إن سلمية الاحتجاجات، ومحاربة النظام لها بالرصاص الحي، مع ادعائه أن العصابات المسلحة هي التي تقتل المتظاهرين ضده، بينما لا يصاب المتظاهرون المؤيدون له بخدش، هذه السلمية رغم الاستفزاز ومحاولة النظام جر الثائرين إلى السلاح فضحت النظام وعرَّته أمام الذين كانوا مخدوعين به، وألهبت مشاعر الكثيرين الذين يكرهون الظلم والقهر، فإذا بهم يرون الظلم والقهر مجسدين وواضحين وضوح الشمس في أفعال النظام. اقرأ المزيد
اليوم أكملت الثورة السورية عاماً كاملاً ودخلت في عامها الثاني منذ انطلاقتها المترددة، بينما هي اليوم ثابتة لا تتردد ومصرة على تحقيق أهدافها مهما عظمت التضحيات وكثر الشهداء. الثورة السورية قامت بشكل ارتجالي وكرد فعل على الإهانة ومحاولة الإذلال التي وصلت إلى حد إجبار الناس على تأليه الرجل الذي يطالبون برحيله بل محاكمته وإعدامه، وإرغام الناس على السجود لصورته كما يسجد المصلي لخالقه. اقرأ المزيد
لقد تحققت الغلبة السياسية لتيار الإسلام السياسي (الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية الأخرى) في أكثر من بلد عربي بعد الثورات التي قامت حديثا وأسقطت الدكتاتوريات العتيدة, وقد تحققت تلك الغلبة من خلال صناديق الإنتخابات (على الرغم من تحفظات التيارات المناوئة على بعض خطوات وإجراءات الانتخابات), ومن الواضح أن الشعوب العربية ذات مزاج ديني يستجيب للدعوات الدينية أكثر مما يستجيب لغيرها, أو أن تلك الشعوب جربت اقرأ المزيد
ويبقى موضوع مُهْدَر الدم الذي على أساسه يستبيح البعض قتل من يعتبره مرتداً أو مشركاً. صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدر دماء ستة من المشركين عندما فتح مكة، وأمر بقتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة، لكن الذي يجب الانتباه له أن ذلك لم يكن منه صلى الله عليه وسلم بمثابة فتوى دينية، إنما كان حكماً قضائياً، بوصفه صلى الله عليه وسلم الحاكم الأعلى، وبوصف هؤلاء الستة رعايا تحت سلطته، بعد أن فتحت مكة وصارت جزءاً من دولة المسلمين. اقرأ المزيد
قد يقول قائل دعها تنفجر طائفية، أليست النهاية ستكون لصالح السنة بحكم كثرتهم العددية والدعم المتوقع لهم من الخارج لأنهم سيقفون في وجه النفوذ الإيراني في المنطقة؟ إن كنا نريد تفتيت البلاد كما تحلم إسرائيل فهذا هو الطريق إلى ذلك. فالنظام تعوَّد على الرئاسة والتَّسَيُّد على الناس، وهو إن عجز عن الاستمرار في السيطرة على جميع السوريين اقرأ المزيد
طالت المدة كما توقعت ولم يسقط النظام في سورية، ويوماً بعد يوم يزداد قلقي على بلدي الحبيب وأمتي الغالية، ويكبر خوفي من المستقبل. يوماً بعد يوم تتصعد في سورية لهجة طائفية مرعبة تنذر بما لا يسر ولا يرضي. كثيرون يظنون أن أمريكا ليست راغبة في التدخل العسكري في سورية لإسقاط النظام، وأنه لا أمل للسوريين بالتغيير إلاّ بمعونة دولية أمريكية بالدرجة الأولى. وقد أصبح من الواضح للجميع أن النظام السوري رغم ممانعته اقرأ المزيد
أزمة العقل العربي الأساسية تتركز في التكبل بقيود الماضوية, والثورة التي تسقط في حبائل الماضوية ستقضي على نفسها وجيلها وتدمر مكانها الذي وُلدت فيه. فالماضوية حالة تدحرجية إلى الوراء, واندفاع متسارع في نفق الاندثار والتوحل في موضوعات لا قيمة لها ولا معنى في الزمن المعاصر. فالعقل العربي في أماكن عديدة منشغل بقوة ونشاط في حل مشاكل سكنة القبور, وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء, وكأن الدنيا تستقيم بهذا السلوك المناهض لقوانين الحركة والتقدم, وفيزياء الوجود الأرضي. اقرأ المزيد
دخلت الحرب السورية "مرحلة جديدة" في مسارها، لم يعد بها "قيود" أو "حدود"؛ فكل طرف من أطراف الصراع الداخلي، سواء النظام وأجهزته الأمنية بكل فروعها، أو أطراف المعارضة المسلحة المتعددة الانتماء والتبعية، تخوض صراعاً دموياً يصفه الكثيرون بأنه شكل من أشكال "الحرب الأهلية"، في حال اسـتمرارها لن تُبقي من الدولـة والوطن السـوري سـوى حطام و"بقايا"، أو تدفعها نحو "تقسـيم سـياسـي كياني" ركيزتـه "طائفيـة ـ قوميـة"، ولن تقف نتائج وارتدادات اقرأ المزيد
ثم هنالك المجرمون الذين يمارسون القتل والسطو المسلح، فإن حكم الله فيهم إن وقعوا في قبضة الحكومة حكم قاس شديد، وهو أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو يُنْفَوْا من الأرض، وقد فسر البعض النفي بالسجن. لكن إن تابوا قبل أن يتم القبض عليهم سقطت عنهم العقوبة والملاحقة القضائية، قال تعالى في سورة المائدة: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) اقرأ المزيد
الأمريكان لا يهمهم أن يقتل منا الآلاف أو عشرات الآلاف ظلماً، فمجزرة تدمر في صيف عام 1980 لم تكن غائبة عنهم، والسوريون يومها وصلتهم أخبار دخول عناصر من سرايا الدفاع إلى مهاجع السجناء الإسلاميين في سجن تدمر وإطلاقهم النار عليهم وقتلهم لأكثر من ألف سجين، دون معرفة أسمائهم، ودون ثبوت أية تهمة عليهم. وما كان ذلك إلا انتقاماً لقيام شاب إسلامي كان في الحرس الخاص بحافظ أسد بإلقاء قنبلة يدوية عليه لقتله، لكن لسوء حظ السوريين أو ربما لحسنه، نجا حافظ أسد، وأمر في اليوم التالي بالانتقام من أكثر من ألف إسلامي لا دخل لهم بمحاولة اغتياله. اقرأ المزيد