منذ أن وُجدت الدول العربية بأنظمتها المتنوعة وهي في تنافرات واختلافات وصراعات سلبية مختلقة, تهدف لتبديد الطاقات واستنزاف القدرات وزهق أرواح الملايين من الأبرياء بحروب عبثية ونزاعات بهتانية, وكلها أدّت إلى ما وصلت إليه أحوال العرب بعد قرن من إنشاء أنظمتهم خصوصا في دول كالعراق وسوريا ومصر. وقد استثمرت القوى الطامعة بالعرب هذه التفاعلات وأججتها وحصدت من ورائها أرباحا هائلة, ونجحت في حرمان العرب من الاستثمار بثرواتهم وطاقاتهم الشبابية, ومنعتهم من تعزيز فكر البناء والعمران وأشاعت مفاهيم الخراب والتدمير الشامل للبنيان والإنسان. كما أنها حققت أعظم الانتصارات على العرب بتحويل دينهم إلى قوة سياسية للنيل منهم, والفتك بوجودهم وتعويقهم اقرأ المزيد
أي يمعنون باختلاق المعارك بينهم, وهمُ في عراك دائب, ويجتهدون باختيار موضع القتال الذي يعتركون فيه إذا التقوا, وهمُ في معاركة دائمة وكأن رسالتهم وديدنهم الاعتراك!! فالعرب معركتهم واحدة ومصيرهم واحد وكل ما فيهم واحد, لكنهم ألف واحد وواحد, فهم يتناطحون ويتصارعون ويتذابحون وبأسلحة أعدائهم يتفاخرون, وبسفك دمائهم يتمجّدون وبجهالتهم يتبارزون وبغفلتهم يعمهون. والطامع بالعرب يقول: دعهم يتمعركون ولأسلحتنا يشترون, فنارهم تأكل حطبهم وهم فرحون!! اقرأ المزيد
طبيعة التفاعلات الدولية ومنذ أن أقامت البشرية دولها بمسمياتها المتنوعة، تمضي على مبدأ التصارع والتنافس على مصادر الطاقة والقوة وتنمية القدرة والاستحواذ على مقدرات الآخرين، وقد مارست العديد من الوسائل والحيل والسلوكيات وعلى رأسها الحروب، ومن ثم تطورت الأساليب وتعقدت وتشابكت وتواكبت مع قدرات التنامي العقلي البشري عبر العصور. ولا جديد في الأمر إن طمعت قوة بالسيطرة على قوة أخرى أو مصادرة ثرواتها والقبض على مصيرها، اقرأ المزيد
عالم اليوم وجود بخرائط معلومة ترسم جغرافية المستقبل ومواقيت أحداثه وتوالداتها وما ستؤول إليه تفاعلاتها وما هي النتائج الناجمة عنها، وكيف يتم الاستثمار فيها للوصول إلى غايات مطلوبة وأهداف محسوبة. وهناك مجتمعات صغيرة تمكنت من الإمساك بإرادة قِوى كبرى وسخرتها وفقا لمشيئتها ومنطلقاتها المستقبلية، فأخذت ترسم لها خرائط الأحداث والتغيرات على رُقع تفاعلية ذات عقد أو عدة عقود من الامتداد والاتساع والتأثير المتوالد الخلاق. وتجدنا اليوم في محنة الهيمنة الخرائطية على مصير الأمم والشعوب والثروات، فكل ما يجري محسوب ومقدّر بدقة متناهية ووفقا لأبحاث ودراسات وتجارب وتقنيات، اقرأ المزيد
من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الأنظمة العربية ومنذ تأسيس دولها, أنها أهملت البناء الداخلي والتأكيد على حقوق المواطنة والوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي المتين. فجميعها وبلا استثناء أمعنت بما يضرها ويؤذي أوطانها ويمزق مجتمعاتها. وحتى التجربة المصرية في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين, لم تؤكد على ذلك برغم توفر الأسباب والظروف الذاتية ولم تقدم نموذجا عربيا يحتذى به, بل أنها لم تفكر بآليات تفاعلية راجحة وراسخة ما بين العرب رغم دعواتها القومية وتوجهاتها العروبية. ومضت الدول العربية على سكة الفرقة والتناحرات الحزبية والكرسوية, ودخلت معظمها في دوامات الانقلابات والتصارعات الداخلية, التي تعاظمت بسبب الحروب والاستنزافات المتنوعة وعلى رأسها النزيف الاقتصادي والبشري, ووصلت ذروتها في مطلع القرن الحادي والعشرين, الذي كشف عن هشاشة البناء الداخلي العربي, وسيادة التبعية ونكران الذات العربية. اقرأ المزيد
الأمة تعيش محنة السياسة والدين، وهذان العاملان من أهم العوامل التي تفرق ما بين الناس وتدفع بهم إلى التصارع والاقتتال. فمنذ أن أنشِئت الدول ووجدت الأديان والحروب مستعرة ما بين البشر. وفي مجتمعاتنا يطغى الدين والسياسة على الحديث والخطاب وما تتناوله الأقلام، ولهذا فإن التفرقة متأججة والصراعات ملتهبة، فالأمر واضح وعسير، وهو لا يخص مجتمعاتنا وحسب بل تخضع له مجتمعات الدنيا الأخرى. اقرأ المزيد
"ستان" تعني الموطن. فنقول عربستان أي موطن العرب وباكستان أي موطن الباكستانيين. وداء "ستان" أخذ ينتشر في الأرض ويعبر عن نفسه بتفاعلات متنوعة تهدف إلى تحقيق أكبر عدد من الضحايا البشرية, وتوفير النبيذ الأحمر الذي تنزفه العروق الحية لكي تشربه الأرض وتبقى في حالة ثمول شديد ودوران أبيد. فليس من الغرابة أن نتحدث في هذا الموضوع, الذي يُعبَّر عنه بأساليب تمويهية وتضليلية, لكنها تهدف إلى إعداد الناس للوصول إلى حقيقة وواقع يُجبَرون عليه, برغم ما فيهم من مفردات ومعاني لا تقره وترضاه, وذلك يكون بتوفير الضربات الانفعالية ذات التأثير العاطفي الشديد جدا. اقرأ المزيد
عاملان أساسيان ومؤثران في الأحداث والتطورات والتفاعلات المتداعية القائمة في المنطقة, وقد تسببا بما لا يُصدق من الصراعات والخسائر والانتكاسات المروعة, التي خيمت على مسيرات أجيال اختنقت بالخيبات والحسرات.فالجهل هو عدم معرفة ما يفكر به الآخرون ويتربصون له وكيفيات وآليات التصدي والمناورة والمواجهة الحكيمة الصائنة للمصالح الوطنية, والغباء السياسي المستشري في أروقة الكراسي وباحات السلطات المتسيدة بقدرات الطامعين بشعبها وأرضها, أسهما بتفعيل خطط ومشاريع المفترسين الشرسين, ووفرا لهم الفرص والقدرات الكفيلة بالافتراس المروع المريح. اقرأ المزيد
المجتمعات والشعوب بإرادتها, فكيفما تريد تكون, أما إذا انتفت إرادتها فإنها تتحول إلى بضاعة تباع وتشترى في مزادات الإرادات المتفاعلة. وفي عالمنا العربي تسود نمطية ذهنية راسخة ومتوارثة عبر الأجيال مفادها, إنهم يريدون, وبما يريدون يتم تفسير الأوضاع القائمة والأحداث العاتية العاصفة في المنطقة. فالأجوبة جاهزة إنها هذه القوة العالمية أو الإقليمة وانتهى الموضوع, ولا بد من التسليم بالأمر الواقع. أمريكا تريد وروسيا وتركيا وإيران والدول الغربية تريد, وغيرها من الدول تريد, فلكل مشكلة دولة تريد, وما تساءلنا ماذا نحن نريد؟ اقرأ المزيد
محنٌ تتوافد وأمة تتمحن في ذاتها وموضوعها وتمضي في غياهب النواكب، الضاريات العاصفات في أرجاء وجودها المتخرّب المتحزب والمتمذهب، والمتخنع المتفرق والموالي لأعدائه الأشراس، والأمة كأنها تستلطف مواجعها وتستثمر فيها، فيتنامى نزيفها وتتسع ميادين خسرانها وإتلافها المرير. كأن الأمة تتربص المحن وتودها وتسعى إليها بطاقات أجيالها، وما فيها وعندها من الموروثات والثقافات والثروات، ولا تجدها جادة أو متطلعة لتذليل الصعوبات وتفتيت المحن وتبديد الصولات، فكل قضية في بدنها تبدو مزمنة وسرطانية الطباع والتفاعلات ، فلا قضية مهما كانت صغيرة أو كبيرة تمكنت من حلها وتجاوزها والخروج من قبضتها. اقرأ المزيد