عام 1979 هو العام الذي غيّر الواقع العربي وقلبه رأسا على عقب, وأطاح بالأهداف والطموحات العربية, وحول الوجود العربي إلى شذر مذر, وقد يقول قائل أن ما جرى فيه صدفة, لكن القول بذلك يكشف نوعا من السذاجة والجهل المروع, فمنذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور كل ما يحصل في المنطقة يتحقق بحسبان دقيق ويمضي وفقا لخطط تحقيق المشروع المرسوم والموعود. ويبدو أن حصيلة النتائج والدراسات التي تراكمت منذ (16\5\1916) وحتى عام 1979 قد أفضت إلى أن تحصل المتغيرات التي أودت بالوجود العربي وطمست المشاريع الوطنية والعربية, التي كانت تسعى لضم شمل العرب وتوحيد صفوفهم. اقرأ المزيد
الدين من ضرورات الحياة منذ أن بدأت أول الخطوات الآدمية فوق التراب, وقد بحث عنه جلجامش في ملحمته, وأول ما شيده البشر هي المعابد, وأول ما أدركه أن يكون هناك إله, وبعد مسيرة طويلة تعددت الأديان وتطورت واتخذت حالات معروفة ولا تزال فاعلة في الحياة, وكل بما لديه فرحون ويحسبون أن دينهم هو الدين المبين اليقين. ولا فرق بين مجتمعات الدنيا بأسرها بخصوص الدين, فلكل منها دينه وربه ومعابده وطقوسه وآلياته التعبدية وما يتصل بها من سلوكيات وتفاعلات, لكنها تقدمت وتطورت وتواصلت بعقولها ووضعت للدين وقته وحالته, وللحياة قيمتها وضروراتها ومتطلباتها, التي تستدعي منها النشاط والإبداع والتقدم المتوثب للأمام. اقرأ المزيد
العرب يلومون الآخرين ويتوسلونهم, ولا يلومون أنفسهم ويتفاعلون مع بعضهم بإيجابية, والحقيقة الدامغة أن العرب مخطئون والآخرين مصيبون, ذلك أن العرب يوفرون الفرص الذهبية للاستثمار بمشاكلهم وأخطائهم وهم في غفلة يعمهون, ولا يرعوون ويستيقظون ويدركون بأن ما يقومون به هو عين المهين. فالواقع البشري ومنذ الأزل يقضي بأن القِوى تستثمر في أخطاء ومشاكل القوى الأخرى, لتضمن السيطرة عليها والتحكم بمصيرها بل واستعبادها, ولا توجد قوة في الأرض مهما صغرت أو كبرت إلا وتسعى للاستثمار بمشاكل وأخطاء القوى الأخرى من حولها, وهذا هو ديدن الصراعات وموقد الحروب على مر العصور والأزمان. اقرأ المزيد
الذلة كلمة يرددها العرب ويرفعونها بشعارات تشير إلى رفضها وعدم الركون إليها والثورة عليها ومقاومتها, لكنهم يمعنون بالتمرغ بأوحال الإذلال والامتهان. فترى عبارات رفض الذلة مرفوعة فوق الأكواخ والبيوت العشوائية وحول الفقر, وعلى ربوع المسكنة والعوز والقهر والظلم والإجهاز على العزة والكبرياء, والحناجر تهتف بعدم الذلة وهي تمارس أذل من الذلة!! أ ليس الإفقار والاحتقار والإهانة والاستعباد والإمعان بالخنوع ذلة؟!! أ ليس الرضوخ للفساد والنهب والسلب والإذعان للدجل والأكاذيب ذلة؟!! أ ليس القبول بالحكم بالحاجات والصعوبات والممنوعات ذلة؟؟ أ ليس القبول بفقدان البنى التحتية من رعاية صحية ووسائط نقل وشوارع حديثة ومدن جميلة ذلة؟!! اقرأ المزيد
أمة العرب ربما تستحق وصف أمة العطب, ذلك أن معظم بقاعها في احتراق ودمار وخراب واستعار وانسجار وتناحر وتصارع واقتتال. العراقي يقتل العراقي السوري يقتل السوري الليبي يقتل الليبي اليمني يقتل اليمني المصري يقتل المصري الفلسطيني يقتل الفلسطيني اقرأ المزيد
التأريخ العربي المعاصر يمكن اختصاره بمقالة قصيرة واحدة تغنيك عن قراءة الكتب والنظر في الأحداث المتوالدة والويلات المتصاعدة، فالتقييم السلوكي للواقع العربي منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر وحتى اليوم، محكوم بآليات وقوانين ثابتة ومعادلات راسخة متفاعلة بوتيرة متصاعدة. فالموضوع باختصار هو القبض على مصير الأمة واستعبادها ومنع الصيرورة العربية الحضارية المعاصرة التي تواصلت على مدى قرون، وفي ذلك الزمان كانت الدولة العثمانية هي القوة المهيمنة في العالم ولها التأثير الطاغي، لكنها بدأت تصاب بالهزال والضعف، فتحركت نحوها القوى التي تتربص لافتراسها، ولهذا بدأت الدعوات القومية العربية والترويج للحركات والجمعيات والأحزاب، التي تواصلت في صناعة البيئة المناوئة لها، وقد تتوّجت بالثورة العربية الكبرى ذات الوعود الكاذبة من قبل القوى التي تحاربها، وعندما هُزمت الدولة العثمانية وجد العرب أنفسهم أمام سراب الوعود، فتم القضاء على قائد الثورة (علي بن الحسين) ونفيه إلى جزيرة مالطة، وتوزيع أبنائه على الدول المرسومة الحدود وفقا لمعاهدة سايكس بيكو. اقرأ المزيد
"نارهم تاكل حطبهم"!! هذا مثل شائع ومعروف في مجتمعنا، وخلاصته أن الآخر الذي لا تحبه، تتمنى له أن يستهلك حياته وما عنده في صراعات متنامية مع بعضه البعض، كتقاتل الأخوة فيما بينهم والأقارب وأبناء العائلة الواحدة. أي أنهم بدل أن يكونوا متوحدين متعاضدين، يتحولون إلى أعداء يقاتل بعضهم البعض. وفي مجتمعاتنا أمثلة على هذا السلوك. ويبدو أن نظرية "فرق تسد" قد تم استهلاكها في القرن العشرين، وأدت إلى اتخاذ نظرية قائمة في المجتمع وهي نظرية "نارهم تاكل حطبهم"!، ولتحقيق التعبير الفعلي والعملي عنها، لا بد من صناعة النار، وتبين أن الدين هو النار، ويمكن للدين أن يلتهب بتفاعلات معينة وبسيطة، وذلك بأن يتحول الدين إلى قوة سياسية، وأن يتم إنشاء أحزاب سياسية قادرة على التوصل إلى الحكم، عبر آليات وتفاعلات ذات تداعيات إحراقية، ومديات اشتعالية فائقة. اقرأ المزيد
من النظريات الأكثر قبولا والتي تفسر انقراض الديناصورات, أن تلك المخلوقات العظيمىة كانت تأكل النباتات وترعى مثل الغزلان والخرفان وغيرها من الحيوانات التي تعيش على النباتات. ومع توالي القرون ودوران الأزمان برز من بينها نوع جديد يأكل اللحوم ويتميز بفكين عظيمين وأنياب حادة, ومخالب يدين كبيرة وشرسة, وهذا النوع من الديناصورات لا يستطيع صيد الحيوانات الأخرى لأنه لا يمتلك قدرات الركض السريع, فلا يستطيع صيد الغزلان أو الأرانب والثيران وغيرها من أهداف الحيوانات المفترسة, فما وجد إلا أن يفترس الديناصورات العظيمة التي تأكل النباتات, فتهاجمها مجموعات منها وتفترسها, ومع تواكب القرون, ازداد عدد هذه الديناصورات وراحت تفتك بالديناصورات الأخرى, حتى تمكنت من القضاء عليها, فوجدت نفسها بكثرتها الهائلة غير قادرة على توفير الطعام, فراحت تتصارع وتتقاتل وتفترس بعضها, حتى انقرضت وصارت متحجرات, نقرأ عنها ونكتشف هياكلها. اقرأ المزيد
العرب بعروبتهم مثلما اليابانيون بيابانيتهم, والصينيون بصينيتهم, والهنود بهنديتهم, والأتراك بتركيتهم والإيرانيون بإيرانيتهم, والألمان بألمانيتهم والفرنسيون بفرنسيتهم والأمريكان بأمريكيتهم, وهكذا الأمم والشعوب على مر العصور والأزمان. وفي زمن تتأكد فيه هوية الأمم وتتبرعم وتورق وتتنامى, يخلع العرب جوهر وجودهم ويقطعون أغصانهم, ويحرقون جذوع كينونتهم ويحاربون جذور ذاتهم, ويعوقون مسارات نسغهم الذي يمنحهم الحياة والقوة والقدرة على التواصل والبقاء وذلك بتنكرهم لعروبتهم, فأصبحوا بلا ملامح مميزة أو علامات فارقة, تشير إليهم وتعزز قيمتهم ودورهم في الحياة, التي يمضون في دروبها بانكسارات متلاحقة ونكسات عاصفة لا ترحمهم, ولا تساهم في تنمية قدراتهم وبناء حاضرهم ومستقبلهم. اقرأ المزيد
وزير خارجية دولة كُبرى يُذكّر العرب بانتسابهم للعروبة وليس لقوم آخرين يستثمرون بالمذهبيات والطائفيات لتحقيق أهدافهم الوطنية ومصالحهم وتطلعاتهم, وبعضهم كأنهم غافلون ولا يأخذون قوله محمل الجد, وإنما يمعنون بالتسفيه والتلويح بالتهديد والقول العقيم, وكأنهم براميل فارغة يتم قرعها أنى تشاء المصالح وتستدعي المواجهات, وهم الخاسرون دوما وأسيادهم الرابحون أبدا. العروبة تم تناسيها أو تجاهلها واتهامها بتسميات وتوصيفات قبيحة وسلبية على مدى عقدين أو يزيد, وقد تفاقم العدوان على العروبة بعد ألفين وثلاثة, وانطلقت مواقع وصحف ومجموعات وفئات وأحزاب ومؤسسات بالهجوم السافر عليها, ومحاولة اقتلاعها من الوعي الفردي والجمعي للإنسان العربي, وتم تغذية المعادين لها وتمويلهم وتسليحهم وتقويتهم ورعايتهم, فاندفعوا في ممارسات أسهمت بتغليب العديد من التوصيفات الدونية الإهلاكية على العروبة, التي هي نبع القوة وأصل الاقتدار والتقدم والرقاء العربي, وبدونها لا وجود ولا قيمة للعرب أينما وجدوا. اقرأ المزيد