ربما العقل العربي الجمعي محكوم بأواصر كان, وآليات التفكير تقضي بأن ما كان عليه أن يكون, مما أدى إلى تداعيات متواصلة في مسيرة حياتنا, لأن الزمان لا يُدرَك على أنه حالة متحركة والمكان على أنه حالة متغيرة. وفي ذلك تأكيد على نمطية الثبات والرسوخ والجمود وإنكار دوران الأرض واختلاف الليل والنهار, فعندما نقرأ خارطة السلوك العربي, يتضح حجم الأسر وثقل القيد المرهون بكان. اقرأ المزيد
لعبة استنزاف الثروات والقدرات العربية تجري على قدم وساق, وما تعلّم منها أو اتعظ الحكام العرب بمسمياتهم وتوصيفاتهم المتنوعة. وقد بدأت هذه اللعبة مع العراق في نهايات السبعينيات من القرن العشرين, ومضت عجلاتها تدور فيه وعليه حتى انتهى إلى ما هو عليه اليوم. وتكررت اللعبة في ليبيا فآلت إلى مصارها الفتاك العاصف بأرجائها, التي تنزف كل شيء فيها. ومضت إلى سوريا فأنهكتها ومزقتها, وأتلفت ثرواتها وقدراتها ومَن معها من المساندين من القوى الإقليمية والمجاورة لها. اقرأ المزيد
الحبّ في المسلسلات التُّركية مثل تراجيديا إغريقية ! هذا يحب هذه وهي تحب آخرا، وهو يتزوج من ثالثة ليُغيظها، والثالث يضطر للزواج ممّن حملتْ منه سفاحا مع أنّه يحب أخرى ويدمع لفراقها.. والأم تتزوج من صعلوك، والصعلوك يضحك على ابنتها.. والسائق يتحرّش بربّة البيت، وربة البيت لا تخبر زوجها لأنها تحب السائق.. والرابعة تزوجت لمجرد الزواج برجل لا تحبّه لأن زوجها فقد الذاكرة، وهي دائما تتذكره وتأمل أن تراه مجددا، وما زوجها إلا "لهّاية" مؤقّتة وسند في دوامة الحياة.. المهم لحريرة بالكرافس (من التكرفيس) الخطير في مثل هذه الدراما، هو عدم صناعة وعْي وحصانة اتجاه السلوكات الخاطئة والمدمّرة، بدعوى وصف الواقع أو الحبكة الدراميّة. اقرأ المزيد
ذات يوم في ثمانيات القرن العشرين كنت أتابع حوارا تلفازيا مع الكاتب المصرية الدكتور يوسف إدريس رحمه الله, فسأله المحاور عن السياسات العربية, فكان جوابه: "مفيش سياسة"!! وبقيت العبارة تتردد في ذاكرتي كلما تأملت ما يجري في بلاد العُرب أوطاني, فأجد أن الجواب الجامع لكل ما يحصل من أحداث وتداعيات وانهيارات عاصفة يكمن في "مفيش سياسة"!! اقرأ المزيد
الواقع العراقي خصوصا والعربي عموما يتمتع بظاهرة غريبة توالت على الحياة السياسية منذ أن استقلت الدول العربية, وتتلخص بأن أنظمة الحكم تأتي بانقلابات تسمى ثورات أو انتفاضات, والقائمون بها من الذين بلا خبرة سياسية وقدرة على إدارة الحكم, فيخضع المجتمع لرحمة تجاربهم وأخطائهم ومزالقهم وخطاياهم, وبمرور بضعة سنين يتعلمون شيئا من السياسة وفنونها بعد أن أحرقوا الأخضر بسعر اليابس, وحالما يحاولون التكفير عن مآثمهم بإصلاحات وطنية ذات قيمة ومنفعة للناس يجدون رؤوسهم قد أينعت وحان قطافها, اقرأ المزيد
هذه خاصية سائدة في المجتمعات المتقدمة ومعدومة في المتأخرة، وتبدو كعلامة فارقة متميزة، تفصل بين التأخر والتقدم. فالمجتمعات المتأخرة تئن وتتظلم وتتشكى من زيادة عدد السكان، وكأنها لا تعي ولا ترى الصين والهند والدول الأخرى ذات المجتمعات المليارية الأعداد، وقد أجادت ابتكار الوسائل الاستثمارية بالأفكار والإنسان وتطورت وتقوت بها وتمكنت من الحياة الحرة العزيزة الكريمة القوية. وقد رأينا ذلك واضحا في مجتمعاتنا التي تجهل قياداتها اقرأ المزيد
من العلامات الفارقة التي تميز التأخر عن التقدم هي آليات التفكير التي تتحكم بالرؤى والتصورات السائدة في المجتمع, ففي العالم المتأخر تهيمن آليات التفكير الماضوية العقيمة, وفي العالم المتقدم تتفاعل آليات التفكير المستقبلية الواعدة المتجددة المنطلقة نحو آفاق متواكبة. وهذا الفارق جوهري وأساسي ويحدد مسارات الحركة ويتحكم بمصير الأجيال, ويرسم خارطة سلوكها وما يتحقق في مواطنها. فالعالم المتأخر محكوم بما مضى, ويستهلك قدراته وطاقاته في نبش الأجداث واستحضار إرادة الغابرات, ومحاولة إدارة عجلة الزمن اقرأ المزيد
التعريف المعاصر للذكاء لا يأتي من المقاييس والتقديرات الاختبارية, بل من مدى القدرة على رؤية المستقبل, فالذي يمتلك هذه القدرة يكون متفوقا ومتقدما على غيره, لأنه يتصرف بآليات ذات تأثيرات متوافقة وإيقاعات الآتي الأكيد. ومن المعروف أن المخلوقات الأرضية ذات قدرات حسية وإدراكية محدودة, وهي في حقيقة وجودها مقيدة أو محبوسة في مديات تلك الحواس والمدارك, فهي لا ترى كل شيء ولا تسمع كل صوت, أو تدرك كل فكرة وحالة قائمة في واقعها الأرضي, وإنما هي ذات قابليات نسبية قد تتفاوت بينها لكنها تبقى مقيّدة ومحصورة في داوائر ضيقة. اقرأ المزيد
اللصوصية \KLEPTOCRACY !! مصطلح معناه أن المجتمعات يتم حكمها باللصوص, إذ يتم وضعهم في كراسي السلطة, ويُحسبون قادة وسياسيين, بشعارات خداعة لتمرير العبث بثروات البلاد والعباد وسرقتها, وتجريد المواطنين من قدرات الرفاه الاقتصادي, وحشرهم في أنفاق الركض المرهق وراء الحاجات. وبهذا الأسلوب يتم تراكم الثروة الشخصية واحتكار السلطة السياسية من قبل المسؤولين, الذين يدينون بعقيدة الفساد كآلية مفضلة للحكم. اقرأ المزيد
العلاقة وطيدة بين الإقلاق والإملاق, فلكي تفقر مجتمعا عليك أن تقلقه بأية وسيلة متاحة وفاعلة في حياته. والإقلاق سياسة معروفة اتخذتها القوى المهيمنة على الشعوب, لإشغالها بتفاعلات ضيقة واستنزافية ترهقها وتبدد طاقاتها وتمنعها من التفكير بحاضرها ومستقبلها, فتتحول إلى موجودات مقهورة ومأسورة بخنادق الويلات والتداعيات. اقرأ المزيد