يقول الكاتب المصري فاروق جويدة في مقال له: "كنت بصحبة كاتبنا الكبير توفيق الحكيم هابطين في المصعد من مبنى الأهرام العريق، وكان معنا واحد من نجوم كرة القدم في مصر، وحين نزلنا إلى الشارع تجمع المارة بالعشرات أمام المبنى والتفوا حول لاعب الكرة، بينما لم يلتفت أحد إلى أن توفيق الحكيم ليس بعيداً عن اللاعب، وبدأت دوائر الناس تتَّسِع حول اللاعب الشهير، فانسحبتُ مع كاتبنا الكبير لكي نستقل سيارة معاً ونمضي. نظر توفيق الحكيم إلى الحشود التي أحاطت باللاعب وقال". اقرأ المزيد
انزعجَ: تضايق وقلق، الانزعاج: التضايق والقلق. لو سألتَ المواطن في مجتمعاتنا لأبدى قلقه وانزعاجه من كل شيء في البلاد، فهو منزعج من نفسه وظروفه الحافة به، فالعيش ليس سهلاً، وتوفير الحاجات الأساسية صعب وقاهر، فالحكومات تحكم بالحرمان من الحاجات لكي ترهن المواطنين وتعذبهم، وتستثمر في مصادرة حقوقهم الإنسانية الأساسية، وبذلك تحقق نهب ثرواتهم ومحق دورهم الحضاري ووجودهم. وهذا ديدن مناهح الحكم في مجتمعاتنا الفاقدة للسيادة اقرأ المزيد
لكل هل تفكَّرتم في هذه الآية العجيبة “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ” (آل عمران: 185، الأنبياء: 35، العنكبوت: 57)، لماذا عبَّر الله تعالى بـ “تذوُّق الموت” على هذا النحو في ثلاثٍ من الآيات المُحكَمات؟ ما الأسرار وراء هذا التعبير اللافت؟ هذا المقال الصغير يسعى جاهداً لتلمس شيء من ذلك. نؤمن بأن الألفاظ والمعاني الواردة في القرآن الكريم هي غاية في الإحكام والدقة والبلاغة والحكمة، مما يجعلنا ننقِّب مليَّاً في أسرار هذا اللفظ أو التركيب أو السياق، وفي بواعث هذا المعنى أو المجاز أو السرد؛ لنخرج من اقرأ المزيد
تحشيد: مصدر حشَّدَ أي جمع الناس لأمر ما، وعادةً يكون لمعركة، فالتحشيد هو استعداد لمنازلة أو منازلات احترابية أو تصارعية على غاية ما. فدعوات التحشيد ضد مَن؟ ومَن يمول التحشُّدَات الهادفة إلى غايات خفية وأجندات إهلاكية؟ ولماذا صار الدين قناعاً وآلةَ خداع وتضليل لأخذ المغفلين إلى مهاوي سقر؟!! هذه اللعبة ممولة إقليمياً وعالمياً ومخابراتياً ونفطياً، وتهدف للإيقاع بالإسلام وأهله وتدمير وجود أمة ذات هوية وإرادة ودين قويم. اقرأ المزيد
الفجوة: متّسعُ بين شيئين، خلل مفاجئ لاستمرارية شيء ما، وقد تنتج عن تعارض أفكار الأجيال. كل ما يصيب يتسلل من فجوة، فالعاديات تترَبَّص وتخترق أهدافها من فجواتها، فتستثمرها وتتواجد فيها وتتوالد وتنطلق لتطوير أسباب ومُقوَمات إضعافها وتهزيلها وتحويلها إلى فريسة مؤهلة للاندساس في التراب. فإرادة الفجوة فاعلة في الحياة ولها تأثيراتها وتداعياتها، وتنطبق على جميع الحالات بلا استثناء، وعندما نأتي إلى واقع المجتمعات بأنواعها فإن ما يصيبها من الويلات ناجم عن الاستثمار في فجواتها، فكلما زادت الفجوات توالت التداعيات وأصابتها المآسي والنكبات الحالكات. اقرأ المزيد
يقول ابن رشد: "التجارة بالأديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني". فالواقع السلوكي البشري يؤكد أن الأديان منذ ظهورها تتحول إلى وسائل للتحكم بمصير البشر وقيادته واستعباده، وقد جرت الحياة على هذا المنوال في أجيال البشرية المتلاحقة، وتواصل الاعتماد على الأديان كوسائل للحكم، فارتبط الحاكم أو السلطان بقوة إلهية، أو هو الإله أو نصفه أو يُمَثِّله وغير ذلك من التوصيفات التي تمنحه قوة مطلقة، وتعفيه من الروادع والضوابط، وتضعه فوق البشر. اقرأ المزيد
قضية العرب التي أوجعوا بها رؤوس أجيال وأجيال ستنتهي إلى دويلة غزة ودويلة الضفة الغربية، وبإرادة أصحاب القضية وأهلها الذين انشطروا إلى نصفين، وبمباركة أموال النفط والقوى الراعية للأمن والمحبة والألفة والسلام!. ليس تَنَدُّراً ولا رجماً بالغيب، وإنما واقع حال مبين تجري أحداثه وتفاعلاته على خط مستقيم، وتُجنَى ثماره ومعطياته باقتدار مكين. هكذا هو ختام القضية وما يريده الشعب الذي يؤمن بدويلتين، ولن يتحقق تآلف وطني أو يتفاعل الذين في دويلاتهم يتسلَّطون ويتبجحون لأنهم سيفقدون امتيازاتهم الحزبية والقيادية والكرسوية، اقرأ المزيد
المواطنة تعني ... اعتراف السلطة بالفرد واحترامها له، ورعايتها لحقوقه، وحفظها لكرامته، ودفاعها عنه، وعدم الإساءة إليه وتجريحه، أو حرمانه من حقوقه وتجريمه، أو التخلي عنه وإهماله، وضمان شيخوخته ورعايته عند حاجته، والسؤال عنه والاهتمام به، والتزامها العدل والمساواة بين مواطنيها، ومحاربتها للظلم والحيف، والبغي والطغيان، والاستقواء والعدوان... وهي أيضاً .... احترام الفرد للدولة، والتزامه بقوانينها ونظمها، وعدم المساس بها وخرقها، وحفاظه على صورتها جميلة وهيبتها قوية، والإخلاص لها والوفاء لأهلها، وعدم التعاون مع أعدائها اقرأ المزيد
أمطرني صديقي بعشرات الأقوال التي قالها الأجانب بحق النبي الكريم، وكأنه يريد أن يقنعني أو يقنع نفسه بحقائق وخصال سلوكية ننكرها بأفعالنا ونصدقها بالقول الأجنبي!! تُرَى أيحتاج المسلم الواعي العارف بدينه وسيرة نبيه لأجنبيٍ ليذكره بأخلاقه؟!! هذه سلوكيات نقوم بها عن غفلة أو جهل، ونتصور بأننا غيارى على ديننا ونبينا، ولا نجرؤ على سؤال أنفسنا "ماذا نعرف عن ديننا ونبينا؟ وماذا قدمنا؟ وهل أعمالنا تُمَثِّل الدين وتعبّر عن بعض خصال نبينا الكريم وما دعانا إليه؟". اقرأ المزيد
الموت رفيق الحياة، فما أن نولد حتى يولد الموت معنا، فما فينا عبارة عن عمليات موت محتدمة، فبَدَنُنا البيولوجي يمارس الموت والحياة معاً لكي يبقى لحينٍ، لأن الموت في نهاية المطاف سينتصر. ذلك أن الهدم والبناء البدني متواصل منذ البدء، ويتفوق الهدم على البناء بتقدم العمر حتى يتهدم البدن ويتحقق الموت الحتمي. ومعضلة السلوك البشري تكمن في النكران والهرب من مواجهة الحقيقة ووعيها، فلا يمكن لمخلوق أن يتفاعل مع الحياة بقوة واندفاع إذا استحضر الموت في وعيه، اقرأ المزيد