في هذه الأيام ومع تباشير الثورة العربية ضد القهر والطغيان التي انطلقت في تونس ثم مصر ثم ليبيا واليمن وغيره، نتحدث كثيراً عن الحرية وعن الديمقراطية وعن الشورى، وغالباً ما يكون حديثنا مرسلاً أو غير محدد المعالم وبالتالي تصبح هذه الأشياء أمنيات وأحلام يبعد أن تتحقق في الواقع، ولكي ننجو من هذا المصير علينا أن نتعرف على منظومة الحرية بشكل منهجي حتى إذا سعينا إليها كان سعينا راشداً ومثمراً. اقرأ المزيد
تأزمت العلاقة بين رجل الأمن وبين المواطن في برّ مصر إلى حدّ أن واحداً من الناس قال أنه بمجرد رؤية رجل أمن في زيه الرسمي يخاف وينزعج، عكس ما يحدث في أوروبا مثلاً، رؤية رجل الأمن تبعث على الارتياح. يُحكى أن رجل أمن آخر في زيه المدني، اقترب من مواطن دخل إلى دورة مياه ليقضى حاجته، وعند خروجه سمع حديثاً شَدَّه، لرجل دين يلقي درساً على مجموعة من الناس، أنخرط معهم وخرج بعد أربعين دقيقة عدّها عليه المخبر الواقف بباب بيت الله. بعدها أخذه وعاين هويته ثم دفع به إلى ميكروباص (من إياهم)، وانتهى به الأمر إلى 48 ساعة قيد الاعتقال والتحقيق والسؤال عن إمام المسجد الذي في شارعهم اقرأ المزيد
(194) معنى الاستقرار قعدت م التعب أنا وابن عمي تحت دي النخلة للأجل ما نتظلل؛ سألني وقال لي ما جوعتش؟ رديت أنا م الجوع ميت؛ بس في إيدي إيه أعمله؟ قال بينا نطلع النخلة شكل الأوان خلاص آن. قلت يا عم النخل عالي.. أخاف أطيح وتنكسر رقَبيْا. قام الواد فز وهب وطلع.. تقولش يا خويا قرد، الواد قام وهز النخلة هز.. لقيت الرطب ملو حجري؛ فرحت أنا وناديته أنزل.. كفاية.. تعالى يالله نتغدى؟ قال لي كفاية أنت كسل أيدي في أيدك، هِمْ وتعالى معايا لفوق. اقرأ المزيد
تمر السنون بعد قيام الثورات وقد ينسى كثير من الناس أحداثها وربما ينسون دوافعها ومبادئها وشهدائها وأبطالها وأعدائه، وهذا بمثابة فقدان لذاكرة الثورة، ولذلك اهتمت الثورات الكبرى بالحفاظ على الكثير من رموز ذاكرتها حتى تحتفظ بركائزها في نفوس الثوار ونفوس الأجيال التي تليهم. اقرأ المزيد
منذ حوالي تسع سنوات كتبت في هذه الصحيفة، الوفد الغراء، 30 مايو 2002 مقالا بعنوان: "ديمقراطية : كى. جي. تو!". المفروض أن ينتقل الطفل من سنة أولى روضة، إلى سنة تانية روضة، لكن يبدو أنني بعد كل هذه السنين اكتشفت أنني - مع من مثلي- مازلنا في سنة أولى روضة "كى جي وَن"؟ حين عشت تجربة السبت الماضي سبت الاستفتاء العظيم، وقبل إعلان النتيجة المهمة التي سأعود لمناقشتها لاحقا، رحت أجمع ما كتبت طوال ما يقرب من ثلاثين عاما عن الانتخابات عامة، وعن الديمقراطية بوجه خاص، فوجدت أنني لم أكف عن إعادة اقرأ المزيد
لم يلق تصريح من الرفض داخل الأوساط الإسلامية ـ وهي المعروف عنها التقدير الكامل للعلماء والدعاة ـ مثل الذي لقيه وصف الشيخ محمد حسين يعقوب لما حدث يوم الاستفتاء بـ"غزوة الصناديق"، وسواء كان الرجل يقصد ما قال أو جاءت كلماته مع نشوة إحساس بالانتصار، إلا أن ما قاله لم يجد قبولا لدى شيوخ السلفية أو شبابها على الإطلاق، بل على العكس لقي حالة من الرفض والإنكار غير مسبوقة من قبل الإسلاميين كافة. وهو ما كان ينبغي أن يقابل لدى الأطراف الأخرى بما يستحق، فتكف عن تلك الحالة من الاستهداف اقرأ المزيد
(189) الاستفتاء أظهرت نتائج الاستفتاء إلى أن من قال (نعم) يصلون إلى سبعة وسبعون بالمائة، بينما من قالوا (لا) هم فقط ثلاثة وعشرون بالمائة. وتفسير هذا يعود إلى أسباب كثيرة في تصوري أولها أن الكثيرين لا علاقة لهم بمفهوم الثورة وما تعنيه من تغيير للنظام وإسقاط لدستوره، فكل ما يهمهم هو البحث عن الاستقرار والهدوء بأي ثمن حتى لو كان الثمن هو التغيير عن طريق طويل طويل يا ولدي ففي النهاية سيكون التغيير والسلام. ثاني الأسباب قد يكون مرجعه إلى الشحن لقول (نعم) من جانب رجال الدين المسلمين وأيضاً من جماعة الإخوان المسلمين الذين أساءوا للدين وأفتى بعضهم ومن على المنبر في صلاة الجمعة بأن من يقل (لا) فهو آثم، ويحتمل أن هذه الفتوى قد وجدت صداها لدى الكثيرين من البسطاء فقالوا (نعم). اقرأ المزيد
نزلت في محطة الباستيل في باريس وسألت عن سجن الباستيل وكنت شغوفا بزيارته أو زيارة ما تبقى منه من آثار، ولكنني علمت أنهم أزالوه بالكامل، وأسفت لذلك وتمنيت لو أنهم تركوه متحفا يذكرنا بممارسات الظلم والقهر التي دفعت إلى قيام الثورة الفرنسية، أحد أهم الثورات الإنسانية التي ساهمت في إرساء مبادئ الحرية والمساواة ليس في فرنسا وحدها وإنما في العالم كله، ولكن يبدو أن غضب الثوار لم يحتمل الإبقاء على الباستيل فقاموا بهدمه رغم ما هو معروف من حرص الفرنسيين على الاحتفاظ بكل الآثار اقرأ المزيد
تكرر الحديث كثيرا عن الحشد الذي قام به الإسلاميون للتصويت بنعم على التعديلات الدستورية، وكان أكثر المتحدثين منتقدين للإسلاميين بالطبع باعتبار ما فعلوه تجاوزًا لا يصح برأيهم.. وقد اطلعت على كتابات وتابعت عددا من البرامج الحوارية على الفضائيات، مساء يوم الاستفتاء، ولسوء حظي كان كل المتحدثين الذين استمعت إليهم وقرأت لهم ممن يطلق عليهم "ليبراليون" وكانت وجهة حديثهم واحدة، لا تخرج عن اتهام الإسلاميين على ما فعلوه، فضلا عن تشويه صورتهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.. فأين الخلل؟ تقول مسلمات الممارسة السياسية الت اقرأ المزيد
كان يوم 25 يناير هو يوم الثورة وكان يوم 11 فبراير هو يوم انتصارها وجاء يوم 19 مارس ليكون يوم عرسها. حيث تدفق ملايين المصريين للإدلاء بأصواتهم في دلالة لا تقل بحال عن دلالة تدفق الملايين يومي الثورة والانتصار. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن ثوار يناير وشهداءهم هم الذين أهدوا لشعبهم هذا العرس. لقد كنت أحس بأرواح هؤلاء الشهداء بل وأكاد أرى صور وجوههم ترفرف على الملايين ا اقرأ المزيد