للكراسي إرادة لا تُقاوَم، وقوة لا تُضاهى، وقدرة فائقة على الامتلاك والاستعباد، لأن الكراسي ترمز للسيطرة والاستعلائية والإطلاقية. والمقصود بالكراسي المناصب بأنواعها من مدير أصغر دائرة في الدولة إلى أعلى منصب فيها، فحالما يجلس الشخص على الكرسي المناط بمسؤولية ما، تجده قد تغير تماما وأذعن لإملاءاته وأصبح عبدا له ومأسورا بين يديه. ولهذا لا يوجد - إلا فيما قل وندر - شخص أو حزب أو فئة أو دين أو أي توصيف آخر، تمكن من الجلوس على كرسي المسؤولية وبقي على حاله السابق، خلقا وسلوكا، وإنما ستكتشفون بأنه شخص أو حزب أو دين لا تعرفونه، اقرأ المزيد
الروادع: الزواجر التي فيها عِبَر. زاجر: مانع، مُعاقب. هل إن البشر بحاجة لقوة رادعة لكي يتقيد سلوكه بضوابط ومعايير وأخلاقيات وقيم ومنطلقات ذات نسبة معقولة من الخير والفضيلة؟! يبدو أن الجواب بنعم هو الأنسب، فالبشر مخلوق مفلوت الرغبات ومطلوق النزعات، وتتسيد عليه النفس الأمّارة بما هو سيء اقرأ المزيد
آلية التناسي من أساليب الحروب النفسية القاسية التي بموجبها يتم التغاضي عن جرائم فظيعة، والقيام بجرائم أفظع منها تطغى عليها وتمحوها. ومن الواضح أن الحرب العراقية الإيرانية قد تم التعتيم عليها بالنسيان، وما تلاها من حروب طغت عليها وتسيّدت، وارتكبت فيها جرائم بشعة تواصل عرضها في وسائل الإعلام. وهذه السياسة الإعلامية قد انطلت على الإعلام العربي الذي يبدو في معظمه مؤدلج، وتتحكم به قوى تفرض إرادتها على نشاطاته، فلا يمكنه أن يكون حرا، وإنما عليه أن يمارس التبعية والخنوعية، وتبرير الجرائم والآثام المرتكبة بحق المجتمعات العربية. اقرأ المزيد
الأقلام ألسنة الضمائر، وأصوات الحقائق، وأسلحة الحق بوجه الباطل، وسيوف العدل أمام الظلم، وإرادات الناس في ميادين الكفاح، وهي التي تعبّد دروب النجاح، وتنير أروقة الصلاح والفلاح. الأقلام رايات إفهام وأعلام أفهام!! الأقلام تكتب وبما تكتبه يتوجب عليها أن تصدق ولا تكذب، وأن تستحضر ما هو نافع وطيب، ولابد لها أن تؤمن برسالتها الإنسانية السامية وبمبادئها النبيلة العالية، وبأن الكتابة اقرأ المزيد
نعيش واقعا عجيبا فيه كل مَن وضع على رأسه عمامة مهما كان لونها توهم بأنه يعلم، وتحدث مع الناس على أنه العارف بأمور الدين وإن عليهم اتباعه والاسترشاد بأقواله وهذياناته. وهذا انحراف مروع في الواقع الديني العربي وفي مجتمعات المسلمين كافة، في زمن ما عاد الفرد الواحد بقادر على وعي المعارف القائمة وإدراك حقائق الأمور العامة بسهولة، فهول جريان تيار الاختراعات والاكتشافات وضخ المعلومات المتجددة المتحركة بسرعة تفوق سرعة الضوء والصوت، يجعل الفرد قاصرا على الإحاطة والاستيعاب. وحتى في زمن البشرية البطيئ الخطوات، فإن الذين تكلموا بالدين كانوا يختمون قولهم ورؤاهم بعبارة "الله أعلم"، اقرأ المزيد
أقر أنا المدعوة .... .... أنني اعتزلت الحياة! ما أقسى أن تعيش في عالم ليس من نسيجك! عالم يصنعك ولا تصنعه أنت بوعيك أو حتى بخيالك! لذا قررت اعتزال الحياة إلى عالم من صنعي أنا حتى ولو كان عالما مجنونا غير معقولا! ولكنه عالمي الخاص الذي أعيش واقعه وخياله. لذا سأعتزل الحياة التي سئمت منها ومن أسبابها وتعبت من ممارستها إلى عالم أكون فيه ذاتي! أرتدي وجهي ولا أتقنع بأقنعة غريبة عني! أبتسم حينما أريد أن أبتسم وأبكي حينما أشعر بالبكاء.. اقرأ المزيد
البارحة: الأمس و"ما أشبه اليوم بالبارحة" مَثل يُضرب في جريان الأمور على وتيرة واحدة. والمقصود بالمصطلح الميل للذي مضى وكأنه ما انقضى, وإنما عليه أن يتنامى ويتفاعل ويؤثر في مسيرة الحياة في حاضرها ومستقبلها, وذلك لفقدان قدرات المُبارحة أي المغادرة أو الزوال. فالإقامة في أقبية البارحة سلوك سائد في الواقع العربي ومدمر للوجود المعاصر ومتسبب بمتواليات من التداعيات الخسرانية المريرة القاسية, ويبدو كمعضلة حضارية مزمنة وعاهة تفاعلية مستوطنة في أرجاء المجتمعات العربية. ترى لماذا نغطس في مستنقعات مضت ونعجز عن مبارحتها؟ اقرأ المزيد
عندما يخرس الكلام بداخلك، وتظل عاجزا عن نطق الآه، رغم الوجع الرابض فيك، حينما تشعر بالقهر، بالذل، بالحرمان، بالخسة، حينما تستطيع تمثيل الفرح في خضم معاناتك، وتحاول رسم ابتسامة مجهدة على شفاهك، عندما تشعر بالحزن أصبح يغلف روحك حتى تصير أنت وحزنك نسيجا واحدا، حينما يتسع فمك بضحكة البلياتشو البلهاء بينما تعتصر ألما في داخلك، فقط من أجل تحاشي نظرات الرثاء والعطف، حينما تنظر إلى نفسك في المرآة فلا تعرفها، لا ترى إلا ملامحا ضبابية أعياها الزمن بعواصفه العاتية... هنا فقط ستسرق، نعم ستسرق من نفسك وستتغير! ستسرق من نفسك بفعل عوامل الصدمات والكبوات التي مررت بها، اقرأ المزيد
أرض الله الواسعة لم يكن فيها دول ولا أوطان، وإنما مجتمعات بشرية تكاثرت وتوزعت في ربوعها، وأسست لوجودها الكياني الاجتماعي، وتوطنت بقعة ما والتزمتها أو وضعت يدها عليها باللزمة، كما تفعل الأسود والقرود وباقي الحيوانات، التي تتخذ لها أذوادا ومواضع للعيش والبقاء. اقرأ المزيد
في أواخر القرن الماضي دعيت لإلقاء محاضرة عن المسيح في القرآن، فأعددتها وفقا للآيات القرآنية، وجعلتها على شرائح أعرضها أمام الحاضرين باللغتين العربية والإنكليزية. وفي القسم الذي أعمل فيه، جاء طبيب باكستاني للتدريب وتحت إشرافي، فلربما يكون مؤهلا للعمل كمقيم دوري، وكان متدينا، وكثيرا ما يذكر العاملون في القسم بأنه ملتزم بأوقات الصلاة ويصوم، ويحدثني عن الإسلام. وفي يوم المحاضرة اسطصحبته معي، قائلا: ربما تساعدني في الإجابة على بعض الأسئلة، ويهمني أيضا تقييمك للمحاضرة. اقرأ المزيد