في الإسلام مفاهيم وضوابط واضحة لا تقبل بأيِّ حالٍ من الأحوال قتْل الأبرياء ــ وهو مضمون المصطلح المتداول الآن "الإرهاب"ــ مهما كانت الظروف والأعذار حتى ولو استخدم الطرف المعادي نفسه هذا الأسلوب. وفي قول ابن آدم (هابيل) لأخيه (قابيل) حكمة بالغة لمن يعيها: (لئِنْ بسَطْتَ إليَّ يدَكَ لتقتُلني ما أنا بباسطِ يدِيَ إليكَ لأقتُلَكَ إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمين. إنّي أُريدُ أن تبُوْأَ بإثْمي وإثْمِكَ فَتكونَ من أصحابِ النّارِ وذلكَ جزاءُ الظالمين). (القرآن الكريم ـ سورة المائدة/الآيتان 28 و29). اقرأ المزيد
الأوطان لا تؤسسها الكراسي, ولا تبنيها الأحزاب المتصارعة, ولا تُحقق إرادتها التبعية والاستسلام للآخرين، ولا تصنعها الأكاذيب والأضاليل والخداعات والافتراءات, والتفاعلات السلبية ما بين أبنائها, حيث يتم النيل من القدرات, والانسياق في دروب الضياع والتداعي والفساد والخسران. الأوطان لا يطورها رجال غارقون في الكراسي, ومتمسكون بها حد الموت, وساعون للبقاء فيها مهما كلف ذلك من خسائر مادية وفكرية ونفسية, واجتماعية وأخلاقية وقانونية ودستورية وإنسانية. اقرأ المزيد
في المشرق العربي صراعٌ سياسي محلّي/إقليمي/دولي، مهما حاول البعض تغليفه ببراقع طائفية ومذهبية أو صبغه بألوان آيديولوجية دينية مختلفة. وهو صراع ممزوج مع خطايا حكومات ومعارضات، ومع تراث تاريخي من مفاهيم وممارسات انقسامية خاطئة توظّفها القوى المحلّية والخارجية المتصارعة، وهو أيضاً صراع القوى الخارجية الطامعة بالوصاية والهيمنة على مواقع وثروات الأرض العربية. اقرأ المزيد
قد لا يختلف عربيان على أن ما ظنوا به ربيعاً قبل ما يزيد عن الثلاثة أعوام لن يؤولَ لما آلَ إليه هذه الأيام؛ فما عاد للانتفاضات مكان، ولم يبقَ لأحاديث الحريات والديمقراطية مجال، فذهبت آمال الديمقراطية أدراج الرياح، وبعد أن شـوّهت الدماء والمعاناة الصورة رويداً رويداً، بدا وكأن ربيعهم قد اختُطف بعيداً عما كان يجب أن يكون عليه. ظهرت "النُصرة" فـ "داعش"، فخلطت الأوراق، وأجَّجت من جديد نظريات المؤامرة، فيما رأى آخرون أن ما كان لهذا أن يكون لولا الجهل المستشري بين شعوب العرب، وواقع الأمر هو خليط بين هذا وذاك. اقرأ المزيد
الأمريكيون مُغرمون بإطلاق عناوين سينمائية على حُروبهم وحملاتهم الاستعمارية، "عاصفة الصحراء" 1991، و"ائتلاف الراغبين" على غزو العراق 2003، و"العزيمة الصلبة" على حملتهم الحالية على العراق وسوريا. ولا نستبعد أن تُتحفنا (هوليوود) قريباً بسلسلة من الأفلام تتناول البطولات الأمريكية في الحرب الجديدة ضد "العرب اقرأ المزيد
سبعون سنةً تقريباً مضت على تأسيس جامعة الدول العربية، والتي شملت –تدريجياً- أراضي الوطن العربي والذي تبلغ مساحته حوالي14 مليون كم²، وعدد سكانه- كأمّة واحدة- تزيد على سكان مجموعة دول الاتحاد الأوروبي، وينص ميثاقها في الأساس – وحتى الآن- على التنسيق بين الدول العربية الأعضاء في كافة شؤونها المشتركة، الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية، اقرأ المزيد
هل تريد أميركا توريط تركيا في المستنقع السوري؟ سؤال لا يحمل مفاجآت والإجابة عليه بالإثبات أو النفي لا تحمل دلالة .. مسئولون أتراك كبار صرحوا للإعلام: دخولنا سوريا يراد له أن يكون كدخول صدام الكويت، وتأييد أميركا لنا لا يمنع قيام روسيا بدور أميركا في عام 1991 ووضع تركيا أمام استحقاقات قضائية دولية. اقرأ المزيد
الوضع العربي الراهن يُشيع "الإحباط" ويجعله "سمة ثابتة" لدى شرائح اجتماعية متزايدة، بعد أن كان "حالة عارضة مؤقتة" في عقود خلت. لقد أضحى الأمر أكثر بؤسا وأشد خطرا من حالة شيوع الإحباط، وهو توصيف ظللنا نردده في السنوات الماضية، مما جعلني ألوذ بكلمة عربية جديدة عبر الاشتقاق اللغوي، وهذه الكلمة هي: "الاحتباط"، والتي أحسب أن لها قدرة توصيفية وتفسيرية أعلى. فما هو "الاحتباط"، وما سماته وما مستوياته وما آثاره؟ وما مسوغات إيجاد هذه الكلمة من الزاوية اللغوية والاصطلاحية؟ هذا ما سوف أعالجه في المحاور التالية. اقرأ المزيد
دولنا في بداية القرن العشرين كانت مُستعمَرة, ولم تتحرر من الاستعمار كما توهمنا إلا لبضعة عقود, وبعضها بقيت مستعمرة بصورة غير مباشرة, وفي فترة اللا استعمار فشلت دولنا في صناعة وجودها القوي المعاصر الذي يمنع الاستعمار المباشر، وفي بداية القرن الحادي والعشرين, قدمنا الأدلة الدامغة على أننا مجتمعات غير قادرة على المعاصرة والاستثمار الاقتصادي النافع لدولنا ومجتمعاتنا, فأمعنا في تبذير ثرواتنا وتسخيرها لقتل الشعب وتدمير البلاد. اقرأ المزيد
مرتكز القوة العربية يتحدد في ثلاثة دول هي العراق وسوريا ومصر, هذه الدول هي الركيزة الأساسية لقدرة العرب, وأي إضعاف لها يتسبب في انهيار القِدر العربي وانسكاب ما فيه. وبانهيار العراق كدولة وجيش وقوة ذات قيمة إقليمية وكذلك سوريا, اندلع ما في العرب وانسكب فوق رمال وجودهم المتصحر, وبقيت مصر تريد الحفاظ على استقامتها وثبات عمودها, لكن أوتاد الخيمة العربية تقطعت, والعمودان الآخران قد انكسرا. وهكذا أخذت الرياح والعواصف تعبث بالوجود العربي, واجتاحته أعاصير المصالح والتطلعات وتصفية الحسابات, وخرجت من جحورها الآفات والوحوش المفترسة, التي تريد الانقضاض على فرائسها بلا هوادة. اقرأ المزيد