سبعة وأربعون عاماً مضت على النكسة التي تلت النكبة، وما زال الأمل بعيداً، والنصر ممنوعاً، والعودة صعبة، وتحقيق الأهداف ضربٌ من الخيال، وشكلٌ من الأحلام، وهزيمة العدو أملاً، ودحره عن أرضنا رجاءً، وما قد كان قبل عقودٍ ممكناً وسهلاً، قد غدا اليوم صعباً وأكثر تعقيداً. في كل عامٍ نبتعد عن أهدافنا أكثر، وتتعقد قضيتنا، وتتشابك خطوطها، وتتوه معالمها، ويختلف أهلها، ويتنازع أبناؤها، وتتعارض فصائلها، وتتخاصم قواها، ويتهدد أرضنا خطر الاستيطان، وتواجه هويتنا مخاطر التهويد والتغيير والتحريف والتبديل والتزوير، وتتعرض مقدساتنا للتدنيس والتهويد، وتُصادر فيها اقرأ المزيد
تُرى هل جلس بابا الفاتيكان فرنسيس الأول بصفاءٍ مع نفسه، وطُهرٍ من قلبه، بتصميمٍ وإرادة، ووعيٍ ومسؤولية، ليعترف أمام العالم كله بذنب قومه، وجريمة أتباعه، والخطيئة الكبرى التي اقترفها قادة شعوبه، وحُكام بلاده، عندما سـهلوا قديماً اغتصاب اليهود لأرض فلسـطين، وهجرتهم إليها، واسـتيطانهم فيها، وطردهم لشـعبها، وحرمانـه من كل حقوقـه المشـروعـة فيها!؟ فهل كانت وقفته الحزينة أمام جدار الفصل العنصري في مدينة بيت لحم، اقرأ المزيد
في سورة الإسراء، افتتح الله سبحانه وتعالى هذه السورة المباركة بقوله تعالى: (((سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنُريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير))). وفي هذه الآية نصٌ واضح وصريح إلى مكانة القدس وما حولها من الديار المقدسة. في كل عام تطل علينا هذه المناسبة المباركة، فتتبارى فيها الأقلام، وتُكتب المقالات، وتُنشأ الخُطب، وتُقام الاحتفالات، ثم ينتهي كل شـيء بعد إلقاء آخر خطيب كلمتـه، اقرأ المزيد
عملت (إسـرائيل) منذ 11 أيلول/سـبتمبر 2001 على اسـتغلال الهجمات الإرهابيـة التي وقعت في أمريكا من أجل خدمـة عدَّة غاياتٍ، حاولت منذ مطلع التسـعينات تحقيقها؛ فمنذ انتهاء الحرب الباردة، تُحاول (إسـرائيل) تأكيد أهميـة دورها الأمني بالنسـبـة للغرب عموماً، ولأمريكا خصوصاً، بعدما تحجَّم هذا الدور حصيلة انهيار الاتحاد السوفييتي واستفراد أمريكا بموقع "الدولة الأعظم" في العالم. فإذا كانت معظم دول منطقة الشرق الأوسط (بما في ذلك باكستان) هي في حال معاهدات وتعاون أمني مع أمريكا والغرب، وإذا كانت البوارج الأمريكية تُحيط بكلِّ شواطئ المنطقة، فما الحاجة الأمنية (لإسرائيل)؟ سـؤال وجدت (إسـرائيل) الإجابـة عنـه في إدخال الغرب بحالـة حربٍ مع "الإرهاب العربي والإسـلامي" بحيث يك اقرأ المزيد
عندما يُحيي الفلسطينيون للمرة السادسة والستين ذكرى ما أصطُلِح على تسميته بـ "النكبة" من خلال مسيرات ومهرجانات وخُطب وشعارات وآمال... إلخ، قد يبدو الأمر بالنسبة للبعض وكأنه حدث يدخل في حيّز الروتين والتكرار الممل والعمل الإعلامي الذي لا يُغيّر من الواقع شيئاً، هذه القراءة السطحية قد تجد ما يدعمها مادام اللاجئون لاجئين بل وتزداد أمورهم صعوبـة حيث يتم تهجيرهم مرة أخرى على يد عرب إلى أماكن أكثر بُعداً عن أرضهم ووطنهم مع جرائم لم ترتكب مثلها العصابات الصهيونية ـــــ فلسطينيو العراق ولبنان وسوريا ـــــ، وتجد ما يدعمها مادامت (إسرائيل) تحتل الأرض اقرأ المزيد
يشهد الكيان الصهيوني تغييراتٍ هادئة في بعض المستويات القيادية، وهي وإن بدت بطيئة وغير لافتة، إلا أنها تنُم عن إحساس حقيقي بأزماتٍ داخلية، وتُعبر عن إضطراباتٍ تشهدها مختلف المؤسسات الدفاعية والأمنية الإسرائيلية، بعد سلسلة من الهزائم أو الإخفاقات أو الفشل الذي أصاب جبهتها الداخلية، وصفها الوطني. وهو ما قد عبَّر عنه بوضوحٍ أكثر من مسؤولٍ في الحكومة الإسرائيلية، اقرأ المزيد
((وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ* فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)) {ابراهيم:46} منذ أن سـيطر الغرب الصليبي على العالم الإسـلامي بالكامل بعد الحرب العالميـة الأولى، عمل على وضع اسـتراتيجيـة تقوم على أربعـة ركائز أسـاسـيـة للتعامل مع العالم الإسـلامي، لضمان بقائـه في حالـة خضوع وخنوع كاملـة لإرادتـه، وقام بوضع عشـرات الخطوط الحمراء حول هذه الركائز؛ فهي اقرأ المزيد
هل يكذب رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو) أم أنه يُخرف، ولم يعد يدري ما يقول، أم أنه يحلم ويتمنى، ويُحاول أن يخدع شعبه، ويُمني حكومته، ويُطمئن نفسه قبل غيره، بأنه وبلاده أصبحوا أقوى وأكثر أمناً، وأكثر إحساساً بالاستقرار، فلم يعد الكثير ممن حولهم أعداءً لهم، بل باتوا أصدقاء، تربطهم بها علاقاتٌ جيدة، قد تكون أحياناً سـريـة بالنظر إلى طبيعـة المرحلـة وصعوبـة الظروف، لكن سـريتها لا تنفي حقيقـة وجودها، ولا تُعبر عن عمقها وقوتها الحقيقيـة، ولا تمنع تبادل الزيارات، وتنشـيط العلاقات، وتحريك المبادرات، وفتح السـفارات والممثليات، وعقد الصفقات، وتنسـيق المعلومات، اقرأ المزيد
إن أكثر ما أخشاه، وكثيرٌ من الفلسطينيين الوطنيين المخلصين الغيورين على القضية الفلسطينية، أن يتكلس وضع قطاع غزة، ويجمد على حاله، ويُصبح بمرور الزمن بقعةً جغرافية معزولة، وكياناً سياسياً مستقلاً، وكتلةً سكانية منفصلة، لا علاقة لها بالأرض الفلسطينية، ولا يربطها ببقية الوطن معابر ولا خطوط مواصلات، بما يُهدد هوية القطاع، وينفي عنه الصفة الفلسطينية. إذ أن الجزء في الأصل والمنطق ينتمي إلى الكل، والصغير يلحق بالكبير، اقرأ المزيد
أبدى عددٌ كبير من المسؤولين والمفكرين الإسرائيليين، المشاركين في المؤتمر السنوي لمعهد الأبحاث القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، غضبهم الشديد من استمرار الدول العربية في "تهميش" اسم (إسرائيل) على الخارطة السياسية المعتمدة في بلادهم، بما فيها تلك التي يتم طباعتها حديثاً، فهي غير موجودة في المناهج الدراسية، ولا يراها أطفالهم في كتبهم المدرسية، ولا تظهر في عرض مسار الرحلات الجوية في الطائرات المدنية، الأمر الذي يُبقي على اسم (إسرائيل) غريباً ومنبوذاً، ويجعل منها دولةً مكروهة، يرفضها العربي، ولا يقبل بها شريكاً له في المحيط، أو اقرأ المزيد