وسواس الاغتسال والنجاسة
أعاني من وسواس في الاغتسال والوضوء
أولا في الاغتسال: عندي في الذكر يوجد بعض التشققات والانكماشات وبالتالي لا يصل الماء بينها وعندما أفتح هذه الانكماشات بيدي لا يصل الماء بينها يكون الأمر شاق ويؤخرني وكذلك أغلب الوقت يوجد جلد متقشر فأضطر إلى رفعه لإيصال الماء أسفله وذلك يؤخرني جدا.
ثانيا في الوضوء: أعاني عند ملء اليد بالماء لغسل الوجه الماء ينفذ من قبل أن أمرر يدي على الوجه كاملا وبالتالي لا يصل الماء إلى جميع الوجه وأضطر إلى غسل الأجزاء التي لم يصلها الماء على حدة فأتأخر.
ثالثا وسواس النجاسة: كان يوجد نجاسة بكمية كبيرة على بلاط وأمي قامت بمسحها بمنشفة مبللة ومررنا عليها بالأحذية، هي مبتلة وهم يسيرون على هذا البلاط بدون أحذية وهو مبلل فبالتالي أعتقد تنجس أرجلهم وبالتالي تنجس المكان.
وفي الماضي كان يدي بها مذي ولم أنظفه جيدا ومسكت الصنبور وهم أمسكوه،
ولكن قمت بغسله الآن دون دلك أم يجب الدلك؟؟
2/4/2022
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "Mido" على موقعك مجانين
سؤالك الأول عن الاغتسال: إن المشكلة لا تكمن في الانكمشات والتشققات والجلد المتقشر، ولكن تكمن في عدم شعورك باكتمال الغسل وإيصال الماء، فالناس في مثل هذه الأمور يمررون يدهم مرة واحدة، على تلك الأمكنة ويصل الماء وانتهى الموضوع؛ أما أنت فتكرر وتبالغ وتدقق فيطول الوقت وأنت تمارس تلك الطقوس!
الحل أن تضع ساعة أمامك، وتنقص وقت غسل هذه الأماكن في كل مرة بضع دقائق عن المرة التي قبلها، سواء اقتنعت أن الماء وصل تمامًا أم لا. الماء في الحقيقة وصل، ولكن الموسوس لا يستطيع اليقين ويبقى في حيّز الشك فترة طويلة، ولهذا قال الفقهاء: إن مجرد الشك في وصول الماء إلى الجسد يكفي لصحة غسل ووضوء الموسوس. فلا تعتمد على شعورك وقناعاتك، وإنما اعتمد على الساعة، وأنقص الوقت شيئًا فشيئًا إلى أن يصبح بالمقدار المعقول كسائر الناس
كذلك سؤالك الثاني عن الوضوء استخدم نفس الطريقة السابقة في تقليل الوقت. على أنه في غسل الأعضاء لا يشترط أن ينزل الماء شلالًا من العضو...، إذا قطر من الوجه قطرة واحدة فهذا يعني أن الماء جرى عليه وتم غسله، وأظن أن أطراف الوجه قد أصابها مثل هذا المقدار من المرة الأولى... قلل الوقت، ثم حاول أن تغسل الوجه كاملًا دون إعادة الجوانب.
أما سؤالك الثالث عن التطهير: فرغم أن السؤال غير واضح تمامًا، لأنك لم توضح ما نوع النجاسة؟ وهل هي فعلًا موجودة عند جميع أهل المنزل أم أنت من حكم بوجودها فقط؟ وهل كانت المنشفة مبتلة جدًا بحيث يتقاطر الماء منها أم هي رطبة فقط؟ على كل حال النجاسة تطهر بالمسح عند الحنفية على الأسطح الملساء كالزجاج والبورسلان والأرضيات الغرانيت... أما البلاط العادي فهو يتشرب السوائل فلا يطهر بالمسح. وقال المالكية أن النجاسة إذا تم غسلها بغير الماء المطلق (أي بماء أضيف إليه شيء آخر طاهر)، فإن الباقي على المكان هو حكم النجاسة والحكم لا ينتقل، وقد سألت أحد علماء المالكية عن المسح إذا أزال النجاسة، هل يكون له نفس حكم الغسل بغير الماء المطلق؟ فقال لي: نعم له نفس الحكم. بمعنى أن الأحذية لا تتنجس عند المالكية إذا مشى أحد فوق المكان الذي مسحته أمك حتى لو كان مبتلًا، أو كانت الأحذية مبتلة، لأنه بالمسح ذهبت النجاسة وبقي حكمها، والحكم لا ينتقل. فإذا لم نقل بإمكان طهارة المكان بالمسح، فإن المالكية قالوا بأن النجاسة لا تنتقل، ويبقى مكانها فقط هو المتنجس تقوم بإجراء الماء عليه متى أتيح لك.
أما المذي فقلت: (ولم أنظفه جيدًا) وهذا يعني أنك غسلت يدك وطهرت، لكنك كموسوس من الطبيعي أن تقول: (لم أنظفه جيدًا) لأنك يبدو لم تقم بجميع طقوسك الوسواسية عند التنظيف فلم تشعر باكتمال الطهارة.
ثم إن الدلك غير مطلوب في التطهير إلا إذا كانت النجاسة ظاهرة ملتصقة لا تزول إلا بالفرك ونحوه. أما الصنبور الذي قمت بمسكه فهو لم يتنجس أصلًا لأن يدك في الحقيقة طاهرة، ثم لو فرضنا أنه تنجس فلا يوجد نجاسة محسوسة مرئية لها جِرم، فيكفي في التطهير صب قليل من الماء دون فرك ولا دلك
اهتم بنفسك وعلاج وسواسك، وأكثر القراءة في استشارات التطهير والغسل، وكذلك في مقالات العلاج الذاتي للوسواس؛ وحاول التطبيق، فإن لم تستطع ولم تتحسن، فلا مفر من زيارة الطبيب
واقرأ على مجانين:
وسواس التهيؤ للعبادة الاستنجاء الوضوء الغسل
وسواس الغسل والاستنجاء هلك المتنطعون
عافاك الله وكل عام وأنت بخير