قرأت صبيحة الخميس 13 أكتوبر سادس أيام طوفان الأقصى على مجموعة واتساب "نشطاء أطباء النفس Active Psychiatrists خبرا مفاده أن الجمعية الأمريكية لأطباء النفسية الـ APA قد أصدرت البيان التالي:
بيان الجمعية الأمريكية للطب النفسي APA حول الهجمات الإرهابية في إسرائيل |
واشنطن العاصمة – تدين الجمعية الأمريكية للطب النفسي الهجمات الإرهابية الأخيرة في إسرائيل. لا ينبغي للمدنيين الأبرياء أن يتحملوا أبدًا أعمال العنف والفوضى التي حدثت في نهاية الأسبوع الماضي. ترسل APA دعمها لجميع المتضررين في إسرائيل وحول العالم. إننا نحزن على أولئك الذين فقدوا وندعو إلى العودة الفورية لجميع الرهائن إلى عائلاتهم. إن حجم هذا العمل الإرهابي والضرر الذي يسببه لا يمكن فهمه. إن معاداة السامية وجميع أشكال التحيز والكراهية غير مقبولة، ونحن نقف إلى جانب الشعب اليهودي، الآن وكما هو الحال دائمًا. ويجب أن تنتهي الأعمال الوحشية التي ترتكبها حماس. ويحدونا أمل قوي في أن نتمكن ذات يوم من رؤية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ونهاية للعنف في الشرق الأوسط. لأولئك الذين تأثروا بشكل مباشر، وأولئك الذين تأثروا بشدة في جميع أنحاء العالم، اعلموا أن هذه الأحداث المروعة قد تؤثر على صحتكم العقلية. 11 أكتوبر 2023 وهذا ارتباط البيان على موقعهم. |
جاء البيان صادما لكثيرين من الذين كانوا يظنون الجمعية العريقة جمعية مهنية موضوعية أو محايدة وهي أبعد ما تكون عن ذلك، من ناحيتي تواصلت مع الزملاء والأساتذة مطالبا بموقف للجمعيات النفسية العربية، ولم تكد اتصالاتي تؤتي ثمارها، إلا وظهر بيان الجمعية النفسية الأردنية فكان سباقا، ثم تلاه بيان اتحاد الأطباء النفسانيين العرب وهو ما أسفر عنه اتصالي بد. محمد المهدي ود. ممتاز عبد الوهاب رئيس اتحاد الأطباء النفسانيين العرب السابق، ثم صدر بيان الجمعية السورية للصحة النفسية وكنت حين تواصلت مع د. أحمد عبد الله لصياغة بيان نقترحه على جمعيتنا الجمعية المصرية للطب النفسي طلب أن أمهله لأنه لا يريد أن يأتي الكلام رد فعل فقط وإنما يجب أن نتواصل مع مختص بالقانون الدولي ليكون ردنا محكما، لكن يبدو أن جمعيتنا اكتفت بإصدار بيان اتحاد الأطباء النفسانيين ورأت بيان الـ APA لا يستحق الرد، وعند ذلك قررنا نشر هذا الرد الذي صاغه د. أحمد عبد الله وننتظر من الزملاء العاملين في المجال الطبنفسي والنفسي والاجتماعي أن يدلوا بتوقيعاتهم أدناه، إما بعد إنشاء حساب في الموقع وهذا أكثر أمنا ولا يحتاج كثيرا من الوقت فقط إعطاء بريد إليكتروني، أو عبر حسابكم في المنصة المنحازة فيسبوك.
وقبل أن أترككم مع نص البيان لابد أن أعترف بفضل الله الذي منحه لي بقراءة كتابات د. عبد الوهاب المسيري رحمه الله، ليس فقط بما يخص الصهيونية ويهود أمريكا وسيكولوجية الصهيونية، وإنما كذلك ما يتعلق بفقه التحيز في العلوم الإنسانية أي بالتحيز الكامن في المفاهيم المستوردة للحضارة التي أنتجتها، كان الفضل أن قرأت للمسيري مبكرا في بداية حياتي العملية وقد كان لذلك أثر بالغ ربما في عدم صدمتي على المستوى الشخصي من البيان المؤسف الذي صدر عن الـ APA. ببساطة لأنني تعلمت عن سيكولوجية الصهيوني أو المتأثر بمفاهيمها أنها لا ترى الفلسطيني، وفلسطين بالنسبة لهم أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، هو لا يرى الفلسطيني ليرى الأرض بلا شعب.
رد الشبكة العربية مجانين على بيان الـ APA الحزين: |
أدهشنا جدا أن تنضم الجمعية الأمريكية للطب النفسي إلى الجهات التي تستنكر الاحتلال الروسي لأوكرانيا وتصف مقاومة الأوكران المسلحة بالوطنية والشجاعة بينما تدعم الاحتلال الصهيوني الدموي لفلسطين، وتصف مقاومة أهل فلسطين المسلحة التي شرعنتها الأمم المتحدة منذ منتصف السبعينات، تصفها بالهجمات الإرهابية، تستنكر العمل المسلح ضد مستوطنات هي بالتعريف أرض محتلة بواسطة أشخاص مسلحين وتحرسهم قوات مدججة بالسلاح! بينما تخرس بشأن إلقاء آلاف الأطنان من قنابل بعضها فوسفوري محرم دوليا على مساحة محدودة مكتظة بالسكان لتدمر أحياءا كاملة وتقتل عائلات كاملة بالعشرات في غزة. الجمعية العريقة في القدم - ١٨٠ عاما على تأسيسها والتي تقول أنها تضم قرابة الأربعين ألف طبيب متخصص في تشخيص وعلاج وبحث العلل النفسية تندفع إلى إصدار بيان بروباجندا إعلامية وسياسية منحازة للدعاية وآلة القتل الصهيونية الجبارة، والتي يعتبرها القانون الدولي من أخطر أشكال العنصرية والتمييز العنصري كما ظهر جليا في تصريح وزير الدفاع بأن جيشه يقصف تجمعا من الحيوانات! والجمعية فعلت هذا دون مناظرة للواقع، أي أنها أصدرت حكما، وكأنها قررت تشخيصا دون مقابلة إكلينيكية!!! تشخيص مستند إلى مزاعم إعلامية وبروباجندا سياسية تراجع أصحابها عن بعض ادعاءاتهم فيها!! ونحن: ندعم كفاح أهل فلسطين وصمودهم لأجل استعادة أرضهم وحقهم المشروع في الوجود كشعب، ونستنكر بيان وموقف الجمعية الأمريكية المتحيز والمخجل. وندعو لتكوين لجنة تقصي حقائق مشتركة بين الجمعية الأمريكية والمصرية لزيارة الميدان في أقرب وقت ممكن والوقوف على الحقائق وكذلك بحث التدخلات المهنية المتخصصة للمساهمة في تخفيف الآثار النفسية الكارثية الناتجة عن هذه المواجهات الدموية غير المتكافئة وعلاج ومساندة كل المحتاجين إلى هذا الجهد المتخصص، فهذا دورنا كأطباء نفسانيين. |
وهكذا وفي خضم تواطؤٍ دولي مفضوح يستمرُّ العدوان الانتقامي الوحشي على غزة ونرى ونسمع!! وقائع محرقة صهيونية تجري لتلتهم غزة وما بقي من فلسطين، فهل يصح ونحن نرى ونسمع أن نظل قاعدين؟
ماذا نفعل؟ لابد أن يكون لكل دور ودور المدنيين من أمثالنا هو الجهاد المدني لنصرة قضية فلسطين ومنع المحرقة التي تراد لغزة وما يليها، علينا كما أولا: التوقف عن الحرق والإهدار لأعصابنا وطاقاتنا بسبب الإفراط في متابعة الأخبار، واسترجاع مشاعر العجز، وثانيا: التوازن والتركيز في فعلنا الذي نختار كما يناسب حياة كل منا، وننتظر توقيعات الزملاء من الأطباء النفسانيين والاختصاصيين النفسانيين إما عبر حسابك في موقع مجانين أو حسابك في الفيس.
اقرأ على مجانين:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة / أشرف بعدم انتمائي للجمعية الأمريكية لطب النفس
التعليق: أتفق مع بيان مجانين ردا على بيان الـ APA