أتصفح كتابات المفكرين العرب منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم، ولا أجد سوى الدوران في أفلاك "لماذا؟"، وما وجدت مفكراً واحداً قال "كيف؟"!! منهمكون في " لماذا تأخرنا؟"، وما من أحدٍ قال: "كيف نتقدم؟"!! وهذه عجيبة سلوكية يصعب تفسيرها وفهمها، وكأن الأمة معتقلة بأصفاد "لماذا؟"!! "لماذا؟" مفردة سلبية مشحونة بالانفعالات الضارة والغضب الشديد، وهي تهكمية في طبعها وذات عواطف نابية تتسبب بتداعيات وتقهقرات مريرة. اقرأ المزيد
من كثيرا ما أقرأ هنا وهناك عن "الأسباب النفسية للإلحاد" هذه "الحجّة" يحلو للمؤمنين (ربما بكل أديانهم) أن يقدّموها لتقزيم معتقدات الملحدين ووصمِها "بالانفعال النفسي" لا غير، أي نزع طابع "العقلنَة" منها وتبخيس "السيرورة الفكرية" التي أدّت بهم لتلك الأفكار. وواضح أنّ من كان معتقده نابعا من "أسباب نفسية" صار ذلك مسبّة له ولأمثاله. وفي هذا السياق "التحقيري" بالضبط تُستخدم هذه الحجّة بكل ما تحمله من حجج جزئية فيها. اقرأ المزيد
الشخصنة* السلوك السياسي في البلاد يُظهر بوضوح أن المجتمع وعلى مر العصور والفترات يعبر بسلوكه عن الشخصنة، أي أنه يركن إلى فرد ما ويجعله حالة لا بشرية، ويمنحها طاقات مطلقة وصلاحيات خارقة. وهذا السلوك يتكرر في المجتمع ولا يُعرف التشافي منه، وكأنه يتحرك بدائرة مفرغة من التداعيات القاسية ولا يعنيه الوطن والحاضر والمستقبل. وأهم أسباب الحالة القائمة هو هذه الشخصنة التي تريد إفراغ أي سلوكٍ بشري من محتواه الإنسان، وتعتبره آليا بحتاً مجرداً من المشاعر والأحاسيس، اقرأ المزيد
يتميز هذا العرْض Presentation لاضطراب الوسواس القهري (و.ل.ت.ق) بأن القهور فيه تؤدى لتقليل شعور اللااكتمال أو اللاصحة أو خ.ل.ص.ت والضيق بهذا الشعور، ونادرا ما يكون القلق أو الخوف هو الانفعال المصاحب مثلما نجد في حالات وسواس التلوث الغسيل القهري (و.ت.غ.ق) أو وسواس الشك التحقق القهري (و.ش.ت.ق)، وهي عروض الوسواس القهري التي درست كثيرا ووضعت لها نماذج معرفية تبين الخصائص المعرفية التي تهيؤ المرضى وصممت لها طرق علاج أشهرها التعرض ومنع الاستجابة (ت.م.ا) وهدفها كلها هو اعتياد القلق، وكان نجاحها باهرا وطويل الأثر مقارنة مثلا اقرأ المزيد
العرب* أعداء العرب ماذا قدّم العرب لأنفسهم؟ هل حلّوا مشكلة من مشاكلهم؟ هل تعاونوا ضد التحديات التي تواجههم؟ ماذا فعل العرب بالعرب؟ تأملوا مسيرتهم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم ستجدونهم في نشاطات محمومة ضد بعضهم وكلهم!! لم يتمكنوا من حل مشكلة واحدة، بل يجلسون على التل ويتركونها للزمن يراكمها ويعقدها ويخرجها من أيديهم ويضعها على موائد الطامعين بهم ليتحقق استثمارها وتوظيفها لاستعبادهم ومصادرة وجودهم. اقرأ المزيد
لم تعد المقاومة الموجعة المؤلمة، المكلفة المضرة، المؤذية المدمرة، العسكرية الدموية، التي يتأذى منها العدو الصهيوني ويشكو، ويخاف منها ويقلق، ويدفع ثمنها دماً ومالاً، وصحةً وعافيةً، واستقراراً وهدوءً، وأمناً وسلاماً، ومستقبلاً ووجوداً، حصراً على حملة البنادق ومطلقي الصواريخ، ولا على خبراء المتفجرات وقادة الفرق العسكرية، ولا على مجموعات الإرباك الليلي وراشقي الحجارة، أو على الذين ينفذون عمليات الطعن والدهس، فهؤلاء جميعاً يسهل على العدو أحياناً قصفهم واستهدافهم، وتدمير مقراتهم وقصف مخازنهم، وقتل رجالهم وتحييد أخطارهم، وإحباط عملياتهم وإفشال مخططاتهم. اقرأ المزيد
هل خلقنا للحياة؟ أم لفهم الحياة؟ سؤال غريب قد يتردد في أروقة الخيال، ويثير تساؤلات. فمن الذي يفهم الحياة؟ يبدو أن المفكرين هم الذين يحاولون فهم الحياة، لكن فهمهم واستيعابهم لجوهرها ربما لن يصنعها!! فالحياة قائمة وتدور بقوانينها وطبائعها، ولا يعنيها مَن يفهمها أو لا يفهمها، وبهذا ربما يكون دور المفكرين مُتَّصِف بكثير من العجز والتسويغ الترقيدي لمسيرتها. اقرأ المزيد
ينقسمُ العالمُ العربي أنظمةً وشعوباً بشأن الانتخابات الأمريكية، وتتباينُ مواقفهم خوفاً وقلقاً ولا يتفقون، ويختلفون فيما بينهم اهتماماً ومتابعةً ولا يلتقون، وتتناقض أمانيهم وتتبدد أحلامهم ولا يجتمعون. ففي الوقت الذي لا تبالي أغلب الشعوب العربية بنتائج الانتخابات الأمريكية، ولا يعنيها كثيراً من يسكن البيت الأبيض ويرأس الإدارة الأمريكية، وما إذا كان أبيضاً أو أسوداً، رجلاً أو امرأةً، ديمقراطياً أو جمهورياً، فالأمر عندهم كشعوبٍ مضطهدةٍ مظلومةٍ عانت ومن ويلاتهم، وقاست من ظلمهم، واكتوت من نار حروبهم وجحيم عدوانهم سواءٌ، لا فرق بينهم ولا أفضلية عندهم ولا خيرية فيهم. اقرأ المزيد
التخاصم والتفاهم طرفان أساسيان من أطراف معادلة الحياة ونواميس الكون الفاعلة في الوجود المطلق السرمد الأبعاد. فلا تفاهم مطلق، ولا تخاصم مطلق، وإنما هناك في كل منهما من هذا وذاك. وذلك ديدن البقاء والرقاء والرجاء. فالتخاصم قوة إطلاق الطاقات، والتفاهم بودقة استثمارها، وما أن تتفاهم حتى تتخاصم استعداداً لولادات جديدة ذات تفاهمات تخاصمية واعدة بالمستجدات!! اقرأ المزيد
في هذا النص أتناول موضوعاً فلسفياً بقالب توصيفي سردي، يندرج تحت ما يمكننا وصفه بـ التفلسف التلقائي أو السلِس أو الطري، بخلاف التفلسف المتشدق أو العسِر أو البائت. إنه تفلسف نابع من الحياة والمعاناة، ينبثق من الأولى ويعالج الثانية، في محاولة لاسترداد الإعدادات الإنسانية بتوازن واعتدال. وفي سبيل ذلك، أستخدمُ اللغة العادية والصور المجازية والأساليب السردية. ولكي ندلف بيسر إلى النص، نحتاج إلى أن نُصدِّره بقصة قصيرة، وتوصيف مكثف، ثم نعقبهما باستنتاج مختصر أولي. اقرأ المزيد







