الأجيال وعلى مدى قرون عديدة مرهونة بكلمة "قال", حتى أصبحت ذات قدسية وسطوة وسلطة مطلقة عليهم, وأسهمت في مصادرة العقول وتعطيلها بالكامل, ولهذا تجدنا نتكلم ونكتب ونخطب بذات الآلية التي فرضتها علينا إرادة "قال". فلكل حالة وحدث ألف "قال" و"قال", وكأن الأمور ثابتة, والأرض جامدة, والكون ساكن, والموت آمن, والحياة آسنة!! هذا الارتهان من أخطر العاهات وأفظع البلاءات التي تواصلت في مجتمعاتنا, فدمرتها ومنعتها من استعمال العقل اقرأ المزيد
الأوطان تشيدها السواعد والهمم والأفكار, والتصورات الحضارية الواعدة المتطلعة لغدٍ أفضل وآفاق مشرقة للأجيال المتوافدة إلى نهر الحياة الفياض, المتدفق بأمواج العطاءات وتيارات الإبداعات الإنسانية الأصيلة. الأوطان لا تشيدها الشعارات الفضفاضة, والخطابات الفارغة, والأحزاب المتهالكة على الكرسي والسلطة والقوة والظلم الخلاق الفتاك الذي ترمي بتبعيته على الآخر, وهي تضع على رؤوس قادتها تيجان "هو"!! اقرأ المزيد
"سقط الحمار من السفينة في الدجى فبكى الرفاق لفقده وترحموا" الحمار حيوان عندما تقارنه بالبشر تحتار في أيهما حمار أو بشر، لما يمتلكه من صفات حميدة وأخلاق رشيدة وإرادة بقاء وصبر وتحمل وقدرة على التعلم والوفاء والهدوء والسكينة واحترام صاحبه وخدمته والعناية به. والحمار ركن أساسي وفعّال ومؤثر في بناء الحضارة البشرية وصناعة التأريخ، ولولا الحمير لما تقدمت البشرية اقرأ المزيد
"آي ثنك", هذا التعبير يتكرر كثيرا في كلام الإنسان في المجتمعات الديمقراطية القوية, ويردده في جميع المراحل العمرية, ابتداءً من المرحلة المدرسية الابتدائية. فما أن تسأل, أو تصيخ السمع لحوار ستعتاد على سماع "آي ثنك", وهي تشير إلى أن المتكلم قد أعمل عقله وفكره وتأمل وتوصل إلى رأي أو تصور أو استنتاج بخصوص الموضوع المتداول. بينما في المجتمعات المتأخرة لا تجد هذا التعبير إلا نادرا, لأن آليات النشأة والتفاعل مبنية على التبعية والأبوية اقرأ المزيد
تبدو السياسة وكأنها آليات تعبيرية عن المطمورات النفسية الفاعلة في أعماق الشعوب والمتراكمة بتفاعلات متداخلة ذات حصيلة جمعية. فالغلبة للإرادة النفسية التي تطغى وتتسيد وتجد مَن يغذيها ويطورها ويؤججها لتحقق أهدافها, وتمضي بعنفوانية جماعية مدوية حتى تخمد أنفاسها, ولكن بعد أن تغرق الدنيا بعواصف وأعاصير الويلات. فمن الواضح أن النفوس البشرية ذات مشتركات وتراكمات انفعالية تؤهلها للوصول إلى مستويات سلوكية قد تبدو غريبة وغير متوقعة, لكنها الحصيلة ا اقرأ المزيد
المحسوبية مصدر من محسوب وتعني إسناد الوظائف وإعطاء المنح والترقيات على أساس الرعاية والنفوذ وليس الكفاءة. وهي أيضا تعني اعتبار القرابة العائلية أو السياسية في إسناد الوظائف , فتجعل الحسب والنسب في المقام الأول بدلا من العمل. وعندما تتفشى المحسوبية في الدول, ينخرها الفساد وتتدهور الأحوال ويسود التراخي والإهمال, وتنتفي قيمة الكفاءة ودورها في الحياة. اقرأ المزيد
مُذ كنتُ مراهقا، ومع ما للمراهقة من تخبطات وتصورات خاطئة، إلا أن التعصّب لم يجد لعقلي طريقا. التعصب والانتماء المطلق دون قيد ولا تفكير. بذْرته وتُربته منعدمة من أساسها في أعماقي. فلما عرفتُ الموسيقى وصرت أختار منها ما يعجبني، دخلتُ ساحة التباهي والأحكام، أيّ style أفضل من الآخر، مع كل علامات الانتماء من طريقة لباس وكلام واستهزاء من أصحاب الستايل الآخر... خصوصا بين أصحاب rock بأنواعه و rap, hip hop... كنتُ أستهجنُ هذا.. فما معنى أن نقول لمقطع موسيقي سيء وفاشل: "رائع".. اقرأ المزيد
عندما يجلدك الواقع جلدا، وتشاهد أحلامك وتطلّعاتك أمام عينك تتكسّر وتُسحق سَحقا، وتَــكتِشف أنّ واقعية الحياة وبرودها اتجاهك لا يُمكنها أن تتبنّى سذاجتك... ولا يمكن للوقائع أن تقبل إلا بقوانينها وليس بتفسيراتك التي تُدغدغ المشاعر... وأنّ العالم ليس بسيطا لدرجة اختزاله في "وصفة سحريّة"... وأنّ العقلية السائدة تعادي الحقيقة وتغفل عن كل ما هو علميّ رصين... وأن الخطابات المثالية تكاد تُشعرك أنّك ملعون بسبب اكتشافك لتهافتها ... وتكاد تنزِع منك يقينك في "وجود خلل تكرّس له تلك المثالية".... اقرأ المزيد
السائد في المجتمعات العربية أن التدين هو الفاعل أما الدين فحالة مفعول بها، بمعنى أن التدين كسلوك يقضي على الدين كروح وجوهر وقيمة إنسانية، ذات خصال رحيمة ومكنونات نبيلة عظيمة. قد يغضب المتدينون وهم كثرٌ، وعندما تسألهم عن الدين يتلعثمون وينفعلون ويحسبونك شيطانا رجيما، وأنهم من حملة رايات الرحمان الرحيم الذي يرونه وفقا لمناظير أهوائهم وتصوراتهم المنبثقة مما فيهم من المطمورات الرغائبية. اقرأ المزيد
الثنائيات المتناقضة تشكل طريقة المعالجة السائدة، نفسيا واجتماعيا، وبالتالي على مرّ التاريخ... مثلا، في تعاملنا مع الناس، إما نعظّم ونبالغ في المدح والاحترام، أو نجرد الآخر من أي قيمة متى اختلفنا معه. - التدين وتفسير كل شيء بالنصوص الدينية، تلاه تعلمن وتفسير كل شيء بالملموس أو المنطق الإنساني الخالص (ثنائية الدين والعداء للدين) - المحافظة تلاها تحرر لا يقل مقتا عنها... وهكذا.. اقرأ المزيد