قـولي لها
لمَّا اكْتفـينا واكْتَـفَتْ والـدَّارُ
عادتْ لهـا الأنفـاسُ والأنوارُ
قامتْ لِتغـسِلَ ما على أجزائها
بصَمَتْ بِهَ الأسنـانُ والأظفارُ
غَنَّـتْ بصوتٍ ناعمٍ وتـمايَلتْ
نــشْـوانَــةً وكـأنــها خَــمَّـــارُ
وأتَـتْ بمنْشَفَةٍ تريدُ مُجَـفِّفًا
وثـلاثَةٌ كنَّـا! فمـنْ تَختـارُ
لِيُزيلَ لـونَ الماءِ عـمَّا تحتَهُ
ويُــثـيــرَ فيـنا حِـقـدَنا فـنـغَـارُ
وتَخَـيَّرَتني حاضِنًا ومُداعِـبًا
لِـتـزولَ في آثـارِي الآثــار!
فَمَسَحْتُ زِندًا ثمَّ ظهرًا لم أكدْ
وإذا التي دَوَّرْتُــهـا إعصـارُ
صَرَخَتْ:
"لُعِنتمْ والسجائرَ كلها
أوْدتْ بِـثُلْـثِ خِـمـارِي السـيجـارُ
كيـفَ الخروجُ الآنَ! يا أنذالُ هلْ
أمشي وشعْرِي ما عـليـهِ خِـمـارُ!
مـاذا أقــولُ لوجهِ أمِّـي إنْ رأتْ
ثُـلُـثَ الخِمـــارِ تـآكَـلَتْـهُ الــنـارُ؟؟
أأقـولُ يُـشعِـلُ شيخُنا سيجـارَه
في الفـصْلِ إنَّ دُخَـانَـهُ لَــوَقـارُ!
أأقولُ منْ بينِ الشِّيوخِ مُدخِّنٌ
عَمِيَتْ لفَرْطِ وقـــارِهِ الأبــصـارُ"
ليستْ بـمشـكلـةٍ أ أنتِ غبيَّةٌ؟
في جوفِ رأسِكِ ماتتِ الأفكارُ
قولي لها رقصاتُ "أوتوبيسِنا"!؛
وتَـــزاحُـمٌ !........؛ ومُـدخِنٌ ثَــرثــارُ
ولفوت "أشعار طالب أسود"
يوليو 1985
واقرأ أيضاً:
خبزٌ وشتاءٌ وبَغاءْ! / مُجَسَّـمَةُ القميصِ! / أنتظِـرُ!! / انتِـحارٌ!