ما قرأت كتابا أو دراسة لمفكر عربي ومنذ عصر النهضة وحتى اليوم, إلا ووجدت آلية التفكير تدور في نمطية واحدة راسخة متكررة مفادها, أن أسباب التخلف تضرب بجذورها في أعماق التأريخ العربي ولقرون عديدة, ويتم ربطها بحالة أو بأخرى حصلت قبل أكثر من أربعة عشر قرنا. وتتعجب من هذا الاقتراب والقالب الذي لا يمكن الخروج منه, فأبرز المفكرين والمصلحين ساروا عليه وما استطاعوا الفكاك من قيوده, ولا أدري لماذا لم يتساءلوا: ماذا فعلت المجتمعات الأوربية عندما اقرأ المزيد
التحدي من قوانين الخلق الذي يسري بقوة وعنفوان بين الموجودات الساعية فوق التراب, ولا يمكن للحياة أن تتواصل إذا انتفى التحدي من سلوكها, لأنها ستفقد الحماس والغاية وتعيش في مستنقعات البهتان والتفسخ والانحلال والانقراض. فالتحدي ضرورة حتمية وسلوك دائب يحفّز الأحياء على التفاعل والتجدد والرقاء. وهذا ينطبق على المخلوق الفردي والجمعي, بمعنى الجماعة أو الشعب والأمة, وكما نسميها الدولة أو الوطن, وما إلى غير ذلك من التوصيفات التجمعية الحاصلة في دنيا البشر. اقرأ المزيد
المحنة المعاصرة العاصفة في الدنيا تتلخص بسيادة السمع على الإصغاء, بمعنى أن ما نسمعه من بعضنا البعض لا يتجاوز الأذنين, بل ربما لا يطرقها أو يدخل في دهاليزها, ولا يلامس طبلة الأذن إلا فيما قل وندر. وتلك معضلة خطيرة ستأخذنا إلى حيث لا تحمد عقباه, فالبشر ما عاد قادرا على الإصغاء للبشر, وكل فرد يريد سماع ما يتلجلج فيه من الأفكار والتطلعات, ويأبى أن يتصور أو يتخيل أو يقبل غير ذلك, وهذا يحصل على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب والأمم, وما بين المعتقدات والأحزاب والفئات والمذاهب. اقرأ المزيد
القرن الجديد هو قرن تدحرج القوى وتصادمها الفظيع, فقد تنامت العديد من القوى في القرن العشرين وبعضها غابت, وكانت أطولها عمرا قوة الإتحاد السوفياتي التي استمرت لسبعة عقود. وقد أثبت لنا العقد الأول من القرن الحادي والعشرين, أن أية قوة أرضية لا يمكنها أن تمتلك عمرا أكثر من سبعة عقود , بل أن جميعها ستكون مأسورة ببضعة عقود وحسب. اقرأ المزيد
إرادة الخالق تتكلم وإرادة الخلق تتلعثم, فالخالق لم يخلق خلقه عبثا, والأرض لم تتوطنها المخلوقات صدفة, وإرادة البقاء والتواصل هي العليا وإرادة الفناء هي السفلى. والصراع ما بين الإرادتين قائم, ويبدو أن البشر قد طغى وعتى وانفلتت قدراته الابتكارية والإبداعية حتى صار يتحدى قدرات الخالق, وأضحى مطلوق العنان يمارس شروره ورغباته السيئة بعنفوان غير مسبوق. وفي العالم ما يقرب من ألفي رأس نووي متأهب للانطلاق لتدمير أرض الخالق وخلقه, وهناك العديد من الطغاة اقرأ المزيد
مصطلح يعني أن الشعوب الضعيفة تبدو كفراخ البط التي تتبع أمها, وفي هذه الحالة تكون الأم قوة كبرى ذات تأثير واقتدار في تقرير مصير الفراخ. وبعض الشعوب كفراخ البط, التي تتبع قوة معلومة ومهيمنة, وهي "ماما" الوجود السياسي والتي تأمر وتنهي, وتصنع الأحداث والصراعات, وفراخ البط تتبع وتسبح خلف البطة الأم أينما ذهبت واتجهت. ويا ليت البطة الأم القوية مثل أم فراخ البط الحقيقية, التي ترعى فراخها وتذود عنهم وتعلمهم مهارات البقاء والتواصل في الحياة, لكنها أم شرسة اقرأ المزيد
الذين لا يعرفون العقل الأقوى والسياسات الناجمة عنه, يتصرفون بانعكاسية خطيرة تتسبب لهم بأضرار وتداعيات لا قِبل لهم بها, لكنهم يتوهمون القوة وهُمُ الضعفاء. وبسبب عدم الفهم لعقلية الأقوياء وآلياتهم السلوكية أصابهم ما أصابهم من الشدائد والحروب والويلات المتفاقمات, وكلما أراد القوي أن يأخذهم إلى مدارات ذات قيمة ومنفعة متبادلة, أمعنوا بالتفاعل الجاهل, ودفعوا الأقوياء إلى تحقيق مصالحهم رغما عنهم وبخسائر مروعة تصيبهم. فهم لا يخبرون اقرأ المزيد
مصطلح يُراد به التوافق النفسي والسلوكي والفكري مع معطيات الزمن الذي نكون فيه، فالمستحقات الزمنية لها دورها في صناعة الحياة، ولا يمكن تجاهلها أو إغفالها والتوهم بغيرها. وهذا المفهوم الجوهري للوجود الأرضي موّضح بدقة عبر العصور التأريخية، وتشير إليه العقائد السماوية والأرضية، وجميع المفكرين والمصلحين وقادة الحياة في كافة الحقب والفترات والحضارات. اقرأ المزيد
قرأنا وسمعنا عن الجاهلية وهي الكلمة الأكثر تداولا عبر الأجيال ومذكورة في القرآن والأحاديث والمرويات, ومن المعاني المترسخة في الأذهان أنها الأمية وعدم القراءة والكتابة, رغم أن الكثيرين وعبر العصور حاولوا تقريبها إلى الوعي الجمعي بمعانيها الحقيقية. فالواقع أن العرب لم يكونوا أمة جاهلة بمعنى الجهل المعرفي والثقافي, وإنما الجاهلية المقصودة والتي توجه إليها الإسلام وتصدى لها النبي برسالته, هي الجاهلية اقرأ المزيد
منذ العقد الأخير من القرن العشرين وحتى اليوم الدنيا تمضي على إيقاع إتحاد الأقوياء وتشرذم الضعفاء وإمعانهم بالإستضعاف والذل والهوان, حتى تخربت ديارهم وتشرد بشرهم, واشتعلت النيران في مرابعهم, حتى تحولت إلى عصف مأكول وأكثر. فأول ما حصل أن القوى القوية اتحدت لافتراس العراق, وأعادت الكَرّة في المرة الثانية, وجرى نفس السلوك في ليبيا وكذلك اليمن وغيرها من الدول المنكوبة أو المفترسة بالقوى المتحدة الصائلة على وجودها والمُستهدفة لمصيرها. اقرأ المزيد