضَها حممٌ تآوتْ
*
تباغتنا بأوجاعِ انتهاءٍ
وتغمرنا بعاديةٍ توالتْ
*
وتسكبُ نارَها فوقَ إحْتراقٍ
وتؤلمنا بما ذكرتْ وجادتْ
*
ومن وجعٍ إلى وجعٍ خطاها
فكم فتكتْ بأحياءٍ وآذتْ
*
سلامٌ يا نداءَ الروحِ بتنا
بقيعانٍ بواطنُها تطامتْ
*
فكلّ نطيحةٍ ترمى لوَحْشٍ
وكلّ سقيمةٍ ظفرتْ وسادتْ
*
وإنّ سليمها يُدعى لحَرْبٍ
فتأكلهُ النوائبُ كيفَ شاءتْ
*
كذا الدنيا بما فيها عليها
تطالبنا بغاياتٍ تلاحتْ
*
وترجمُنا وتنهرنا بسوءٍ
وإنْ غضبتْ على أممٍ أصالتْ
*
أيا ذاك الذي فينا تخابى
سيُحرقنا بنيرانٍ أكادتْ
*
وطابَ وجودُنا في عقر دارٍ
مسوّرةٍ بأعداءٍ أغارتْ
*
سلامٌ من مواجعِها لقومٍ
تراودهم أعاصيرٌ تداعتْ
*
ومَن وجدَ الحياةَ بلا جوابٍ
يراها في مواقدها تصادتْ
*
معاقلُ همّنا خَمرُ ابْتلاءٍ
تجاهرنا بما حملت وكادتْ
*
إلهي إنّ مثوانا ترابٌ
يطالبنا بأبدان توارتْ
*
بريقُ الوجد في حدقٍ وخدٍّ
كأنّ الشمسَ في ماءٍ أضاءتْ
*
ألا أعطتْ مواسمها هشيما
مرابعها بما كسبت تشاكتْ
*
نفوسُ الخلق منطلقٌ هواها
وقد سكبتْ نوازعها فطاشتْ
د-صادق السامرائي
3\8\2021
واقرأ أيضًا:
دولُ الدنيا!! / بغداد