الأمة حية ولن تموت أبدا، والقائلون بموتها هم الأموات وهي الحية الخالدة في الوجدان الإنساني والضمير الحضاري، فهي طاقة الدنيا ومنطلق وجودها ومبتدأ حضاراتها، وأمة بهذا الاقتدار الإنساني العميق لا يمكن وصفها بالميتة مهما داهمتها الخطوب والويلات. وقد قال بموتها الكثيرون عندما احترقت بغداد أثناء غزو الهولاكيين لها، لكنهم ماتوا واندثروا وبقيت الأمة حية ولود، تكنز القدرات الواعدة، وتساهم في صناعة المجد الإنساني في جميع العصور. والقائلون بأنها لا تشارك في صناعة الحاضر المعاصر هم مخطئون، فأبناء الأمة موجودون في المحافل العلمية العالمية ولهم دورهم في الابتكار والاختراع والتقدم، اقرأ المزيد
الأمة حية متحدية متوثبة واعدة بالقدرات الحضارية الأصيلة، وهي تعيش في محتدم التناقضات المفضية إلى صيرورات حتمية متميزة. الأمة لم تفقد روحها، وما ضاع منها جوهرها، ولهذا تشق طريقها وسط الصعاب وتتسلق سفوح العاليات ولا تتعب، وتصمم على أن المستقبل أفضل والحاضر محطة انطلاق مطلق. الأمة ليست في محطات انتظار عودة الروح، فروحها فاعلة متوهجة متغلغة في أعماق وجودها وقلوب مجموعها وذات كلها، وبروحها الخلاقة تخطو بثقة وكبرياء وعزيمة سامقة واندفاع وإصرار على أن تكون بإرادة ما فيها من القدرات. اقرأ المزيد
التغييرات المصيرية والحضارية بحاجة إلى جرأة ووضوح ومباشرة صارخة ودامغةـ لا تعرف الخوف والتردد والتلاعب بالألفاظ والاعتصام بالرموز. فالمجتمعات لم تحقق مرتقاها بآليات غامضة وألفاظ رامزة ومحايلات واندساسات وراء الكلمات والعبارات. المجتمعات ارتقت بجرأتها العقلية ومفاهيمها الدقيقة الواضحة الساطعةـ التي تفاعلت مع الإرادة الجماهيرية وصنعت تيارا حضاريا واعيا متوثباـ ومنطلقا في مسارات التقدم والتحدي والإيمان بصناعة المستقبل الأفضلـ بل إن الجماهير الواعية قد استحضرت مستقبلها وجسدته فحولت حاضرها إلى ورشة عمل إبداعي أصيل ومتواصل. وفي مجتمعاتنا انطلقت الجماهير واندفعت تريد حياة أفضل وعصرا زاهراـ اقرأ المزيد
العلاقة بين الدين والمواطنة، أو بينها وبين أي معتقد آخر تكاد تكون مجهولة أو مشوهة في مجتمعاتنا العربية قاطبة، بينما في المجتمعات الأخرى التي تتقدم وتتصدر الحياة الأرضية، تكون المواطنة متقدمة على أي شيء آخر مهما كان شأنه وقيمته ودوره في حياة الناس، فللمواطنة معانيها وحرمتها التي تتقدم على كل موجود في الوطن. وبإعلاء قيمة المواطنة وتعزيزها بالقوانين والدساتير يتمتع المواطنون بحرية التعبير عما فيهم ضمن حدودها وسماتها ومعالمها الفارقة المتصلة بالوطن، فيكون التنوع قوة وقدرة على بناء المواطنة الأرقى والأقوى، ويصبح التفاعل ما بين الاختلافات من ضرورات التقوية والتعزيز لأنه سيصنع سبيكة اقرأ المزيد
ما جرى للطائرة الأثيوبية بوينغ 737 يرمز إلى أن مصير الوجود الأرضي تتحكم به الكمبيوتر ، بأنظمتها الإليكترونية التي تفوقت على العقل البشري الفردي، لأنها من إنتاج عقول عديدة متفاعلة. الكمبيوتر يتحكم بالطائرة وإذا أخطأ قضى عليها وعلى مَن فيها، فإرادة البشر مشلولة وقاصرة أمام إرادة الكمبيوتر التي ارتضى أن تكون هي السيدة وهو العبد المطيع. ليس غريبا ما تقدم، وإنما هو واقع قائم وفاعل في الحياة الأرضية، وبما أن الأرض كرة سابحة في فضاء كوني مجهول، وأن أخطر ما فيها تسيره الكمبيوترات، المتصلة بأزرار ما أن تُضغط ستقوم بعملها بلا رادع ولا قدرة على التوقف حتى تصطدم الأرض بذاتها وينتهي ما عليها بالتمام والكمال. اقرأ المزيد
نهر البشرية الجاري تتفاعل فيه ثلاثة عناصر تقرر طبيعة تيار الجريان الدافق في وديان الأيام الحافلة بالعطاءات الحضارية منذ الأزل. هذه العناصر الثلاثة هي أجيال نائمة سيلفظها تيار الجريان، وأجيال قائمة تريد صناعة أمواج ذات توثب متزايد، وأجيال قادمة متحفزة للمشاركة في صناعة التيار. وفي كل مجتمع هناك ما يتحقق طرده بقوة الجريان وإلقائه على الجرف، لتنهال عليه الأكلات المفترسات المنشغلات بتطهير التراب من آثار الخطوات. فالجيل النائم يمثل ماضيا والقائم حاضرا والقادم مستقبلا، والمجتمعات الحية تستثمر بالجيل القادم لأنه المستقبل، أما الحاضر فهو حالة متحركة وعليها أن تنتمي للجيل القادم، لكي يتعزز التفاعل الإبداعي الابتكاري الاختراعي التنويري القادر على صناعة الحياة. اقرأ المزيد
البشر في الزمن الصاخب بآلياته الضاغطة والفاعلة في الأدمغة والنفوس تحول إلى عجينة يمكن صناعة أنواع المعجنات منها. فالدماغ البشري يأخذ شكل الوعاء الذي يوضع فيه, وبتنوع الأوعية وما تنتجه مصانع المعجنات الدماغية من قوالب, فإن البشر قد فقد ذاته الجوهرية, وتشكل وفقا للقوالب الموضوع فيها. وتلعب دورها أنظمة الحكم والمؤسسات الدينية والإعلامية في صناعة الأوعية, التي تتشكل فيها أدمغة البشر, وتتحقق صياغتها تحت النيران الانفعالية والعاطفية المتأججة. وتساهم المواقف والأحداث ذات الطاقات العاطفية الحامية والتحديات الخطيرة في صياغة الأدمغة المطلوبة, التي تتخلق فيها دوائر عُصيبية مرغوبة, ت اقرأ المزيد
يحضرني كلمة لأحد النواب في برلمان المغرب على ما أظن (وربما يكون مفبركا لكنه يمثل واقعا)، عندما وقف على منصة الكلام وراح يترنم بمواله المعبر عن الاستهزاء بالخطابات والكلمات الملقاة في البرلمانات والمؤتمرات لأنها لا تجدي نفعا، بل ضررها وخيم ومقيم، ويا حبذا لو استمعنا إلى شخير الحاضرين في القمة عوضا عن كلماتهم، ولغات أبدانهم المعبرة عن الإحباطات والانكسارات والتداعيات الذاتية والموضوعية. أما قسمات وجوههم فحدث ولا حرج!! بربكم هل سمعتم وشاهدتم مؤتمر قمة لقادة دول بهذه الاستعراضية النادرة، اقرأ المزيد
النفس هي السلطان والعقل رهينتها الجبان، ولا يمكنه أن يكون سيدها في أي مكان وزمان، إلا ما ندر في مسيرة الإنسان، والأديان والدعوات الإصلاحية والأخلاقية موجهة للنفس وليست للعقل، لأنه مفعول به والنفس هي الفاعل المنان. لا توجد سلطة للعقل ولا دور في حياة البشرية، إلا بما يقوم به من تسويغات وتبريرات وتعزيزات لسيدته النفس التي تأمره بتنفيذ ما تراه وتسعى إليه، وإن أخل برغباتها ونوازعها سترميه بألف حجارة وحجارة وتقضي على وجوده الفتان. وما يجري في الواقع البشري تعبيرات عن إرادات النفوس، التي تساندها جيوش من العقول المسخرة اقرأ المزيد
صَفَعَ: ضرب على الخد بيد مبسوطة الصافع مَن يقوم بالصفع والمصفوع مَن يتلقى فعل الصفع. والصفع في بعض اللهجات المحلية يسمى "راشدي" أو "سَطرة"، ويُقال "إصفعه" وكذلك يُقال "يتلقى الصفعات" و"مصفوع ومخروع". والصفع قد يكون باليد أو بالكلمات أو بالإجراءات الأخرى، التي تشير إلى أن الصافع متمكن من المصفوع ومتحكم بإرادته، فما عليه إلا أن يستسلم للصفعات بأنواعها، لكي يبقى كالدمية الحمقاء في قبضة أهوال الصفعات. والعلاقة ما بين الصافع والمصفوع امتهانية الطباع والتوجهات، وفيها هدر أخلاقي واعتداء نفسي وجسدي وفكري واستلابي، وقد يحصل التصافع بين المتزوجين اقرأ المزيد