من سبت الغفران إلى سبت الطوفان 16
بعد فترة: ملاحظات وتساؤلات
تمر دقائق وساعات وأسابيع، والمشهد ثابت: آلات الإجرام والإبادة تعمل دون كلل، مقاومة أسطورية توجع القتلة، جثث أهلنا تتراكم، وتتعفن أحيانا، وجراحهم تتفاقم، وجوعهم وتشردهم، والعالم بعضه يندد، وأغلبه إما مستسلم يتحسر، أو مشلول مغيب يتفرج!!
تتكرر معضلة الربيع: معارك متعددة المستويات لا يقابلها وعي، ولا قدرات إدارة لموارد وفرص وتحديات، بل ذهول مسيطر، وعجز مكتسب، وأحيانا متوهم.
معنى هذا أن الوعي، والمراجعات والتأملات والمحاسبات والتعلم من الأخطاء كلها ضرورات غائبة.
على ضفاف أخرى تكتشف شعوب «العالم الحر» خديعة الأنظمة وأوهام الحرية والديمقراطية فترى أن الممسكين بالخيوط والقرارات إنما يعملون لمصلحتهم الشخصية وبيزنس الفساد والسلاح وعمولات القتل وشبكات التجارة، وصراخ الاستنكار من المواطنين - دافعي الضرائب ما زال يذهب سدى ويراوح في مساحات التنفيس والغضب بعيدا عن دوائر القرار والفعل.
وبين شعوب مستسلمة للاستغفال والتغييب والتكبيل، وشعوب تتململ تحت غيبوبة خداع الساسة والإعلام وكذب القتلة من ذوي البذلات الفاخرة، والفساتين الغالية الثمن يمر الوقت وتتراكم الأشلاء وتستمر الإبادة.
مفهوم أن الوضع الحالي شكلته جهود متراكمة متصلة فهل من بدايات لجهود مواجهة فعالة تتراكم لتنتج حصادا مختلفا، ولو بعد حين؟؟
كيف يمكن التداخل مع كل ما يجري من تفاعلات لندعم أهلنا المحاصرين، ونرد كيد المعتدين؟؟
لدينا مؤسسات وجامعات وجمعيات وشركات وتجمعات يمكنها أن تنشط في خرائط المعارك أكاديميا، وتطبيقيا ..
كيف يمكننا الخروج من دوائر انعدام الفعل والغاعلية والاستسلام لوطأة مشاعر مقبضة لا تنفع ولا تدعم؟؟
كتبت في هذا كله هنا.. من قبل، ومستمر- بإذن الله.
ويتبع>>>>: من سبت الغفران إلى سبت الطوفان18
د. أحمد عبد الله Facebook