أفي الأمر تعمد؟
السلام عليكم، أنا أود أن أتعافى من الوسواس وذهبت لطبيبة نفسانية برمضان لكن أعطتني حبوب أظن لمدة معينة لا أتذكر لكني قطعتها لأني تعبت منها وكذلك أصبحت أنسى تناولها لذا حاولت أن أتغلب عليه بنفسي (تشجعت لأواجهه وأتقبله) لكن المشكلة تقبع في داخلي أشعر بكتمة وضيق تنفس وخوف (كله بسببه) كل هذا يحدث لي وقت الصلاة والوضوء.
فحينما أقف أمام صنبور الماء أبدأ بأخذ نفس ومحاولة التركيز بنيتي وثم أتجاهل إحساسي بأني تعمدت إخراج الريح أجزم بأني لن أعيد لكني أبدأ بالتفكير السلبي بالعديد من الأحداث ماذا لو طرق أحد الباب، اسمعي أحدهم قادم، استعجلي سنخرج قريبا، علي أن أنتهي ستبدأ الإقامة (هذه الأحداث تزيد توتري) أشعر أني أتعمد ذلك لأرى ردة فعلي ثم أُغصب نفسي لأُخرج الريح وثم أندم بشدة وأعيد الوضوء ونفس الشيء وهكذا وأكمل الوضوء بصعوبة وبعدما أنتهي وأتجه نحو الباب أشعر بضيق بصدري وخوف ورغبة بأن أنقض الوضوء
وحالما أفتح الباب أخاف أن يتحدث معي أحد ويقطع تركيزي لذا أتجاهلهم وأهرب بسرعة للغرفة لأصلي ولكن ههيات أبدأ بالشد ومحاولة عدم التعمد بإخراج الريح والكتمة بصدري تكاد تخنقني لذا أحيانا أسترخي لكني أقول بداخلي أو أنوي أني تعمدت تعبت من هذا الشيء وبعد ما أبدأ الصلاة (لأني مصابة بسلس البول فأنا أجمع الصلوات مثلا المغرب والعشاء أصليها معا بوقت صلاة المغرب) يبدأ تفكيري كله عن الريح وعن التعمد وأيضا أبدأ بالتفكير بأن انتهيت من هذه الصلاة تبقى لي واحدة لذا بمنتصف الصلاة تأتيني رغبة كبيرة بأن أقطع صلاتي أنقض وضوئي والسبب الوقت سيمر بسرعة
لكن ما يجعلني غاضبة حقا هو أني أستعجل بالصلاة لأجل أمور الدنيا التافة لا أريد أن يحدث ذلك لكن حالما أُكبر أبدأ أفكر سنخرج سنفعل سيزورنا فلان و و و... وثم أتوتر وأشعر أني لا أريد أن أكمل الصلاة تعبت من الإحساس هذا لذا أتعمد أن أخرج الريح لأقطع صلاتي وأرتاح لكني أقول لا علي أن أكمل الصلاة حتى لو نقضتها علي ذلك لكن في نهاية السجود أقول أتمزحين؟؟ مالفائدة من إكمال الصلاة لذا أفكر بأن أعيدها لذا أقطعها وأرجع من جديد لأصلي لكن المرة الثانية يأتيني كسل وأشعر بثقل كبير بصدري حينما أتذكر أن علي صلاتين علي أن أصليهما لذا أحاول أن أركز حتى لو فشلت وتعمدت إخراج الريح لأن تفكيري كله على أن أنهي الصلاة بسرعة.
أود أن أعرف فقط كيف أوقف هذا الشيء أنا أخاف أن الوقت ينتهي وأنا لم أفعل الكثير من الأمور (تافه) لذا أستعجل بالصلاة بسبب توتري من مرور الوقت بسرعة، أود أن أرتب وقتي وأن أعطي الصلاة وقتها وخشوعها لكن كيف؟ أود أن أعرف لما أستمر بالتفكير أني متعمدة وأحاول إثبات ذلك؟ لما التجاهل صعب للغاية؟ فمثلًا اليوم بصلاة الفجر جزمت أني لن أعيدها وسأتجاهل الريح عمدا أم لا وقبل السلام أتى على خاطري أني حبست نفسي بعد أن تعمدت ما الفائدة لكني تجاهلت واسترخيت ثم توترت وكتمت نفسي لكي أركز واستطيع أن أنهي الصلاة وحالما رفعت من السجود وانهيت السلام الأول أظنني استسلمت (ارخيت عضلتي ليخرج الريح) ونويت سأعيد الصلاة لكني كتمت نفسي وحاولت أن أسلم التسلمية الثانية وداخلي أقول لقد فشلت أسرعي بسرعة باختصار شعور استسلام وارخيت نفسي على آخر كلمة من التسليم وسلمت لكني لم أعد الصلاة رغم تأنيب الضمير وشعوري المتواصل بالخزي وأني متعمدة و هذا حالي دائمًا
أخيرا ما هو التقبل الغير مشروط للوسواس؟ وكيف يكون؟ أود أن أتقبله ولا أخافهُ؟
أمر آخر أود سؤالكم عنه لقد أصبحت أخاف النوم بسبب الاحتلام لذا هل الاحتلام هو رؤيتي نفسي أجامع شخص؟ أم رؤيتي أقوم بالعادة السرية بالحلم؟ أم الشعور بالرعشة بالحلم أيها هي الاحتلام؟
لأني أصبحت أستيقظ وأنا فيني شك هل رأيت شي بحلمي أم لا؟
لذا رجاءًا توضيحه لي
29/7/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أمل"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
ما كان ينبغي أن تتركي العلاج مع الطبيبة، فحالتك لا يكفي فيها العلاج الذاتي، وإن كنت تقومين بالمطلوب منك في كثير من الأحيان. عودي إلى الطبيبة، خاصة إن كانت تعرف العلاج المعرفي السلوكي، فإن كانت تكتفي بالأدوية فقط، فالأفضل أن تبحثي عن آخر يجيده ويدربك على التجاهل الأمثل والتعامل الأكمل مع الوسواس.
وباعتبار أنك موسوسة، فلا داعي لأن تسألي هل أنت من يتعمد إخراج الريح أم لا؟ سواء في الصلاة أم الوضوء؛ فإخراج أو خروج الريح بالنسبة لك غير ناقض للوضوء، على أي صفة وفي كل حال... يعني أنت شبيهة بسلِس الريح، فكلاكما لديه علة تجعل الريح تخرج منه في أوقات متقاربة جدًا، لكن أنت علتك نفسية، ومن معه سلس ريح علته جسدية.
وأما النية فلا تحتاج كثيرًا من التركيز وعصر المخ لتخرج، فلو سألك أحد: لماذا أنت ذاهبة إلى المغسلة؟ لأجبتِه على الفور: كي أتوضأ. وهذه نية. وإن رآك أحد واقفة عند قيامك للصلاة، وسألك: ماذا تفعلين؟ فستجيبينه: أريد أن أصلي الظهر. وهذه هي النية. وبالطبع فإن سماع انتقادات الغير، أو توقعها، ستزيد من قلقك وبالتالي ارتباكك ووسوستك، وعدم قدرتك على إكمال الفعل.
التجاهل صعب فعلًا، ولو كان سهلًا عليك، لما كنت موسوسة أصلًا، فهذا هو الفرق بين الموسوس وغيره... غير الموسوس يخطر في باله الفكرة فتمر على ذهنه مرور الكرام، وأما الموسوس فتلتصق في ذهنه، ويخاف منها ويتوتر، ثم يفعل أفعالًا مرتبطة بالوسواس غصبًا عنه ولا يستطيع إيقافها. والعلاج أن يتدرب على إيقافها مهما كان ذلك شاقًا ومرعبًا.
فلا تقطعي صلاتك ولا تعيديها، مهما ألحت فكرة قطعها في بالك، وقد اتفقنا ألا تعيديها ولا تعيدي الوضوء بسبب خروج الريح أيضًا.
ولفت نظري قولك أنك مصابة بسلس البول، فهل هذا تشخيص طبيب المسالك البولية؟ أم هو تشخيص منك؟ إن لم يشخصه الطبيب فالغالب أنه وسواس كوسواس خروج الريح، ويعالج بنفس الطريقة.
أخيرًا: الاحتلام هو المجامعة في الحلم، ويدخل فيه أيضًا الأمران الآخران. لكن هذا لا يهم، فالنساء اللاتي يحتلمن أقل بكثير من الرجال، وكثير منهن لا يحتلمن طوال حياتهن...، حتى لو حصل فلا مؤاخذة طبعًا، ولا يجب الغسل إلا بنزول المني، وهذا قليل عند النساء أيضًا. وفي الحديث المتفق عليه عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِى مِنَ الْحَقِّ فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "نَعَمْ إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ". فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟! فَقَالَ: "تَرِبَتْ يَدَاكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا؟". فالغسل لا يجب إلا بنزول المني، واحتلام المرأة لا يحدث إلا عند قليلات، ولهذا تعجبت السيدة أم سلمة رضي الله تعالى عنها من هذا السؤال، حيث لا تعلم أصلًا أن هذا يحصل للمرأة!!
فنسبة الإزعاج التي يمكن أن تحصل لك من هذا الأمر قليلة جدًا لا تستحق أن تتركي النوم لأجلها؛ وأنت في هذا كمن يبقى مستيقظًا طوال الليل خشية أن يطرق زائر الباب بعد منتصف الليل!!
أما سؤالك عن: (أخيرا ما هو التقبل الغير مشروط للوسواس؟ وكيف يكون؟ أود أن أتقبله ولا أخافه). فأترك إجابته للدكتور وائل فهو أعلم به مني.
وفقك الله
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "أمل" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة الاستشارات بالموقع. أخيرا ما هو التقبل الغير مشروط للوسواس؟ وأولا الصح لغويا أن أقول التقبل "غير المشروط" للوسواس، يقصد به أن يتقبل المريض إمكانية حدوث ما يخاف من حدوثه إذا أهمل الوساوس على أساس أنها الحياة وهو جزء من العلاج بالقبول والالتزام كجزء من ثلاثة أنواع من القبول كما وصفها ألبريت إليس هي القبول غير المشروط للذات، القبول غير المشروط للحياة (وقبول الوسواس كمرض بكل أعراضه جزء من هذين) وأخيرا القبول غير المشروط للآخر،.... أما أنا فأستخدمه بطريقة مختلفة فأقول أن تقبل وجود الوسواس يجب ألا يكون مشروطا لا باختفائه، ولا بحدوث ما يحذر منه.... فإذا كان خوفا من حدوث العدوى أو الأذى فلا أجد مشكلة حين أذكر المريض المؤمن بأن ما يحدث كله قضاء وأنه إذا اتخذ ما يجب عليه من الاحتياطات وجب عليه الاكتفاء بذلك فهو لن يغير القضاء بحذره مهما بلغ!... وإذا جئنا لحالة كحالتك فإن الأمور أبسط لأنك كما بينت لك مجيبتك د. رفيف الصباغ تطالبين نفسك بما لست مطالبة به لا شرعا ولا عقلا في حين أو وسوستك تسقط عنك التكليف.
واقرئي أيضًا:
وساوس المبطلات : فقاعات الدبر والوضوء والصلاة !
الشك ككل وساوس الصلاة : استعارة القطار !
وسواس التكبير وقطع الصلاة : استعارة القطار !
وسواس الطهر من الحيض : وتارك الصلاة كافر !
وسواس قهري يمنعني من الصلاة !
ويتبع>>>>>: وسواس الصلاة : القبول اللامشروط ثم التجاهل! م