"نارهم تاكل حطبهم"!! هذا مثل شائع ومعروف في مجتمعنا، وخلاصته أن الآخر الذي لا تحبه، تتمنى له أن يستهلك حياته وما عنده في صراعات متنامية مع بعضه البعض، كتقاتل الأخوة فيما بينهم والأقارب وأبناء العائلة الواحدة. أي أنهم بدل أن يكونوا متوحدين متعاضدين، يتحولون إلى أعداء يقاتل بعضهم البعض. وفي مجتمعاتنا أمثلة على هذا السلوك. ويبدو أن نظرية "فرق تسد" قد تم استهلاكها في القرن العشرين، وأدت إلى اتخاذ نظرية قائمة في المجتمع وهي نظرية "نارهم تاكل حطبهم"!، ولتحقيق التعبير الفعلي والعملي عنها، لا بد من صناعة النار، وتبين أن الدين هو النار، ويمكن للدين أن يلتهب بتفاعلات معينة وبسيطة، وذلك بأن يتحول الدين إلى قوة سياسية، وأن يتم إنشاء أحزاب سياسية قادرة على التوصل إلى الحكم، عبر آليات وتفاعلات ذات تداعيات إحراقية، ومديات اشتعالية فائقة. اقرأ المزيد
من النظريات الأكثر قبولا والتي تفسر انقراض الديناصورات, أن تلك المخلوقات العظيمىة كانت تأكل النباتات وترعى مثل الغزلان والخرفان وغيرها من الحيوانات التي تعيش على النباتات. ومع توالي القرون ودوران الأزمان برز من بينها نوع جديد يأكل اللحوم ويتميز بفكين عظيمين وأنياب حادة, ومخالب يدين كبيرة وشرسة, وهذا النوع من الديناصورات لا يستطيع صيد الحيوانات الأخرى لأنه لا يمتلك قدرات الركض السريع, فلا يستطيع صيد الغزلان أو الأرانب والثيران وغيرها من أهداف الحيوانات المفترسة, فما وجد إلا أن يفترس الديناصورات العظيمة التي تأكل النباتات, فتهاجمها مجموعات منها وتفترسها, ومع تواكب القرون, ازداد عدد هذه الديناصورات وراحت تفتك بالديناصورات الأخرى, حتى تمكنت من القضاء عليها, فوجدت نفسها بكثرتها الهائلة غير قادرة على توفير الطعام, فراحت تتصارع وتتقاتل وتفترس بعضها, حتى انقرضت وصارت متحجرات, نقرأ عنها ونكتشف هياكلها. اقرأ المزيد
العرب بعروبتهم مثلما اليابانيون بيابانيتهم, والصينيون بصينيتهم, والهنود بهنديتهم, والأتراك بتركيتهم والإيرانيون بإيرانيتهم, والألمان بألمانيتهم والفرنسيون بفرنسيتهم والأمريكان بأمريكيتهم, وهكذا الأمم والشعوب على مر العصور والأزمان. وفي زمن تتأكد فيه هوية الأمم وتتبرعم وتورق وتتنامى, يخلع العرب جوهر وجودهم ويقطعون أغصانهم, ويحرقون جذوع كينونتهم ويحاربون جذور ذاتهم, ويعوقون مسارات نسغهم الذي يمنحهم الحياة والقوة والقدرة على التواصل والبقاء وذلك بتنكرهم لعروبتهم, فأصبحوا بلا ملامح مميزة أو علامات فارقة, تشير إليهم وتعزز قيمتهم ودورهم في الحياة, التي يمضون في دروبها بانكسارات متلاحقة ونكسات عاصفة لا ترحمهم, ولا تساهم في تنمية قدراتهم وبناء حاضرهم ومستقبلهم. اقرأ المزيد
وزير خارجية دولة كُبرى يُذكّر العرب بانتسابهم للعروبة وليس لقوم آخرين يستثمرون بالمذهبيات والطائفيات لتحقيق أهدافهم الوطنية ومصالحهم وتطلعاتهم, وبعضهم كأنهم غافلون ولا يأخذون قوله محمل الجد, وإنما يمعنون بالتسفيه والتلويح بالتهديد والقول العقيم, وكأنهم براميل فارغة يتم قرعها أنى تشاء المصالح وتستدعي المواجهات, وهم الخاسرون دوما وأسيادهم الرابحون أبدا. العروبة تم تناسيها أو تجاهلها واتهامها بتسميات وتوصيفات قبيحة وسلبية على مدى عقدين أو يزيد, وقد تفاقم العدوان على العروبة بعد ألفين وثلاثة, وانطلقت مواقع وصحف ومجموعات وفئات وأحزاب ومؤسسات بالهجوم السافر عليها, ومحاولة اقتلاعها من الوعي الفردي والجمعي للإنسان العربي, وتم تغذية المعادين لها وتمويلهم وتسليحهم وتقويتهم ورعايتهم, فاندفعوا في ممارسات أسهمت بتغليب العديد من التوصيفات الدونية الإهلاكية على العروبة, التي هي نبع القوة وأصل الاقتدار والتقدم والرقاء العربي, وبدونها لا وجود ولا قيمة للعرب أينما وجدوا. اقرأ المزيد
منذ أن وُجدت الدول العربية بأنظمتها المتنوعة وهي في تنافرات واختلافات وصراعات سلبية مختلقة, تهدف لتبديد الطاقات واستنزاف القدرات وزهق أرواح الملايين من الأبرياء بحروب عبثية ونزاعات بهتانية, وكلها أدّت إلى ما وصلت إليه أحوال العرب بعد قرن من إنشاء أنظمتهم خصوصا في دول كالعراق وسوريا ومصر. وقد استثمرت القوى الطامعة بالعرب هذه التفاعلات وأججتها وحصدت من ورائها أرباحا هائلة, ونجحت في حرمان العرب من الاستثمار بثرواتهم وطاقاتهم الشبابية, ومنعتهم من تعزيز فكر البناء والعمران وأشاعت مفاهيم الخراب والتدمير الشامل للبنيان والإنسان. كما أنها حققت أعظم الانتصارات على العرب بتحويل دينهم إلى قوة سياسية للنيل منهم, والفتك بوجودهم وتعويقهم اقرأ المزيد
أي يمعنون باختلاق المعارك بينهم, وهمُ في عراك دائب, ويجتهدون باختيار موضع القتال الذي يعتركون فيه إذا التقوا, وهمُ في معاركة دائمة وكأن رسالتهم وديدنهم الاعتراك!! فالعرب معركتهم واحدة ومصيرهم واحد وكل ما فيهم واحد, لكنهم ألف واحد وواحد, فهم يتناطحون ويتصارعون ويتذابحون وبأسلحة أعدائهم يتفاخرون, وبسفك دمائهم يتمجّدون وبجهالتهم يتبارزون وبغفلتهم يعمهون. والطامع بالعرب يقول: دعهم يتمعركون ولأسلحتنا يشترون, فنارهم تأكل حطبهم وهم فرحون!! اقرأ المزيد
طبيعة التفاعلات الدولية ومنذ أن أقامت البشرية دولها بمسمياتها المتنوعة، تمضي على مبدأ التصارع والتنافس على مصادر الطاقة والقوة وتنمية القدرة والاستحواذ على مقدرات الآخرين، وقد مارست العديد من الوسائل والحيل والسلوكيات وعلى رأسها الحروب، ومن ثم تطورت الأساليب وتعقدت وتشابكت وتواكبت مع قدرات التنامي العقلي البشري عبر العصور. ولا جديد في الأمر إن طمعت قوة بالسيطرة على قوة أخرى أو مصادرة ثرواتها والقبض على مصيرها، اقرأ المزيد
عالم اليوم وجود بخرائط معلومة ترسم جغرافية المستقبل ومواقيت أحداثه وتوالداتها وما ستؤول إليه تفاعلاتها وما هي النتائج الناجمة عنها، وكيف يتم الاستثمار فيها للوصول إلى غايات مطلوبة وأهداف محسوبة. وهناك مجتمعات صغيرة تمكنت من الإمساك بإرادة قِوى كبرى وسخرتها وفقا لمشيئتها ومنطلقاتها المستقبلية، فأخذت ترسم لها خرائط الأحداث والتغيرات على رُقع تفاعلية ذات عقد أو عدة عقود من الامتداد والاتساع والتأثير المتوالد الخلاق. وتجدنا اليوم في محنة الهيمنة الخرائطية على مصير الأمم والشعوب والثروات، فكل ما يجري محسوب ومقدّر بدقة متناهية ووفقا لأبحاث ودراسات وتجارب وتقنيات، اقرأ المزيد
من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الأنظمة العربية ومنذ تأسيس دولها, أنها أهملت البناء الداخلي والتأكيد على حقوق المواطنة والوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي المتين. فجميعها وبلا استثناء أمعنت بما يضرها ويؤذي أوطانها ويمزق مجتمعاتها. وحتى التجربة المصرية في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين, لم تؤكد على ذلك برغم توفر الأسباب والظروف الذاتية ولم تقدم نموذجا عربيا يحتذى به, بل أنها لم تفكر بآليات تفاعلية راجحة وراسخة ما بين العرب رغم دعواتها القومية وتوجهاتها العروبية. ومضت الدول العربية على سكة الفرقة والتناحرات الحزبية والكرسوية, ودخلت معظمها في دوامات الانقلابات والتصارعات الداخلية, التي تعاظمت بسبب الحروب والاستنزافات المتنوعة وعلى رأسها النزيف الاقتصادي والبشري, ووصلت ذروتها في مطلع القرن الحادي والعشرين, الذي كشف عن هشاشة البناء الداخلي العربي, وسيادة التبعية ونكران الذات العربية. اقرأ المزيد
الأمة تعيش محنة السياسة والدين، وهذان العاملان من أهم العوامل التي تفرق ما بين الناس وتدفع بهم إلى التصارع والاقتتال. فمنذ أن أنشِئت الدول ووجدت الأديان والحروب مستعرة ما بين البشر. وفي مجتمعاتنا يطغى الدين والسياسة على الحديث والخطاب وما تتناوله الأقلام، ولهذا فإن التفرقة متأججة والصراعات ملتهبة، فالأمر واضح وعسير، وهو لا يخص مجتمعاتنا وحسب بل تخضع له مجتمعات الدنيا الأخرى. اقرأ المزيد