وسواس انتقال النجاسات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بدأ معي الوسواس في آخر سنة من الجامعة بعد قراءتي لفتوى وكانت البداية فيما يخرج وما يوجب غسل وغيره وبدأ الشك يدب في عقلي وتأتيني أفكار، وكان الأمر خفيفاً ثم بدأ يشتد الأمر بتخرجي فانتقل إلى الريح، وبعدها أختي انتبهت لي ووضحت لي بعض الأمور لكن يشتد ويزيد ويخف شهر ويعود، ثم بعدها وجدته ينتقل إلى الرذاذ المتطاير وهكذا وغسله أماكن _والحمد لله_ خف هذا تدريجياً وأصبحت هذه الأشياء خفيفة وتجاوزتها بعد ٤ سنوات.
لكن الآن انتقل إلى خروج البول وهذا بدأ أنني مرة أكثرت التوضأ فخرجت وعطست فحسست بخروج شيء فخفت أنه بول وبدأت بعدها أخاف ويشتد مرة ويخف مرة وبدأت أتحفظ، بدايةً كان الأمر يسيراً لكن الآن يوسوس لي أنني وأنا متحفظة أن البول يخرج على الجوانب أو ينزل إلى آخر الفوطة فينجس الدبر وما بعده بقليل فأصبحت كلما أدخل الحمام أغسل الموضع وجسمي من الخلف، وإن كنت منسدحة يشتد فأصبحت إن جئت أصلي أضع منديل لأني وجدته أريح من هذا لكنني لا أستطع الجلوس جيداً خوفاً من انتقال شيء لملابسي.
وأحياناً تأيتني مشكلة انتقال النجاسات، فمرة كنت أشك بانتقال شيء من يدي لشعري وأحياناً لوجهي وكنت في تلك المرة أحاول ألا ألمس شعري ولا وجهي إلا أن كانت يدي جافة وهذا كان في وقت دورتي، فأنا لبست السماعة وقد يكون هناك بعض الخصل تحت السماعة لكن لا أعلم إذا أنت تعرقت وانتقل شيء لها فأنا تركتها دون مسحها وبعد الطهر لم ألبسها.
في دورتي الثانية لبستها وعندما أردت فسخها كان هناك عرق من جهة فأظنها لامست يدي وبعدها حاولت أن أنزعها من جهازي فكأن هناك شيء في آخرها، أقصد أن هذي الرطوبة في السماعة قد تكون انتقلت لمكان السلك عند نزعها، أنا تجاهلت هذا الشيء ومزعت الأسلاك الباقية للفاروة وسلك الكهرب والتوصيلة وحملت الجهاز ونظرت عندما أردت أن أذهب إلى يدي فلم أجد شيء وذهبت للحمام وخرجت وبعدها لمست أذني وكأنها فيها زيت من نفس الجلد ولمست جوالي وهكذا فجاءني شك ماذا لو أنه شيء انتقل لهذه كلها؟ أردت مسح هذه لأنها من الأشياء التي لو غسلتها ستخرب، لكن هل لو مسحت كل قطعة أذهب وأغسل يدي؟ أم أمسحها كلها بمنديل مُبلّل ثم أغسل يدي؟ أم كل قطعة بمنديل مبلل أقصد المنديل المعقم ذاك ثم أغسل يدي؟
أنا تجاهلت الريح وما يخرج سواء منياً أو مذياً وأجد نفسي تحسنت.
لكن طرأت علي مشكلة البول وانتقال النجاسات.
3/5/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "سارة" أما وسواس البول فالسؤال الذي أريد طرحه عليك: أنت تضعين إما فوطًا يومية أو مناديل، هل كنت ترين البول عليها عندما تنزعينها؟ أو بعد شعورك بنزول شيء؟ أو سيلانه؟
إن كنت ترين شيئًا فعلًا -وأقصد بالشيء البول يقينًا، وليس رطوبة التعرق، وما تشكين فيه هل هو بول أم تعرق- إن تيقنت وجود البول، فعلاجك عند طبيب المسالك البولية. أما إن كنت تشكين ولست متأكدة 100% أنه بول، فالأصل طهارة ما ترينه أو تشعرينه من رطوبة، لأن (الأصل في الأشياء الطهارة) كما في القاعدة الفقهية المعروفة. ولابد لهذا الأصل المتيقن 100% من الطهارة، لابد لإزالته من نجاسة متيقنة 100%. وهذا غير موجود في حالتك.
لهذا إن أردت علاج وسواسك فعليك أن تتجاهلي جميع مشاعرك في هذا الموضوع، وأن تصلي دون غسل شيء من جسدك أو ثيابك، لأنك في الواقع طاهرة، وصلاتك صحيحة دون غسيل أو تبديل. فيبقي عليك بذل جهدك في مخالفة ما يدعوك إليه الوسواس من أجل الشفاء.
وأما وساوس انتقال النجاسة، فقد أصابني الدوار وأنا أقرأ وأعيد عباراتك لأفهم أين دارت النجاسة وأين انتشرت؟ ولكني للأسف لم أفهم أين المشكلة؟ إذا كنت تقولين من أول القصة (فمرة كنت أشك بانتقال شيء من يدي لشعري)، ونحن اتفقنا أن الشك (أي احتمال انتقال النجاسة بمقدار 99% فما دون) هذا الشك لا يؤثر ولا ينجس شعرك ولا وجهك، ولا السماعة، ولا الجهاز ولا أي شيء آخر....
كونك في فترة الحيض لا يعني أنك تنجست من رأسك إلى رجلك!!! (إن حيضتك ليست في يدك)، كما في الحديث الصحيح.
اعملي بالمذهب القائل بعدم انتقال النجاسة الجافة إلى الأشياء الطاهرة الرطبة إلا إذا ظهر أثر النجاسة على الرطب، وباعتبار أنه لا يوجد نجاسة ظاهرة أصلًا، فإنها لن تنتقل قطعًا.
وإذا كان الأمر كذلك فتجاهلي قضية انتشار النجاسات أيضًا، وتصرفي كأن الشك لم يأتيك أصلًا، ستجدين هذا صعبًا ومرعبًا في البداية، لكن مع الصبر ستنتهي مشاكلك، وكلما كنت حازمة في التطبيق كلما كان شفاؤك أسرع.
أعانك الله وعافاك.
ويتبع >>>> : سارة وسواس انتقال النجاسة م