أفكار لا أعرف تشخيصها.
السلام عليكم. في البداية أود إخفاء بياناتي الشخصية عن العامة وشكراً. الطول ..... سم والوزن معتدل، عاطل عن العمل ولا أخرج من البيت كثيراً ولدي عدد قليل من أصدقاء الدراسة وانقطعت عنهم منذ عام ونصف تقريباً، صفاتي الأساسية هي أنني خجول وحساس وهذه الصفات لا ترضيني وأسعى للتخلص منها، أريد أن أبدلها بصفات الرجولة وعدم الخجل وعدم الحساسية الزائدة.
علاقتي بأفراد أسرتي ليست جيدة، أنا أصاب بالعصبية بكثرة وأتشاجر مع أخي الأكبر وللأسف أنا عاق لوالداي. ليس لدي أمراض عضوية ولا أشتكي من شيء ولا أتعاطى المخدرات أو الخمر ولا أدخن ولم أزر طبيباً نفسياً من قبل ولم أتعاطى دواء خاص بالعلاج النفسي من قبل.
لا أحاول الانتحار ولم أحاول من قبل، ولكن أحياناً أتمنى أن أموت ولكن ليس عن طريق الانتحار وهذا الشعور زاد لدي منذ أشهر قليلة ربما ثلاثة أشهر أو أكثر.
أنا أعاني من الكثير من الأفكار وملخصها كالآتي بتسلسل زمني:
- أنا خجول وقليل الكلام لكن في البيت أو مع عائلتي أتكلم بشكل طبيعي، كنت في المدرسة والأعمال التي عملت بها دائماً صامت.
- يأتيني شعور بالكره تجاه والدي ودائماً أتشاجر معه وذلك منذ الطفولة، وإذا حاولت تجاهله تأتيني أفكار بأنه يقوم باستفزازي عن طريق افتعال المشاكل.
- مدمن على الأفلام الإباحية والعادة السرية لكن ميولي الجنسية طبيعية، أميل للنساء، عرفت الأفلام الإباحية في سنوات ما قبل البلوغ والعادة السرية كذلك، لكن لم أكن أعرف كيف أمارسها، في مرحلة البلوغ بدأت أمارسها حتى الآن.
- بخصوص الدين تأتيني أفكار حول أمر أظل أفكر به لمدة أيام، وأحياناً أجد جواب يقنعني وأحياناً أخرى أتجاهل أو أنسى ثم يحدث ذلك بشكل متكرر، مثل عقاب قطع اليد في الإسلام أجد أنه قاسي وصعب، وأتمنى أن أجد دليل أن الرسول عفى عن سارق أو قام بحبسه فقط. وعندما أقرأ آيات من القرآن عن الجن أو عن المعجزات التي وقعت أظل أفكر في لو أنها كانت غير حقيقية، هذه المشكلة معي منذ مرحلة ما بعد البلوغ وتأتيني من وقت إلى آخر، تقريباً بدأت في عمر 17عام، لا أشعر أن هذه المشكلة قد زادت علي في السنوات الأخيرة.
أما المشاكل التالية فقد ظهرت قبل عامين تقريباً وزادت علي في الفترة الأخيرة بشكل مكثف.
- أعاني معاناة شديدة عندما أجد أخبار جرائم واعتداء أو فساد سياسي وإداري في بلدي وأخبار سلبية بشكل عام، أفكر دائماً بخوف في المستقبل وانتشار الجرائم وعدم الأمان في المستقبل، وخائف على مستقبل بلدي، لن أتطرق إلى الحديث حول السياسة منعاً لتسبب المشاكل لكم.
- أحب بعض الأطفال القريبين من محيط سكني وأتمنى لو كانو إخوتي أو أصدقائي، أحبهم كإخوتي ودائماً أفكر بهم وأفكر لو أن باستطاعتي أن أسعدهم بأي طريقة، أتمنى أن أقول لأحد منهم أنني أحبه ولكن أخاف أن أحداً من أهلهم يفهم حبي لهم بشكل خاطئ، وأخشى أن نظراتي لهم قد تخيفهم لأني خجول جداً ولا أتكلم معهم، أنا متعلق بهؤلاء الأطفال بشدة ودائماً أدعو الله أن يتكلموا معي وأنزعج عندما أفكر أنهم لا يهتمون بي وسيكبرون وينسونني، فهل ذلك الأمر طبيعي؟
- تأتيني أفكار بخصوص شكلي وأني سأتقدم في العمر بسرعة وأخاف ألا ألحق أن أستمتع بمرحلة الشباب، وأخاف أن شعري قد بدأ يتساقط من الأمام فوق الجبهة وسأبدوا أكبر سناً ولن أصبح جذاب كما كنت.
- أعاني من أفكار أنني غير متميز عن الآخرين، دائماً أبحث عن تخصص مهني لأتخصص به وأحاول أن أجعله تخصص رئيسي بحياتي ولكن سرعان ما أكف عنه عندما أجد الكثير من الاهتمام به وأنه أصبح غير مميز، وتأتيني أفكار بشأن مستقبل هذا التخصص بأنه سيكون الكثير من الأشخاص الغير خلوقين يعملون به أو أفكار سلبية حوله، عندما أجد الكثير من مقاطع الفيديو على الانترنت أو الكثير من المهتمين به أبحث عن تخصص آخر، ومثال آخر دائما أبحث عن قصة شعر مميزة وأتضايق إن وجدت بعض الأشخاص يصففون شعرهم بنفس قصة الشعر هذه.
- أصبحت أكره الناس والشباب في بلدي وأكره أفكارهم وشخصياتهم وأحاول ألّا أكون مثلهم حتى إذا كانو جيدين، وذلك لا ينطبق على أصدقائي أو الأشخاص الذين أحبهم، فأحياناً إذا أحببت شخصية رجل في مسلسل أو صديق قديم أقوم بتقليد تلك الشخصية في التصرفات والمظهر.
- مؤخراً لم أعد أستمتع بأي شيء في الوقت الحالي، أشعر بالملل من كل ما هو حولي من وسائل ترفيه وتعلم وعمل وغير ذلك، ذلك الملل مصاحب لأفكار سلبية حول أي شيء أستكشفه في حياتي، هذا الشعور قبل نصف عام تقريباً وقد زاد في الفترة الأخيرة.
أنتظر ردكم
ألف شكر لكم
26/5/2020
رد المستشار
صديقي.
بناء على ما جاء في رسالتك، أعتقد أن المشكلة الأساسية لها عدة جوانب وقد أدت بك إلى درجة لا بأس بها من الاكتئاب الذي يجعلك تركز على السلبيات في نفسك وفي الآخرين وترى المستقبل مظلماً في حلقة مفرغة.
هناك جانب غضبك من أبيك... يجب عليك تحديد السبب في كل هذا الغضب، قد يكون مجرد إحساس طبيعي بسبب رغبتك في الاستقلالية والخروج من تحت سيطرة سلطة الأب (والأخ الأكبر)، ولكنك تعطل نفسك بهذا الغضب بدلاً من أن توجه أفكارك وتركيزك في تحديد والسعي إلى ما تريد لنفسك في هذه الحياة. القسوة التي تراها في حد السرقة صحيحة ولكنك لا ترى شروط تطبيق الحد وهي أربعة شهود مع عدم احتياج السارق لما يسرقه إلى جانب شروط أخرى تجعل إقامة الحد مسألة نادرة. هناك أيضا من يفسرون أن قطع يد السارق تعني أيضاً عزله عن المجتمع أو السجن.
على أي حال، هناك في تساؤلك عن حد السرقة شيء من الإحساس بالظلم العام وأغلب الظن أن هذا بسبب تأويلك لطريقة والدك معك على أنها فيها شيء من الظلم أو أنك مظلوم في هذه الحياة. ولكن لماذا أنت مهتم بهذا الموضوع؟
هناك أيضا جانب غضبك أو خجلك من نفسك والذي يتمثل في الخجل أو الخوف من التعامل الحر مع الآخرين والتفاعل معهم. وتفضيلك للأطفال الذين يرونك قدوة بدون أن تفعل أنت أي شيء ولمجرد أنك أكبر منهم سناً. رأيك في نفسك وفي المستقبل يشوبه التشاؤم والخوف من التقدم في السن وتغير شكلك وأن الفرصة سوف تفوتك ولن تقدر على الاستمتاع بشبابك.
السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هو بما أنك الآن في شبابك فما الذي يمنعك من الاستمتاع به قبل أن يفوت الأوان؟؟ أيضاً يجب أن نسأل: متى ينتهي الشباب وفرصة الاستمتاع به؟ لو فكرت قليلا بطريقة منطقية فسوف تجد أن هذه أفكار معطلة وغير منطقية وغير محددة. الشباب والاستمتاع ليس بالسن أو بالشكل ولكن بالأفكار والأحاسيس الناتجة عنها.
هناك أيضا جانب الملل الذي تشعر به، الملل يحدث بسبب الغضب والغرور، الغرور لأن من يشعر بالملل يعتقد أو يقول لنفسه كذبة ويصدقها، الكذبة هي أنه ليس هناك ما يثير الفضول أو الرغبة في المعرفة أو الاستمتاع، كذبة أنه قد عرف كل شيء حتى عمّا يمارسه يومياً وأنه خبير بكل جوانبه. هذه الأفكار تغذي الغضب وتجعل الإنسان ساخطاً على كل ما حوله لأنه يريد أن تسليه وتنعمه الحياة بدون أن يحدد هو ما يريد ويندمج في ممارسته أو الوصول إليه والاستمتاع بالرحلة بدلاً من تأجيل الاستمتاع لحين الوصول.
إحساسك بالدونية الناتج عن إصرارك على أن يأتي الاستمتاع والمعنى من خارجك يجعلك تكره من تعرفهم والناس والشباب، ويجعلك تريد التميز بطريقة طفولية. تريد أن تكون الأوحد وبلا منافس فتبحث عن تخصص فريد من نوعه وتعطي نفسك الأعذار كي لا تبدأ أو تحاول أي شيء. بدلاً من أن تختار ما تحب وتحاول أن تبرع فيه، تريد أن يكون هناك مجال يبهر الآخرين، الآخرون لا يظلون منبهرين أو مهتمين بدون إنجازات حقيقية مفيدة لهم. أنت أيضاً لن تبرع في أي شيء إلا إذا كنت تحب العمل فيه لذاته ولمعناه بالنسبة لك بغض النظر عن رأي الآخرين. يجب أن تحدد ما تريد وأن تحدد لماذا تريده، ويجب أن تكون الأسباب شخصية ولا علاقة لها بمحاولة إبهار الآخرين. الأداء المبهر لا يمكن أن يحدث وأنت تركز على شكلك في أعين الآخرين.
يجب أن تعلم أنك أنت من تفكر وأنت من تحس بسبب تأويلك للأفكار والمعاني وأن لديك الحق والمقدرة على تغيير الأفكار والإتجاهات بحيث تكون سعيداً ومستمتعاً بحياتك وبشبابك. يجب عليك التركيز على ما هو جيد في حياتك الآن، وعلى ما تريد تحقيقه لنفسك.
الخجل والحساسية سوف يقلان بالقدر الذي تندمج به في إنجاز ما هو ذو معنى لك ومفيد لك وللآخرين.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور ووضع خطة لتحديد الأهداف وإنجازها.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.