نماذج من تأكيد علماء المسلمين لذواتهم في القرون المتأحرة الحسن اليوسي كان الإمام العلامة الحسن اليوسي من أكابر علماء المغرب في القرن الحادي عشر الهجري، ومن الأعيان المشاهير حتى وقتنا هذا، وأصله من أحواز فاس. وقد كان الشيخ العلامة اليوسي قد دخل مدينة فاس في إحدى زياراته لها فسمع به علماء المدينة، اقرأ المزيد
العقيدة المكينة، معين لا ينضب للنشاط الموصول، والحماسة المذخورة، واحتمال الصعاب ومواجهة الأخطار، بل هي سائق حثيث يدفع إلى لقاء الموت دون تهيب إن لم يكن لقاء محب مشتاق. تلك طبيعة الإيمان إذا تغلغل واستمكن، إنه يضفي على صاحبه قوة تنطبع في سلوكه كله، فإذا تكلم كان واثقا من قوله، وإذا اشتغل كان راسخا في علمه، وإذا اتجه كان واضحا في هدفه، وما دام مطمئنا إلى الفكرة التي تملأ عقله، وإلى العاطفة التي تعمر اقرأ المزيد
ولقد حرص الإسلام أشد الحرص على أن يعتز العلماء المسلمون بكرامتهم، فلا يتهافتوا على أبواب الأمراء والملوك والرؤساء والسلاطين وأهل السلطة والنفوذ إلا لنصحهم أو لتحقيق مطلب من مطالب الرعية، كما كان يفعل عطاء وسفيان الثوري والأوزاعي وأبو حنيفة والإمام أحمد وغيرهم من العلماء العاملين بعلمهم، أما إذا كان دخول العلماء على أولي الأمر للسمر معهم ومحبة مجالسة أهل السلطة والسلطان فالحذر الحذر والحرص الحرص، وسيلاحظ من يقرأ الأحاديث النبوية الشريفة التالية وأقوال الصحابة والتابعين أن الكلام موجه للمسلمين كافة وإن اختُصت طائفة أهل العلم الشرعي (العلماء) اقرأ المزيد
هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الأذرمي، وهو شيخ النسائي وأبي داود من أصحاب كتب الصحاح في الحديث. ولقد كان له موقف مشرف من بدعة المعتزلة في القول بخلق القرآن الكريم، هؤلاء المعتزلة الذين كانوا يسمون كل من خالفهم هذا الرأي من أهل العلم بأنه زنديق يُستحل دمه، أو تعذيبه أو سجنه على الأقل، وكان أول من نادى بهذه البدعة على عهد الخليفة المأمون هو أحمد بن أبي دؤاد وكان من المقربين للخليفة المأمون الذي -اعتنق فكر المعتزلة- رغم كونه من أكثر خلفاء المسلمين قاطبة مطالعة ومدارسة للعلم بفروعه المختلفة. اقرأ المزيد
لما مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد وأُخرِجت جنازتيهما فما تخلفت امرأة بالمدينة ولا رجل عن جنازتيهما، وقيل مات اليوم أشعر الناس وأعلم الناس وغلب النساء على جنازة كثير يبكينه ويذكرن عزة في ندبتهن له فقال أبو جعفر محمد بن علي وكان والياً على المدينة: افرجوا لي عن جنازة كثير لأرفعها فجعلوا يدفعون عنها النساء، وجعل يضربهن محمد بن علي بكمه ويقول "تنحين يا صويحبات يوسف". اقرأ المزيد
إن اعتزاز المسلم بنفسه نابع من تعاليم دينه وربه، وهو كبرياء وإيمان، وكبرياء الإيمان غير كبرياء الطغيان، إنها أنفة المؤمن أن يصغر لسلطان أو يتضعضع في مكان، أو يكون ذنبا لإنسان. هي كبرياء فيها من التمرد بقدر ما فيها من الاستكانة، وفيها من التعالي بقدر ما فيها من التطامن، فيها الترفع على مغريات الأرض ومزاعم الناس وأباطيل الحياة، وفيها الانخفاض إلى خدمة المسلمين والتبسط معهم، واحترام الحق الذي يجمعه بهم، فيها إتيان البيوت من أبوابها، وطلب العظمة من أصدق سبلها اقرأ المزيد
الزاهد سالم بن عبد الله في مواجهة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك: في موقف لسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، والذي طاف مع الخليفة هشام بن عبد الملك ودخل معه الكعبة، رغم منع الخليفة الناس من ذلك وأمرهم بإخلاء المطاف له. وحاول الخليفة أن يؤدب سالما فدعاه إلى مجلسه، وجاء فقعد على فراش الخليفة وخاطبه باسمه مجردا من الكنية واللقب وصافحه مصافحة عادية، فلامه الناس على ذلك، وقال له هشام لم تطوف معي وتقعد اقرأ المزيد
إن اعتزاز العربي بعزته وكرامته لهو أمر معروف منذ العصر الجاهلي؛ ولكن جاء الإسلام بترشيد مفهوم العزة والكرامة، فالعزة بالله ولرسول الله وللمؤمنين، والعزة في الحق وللحق وبالحق وليس بالظلم والتطاول والبغي على حقوق الضعفاء والمقهورين، ولا ننسى هنا موقف سيدنا عمر بن الخطاب وهو أمير للمؤمنين عندما وقف ببابه أسياد قريش ممن تأخروا في اعتناق الإسلام من أمثال أبي سفيان وعكرمة فأخر دخولهم إليه، وسمح أولاً لفقراء المسلمين الذين سارعوا باعتناق الدين، والدفاع عنه والجهاد من اقرأ المزيد
ولنمضي قليلا بعد ذكر بعض تلك الآثار العطرة من حياة رسولنا العظيم -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الأبرار من الرجال والصبيان، إلى سير بعض الصحابيات المؤكدات لذواتهن، الواثقات من أنفسهن، ولنبدأ بموقف السيدة أسماء بنت يزيد الأنصارية الأشهلية، فقد روى عنها مسلم بن عسد، أنها أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بين أصحابه، فقالت: "بأبي أنت وأمي يارسول الله. أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، اقرأ المزيد
ودليلي على ذلك سآخذه من سير الخلفاء الراشدين، سنعيش معهم مواقفاً كلها تأكيد للذات، هذه المواقف ليست متعلقة بهم وحسب، ولكنها متعلقة أيضا بأسرهم، وأقاربهم، ورعيتهم من المسلمين وغير المسلمين!؛ فمن عظمة الدين الإسلامي أنه لم يكتف بتأكيد المسلمين لذواتهم، وزرع الثقة في نفوسهم، بل جعل المسلمين يحترمون إرادة أصحاب الديانات الأخرى، واحترام ديانة الآخر ومعتقداته يكون دافعا له على احترام ذاته وخصوصا إذا كان أصحاب الديانات الأخرى أقلية في المجتمع المسلم!. اقرأ المزيد